| أملٌ يَلوحُ ويَسطعُ |
| ومنًى تخبُّ وتوضعُ |
| وهوًى يُميط لثامَهُ |
| فيما يُفيدُ ويَنفعُ |
| وحِجًى تُقرِّبُ غايةً |
| يرنو لها المُتَطلِّع |
| كالفجرِ أو كالصُّبحِ أو |
| كالشمس حيثُ تُشعشِعُ |
| برزتْ وكانت فكرةً |
| فيما مَضَى تتقنَّعُ |
| أوحى بها العقلُ الحصيـ |
| ـفُ فأصبحتْ تتدفَّعُ |
| حتى إذا ثوتِ الحَشا |
| وشكتْ جَواها الأضلعُ |
| فاضتْ بها الكأسُ الرويـ |
| ـةُ واليراعُ المُبدِعُ |
| فمحتْ ظلامة يأسِها |
| ودَنا إليها المَطمَعُ |
| فاسمعْ رسالةَ وحيِها |
| أن كنتَ مِمنْ يُوزعُ |
| واشدُدْ يمينَكَ وانتجعْ |
| خيراً فشعبُك مُمْرَعُ |
| زعموا بأنَّ بلادَنَا |
| في جَهلِهَا تَتَسكَّعُ |
| زعموا بأنَّ قلوبَنا |
| كالصَّخرِ لا تَتَوجَّعُ |
| زعموا بأنَّ بناءَنا |
| مُتقلقِلٌ مُتضَعضِعُ |
| زعموا وما زعموا سِوى |
| بعض الذي هو أَفظعُ |
| كلّ المزاعمِ ضِلةٌ |
| إلا الحقائقُ تَصنعُ |
| * * * |
| فدعوا الجدالَ وسابقوا |
| وقتاً يَضيعُ ويُقلِعُ |
| وخذوا السبيلَ مُعبَّداً |
| إنَّ السبيلَ مُشرَّعُ |
| هذا النِّداءُ يصمُّنا |
| إن كان فينا مُفزعُ |
| تاللَّهِ ما الإسعافُ إلـ |
| ـلا سنةٌ وتَتبُعُ |
| هو حُجةٌ ملموسةٌ |
| تَهدى الغُواة وتَقمَعُ |
| هو دوحةٌ فينانةٌ |
| تَضوي الفَقيرَ وتَفزعُ |
| هو أمةٌ مَيسورةٌ |
| للخيرِ فيها مَوضِعُ |
| هو قوةٌ مذخورةٌ |
| فيها العَتَادُ يُنَوَّعُ |
| هو رحمةٌ فياضةٌ |
| لليُتمِ فيها مَهجَعُ |
| هو رايةٌ منصوبةٌ |
| في ظِلِّهَا نَتطوعُ |
| هو (ملجأٌ) (ومدارسٌ) |
| و(إعانةٌ) و(تَبرُّعُ) |
| هو للمريضِ عِلاجُه |
| ولبائسٍ مُستودَعُ |
| ولذِي جِراحٍ ضمدُه |
| ولذي صد مُستكرَعُ |
| يُبنى به (مُستوصفٌ) |
| أو (معهدٌ) أو (مَصنعُ) |
| ينهلُّ من قطراتِهِ |
| غيثٌ يجودُ ويَمرعُ |
| ويُشادُ من لَبِنَاتِهِ |
| صَرحٌ يُعزُّ ويُمنعُ |
| وبهِ الرجاءُ مُعلقٌ |
| فهل الدعايةُ تنجعُ |
| كم مهجةٍ مسعورةٍ |
| بين الدُّجى تَتَقَطَّعُ |
| ومنيةٍ مخبوءةٍ |
| في جسمِها تَتَصدَّعُ |
| ومشيئةٍ مُختارةٍ |
| في بؤسِهَا تتبرعُ |
| وملومةٍ معذورةٍ |
| من سُمِّهَا تتجرعُ |
| (الفقرُ) شرُ بليةٍ |
| يُصمى بها المتُلكِّعُ |
| و(الجهلُ) أنكبُ عابثٍ |
| بالشعبِ حين يقرعُ |
| و(البؤسُ) من ألوانِهِ |
| يُزجي الدموعَ وينزعُ |
| و(السُّقمُ) أبلغُ خيبةٍ |
| تعرو السقيمَ وتَخرعُ |
| في كلِّ مُنعَطَفٍ ترى |
| مَثلاً يُمضُّ ويُوجِعُ |
| فعلامَ نبضُ قلوبِنا |
| إنْ لم تَكُنْ تتورعُ |
| وإلامَ جَحدُ يقينِنا |
| إنْ كان لا يَتدرَّعُ |
| يا شعبُ حسبُك ما مضى |
| لجَّ العِداةُ وجَعجعوا |
| فدعِ التَّواكُلَ والتَّدا |
| بُرَ والتراحمُ أروعُ |
| أنفقْ وأقرضْ وادَّخِرْ |
| في اللَّهِ ذلك يُجمعُ |
| أقسمتُ باللَّهِ الذي |
| أدعو إليه وأخضَعُ |
| ما في الحياةِ لذي تُقًى |
| إلا المَبرَّةُ مَهيَعُ |
| كلٌّ يمدُّ شِباكَهُ |
| ولكلِّ رامٍ مَنزِعُ |
| والمؤمنونَ إخوةٌ |
| وهمُ السجودُ الرُّكَّعُ |
| والراحمونَ سيُرحمو |
| نَ وكلُ قاسٍ يُصرعُ |
| مهما بذلنَا في رضًى |
| فالرزقُ فيه مَوسِعُ |
| * * * |
| هذا الطريقُ أمامَكُمْ |
| فاسعوْا إليه وأَسرِعوا |
| وتزودوا لِمعادِكُمْ |
| خيراً فنِعمَ المَرجِعُ |
| كلُّ الوجودِ إلى فنا |
| والباقياتُ تُضوعُ |
| ما الذخرُ زينُ ثيابِنا |
| أو مالُنا المُتجمِّعُ |
| وأرى العيونَ تفتحتْ |
| ولكلِّ عينٍ مَسمَعُ |
| فتذكروا وتَناصحوا |
| فالأجرُ ليس يُضيَّعُ |
| ربما استطعنا فلنجد |
| فالحملُ سوفَ يُوزعُ |
| واللَّهُ خيرُ مُوفِّقٍ |
| ولكلِّ ظَامٍ مشرَعُ |