| )نصفُ قرنٍ( خَلا ومن قبلُ كُنَّا |
| نتوخى الكفافَ عَيشاً و)كَنَّا( |
| لا نرى الأرضَ كُلَّها ما انطلقنا |
| غيرَ هذا الذي به قدْ سَكنَّا |
| وقُصارى الحياةِ فينا سَدادٌ |
| وسِدادٌ وحَسبُنا ما اقتنينا |
| والقناديلُ و)المَشاعلُ( ضوءٌ |
| و)الفوانيسُ( ما الظلامُ أجنَّا |
| و)العروسُ التي تُزَفُّ( قنوعٌ |
| )جُلَّ ما تبتغيهِ أن تَتحَنى( |
| وإذا ازَّينتْ فما ذاكَ إلا |
| ما به كُلُّ "غادةٍ" تَتثنى |
| هو )خُلخالُها( و)حِجلٌ( وقطر |
| و)طبالٌ( و)قَينةٌ( تَتغنى |
| وإلى جِيدهِا تُناطُ )الثُّريا( |
| وعليها )التفاحُ( عِقدَ تسنى |
| ونثيرُ )النُّضارِ( نرَفلُ فيه |
| وهو منها )الرؤى( وما تَتَمنى |
| و)الأثاثُ( المَحظوظُ يُعرضُ صَفاً |
| لتَراه العيونُ شناً ورنَّا |
| وهي في التختِ أين بلقيسَ منها |
| كلَّلتها الحُلي فُرادى ومَثنى |
| و)الأهازيجُ( و)الغَطاريفُ( تترى |
| من وراءِ السُجوفِ فيها تهنى |
| والتكاليفُ كلُّها ممكناتٌ |
| لم تكنْ حسرةً وفَرضاً ودَيْنا |
| وإذا المهرُ غَلا فهو )ألفٌ( |
| يملأُ الدارَ عَسجداً ولُجيْنا |
| ثم ماذا تطورَ الناسُ حتى |
| لكأنَّ )الزواجَ( أصبحَ )حَينا( |
| يعجزُ )القادرونَ( عنه وإنْ هُمْ |
| لم يَسيروا بمن تَقفى الهُوينا |
| واستعاذَ )الشبابُ( منه بِما لمْ |
| يستطيعوا وكلُّهُم يَتَأنى |
| كيف والألفُ بعدَ ما كانَ ألفاً |
| عادَ )صِفراً إلى شمالِ) (يديْنا( |
| أين منه (سَيارةٌ) ذاتُ (رَادٍ) |
| و(التلفزيونُ) و(الفونوغرافُ) أينا |
| أين ثلاجةٌ تئنُّ و(مَكوى) |
| أين (غسَّالةٌ) كفت كفينا |
| * * * |
| فسقى اللَّهُ للبراقِعِ عَهداً |
| و(الملاياتِ) زينباً ومُزينا |
| في زَمانٍ (بمرفتَ) لا بهندٍ |
| و(بسوزانَ) لا بلُبنى تَعنّى |
| فيه يُغزى الفضاءُ عَرضاً وطولاً |
| و(ذواتُ الحِجالِ) فيه (وَعِينا) |
| يبهرُ (العقلَ) فتنةً واختراعا |
| والورى مَسمعاً وقلباً وعَينا |
| هتكَ (العلمُ) سِترَهُ (بنواةٍ) |
| شَطرتْها (الأقدارُ) زَجراً ورينا |
| وبها اشتطَّ (مُلحدٌ) وكفورٌ |
| واستَعذنَا بربِّنا واستَعنَّا |
| و(بُخارٌ) و(كَهرباءٌ) و(رادا |
| رُ) بما ابتدعنَ فُتِنّا |
| وحديدٌ مُحلِّقٌ يَتبارى |
| بجناحينِ كالبواشِقِ يُبنى |
| نمتطيهِ (عَبرَ المحُيطِ) بِساطاً |
| خلفَه (الريحُ) أجفلتْ وتجنى |
| أخرسَ الرعدَ أطلقَ البرقَ إلا |
| أَنَّه (برزخٌ) عليه استويْنا |
| ويك يا جدَّتي ويا (أمَّ أُختي) |
| بل ويا (خَالتي) أَطلي علينا |
| وانظري (البيتَ) كيف أضحى وأمسى |
| ليس مِنّا ولا يَمُتُّ إِلينا |
| ونرى أَنّا بهذا استرحنا |
| ودَحرنَا (أعداءَنا) وانتصفنا |
| وهو فينا وفي (بنينا) قيودٌ |
| ضَاقَ منها (خِناقُنا) وانضَوينا |
| * * * |
| هودجٌ فوقَ بازلٍ يتهادى |
| هو خَيرٌ من (كَدلَكٍ) لو فَطِنَّا |
| هي رجعيةٌ ولكن صَداها |
| كلُّ ما حُبَّبَ (اليقينُ) لدينا |
| يومَ لا مجدَ في الخلائقِ إلا |
| ما رَفعنا بهِ (الهُدى) وبنينا |
| * * * |