شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
يومُ الجزائرْ!! (1)
رَقْرِق الشعرَ، وازْجِهِ - كالجَواهرْ
واشْدُ بالوجْدِ من "زُرودٍ وحاجِزْ"
واسْتَفِزّ (الحُفَّاظَ) -نوراً- وعلواً
واعْلنِ - الهَمْسَ عن صريخِ "الجزائرْ"
وَلْيَجُدْ بالسُّطامِ - كُلَّ أَبيٍّ
وثَريٍّ -ومُقْتِرِ- ومُكاثرْ
وَلْيُسابِقْ أخاهُ كلُّ قريب
وبعيدٍ، وراشدٍ أو قاصرْ
وليهبْ كلُّ كادحٍ رزقَ يومٍ
بل وشهرٍ - و في الملا فلْيُفاخِرْ
ولتهبْ كلُّ غادةٍ وكَعابٍ
وحَصَانٍ، أَقْراطَها، والأَساوِرْ
ولتُبادرْ إلى النداءِ (البَوادي)
وَلْتُباكِرْ إلى السَّخاءِ "الحَواضرْ"
وليكنْ قَرْضُنا -إلى اللَّهِ- "قُرْبى"
وهو يَجْزيهِ يومَ تُبْلى السَّرائرْ؟!
أيها القومُ -ما الدَّنانيرُ- إلاَّ
من بُحورِ الدِّماءِ حَسْوةُ طائرْ؟!!
لو رأيتُمْ بني أبيكم "كِفاتاً"
في كهوفٍ عميقةٍ ومَغاورْ؟!
لو نَظَرتُمْ إلى العَواتِقِ – مَسْرَى
ثاكلات مستهتِّكاتِ السَّتائِرْ
يَتفيَّأْنَ في العَراءِ رُكاماً
من جليدٍ، وصَرْصَراً من هَواجِرْ
تَحْتَ طَلٍّ من الجَحيمِ وَ وَبْلٍ
وحميمٍ مُباغتٍ وقَنابِرْ
وجراحٌ تسيلُ من كُلِّ قلبٍ
ودموعٌ تَنْشقُّ عنها - المَرائرْ؟!
وشَتيتُ الأشلاءِ يَنْهشُ فيها
كلُّ وَحْشٍ، وكلُّ وَغْدٍ، وغادرْ
ما ضَنَنْتُم - بكلِّ غالٍ مَلَكْتُمْ
وثَمينٍ - كَدَأْبِكُمْ في "المآثِرْ"
غَصَّ ريقي وها يَراعيَ يبكي
ولساني وراءَ قَلبي عاقِرْ
موقفٌ عنده "القوافي" وَشيجٌ
من رِماحٍ، وصَيْحةٌ من بَواتِرْ
ليس للشِّعرِ في المعاركِ صوتٌ
غيرَ خَوْضِ الوَغى وزَجْرِ الغوائرْ
كلُّ بيتٍ منه، وكلُّ رَوِيٍّ
كوكبٌ راصدٌ وبَطْشٌ قاهِرْ
كم شَبابٍ قَضَوْا هناكَ وشِيبٍ
آثروا الموتَ واكْتَوَوْا بالمَخاطرْ؟
نَبَذوا الدُّورَ للكفاحِ - وباتوا
في الصَّحارى، وأصبحوا في المقَابِرْ
لم تكنْ شُقَّقتْ (لحوداً) ولكنْ
في بطونِ السِّباعِ - وهي كَواسِرْ
شرَّدَتْهمْ - فَوادحٌ، وخُطوبٌ
وكروبٌ، وتاجُهُنَّ الفَواقِرْ
ورَمتْهُم - بكلِّ هَوْلٍ، ووَبْلٍ
وثُبورٍ، ونقمةٍ، وجَرائرْ
واصْطَلاهُمْ سَعيرُها يَتَلظَّى
بالأيَامى، وفي اليتامى النَّواضرْ
من قُساةٍ، ومن عُلوجٍ جُفاةٍ
وعُتاةٍ -تَوقَّحوا- وجَبابِرْ
سَخِروا بالضعيفِ، وهو قويٌ
إنهُ (مؤمنٌ) وبالبَغْيِ كافِرْ
وإلى اللَّهِ والفَراديسِ يَغْدو
غيرَ ما هَائبٍ، ولا هو حَاذرْ (2)
وتكادُ الجِبالُ (وهيَ الرَّواسي)
