رَقْرِق الشعرَ، وازْجِهِ - كالجَواهرْ |
واشْدُ بالوجْدِ من "زُرودٍ وحاجِزْ" |
واسْتَفِزّ (الحُفَّاظَ) -نوراً- وعلواً |
واعْلنِ - الهَمْسَ عن صريخِ "الجزائرْ" |
وَلْيَجُدْ بالسُّطامِ - كُلَّ أَبيٍّ |
وثَريٍّ -ومُقْتِرِ- ومُكاثرْ |
وَلْيُسابِقْ أخاهُ كلُّ قريب |
وبعيدٍ، وراشدٍ أو قاصرْ |
وليهبْ كلُّ كادحٍ رزقَ يومٍ |
بل وشهرٍ - و في الملا فلْيُفاخِرْ |
ولتهبْ كلُّ غادةٍ وكَعابٍ |
وحَصَانٍ، أَقْراطَها، والأَساوِرْ |
ولتُبادرْ إلى النداءِ (البَوادي) |
وَلْتُباكِرْ إلى السَّخاءِ "الحَواضرْ" |
وليكنْ قَرْضُنا -إلى اللَّهِ- "قُرْبى" |
وهو يَجْزيهِ يومَ تُبْلى السَّرائرْ؟! |
أيها القومُ -ما الدَّنانيرُ- إلاَّ |
من بُحورِ الدِّماءِ حَسْوةُ طائرْ؟!! |
لو رأيتُمْ بني أبيكم "كِفاتاً" |
في كهوفٍ عميقةٍ ومَغاورْ؟! |
لو نَظَرتُمْ إلى العَواتِقِ – مَسْرَى |
ثاكلات مستهتِّكاتِ السَّتائِرْ |
يَتفيَّأْنَ في العَراءِ رُكاماً |
من جليدٍ، وصَرْصَراً من هَواجِرْ |
تَحْتَ طَلٍّ من الجَحيمِ وَ وَبْلٍ |
وحميمٍ مُباغتٍ وقَنابِرْ |
وجراحٌ تسيلُ من كُلِّ قلبٍ |
ودموعٌ تَنْشقُّ عنها - المَرائرْ؟! |
وشَتيتُ الأشلاءِ يَنْهشُ فيها |
كلُّ وَحْشٍ، وكلُّ وَغْدٍ، وغادرْ |
ما ضَنَنْتُم - بكلِّ غالٍ مَلَكْتُمْ |
وثَمينٍ - كَدَأْبِكُمْ في "المآثِرْ" |
غَصَّ ريقي وها يَراعيَ يبكي |
ولساني وراءَ قَلبي عاقِرْ |
موقفٌ عنده "القوافي" وَشيجٌ |
من رِماحٍ، وصَيْحةٌ من بَواتِرْ |
ليس للشِّعرِ في المعاركِ صوتٌ |
غيرَ خَوْضِ الوَغى وزَجْرِ الغوائرْ |
كلُّ بيتٍ منه، وكلُّ رَوِيٍّ |
كوكبٌ راصدٌ وبَطْشٌ قاهِرْ |
كم شَبابٍ قَضَوْا هناكَ وشِيبٍ |
آثروا الموتَ واكْتَوَوْا بالمَخاطرْ؟ |
نَبَذوا الدُّورَ للكفاحِ - وباتوا |
في الصَّحارى، وأصبحوا في المقَابِرْ |
لم تكنْ شُقَّقتْ (لحوداً) ولكنْ |
في بطونِ السِّباعِ - وهي كَواسِرْ |
شرَّدَتْهمْ - فَوادحٌ، وخُطوبٌ |
وكروبٌ، وتاجُهُنَّ الفَواقِرْ |
ورَمتْهُم - بكلِّ هَوْلٍ، ووَبْلٍ |
وثُبورٍ، ونقمةٍ، وجَرائرْ |
واصْطَلاهُمْ سَعيرُها يَتَلظَّى |
بالأيَامى، وفي اليتامى النَّواضرْ |
من قُساةٍ، ومن عُلوجٍ جُفاةٍ |
وعُتاةٍ -تَوقَّحوا- وجَبابِرْ |
سَخِروا بالضعيفِ، وهو قويٌ |
