| أُنظرْ فديتُكَ خيرَ ما هو باقي |
| من صالحاتِ (الملكِ) في الآفاقِ |
| أُنظرْ مآثرَكَ العظيمةَ إنَّها |
| سِفر الحنانِ وآيةُ الإِشفاقِ |
| أُنظرْ إلى جدواك كيفَ نَمتْ بها |
| في (البائسينَ) مَكارمُ الأخلاقِ |
| أُنظرْ إلى القصرِ المَشيدِ كأَنَّه |
| رمزُ الجمالِ ودميةُ العُشاقِ |
| أُنظرْ إلى الدار التي هي (مَلجأٌ) |
| أو (ثورةٌ) تَزكو على الإنفاقِ |
| كانت كأطيافِ المُنى فتحققتْ |
| في (عصرِكَ الممتازِ) بالإغداقِ |
| كانت وكانَ بها الموُفَقُ مُصلحاً |
| في السرِّ والإعلانِ والإطراقِ |
| يرنو إليها وهي في خَطَراتِهَا |
| فتَّانَةً بخيالِها البَرَّاقِ |
| قد جشَّمتْهُ السّهدَ في تَنويِلهَا |
| وتنازعتْه المهرَ باستِحقاقِ |
| فصبا إليها غيرُ مُكترثٍ بما |
| يَعرُوه من نَجحٍ ومن إخفاقِ |
| وأباحَها (مَهديُ) من وُجدانِهِ |
| شغفَ المُحبِّ ومهجةَ المُشتاقِ |
| حتى إذا شاءَ الإلهُ وهبتَه |
| مما بذلتَ لها أتمَّ صُداقِ |
| فبدا بها (العُمرانُ) أحسنَ ما رأتْ |
| عينٌ وأصختْ قُرةُ الإصدَاقِ |
| تَتجاوبُ الأصواتُ في جَنَبَاتِهَا |
| بالشُّكرِ مُنطلِقاً من الأعماقِ |
| * * * |
| يا أيُّها المَلِكُ العَظيمُ ومن بِهِ |
| تمَّتْ علينا نِعمةُ الرَّزاقِ |
| ما للقُرونِ وقد تَتَابعَ كَرُّهاً |
| ببني الحجازِ وهنَّ ليلُ محاقِ |
| لم يذكرِ التاريخُ من حَسَنَاتِها |
| (مأوىً) كهذا في التُّراثِ البَاقي |
| أو لمْ يكنْ أولى البلادُ بمثلِهِ |
| بَدلاً من التَّرويعِ والإهراقِ |
| * * * |
| إنَّ العُروشَ بقاءَها ونماءَها |
| في البِرِّ لا في البَغي والإرهاقِ |
| ما لي وللماضي وأنتَ نَسختَهُ |
| بالعَدِل والإحسانِ والإشرَاقِ |
| بلغَ الكرامُ المجدَ حين جَروا لَه |
| بَسوابِقٍ وبلغتَه (بِبُراقِ) |
| ورأوا غُباركَ في السُّها وتراكضوا |
| من للنجومِ ومن لَهم بِلَحَاقِ |
| * * * |
| هذا لَعَمرُ اللَّهِ فَضلُكَ نَاطِقٌ |
| ما في الثناءِ عليهِ من إغراقِ |
| يُرعى بِهِ (الأيتامُ) بين حِمى أبٍ |
| حَدِبٍ وبينَ (ثقافةٍ) وَوِفاقِ |
| تُهمي عليهم من سَخائِكَ دِيمةً |
| أمِنوا بِها من (خَشيَةِ الإملاقِ) |
| * * * |
| كانوا ضَحايا الجَّهلِ مُنذُ تناثَروا |
| ما بَين كُلِّ ثَنيِّةٍ وزقَاقِ |
| يتبلَّغونَ العيشَ في أسمَالِهِم |
| ويُمثِّلونَ البُؤسَ في الأسواقِ |
| واليومَ هُمْ أملٌ بِبابِكَ باسمٌ |
| يَتفَيأونَ بِظِلِّكَ الخَفَّاقِ |
| واليومَ هُمْ جُندٌ بجيشِكَ باسلٌ |
| سهلُ المقادةِ ثابتُ الأعراقِ |
| ألبستَهم حُلَلَ الكَرامةِ بَعدَما |
| لبثوا زَماناً خَاضِعي الأعناقِ |
| وعَرضتَهُم بينَ الوُفود (كتائباً) |
| تُزجى لِيومِ حَفِيظةٍ وسِباقِ |
| نَشأوا على الإخلاصِ فيكَ وأنهمْ |
| لَغَرسٌ يُثمِرُ أطيبَ الأعذاقِ |
| فاهنأ كما تَهنى (بِتَاجِكَ) واستزدْ |
| بالشُّكر فضلَ الوَاهِبِ الخَلاَّقِ |
| وأقمْ صُروحَ الدِينِ عَاليةَ الذُّرى |
| في كُلِّ ضَاحيةٍ وكلِّ رَواقِ |
| واعلمْ بأنَّ الشعبَ فيك صَغيرُه |
| وكبيرُهُ يَشدو على الإطلاقِ |