الحقُ يعلو، ونصرُ الله يقتربُ |
وبالهدى استمسك الإسلام، والعرب!!! |
وبالتواصي به في كل منطلق |
تبلج النور، وانجابت به الحجب |
* * * |
لله ما تشهدُ الدنيا – (بندوتكم) |
من نصرة الدين فيه الشمل يرتئب |
إنا – وأنتم عبادُ الله ما برحت |
قلوبنا بنداء الخير – تنسكب |
في (مهبطِ الوحي) حيث (الحج) مزدحم |
بالناسكين – فلا لغو ولا صخب |
تكتظُّ (بالبرِّ والتقوى) مجامعُنا |
والجامعاتُ، سداها العمل والأدب |
حيث (المشاعر) جذلى بالذين شدوا |
من كل فجٍ، بذكرِ الله – واقتربوا |
هم (أمةُ الخيرِ)، والتوحيدُ دعوتهم |
لمن هو (الله)، والأصنامُ تنتحب |
بل هم على الرغم – ممن ضلَ سعيُهم |
أشاد صدق بهم نزهو ونحتسب |
* * * |
انْعِمْ بها في (جوارِ البيتِ) رابطة |
بها البصائرُ، والأبصارُ ترتقب |
تغلغلتْ في أقاصي الأرض ممنعةً |
بها (الهدايةُ) والترغيب، والرهب |
(برهانها) كشعاعِ الشمسِ مؤتلقٌ |
راد الضحى! وبها (الفرقانُ) يجتذب |
من كل (بينة) تعنو العقول لها |
بمعجز من (بيان) كله عجب |
حتى استجاب لها من كان في عمه |
ومن تمادت به الأوهام والريب |
* * * |
كم من ألوفٍ بها انجابتْ غياهبهم |
من بعدِ جهلٍ، وتضليل به انتكبوا |
فأصبحتْ غيرَ ما كانت (عقائدُهم) |
صحيحة، وبهم تستبشر – الحقب |
ما بين أرجاءِ (سور الصين) ردّدها |
تجاوبُ (العروةِ الوثقى) بما يجب |
وبين (أفريقيا) دوتْ حناجرُها |
(بدعوةِ الحقِ) موصولاً بها الدأب |
* * * |
ما كانَ ذلك لولا ما أحاطَ به |
من "اليقين" ولولا أنه القرب |
هذا هو (الدين) حقاً لا اعوجاج به |
ولا افتئات ولا إفك، ولا كذب |
* * * |
وما عسى نبتغي من حياةٍ لا دوام لها |
وإنما هي كدحٌ، أو هي النصب؟ |
جسرٌ نمر به، يفضى بمن فرطوا |
إلى (الخلود) بما أبقو وما احتقبوا |
هي (ابتلاء) وفيها البذر نحصده |
إما نعيماً، وإما النار واللهب |
* * * |
يا قادَة الرأي، يا مَن هم مصابحُنا |
ومَنْ بهم يستقيمُ العرضُ والطلب |
إن (الجهاد) بكم في الدين راسخة |
به الدعائم، والأوتاد، والطنب |
* * * |
طوبى لكم إنكم تجنون من كثب |
ثمارَه، غضةً، ما إن بها عطب |
بكم ستكتب في تاريخنا (صحف) |
بيضاء، رونقها الإخلاص، لا الذهب |
أيقظتم كلَّ من لجَّ السباتُ به |
صدعاً، ورجعاً هو التذكير والخطب |
بكم هَدَى اللَّهُ أقواماً، وأنقذَهم |
من الضلال، وأنجاهم بما اكتسبوا |
وذاك خيرٌ لكم من كل ما طلعتْ |
عليه شمسٌ، وما كالكوثر النشب |
هناك تلقون في الله مدخرا |
(يوم التغابن)، وهو الفوز والغلب |
* * * |
فلتهنئوا بثواب اللَّهِ في غدِكم |
وكلُّ ما هو مضمونٌ ومرتقب |
وليحفظِ اللَّهُ للإسلامِ (فيصلَه) |
من كانَ (بالعروة الوثقى) هو السبب |
وهو الذي لم تزل تهمى فواضلُه |
في (الباقيات) بما يسخو ما يهب |
أعظِمْ به (ملكاً) نفديه أو (ملكاً) |
حُقَّ له (الشكر) وهو الرائد الحدب |
أعزه الله (محفوظاً) وأيّدهُ |
بالنصر ما زينت أفلاكها الشهب |
وعاش ذخراً لدين الله مغتبطاً |
بما به يزدهي الإسلام والعرب |