إنهُ (مؤمنٌ) وبالبَغْيِ كافِرْ |
وإلى اللَّهِ والفَراديسِ يَغْدو |
غيرَ ما هَائبٍ، ولا هو حَاذرْ
(2)
|
وتكادُ الجِبالُ (وهيَ الرَّواسي) |
تَتداعى بزَجرِهِ - وهو "ثائِرْ" |
ذلكمْ أنّهُ سَليلُ "مَعَدٍّ" |
و "نزارٍ" - ومن "هلالٍ وعامِرْ" |
أَوْرثَتْهُ الآباءُ "أَنْفاً حَمِياً" |
غيرَ باغٍ، و "صارماً"غيرَ خائِرْ |
آهِ، ماذا أُطيقُ أكثَرَ ممّا |
هو قلبي -أُريقُه- غيرَ ذاخِرْ |
يَحسَبُ النَّاسُ أنها نَفَثاتٌ |
هذهِ "القاذفاتُ" عَبْرَ الحناجِرْ |
كم مَهاةٍ، هي المَلائِكُ طُهْراً |
ذاتُ حُسْنٍ تَغَمَّدَتْهُ المآزِرْ |
يَتَحدّى "عَفَافُها" الخَلْقُ - طُرّاً |
ويُحاشي - جَمالَها كلُّ ناظر |
برزَتْ للقتالِ - تَنثالُ بأساً |
وتَجُرُّ الذيولَ - وهي خَناجِرْ |
تنقلُ الخَطْوَ في ثباتٍ، وتَعْدو |
بين أتْرابِها خلالَ المجازِرْ |
في وَقارٍ - وعصْمةٍ - وحيَاءٍ |
يَنْثَني عنه كلُّ أَشْرسَ صاغِرْ |
ما تَخَيَّرْنَ أنْ يَحِقْنَ (إماءً) |
في هَوانٍ، وقد وُلِدْنَ حَرائِرْ |
فاتَّخذنَ القَتَامَ في الرَّوْعِ كُحْلاً |
وادَّرَعْنَ الحُسامَ، بعدَ الحرائِرْ
(3)
|
إيه ما أكرمَ النِّضالَ، وأدْنَى |
صفحاتِ الخلودِ من كلِّ شاعرْ |
حينَ لا يَزْدهيه في الشعرِ إلاّ |
ما هو الصِّدقُ والبيَانُ السّاحرْ |
وهيَ في الحقِّ دعوةٌ لِسَلامٍ |
وشُعورٌ مُتَرْجمٌ عن (مَشاعِرْ) |
أيها الشَّعبُ، من بَني الضادِ طُرّاً |
وحُماةَ الحِمى - وخيرَ العَشَائِرْ |
ها هو العَاهلُ العظيمُ (سُعودٌ) |
مَطْلَعُ اليُمْنِ، وازدهاءُ المَنابِرْ |
و (بَنوهُ) وآلُهُ - وذَووهُ |
والكُماةُ الأُساةُ من كلِّ كابِرْ |
أُسوةٌ -في النَّدى- وفي كلِّ بِرٍّ |
وسَناءٌ، وقُدْوةٌ في المَفاخِرْ |
فاقْتَفوا إثْرَهُ - فُرادًى ومَثْنَى |
وابْذُلوا المُسْتَطاعَ (يومَ الجزائر) |
واعلموا أنَّكم بذلكَ - حقّاً |
تحمدونَ السُّرى برغم المُكابِرْ |
ولكم أجْرُكمْ - على ما بَذَلتُم |
في ظِلالِ الهُدى - ونورِ البَصائرْ |
إنه النصْرُ - وهو فَتْحٌ قَريبٌ |
وابْتهاجٌ وغِبطةٌ في المَصائرْ |
فليكافحْ عن (الحِمَى) كلُّ شَادٍ |
ومُفَادٍ؛ ونَاثرٍ؛ أو شَاعِرْ |
حَفِظَ اللَّهُ للأُباةِ "سُعوداً" |
وحَمى فيه دائماً كلَّ شاكِرْ |
وكَفى المسلمينَ كُلَّ بَلاءٍ |
"وعلى من بَغَى تدورُ الدَّوائر" |