يا (أُمَّ كُلثوم) كم هيَّجتِ من شَجَنٍ |
يُشجي القلوبَ، وكم أوقدتِ نيرانا |
وكم أذاعَ (الأثيرُ) اليومَ أُغنيَةً |
على (الحِجَازِ) تُثيرُ الوجْدَ ألوانا |
أغريتِ كُلَّ فؤادٍ بالهوى طرباً |
فراحَ يهتِفُ بالمحبوبِ نشوانا |
صَرفتِ أفئدةً باتت مولَّهةً |
بشدوِكِ العَذبِ تغريداً وأشجانا |
وأنت في مِصرَ والمذياعُ يُرسِلُها |
في الشَّرقِ عاطفةً تَدوي وألحانا |
كأنما هي صوتُ الخُلدِ نسمعُه |
سجعاً ووقعاً وإخلاصاً وإيمانا |
أو همسةً من جِنانِ الحورِ هابطةً |
قد خالستْ لنعيمِ الأرضِ رِضوانا |
فبادلينا شُعورَ الحبِّ من كَثَبٍ |
وتابعي الشدوَ إشفاقاً وإحسانا |
واستعملي الرِّفقَ فينا؛ إنَّنا بَشَرٌ |
هِمنا عليكِ وذُبنا فيكِ تحنانا |