ألا إنها – أثمارُها – وزهورُها |
بما تزدهي – أعوامُها وشهورُها |
لها منذُ شيدتْ في جوانح "مكَّةٍ" |
من العُمر "قرنٌ" فيه أشرقَ نورُها |
وما برحَتْ "للعلمِ" يَسمُقُ "دوحةُ" |
شحاريرُها... تشدُو بها وطيورُها |
تخرَّجَ منها كلُّ "هادٍ" و"مهتدٍ" |
ومن هُمْ لها أنهارُها - وبحورُها |
* * * |
نِعِمَّا بها - مزهُوَّةً.. "صَوْلتيَّةً" |
تَهَادَى بها آصالُها؛ وبُكورُها |
تَعِجُ بتقريرِ الدروسِ "فصولُها" |
وتجهرُ بالحقِّ المبينِ – صُدورُها |
وما رجعُها إلا "المثانيَ" فُصِلَت |
وإلا "المعاني" كالفُراتِ نميرُها |
وإلا "أحاديثَ الرسول" صحيحةً |
بها كُلُّ نفسٍ يستنيرُ ضميرُها |
مُعوَّذةً من سَفسَطات ذوِي الهوى |
وقد بُرئَتْ منها وبَرَّتْ نُذورُها |
* * * |
و(لله) منها ما – تألقَ في الورَى |
فراقدُ زانَتْ كل أفقٍ بدورُها |
وكم مِن بلادٍ ذاتِ شأوِ قِصيَّةٍ |
بها استَرشَدَتْ أكواخُها وقُصورُها |
توالت بها من "رحمةِ الله" دِيمةٌ |
(مباركةٌ) كالوبلِ جَادَ غزيرُها |
* * * |
هي "الأمُ" و"البيتُ العتيقُ" شهيدُها |
و(جيرانُه) أنَّ الفحولَ بذورُها |
فما قبلَها كانتْ لهمْ مِن (مدراس) |
إلى أن أُتيحتْ حانياتٍ حُجورُها |
* * * |
فَسَلْ عن (مجانيها) الذين بها اغتذوْا |
وكان بهِم إدلاجُها ومَسيرُها |
هم (الذُّخرُ) فيهم خيرُ ماضٍ حاضرٍ |
ومستقبلٍ مهما تَّهامى مطيرُها |
ويا رُبَّ (تلميذٍ) بها كان عاكفا |
تفوَّقَ حتى (افترَّ) فيه سفيرُها |
وما مِنهمُ إلا (تقيٌ) مُجاهدٌ |
به (العُروةُ الوُثقى) تَنَادى بشيُرها |
* * * |
وها إنها للقلبِ والعينِ قُرةٌ |
بمن هُمْ لها (أحبارُها) وحُبورُها |
وحسبُكَ منهم – من تراهم تصدَّروا |
(جهابذةٌ) منهم وفيهم ظَهِيرُها |
إذا انطلقوا كانوا لها ترجمانَها |
بما هي (أحقاباً)... تمَطَّى (أثيرُها) |
* * * |
كأني بهم (جيلاً) تقوَّمَ صَاعِدا |
ومن دونِهِ (الدنيا) هباءٌ غُرورُها |
(تحيتُهم فيها سلامٌ)... ورجعُهم |
هو الشرعة البيضاءُ يزكو عبيرُها |
* * * |
وما أنا إلا (رِيشةٌ) في جَنَاحِها |
وحَقٌّ لها تقديرُها وشُكورُها |
هنيئاً لها من أنجبتْ ولنا معاً |
وعاشَ لنا أنصارُها ومُديرُها |