شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
نِعِمَّا بها - مزهوة "صَوْلتية" (1)
ألا إنها – أثمارُها – وزهورُها
بما تزدهي – أعوامُها وشهورُها
لها منذُ شيدتْ في جوانح "مكَّةٍ"
من العُمر "قرنٌ" فيه أشرقَ نورُها
وما برحَتْ "للعلمِ" يَسمُقُ "دوحةُ"
شحاريرُها... تشدُو بها وطيورُها
تخرَّجَ منها كلُّ "هادٍ" و"مهتدٍ"
ومن هُمْ لها أنهارُها - وبحورُها
* * *
نِعِمَّا بها - مزهُوَّةً.. "صَوْلتيَّةً"
تَهَادَى بها آصالُها؛ وبُكورُها
تَعِجُ بتقريرِ الدروسِ "فصولُها"
وتجهرُ بالحقِّ المبينِ – صُدورُها
وما رجعُها إلا "المثانيَ" فُصِلَت
وإلا "المعاني" كالفُراتِ نميرُها
وإلا "أحاديثَ الرسول" صحيحةً
بها كُلُّ نفسٍ يستنيرُ ضميرُها
مُعوَّذةً من سَفسَطات ذوِي الهوى
وقد بُرئَتْ منها وبَرَّتْ نُذورُها
* * *
و(لله) منها ما – تألقَ في الورَى
فراقدُ زانَتْ كل أفقٍ بدورُها
وكم مِن بلادٍ ذاتِ شأوِ قِصيَّةٍ
بها استَرشَدَتْ أكواخُها وقُصورُها
توالت بها من "رحمةِ الله" دِيمةٌ
(مباركةٌ) كالوبلِ جَادَ غزيرُها
* * *
هي "الأمُ" و"البيتُ العتيقُ" شهيدُها
و(جيرانُه) أنَّ الفحولَ بذورُها
فما قبلَها كانتْ لهمْ مِن (مدراس)
إلى أن أُتيحتْ حانياتٍ حُجورُها
* * *
فَسَلْ عن (مجانيها) الذين بها اغتذوْا
وكان بهِم إدلاجُها ومَسيرُها
هم (الذُّخرُ) فيهم خيرُ ماضٍ حاضرٍ
ومستقبلٍ مهما تَّهامى مطيرُها
ويا رُبَّ (تلميذٍ) بها كان عاكفا
تفوَّقَ حتى (افترَّ) فيه سفيرُها
وما مِنهمُ إلا (تقيٌ) مُجاهدٌ
به (العُروةُ الوُثقى) تَنَادى بشيُرها
* * *
وها إنها للقلبِ والعينِ قُرةٌ
بمن هُمْ لها (أحبارُها) وحُبورُها
وحسبُكَ منهم – من تراهم تصدَّروا
(جهابذةٌ) منهم وفيهم ظَهِيرُها
إذا انطلقوا كانوا لها ترجمانَها
بما هي (أحقاباً)... تمَطَّى (أثيرُها)
* * *
كأني بهم (جيلاً) تقوَّمَ صَاعِدا
ومن دونِهِ (الدنيا) هباءٌ غُرورُها
(تحيتُهم فيها سلامٌ)... ورجعُهم
هو الشرعة البيضاءُ يزكو عبيرُها
* * *
وما أنا إلا (رِيشةٌ) في جَنَاحِها
وحَقٌّ لها تقديرُها وشُكورُها
هنيئاً لها من أنجبتْ ولنا معاً
وعاشَ لنا أنصارُها ومُديرُها
 
طباعة

تعليق

 القراءات :446  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 461 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.