شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الإيثار والنجدة (1)
يأبى لنا "الإيثارُ" إلا نَجْدةً
البِرُّ - أَوجَبُ، والتعاونُ أَفضلُ
والبَذلُ جَزلُ، والمَثوبةُ أَجْزَلُ
وأَحقُّ ما فيه التنافُسُ يُبْتَغى (2)
عَونٌ به" الصِّنُو" "الشقيقُ" يُمَوَّلُ
يا قومِ! إنّ بني أبيكم - أَصبَحوا
وجروحُهم - بقُروحِهم - تَتَشلَّلُ
حتى لَتَنطلِقَ القلوبُ حناجراً
حُزْناً، وتَصعدُ بالشِّفاه وتَنزِلُ؟!!
تَتسابقُ الكلماتُ في عَبراتِنا
حَرَّى - وتُقذَفُ بالعيونِ وتَهمِلُ
بل إنّها الحَسراتُ وهي كَظيمةٌ
وزَوافرُ الأَنفاسِ إذْ هي تُشْعَلُ
إنّ "الجزائرَ" أُمةٌ عربيَّةٌ
عصفَتْ بِها الأهوالُ وهي تَغَلغَلُ
مُنِيَتْ بكلّ كَريهةٍ، فلذاتُها
وسَطَا عليها الغَاصِبُ المتوغِّلُ
وتقلَّبتْ فوق اللَّظى - أَكبادُها
وجُنوبُها من وَقْدِها تَتململُ
لمْ تَأْلُ جُهداً في "الجهادِ" ولم تَزَلْ
من بَأْسِها أُطُمَ الطُّغاةِ تُزلزِلُ
ما ذَنْبُها إلاّ "الحِفاظُ" - وأَنَّها
تَأبى الخضوعَ - وللكرامةِ تعملُ
آفاقُها رُبْدٌ، وفي ظُلُماتِها
تتوهّجُ النِّيرانُ - وهي "تُقَنْبَلُ"
فلِئنْ بذَلْنا "المالَ" في إِسْعافِها
فسَخاؤُها "الدمُ" وهو قانٍ يُبْذَلُ
"الغانياتُ" وهنَّ أمثالُ الدُّمى
ضَحَّينَ - والبَلْوى بهنَّ تَغَوَّلُ
لابَسْنَ أَحشاءَ المَنونِ صَواعِقاً
تنقضُّ فوق المُعتدينَ - وتَصقُلُ
"جانْ دَارْكَ" تَفْرَقُ من وِشاحِ "جميلةٍ"
وجميلةٌ كالسيفِ، أو هيَ جَحْفَلُ
لو أنّها أَصْغَتْ إليها ساعةً
لَمَشتْ إليها في "المُسوحِ" تَذَلَّلُ
شتّانَ بينَ نضالِ كلٍّ مِنْهُمَا
هذا يَصولُ، وذلِكُمْ يَتَسوَّلُ
بل تلكَ "غانيةٌ" وهذي "حُرَّةٌ"
"عَذراءُ" في "مِحرابِها" تَتَبتَّلُ
"هَيفاءُ" إلاّ أنَّها بِقَوامِها
أَملٌ يُضِيءُ، وصارِمٌ يَتَهلَّلُ
دَوَّى "الأثيرُ" بعَزْمِها و ثَباتِها
وتَوقَّفَ "التاريخُ" وهو يُسجّلُ
"مَثَلٌ" بها في "الغيدِ" يُضرَبُ صَاعِداً
وكذلك الأَخلاقُ - وهي تُكَلَّلُ
لَهَفي عليها - في "الحُجولِ" رهينةً
والأُسْدُ تَزْأرُ، والعَرينُ يُصلْصِلُ
وُقّيتِ يا بنتَ الأُباةِ من الرَّدى
ولكِ الثَّناءُ المُستَطابُ يُرتَّلُ
ما أنتِ إلا في "الكواعِبِ" آيةٌ
تُتْلَى، وبالشَّمَمِ العَتيدِ تُفَصَّلُ
بل أنتِ "سِرٌ" للعُروبةِ كامِنٌ
أَعلَنتِهِ، فَدَرى بهِ من يَجْهلُ
يا وَيحَ للطُّغيانِ - يَومَ حَصَادِهِ
مِمَّنْ أَلَحَّ عليهِ، وهو مُكَبَّلُ
رُحماكَ ربّي! إنّ "وَعدَكَ ناجِزٌ"
لا مُخْلِفٌ أَبداً ولا هو يَعْطُلُ
"عينُ اليَقينِ" برغمِ كُلِ مُكذِّبٍ
"وَحْيَ الكتابِ" وإنّه لَمُنزَّلُ
فادْرَأْ بِهِ كيْدَ العَدوِّ - ومَكْرَهُ
"نَصرٌ" بهِ يَتألَّقُ "المُستَقبَلُ"
لا كانت الدُّنيَا ولا حَظِيَ امْرُؤٌ
فيها يَجودُ "أَخوهُ" وهو يَبخَلُ
لو أنّ حبَّةَ خَرْدلٍ جُدْتُمْ بها
في اللَّهِ - ضُوعِفَ بالثَّوابِ "السُّنْبُلُ"
ما "لَوْمُنا" ما " قَضْمُنا"؟ ما "هَضمُنا"
ما "مَشْرَبٌ" نَلهو به - أو "مأكلُ"؟!
وبَنو الجزائر، بائِسٌ، ومُشرَّدٌ
ومُطَرَّدٌ، ومُرَمَّلٌ، ومُثَكَّلُ؟
إنَّ البقاءَ - هو التَّواصِي بالحِمى
والوَيْلُ "للمُنبَتِّ" وهو يُوَلْوِلُ
ما المالُ مَهما فاضَ إلاّ قطرةً
في الدّمعِ يُهْدَرُ، والنُّفوسُ تُجَندَلُ
وأرى "المروءةَ" و"الشَّهامَةَ "، و"النَّدى"
فيكم - ومِنكُم روحُها تَتَمثَّلُ
يأبى لَنا "الإيثارُ" إلاّ نَجْدةً
وإجابةً فيها الكِفاحُ يُسَربلُ
مهما تَثاءَبَ، أو تَثاقلَ خَطونا
يوماً، فإنّا في "المَكارمِ" نَعْجَلُ
عَنَتِ الوجوهُ إليكَ في إخْباتِها
يا حَيُّ -يا قيُّومُ- وهي تَوَسَّلُ
نرجوكَ لا نرجُو سِواكَ - إلَهَنا
وإليكَ نَحْفِدُ خاشِعينَ ونسأَلُ
تدعُوكَ "أَفئدةٌ" عَمِيقٌ بَثُّها
ودُعاؤنا لكَ خالصاً لا يُخْذَلُ
أنْ تحفظَ الإسلامَ طُرّاً - والهُدى
وتُعيذَهُ من كُلِّ ماهو مُعْضِلُ
وتُعيدَ للعُرْبِ الأَشاوسِ مجدَهمْ
عَبرَ القُرونِ، وإنَّه لَمُؤَثَّلُ
ولْتَحفظِ اللَّهُمَّ كلَّ مناضلٍ، ومُناصرٍ
يَزْهو به "الدِّينُ الحَنيفُ" ويَرْفُلُ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :413  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 452 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

عبدالعزيز الرفاعي - صور ومواقف

[الجزء الثاني: أديباً شاعراً وناثراً: 1997]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج