| البِرُّ - أَوجَبُ، والتعاونُ أَفضلُ |
| والبَذلُ جَزلُ، والمَثوبةُ أَجْزَلُ |
| وأَحقُّ ما فيه التنافُسُ يُبْتَغى
(2)
|
| عَونٌ به" الصِّنُو" "الشقيقُ" يُمَوَّلُ |
| يا قومِ! إنّ بني أبيكم - أَصبَحوا |
| وجروحُهم - بقُروحِهم - تَتَشلَّلُ |
| حتى لَتَنطلِقَ القلوبُ حناجراً |
| حُزْناً، وتَصعدُ بالشِّفاه وتَنزِلُ؟!! |
| تَتسابقُ الكلماتُ في عَبراتِنا |
| حَرَّى - وتُقذَفُ بالعيونِ وتَهمِلُ |
| بل إنّها الحَسراتُ وهي كَظيمةٌ |
| وزَوافرُ الأَنفاسِ إذْ هي تُشْعَلُ |
| إنّ "الجزائرَ" أُمةٌ عربيَّةٌ |
| عصفَتْ بِها الأهوالُ وهي تَغَلغَلُ |
| مُنِيَتْ بكلّ كَريهةٍ، فلذاتُها |
| وسَطَا عليها الغَاصِبُ المتوغِّلُ |
| وتقلَّبتْ فوق اللَّظى - أَكبادُها |
| وجُنوبُها من وَقْدِها تَتململُ |
| لمْ تَأْلُ جُهداً في "الجهادِ" ولم تَزَلْ |
| من بَأْسِها أُطُمَ الطُّغاةِ تُزلزِلُ |
| ما ذَنْبُها إلاّ "الحِفاظُ" - وأَنَّها |
| تَأبى الخضوعَ - وللكرامةِ تعملُ |
| آفاقُها رُبْدٌ، وفي ظُلُماتِها |
| تتوهّجُ النِّيرانُ - وهي "تُقَنْبَلُ" |
| فلِئنْ بذَلْنا "المالَ" في إِسْعافِها |
| فسَخاؤُها "الدمُ" وهو قانٍ يُبْذَلُ |
| "الغانياتُ" وهنَّ أمثالُ الدُّمى |
| ضَحَّينَ - والبَلْوى بهنَّ تَغَوَّلُ |
| لابَسْنَ أَحشاءَ المَنونِ صَواعِقاً |
| تنقضُّ فوق المُعتدينَ - وتَصقُلُ |
| "جانْ دَارْكَ" تَفْرَقُ من وِشاحِ "جميلةٍ" |
| وجميلةٌ كالسيفِ، أو هيَ جَحْفَلُ |
| لو أنّها أَصْغَتْ إليها ساعةً |
| لَمَشتْ إليها في "المُسوحِ" تَذَلَّلُ |
| شتّانَ بينَ نضالِ كلٍّ مِنْهُمَا |
| هذا يَصولُ، وذلِكُمْ يَتَسوَّلُ |
| بل تلكَ "غانيةٌ" وهذي "حُرَّةٌ" |
| "عَذراءُ" في "مِحرابِها" تَتَبتَّلُ |
| "هَيفاءُ" إلاّ أنَّها بِقَوامِها |
| أَملٌ يُضِيءُ، وصارِمٌ يَتَهلَّلُ |
| دَوَّى "الأثيرُ" بعَزْمِها و ثَباتِها |
| وتَوقَّفَ "التاريخُ" وهو يُسجّلُ |
| "مَثَلٌ" بها في "الغيدِ" يُضرَبُ صَاعِداً |
| وكذلك الأَخلاقُ - وهي تُكَلَّلُ |
| لَهَفي عليها - في "الحُجولِ" رهينةً |
| والأُسْدُ تَزْأرُ، والعَرينُ يُصلْصِلُ |
| وُقّيتِ يا بنتَ الأُباةِ من الرَّدى |
| ولكِ الثَّناءُ المُستَطابُ يُرتَّلُ |
| ما أنتِ إلا في "الكواعِبِ" آيةٌ |
| تُتْلَى، وبالشَّمَمِ العَتيدِ تُفَصَّلُ |
| بل أنتِ "سِرٌ" للعُروبةِ كامِنٌ |
| أَعلَنتِهِ، فَدَرى بهِ من يَجْهلُ |
| يا وَيحَ للطُّغيانِ - يَومَ حَصَادِهِ |
| مِمَّنْ أَلَحَّ عليهِ، وهو مُكَبَّلُ |
| رُحماكَ ربّي! إنّ "وَعدَكَ ناجِزٌ" |
| لا مُخْلِفٌ أَبداً ولا هو يَعْطُلُ |
| "عينُ اليَقينِ" برغمِ كُلِ مُكذِّبٍ |
| "وَحْيَ الكتابِ" وإنّه لَمُنزَّلُ |
| فادْرَأْ بِهِ كيْدَ العَدوِّ - ومَكْرَهُ |
| "نَصرٌ" بهِ يَتألَّقُ "المُستَقبَلُ" |
| لا كانت الدُّنيَا ولا حَظِيَ امْرُؤٌ |
| فيها يَجودُ "أَخوهُ" وهو يَبخَلُ |
| لو أنّ حبَّةَ خَرْدلٍ جُدْتُمْ بها |
| في اللَّهِ - ضُوعِفَ بالثَّوابِ "السُّنْبُلُ" |
| ما "لَوْمُنا" ما " قَضْمُنا"؟ ما "هَضمُنا" |
| ما "مَشْرَبٌ" نَلهو به - أو "مأكلُ"؟! |
| وبَنو الجزائر، بائِسٌ، ومُشرَّدٌ |
| ومُطَرَّدٌ، ومُرَمَّلٌ، ومُثَكَّلُ؟ |
| إنَّ البقاءَ - هو التَّواصِي بالحِمى |
| والوَيْلُ "للمُنبَتِّ" وهو يُوَلْوِلُ |
| ما المالُ مَهما فاضَ إلاّ قطرةً |
| في الدّمعِ يُهْدَرُ، والنُّفوسُ تُجَندَلُ |
| وأرى "المروءةَ" و"الشَّهامَةَ "، و"النَّدى" |
| فيكم - ومِنكُم روحُها تَتَمثَّلُ |
| يأبى لَنا "الإيثارُ" إلاّ نَجْدةً |
| وإجابةً فيها الكِفاحُ يُسَربلُ |
| مهما تَثاءَبَ، أو تَثاقلَ خَطونا |
| يوماً، فإنّا في "المَكارمِ" نَعْجَلُ |
| عَنَتِ الوجوهُ إليكَ في إخْباتِها |
| يا حَيُّ -يا قيُّومُ- وهي تَوَسَّلُ |
| نرجوكَ لا نرجُو سِواكَ - إلَهَنا |
| وإليكَ نَحْفِدُ خاشِعينَ ونسأَلُ |
| تدعُوكَ "أَفئدةٌ" عَمِيقٌ بَثُّها |
| ودُعاؤنا لكَ خالصاً لا يُخْذَلُ |
| أنْ تحفظَ الإسلامَ طُرّاً - والهُدى |
| وتُعيذَهُ من كُلِّ ماهو مُعْضِلُ |
| وتُعيدَ للعُرْبِ الأَشاوسِ مجدَهمْ |
| عَبرَ القُرونِ، وإنَّه لَمُؤَثَّلُ |
| ولْتَحفظِ اللَّهُمَّ كلَّ مناضلٍ، ومُناصرٍ |
| يَزْهو به "الدِّينُ الحَنيفُ" ويَرْفُلُ |