شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
رثاءُ الملكِ عبدِ العزيزِ يومَ وفاتِهِ (1)
ما يقولُ النُّعاةُ ويحي أَرجْفٌ
زلزلَ الأرضَ أين مني الصَّواب
فدحَ الخَطبُ واستطارَ المُصابُ
وبكى الشعبُ حَسرةً والشِّعابُ
وكأنَّ القُلوبَ تُوقدُ ناراً
وكأنَّ العُيونَ مُهلٌ مُذابُ
ما يَقولُ النُّعاةُ ويحي أَرَجْفٌ
زلزلَ الأرضَ أين مني الصَّوابُ
إنَّهُ الحقُّ هكذا الموتُ فيه
تَتَساوى الفُروقُ والأَنسابُ
ماتَ (عبدُ العزيزِ) رحماك رَبي
أتغيضُ البُحورُ وهي عُباب
ماتَ (عبدُ العزيزِ) إذ هو طَوْدٌ
تفتديهِ شوامخٌ وهِضابُ
ما رأتْ مِثلَهُ العُصورُ عَظيماً
عَبقرياً ولا تَهادى الرِّكابُ
(عاهلٌ) وطِأَ (الجزيرةَ) مَجداً
لبستْهُ البلادُ والأَحقَابُ
طأطأتْ دونَهُ (العُروشُ) وألقتْ
بعصَاهَا الخُطوبُ والأسبابُ
واستفزَّ (التوحيدُ) فيه هِزبراً
تَتهاوى بسيفِهِ الأَنصابُ
أنجزَ اللَّهُ (وعدَهُ) فيه حتى
أسلمتْهُ زِمامَها الآرابُ
ثقف النصر والعتاد يقين
واقتضى الدهر ما طواه التراب
فإذا الصَّعبُ في يَديه ذلولٌ
وإذا الجَدْبُ في ذُراهُ اختِصابُ
وإذا الدينُ للهداةِ (منارٌ)
إذا العِلمُ في ضُحاهُ قِبابُ
وإذا العُربُ دولةٌ ذاتُ بأسٍ
وهي من قَبلِهِ (لُقًى) ويَبابُ
وإذا النَّاقمونَ من كُلِّ (قِيلٍ)
و(قبيلٍ) بشِدقهِ أنيابُ
وإذا البؤسُ والشقاءُ نعيمٌ
وإذا الشاءُ والذئابُ صِحابُ
وإذا الأرضُ بالكُنوزِ تنزَّى
وإذا المالُ والثَراءُ وِطابُ
وإذا البيدُ بالحَدائقُ زُهرٌ
وإذا الغِيدُ عفةٌ وحجابُ
جَمعَ اللَّهُ في هَواه شَتاتاً
وأباةً ولم يُعزه العقابُ
وبه استمسَك البِناءُ وزانتْ
شِرعةُ الحقِّ وازدهى (المِحرابُ)
أين أمضي وكيف لي بالمَعاني
وسِعتْ كُلَّ ما أحاطَ (الكِتابُ)
إنَّه للَغرورُ، كُلُّ يراعٍ
فيه يَكبو ويَعجزُ الإِطنابُ
لَكأني أَحُسُّ قَلبي صَلداً
أو جَماداً طغى عليه الضَّبابُ
إنَّ خيرَ البيانِ عنديَ صَمتٌ
فيه مَعرِض (الرِّثاءِ) العُجابُ
أفأقوى عليه إِذا هوَ جَمرٌ
فيه ألقى وبالشواظِ أُذابُ
أنصفوني فلستُ واللَّهِ إلا
(مُضغةٌ) شَفَّها البَلا واللِّغابُ
إنني ما خَفقتُ أصبرُ حُزني
في ارتجاع وقد دَهاني المُصابُ
ما مُصابي كواحدٍ من مَعدٍّ
بل معدٌّ بأَسرِهَا الانتِحابُ
بالعظيمِ العظيمُ يَرتدُّ عنه
كلُّ طرفٍ وتقصرُ الأَحسابُ
بالذي فيه كُلُّ عينٍ وقلبٍ
لهبٌ زافرٌ وحُزنٌ مُلابُ
بالإمامِ (المَليكِ) بانِ سعودٍ
قاهرِ الخَصمِ إذ هو الوثَّابُ
إيه يا عَبرةً تحورُ اختناقاً
أنت لا النزعُ للحياةِ استلابُ
صَاعقٌ لم يَذَرْ ولم يُبقِ مَاءً
في جُفونٍ غِمارُهُنَّ السَّحابُ
كبتَ الحُزنَ والرَّدى كلُّ قلبٍ
صهرتْهُ الفجيعةُ المنعابُ
وأراني وقد شَرِقتُ حُطاماً
لا أعي ما أقولُ لولا المَثابُ
آهِ آهِ للَّهِ ما قَضى وإليهِ
يَرجِعُ الأمرُ كُلُّه والمَتابُ
أمةٌ كالغَمامِ تبكي (فقيداً)
هو منها الضُّحى ومنها الرَّبابُ
بُوغِتتْ بالمنَونِ لم يَنجُ منها
ذو اختيالٍ ولا (نبيٌّ) مُجابُ (2)
جَمدَ الدَّمعُ في العُيونِ وذابتْ
بالسَعيرِ القُلوبُ فهي انسِكابُ
أين مني الرِّثاءُ فيمن تغشَّتْ
(رَحمةُ اللَّهِ) والجِنانُ الرِّحابُ
كلُّ باكٍ عليه فيه سِجلٌ
من ثَناءٍ وكلُّ ناعٍ كتابُ
غادرتني فيه عَشيةَ أمسٍ
(باقلياً) وما بعيِّ أُعابُ
صَدمةٌ دونَها أرى الصبرَ طيفاً
عزَّني فيه يا أُساتي الخِطابُ
غيرَ أنَّ الإعصارَ يعصِفُ عَصفاً
يَصدعُ الرَاسياتِ كيف الذُبابُ؟
ليس هذا البلاءُ يُسبعكُ شِعراً
(بالقوافي) ولا هو الإطرابُ
بل هو الهَولُ لمْ أَفِقْ منه غَشياً
أين من وقعِهِ الظُّبى والحِرابُ
ما كأنَّ السَّماءَ فوقيَ إلا
تَصهرُ الأرضَ وهي دُوني سَرابُ
يا أبا الأيمَنينِ من كُلِّ نَدبٍ
هو فينا العَزاءُ والاحتِسابُ
أنت ما زلتَ بين شَعبِكَ تحيا
في (سُعودٍ) وشأوُكَ الغَلاَّبُ
إنه أنت داعياً ومُجيباً
بهُدى اللَّهِ – و(المَليكُ) المُهَابُ
من رآهُ رآكَ حزماً وعزماً
وجلالاً وأنت فيه (النِصابُ)
هو للدينِ عِصمةٌ ومَلاذٌ
وهو للعُربِ عِزَّةٌ وغِلابُ
قد بنى (عَرشَهُ) قوائمَ شِيدتْ
في شِغافِ القُلوبِ وهي أهابُ
أقبلتْ بالفِجاجِ تترى إِليه
(بيعةُ المُلكِ) وانبرى الأقطابُ
يفتديهِ الجميعُ سِراً وجَهراً
وله السَّمعُ طاعةٌ والرِّقابُ
وحَفا فيه من رِضا اللَّهِ حِفظٌ
ومن الجيشِ والصَّناديدِ غابُ
يتقفَّى خُطاكَ نُصحاً ويَقضي
بهُدى اللَّهِ والخلودُ مآبُ
وله (فيصلٌ) وليُّ العَهدِ
هو فيه فِرندَهُ – القَرضَابُ
هالةُ بالبُدورِ والشمسُ (تاجٌ)
فوقَ فَرقٍ بِهِ الدُّجى يَنجابُ
وَغَدٌ مُشرقٌ بحظِ مليكٍ
هو للمجدِ – مطلعٌ وارتقابُ
إنَّهم بِضعةٌ لمن هُو (بَرٌ)
(بأبيهِ) وهُم له أَعقَابُ
المُوفى جزاءَه - والمُفدَّى
لو مَلكنا الفِداءَ - وهو قِضَابُ
عاشَ للمُسلمينَ ذُخراً (سُعودٌ)
وليُضاعَفْ بسعيِهِ الإِحتسابُ
وليعشْ (فيصلٌ) يميناً وسَيفاً
وله الشعبُ والقُلوبُ قِرابُ
وسَقى الغَيثُ بُكرةً وعشياً
(جَدثاً) بالرِّياضِ وهو جَنابُ
فيه يثوى أبو العُروبةِ تَترى
(رحمةُ اللَّهِ) فوقَهُ والثَّوابُ
في 3/3/1373هـ...
 
طباعة

تعليق

 القراءات :483  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 497 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ محمد عبد الرزاق القشعمي

الكاتب والمحقق والباحث والصحافي المعروف.