شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
وهل كان إلا "رحمة الله" نعمة (1)
جزى اللَّهُ عنا الصولتيةَ إنَّها
لها الفضلُ ممتداً على الآفاقِ
فما برحتْ مُذْ أُسست وتشيَّدتْ
بمكةَ عُنواناً لكلِّ سِباقِ
تخرَّجَ منها كلُ قُطبٍ وعَالِم
وحَبرٍ كريمِ الأصلِ والأعراقِ
ومنها أطلَّتْ في البرايا كواكبٌ
تُضيءُ ظلامَ الجهلِ بالإشراقِ
وهل كان إلا "رحمةُ اللَّه" نعمةً
بها انطلقتْ (أمُّ القُرى) بعِتاقِ
بكلِّ تَقيٍّ -صالحٍ- متواضعٍ
به ظفرتْ (أمُّ القُرى) بصداقِ
من النفَرِ البيضِ الذين تقدموا
ومن تبعوا من بعدِهِم بلَحاقِ
أولئك أصحابُ اليمينِ وإنهمُ
لقدوتُنا في القيدِ والإطلاقِ
بحورٌ بها ينجو الغَريقُ من الهَوى
ومن كُلِّ إعصارٍ من الإغراقِ
وإني بِهم بينَ الورى لَمفاخِرٌ
برغمِ إخوانٍ إفكٍ وحِلسِ نِفاقِ
ألا إنما الحلوى التي هي منكُمُ
هديةُ إخوانٍ ألذُّ مذاقِ
كأنَّ عليها – (رحمة اللَّه) أُسبغتْ
وقد مُزجَت بالحبِ لا التِّرياقِ
نكهتُ بها روحَ المودةِ واشتفَى
فؤادي بها من عِلَّتي وصِفاقي
وكانت بما فيها من العطفِ غِبطةً
شَعَرتُ بها تَطفو على أعماقي
وعوفيتُ منها من شَكَاتي وإنها
(لعَوذَهُ) أوابٍ ونفثةُ راقي
فلا غرو إن كانت لجُرحيَ بلسَما
بما هي تحوِي من رحيقِ رِقاقِ
وهل "أحمدٌ" إلا "سليمٌ" بقلبِهِ
وهل شُكرُه إلا جزاء وِفاقِ
وكم من يد بيضاءَ منكم تطوَّقتْ
بها عُنُقي من وابلٍ دَفَّاقِ
بها أمتنَّ "مسعودٌ" عليَّ وإنَّه
لكا لزَّهرِ في عرفٍ وفي أوراقِ
وأنجالُه الأبرارُ في الخيرِ باقةٌ
تخلَّل منها الطِيبُ كلَّ رواقِ
أرى "ماجداً" مهم و(أحمدَ) قُرةً
وألقى (حَليماً) بهجةَ الأحداقِ
وقد ورِثوا عن جَدِّهِم أيَّ ثَروةٍ
من العِلمِ والآدابِ والأخلاقِ
لكمْ أتمنى أن يُؤَثَّلَ مجدُكُمْ
ويسمو (بذي النُّورينِ) غيرَ مُعاقِ
وأن تبلغوا الآمالَ وهي عظيمةٌ
بأوسعِ مدلولٍ وخيرِ خلاقِ
ولا زالت النُعمى عليكم مُفيضةً
وفيكم ومِنكم كل فضلٍ بَاقِ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :487  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 458 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور محمد خير البقاعي

رفد المكتبة العربية بخمسة عشر مؤلفاً في النقد والفكر والترجمة.