جزى اللَّهُ عنا الصولتيةَ إنَّها |
لها الفضلُ ممتداً على الآفاقِ |
فما برحتْ مُذْ أُسست وتشيَّدتْ |
بمكةَ عُنواناً لكلِّ سِباقِ |
تخرَّجَ منها كلُ قُطبٍ وعَالِم |
وحَبرٍ كريمِ الأصلِ والأعراقِ |
ومنها أطلَّتْ في البرايا كواكبٌ |
تُضيءُ ظلامَ الجهلِ بالإشراقِ |
وهل كان إلا "رحمةُ اللَّه" نعمةً |
بها انطلقتْ (أمُّ القُرى) بعِتاقِ |
بكلِّ تَقيٍّ -صالحٍ- متواضعٍ |
به ظفرتْ (أمُّ القُرى) بصداقِ |
من النفَرِ البيضِ الذين تقدموا |
ومن تبعوا من بعدِهِم بلَحاقِ |
أولئك أصحابُ اليمينِ وإنهمُ |
لقدوتُنا في القيدِ والإطلاقِ |
بحورٌ بها ينجو الغَريقُ من الهَوى |
ومن كُلِّ إعصارٍ من الإغراقِ |
وإني بِهم بينَ الورى لَمفاخِرٌ |
برغمِ إخوانٍ إفكٍ وحِلسِ نِفاقِ |
ألا إنما الحلوى التي هي منكُمُ |
هديةُ إخوانٍ ألذُّ مذاقِ |
كأنَّ عليها – (رحمة اللَّه) أُسبغتْ |
وقد مُزجَت بالحبِ لا التِّرياقِ |
نكهتُ بها روحَ المودةِ واشتفَى |
فؤادي بها من عِلَّتي وصِفاقي |
وكانت بما فيها من العطفِ غِبطةً |
شَعَرتُ بها تَطفو على أعماقي |
وعوفيتُ منها من شَكَاتي وإنها |
(لعَوذَهُ) أوابٍ ونفثةُ راقي |
فلا غرو إن كانت لجُرحيَ بلسَما |
بما هي تحوِي من رحيقِ رِقاقِ |
وهل "أحمدٌ" إلا "سليمٌ" بقلبِهِ |
وهل شُكرُه إلا جزاء وِفاقِ |
وكم من يد بيضاءَ منكم تطوَّقتْ |
بها عُنُقي من وابلٍ دَفَّاقِ |
بها أمتنَّ "مسعودٌ" عليَّ وإنَّه |
لكا لزَّهرِ في عرفٍ وفي أوراقِ |
وأنجالُه الأبرارُ في الخيرِ باقةٌ |
تخلَّل منها الطِيبُ كلَّ رواقِ |
أرى "ماجداً" مهم و(أحمدَ) قُرةً |
وألقى (حَليماً) بهجةَ الأحداقِ |
وقد ورِثوا عن جَدِّهِم أيَّ ثَروةٍ |
من العِلمِ والآدابِ والأخلاقِ |
لكمْ أتمنى أن يُؤَثَّلَ مجدُكُمْ |
ويسمو (بذي النُّورينِ) غيرَ مُعاقِ |
وأن تبلغوا الآمالَ وهي عظيمةٌ |
بأوسعِ مدلولٍ وخيرِ خلاقِ |
ولا زالت النُعمى عليكم مُفيضةً |
وفيكم ومِنكم كل فضلٍ بَاقِ |