تَتداعى بزَجرِهِ - وهو "ثائِرْ"
ذلكمْ أنّهُ سَليلُ "مَعَدٍّ"
و "نزارٍ" - ومن "هلالٍ وعامِرْ"
أَوْرثَتْهُ الآباءُ "أَنْفاً حَمِياً"
غيرَ باغٍ، و "صارماً"غيرَ خائِرْ
آهِ، ماذا أُطيقُ أكثَرَ ممّا
هو قلبي -أُريقُه- غيرَ ذاخِرْ
يَحسَبُ النَّاسُ أنها نَفَثاتٌ
هذهِ "القاذفاتُ" عَبْرَ الحناجِرْ
كم مَهاةٍ، هي المَلائِكُ طُهْراً
ذاتُ حُسْنٍ تَغَمَّدَتْهُ المآزِرْ
يَتَحدّى "عَفَافُها" الخَلْقُ - طُرّاً
ويُحاشي - جَمالَها كلُّ ناظر
برزَتْ للقتالِ - تَنثالُ بأساً
وتَجُرُّ الذيولَ - وهي خَناجِرْ
تنقلُ الخَطْوَ في ثباتٍ، وتَعْدو
بين أتْرابِها خلالَ المجازِرْ
في وَقارٍ - وعصْمةٍ - وحيَاءٍ
يَنْثَني عنه كلُّ أَشْرسَ صاغِرْ
ما تَخَيَّرْنَ أنْ يَحِقْنَ (إماءً)
في هَوانٍ، وقد وُلِدْنَ حَرائِرْ
فاتَّخذنَ القَتَامَ في الرَّوْعِ كُحْلاً
وادَّرَعْنَ الحُسامَ، بعدَ الحرائِرْ (3)
إيه ما أكرمَ النِّضالَ، وأدْنَى
صفحاتِ الخلودِ من كلِّ شاعرْ
حينَ لا يَزْدهيه في الشعرِ إلاّ
ما هو الصِّدقُ والبيَانُ السّاحرْ
وهيَ في الحقِّ دعوةٌ لِسَلامٍ
وشُعورٌ مُتَرْجمٌ عن (مَشاعِرْ)
أيها الشَّعبُ، من بَني الضادِ طُرّاً
وحُماةَ الحِمى - وخيرَ العَشَائِرْ
ها هو العَاهلُ العظيمُ (سُعودٌ)
مَطْلَعُ اليُمْنِ، وازدهاءُ المَنابِرْ
و (بَنوهُ) وآلُهُ - وذَووهُ
والكُماةُ الأُساةُ من كلِّ كابِرْ
أُسوةٌ -في النَّدى- وفي كلِّ بِرٍّ
وسَناءٌ، وقُدْوةٌ في المَفاخِرْ
فاقْتَفوا إثْرَهُ - فُرادًى ومَثْنَى
وابْذُلوا المُسْتَطاعَ (يومَ الجزائر)
واعلموا أنَّكم بذلكَ - حقّاً
تحمدونَ السُّرى برغم المُكابِرْ
ولكم أجْرُكمْ - على ما بَذَلتُم
في ظِلالِ الهُدى - ونورِ البَصائرْ
إنه النصْرُ - وهو فَتْحٌ قَريبٌ
وابْتهاجٌ وغِبطةٌ في المَصائرْ
فليكافحْ عن (الحِمَى) كلُّ شَادٍ
ومُفَادٍ؛ ونَاثرٍ؛ أو شَاعِرْ
حَفِظَ اللَّهُ للأُباةِ "سُعوداً"
وحَمى فيه دائماً كلَّ شاكِرْ
وكَفى المسلمينَ كُلَّ بَلاءٍ
"وعلى من بَغَى تدورُ الدَّوائر"
مكة المكرمة - في 15 /شعبان عام /1377هـ.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :395  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 451 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور محمد خير البقاعي

رفد المكتبة العربية بخمسة عشر مؤلفاً في النقد والفكر والترجمة.