(هولٌ) كأنَّ الذَّرَ من تَفجيرهِ |
طُويت به الدنيا بنفخةِ صُورِه |
و(بذاتِ حَمل) لم تكنْ إلا كما |
جاءَ الربيعُ بنفحةٍ وزُهُوهِ |
حملتْ ولم تَكُ قبلَ ذلك لابستْ |
ألمَ (المَخاضِ) بويلِهِ وثُبورِهِ |
حسَبتْه سَهلاً وهي في أطيافِها |
عُنيت بما تَحبوهُ من تَحبيرِهِ |
وتَرقَّبتْ إهلالَهُ في غِبطةٍ |
تعتدُّ ما يَكسوه يومَ بُدورِهِ |
واستبشرتْ وتربصتْ وبدا لها |
(مُتبسماً) في مهدِهِ وسَريرِهِ |
وقضتْ شُهوراً في الرؤى خلابةً |
وتراه في آصالِهِ وبكورِهِ |
وتَقَرُّ عيناً أنها بوليدِها |
في نعمةٍ مزداتةٍ بِحُبورِهِ |
وترقبتها ساعةً ما مثلَها |
في (الطلقِ) إلا الموتُ في تَوهيرِهِ |
فانقضَّ يَمخُضُها وكلُّ فريصةٍ |
منها تكادُ تجز من تفزيرِهِ |
وكأنما هي في احتضارٍ خانقٍ |
دوَّى الصَدى بنذيرِهِ ونفيرِهِ |
وخيالَها اشتفَّ التأوُّهُ أهلَها |
وعَلا (التضرُّعُ) صَاعِداً بإثيرِهِ |
ومضتْ بذلك ليلتانِ وما هُما |
إلا المَعادُ بذرعِهِ وذُعورِهِ |
(الطبُّ) فيها عاجزٌ مُتهيِّبٌ |
و (طبيبُهُ) مُتحيِّرٌ بِغرورِهِ |
ورأى الضِّياءَ جَنينُها مُستصرخاً |
مما تخبَّطَ فيه من دَيجورِهِ |
ما كان إلا وهو في غَمَراتِهِ |
(أنثى) احتواها قبرُها بشفيرِهِ |
صرختْ وأعيتْ وارتمتْ وتململتْ |
بل جاءَ طوَّقَها الحِمامُ بِنيرِهِ |
و(الأمُ) في الوَهَنِ المُضاعَفِ هَمُها |
أن يَسلمَ (المولودُ) بعدَ عُبورِهِ |
فإذا بها تُمنى بما لم تحتسبْ |
من صمتِه وخُفاتِه ومَصيرِهِ |
ويزيدُ ذلك من تَأزُّمِ بُؤسِها |
وشقائها في (كبدها) وجُذورِهِ |
وتخِرُّ مُجهِشَةً فلولا أنَّها |
رهنَ البِلى لعَدتْ إلى مَقدورِهِ |
فانظرْ إليها والدموعُ دماؤُها |
تُبكي الجمادَ وإن قَسا بصُخورِهِ |
وكأنما قلبي لها من (رحمةٍ) |
قد ذابَ حتى لا يَعي بشعُورِهِ |
هذا وما للمرءِ في ضَرَّائِهِ |
إلا الذي يَمحو الظلامَ بنورِهِ |
رَحماكَ ربَّ العالمينَ فما عسى |
للبؤسِ إلا أنت في تَبصيرِهِ |
(فرطٌ) إلى (الفِردوسِ) إلا أنَّه |
كالجمرِ في إِحراقِهِ وسَعيرِهِ |
واللَّهُ أرأفُ بالعِبادِ وما لنا |
إلا بهِ وزرٌ إلى تَيسيرِهِ |
ما إنْ لنا غيرَ الرِّضاءِ بأمرِهِ |
مهما قَضى بورودِهِ وصُدورِهِ |
يا منْ تمزَّقَ كبدُها وفؤادُها |
وبها تلظى والحُزنُ في تَنُّورِهِ |
(بَشراكِ) (بالحُسنى) وأنتِ سليمةٌ |
وثِقي (بلُطفِ اللَّهِ) في (تقديرِهِ) |
وتذرَّعي بالصبرِ طَوعاً واسجدي |
للَّهِ حمداً واصدعي بِشُكورِهِ |
* * * |