| مَنْ مُجيبي وقد علمتُ يقيناً |
| أنَّ صِدقَ الحديثِ يفرض دينا |
| هل رأى الناسُ في التقدُّمِ عهداً |
| كزمانِ (السُّعودِ) منذُ وُلِينا |
| * * * |
| لا ومَنْ يرسلُ الرياحَ ويُزجي |
| سُحُبَ الخيرِ ما كذبتُ يمينا |
| إِنَّه (المُصلحُ العَظيمُ) بحقٍ |
| وبهِ اللَّهُ قد أزالَ فُتُونا |
| ولئن شئتُ أن أقصَّ عليكم |
| بعضَ آثارِه نظمتُ سنينا |
| * * * |
| لا أرومُ المُحالَ بالوَصفِ لكن |
| آثرَ الشكرُ أن أكون مُبينا |
| طأطأتْ دونَه (الأمانيُّ) صَرعى |
| وحكى عهدَه السعيدَ قرونا |
| * * * |
| شِرعةُ اللَّهِ ما استَقمنا عليها |
| لا نُبالي بما عسى أن يكونا |
| ذلك المجدُ والنهوضُ وأحرى |
| أن يسودَ الوِفاقُ والحبُ فينا |
| * * * |
| إنما تُرك الشعوبُ مناها |
| حين تختارُ نهجَهَا المَسنونا |
| يوم تعلو المُتونَ جُردا وتتلو |
| صُحُفُ الفنِ والعلومِ مُتونا |
| * * * |
| يوم تسمو الأَخلاقُ فيها ويغدو |
| كلُّ من دَبَّ بالجهودِ مَدينا |
| * * * |
| أيُّها الباحثونَِ في (الغَربِ) عمّنْ |
| يبعثُ اليومَ (مجدَنَا) المَدفُونا |
| لا تُطيلوا الوقوفَ في كلِّ رَبعٍ |
| ناطقٍ صامتٍ يُذيلُ العُيونا |
| وتُريقوا الدموعَ خشيةَ يأسٍ |
| ثم تُغضوا على القُنوطِ جُفونا |
| و استفيقوا من الخيالِ فهذا |
| (سيِّدُ العُرب) قد أزاحَ دُجُونا |
| * * * |
| قد وجدنَاهُ رغمَ أنفِ الليالي |
| بطلاً فاتِكاً وَ مَلِكاً حَنونا |
| أين أصغيتُ أسَتمدُّ حَديثاً |
| كأريجِ الصَّباحِ عنه مَصونا |
| يبتغي (الشعبَ ناهضاً) وإذا ما |
| (نهضَ الشعبُ) يلفِهِ مَمنونا |
| * * * |
| قدَّرَ اللَّهُ (للجزيرةِ) ألاَّ |
| ينثرُ الدهرُ عِقدَها الموضونا |
| فحمَاها من المخاوفِ حتى |
| أصبحَ القلبُ آمناً مَأمونا |
| * * * |
| لا ترى العينُ في التهائمِ منها |
| أو رنا الطرفُ بالنُّجودِ خَؤونا |
| ذاكُمُ السيفُ والهدايةُ طوراً |
| نكَّل البغيَ والهوى والهونا |
| ولقدْ هامتِ القلوبُ ولاءً |
| للَّذي أدهشَ البريةَ حينا |
| (ملكِ العُربِ) والجزيرةِ طُرّاً |
| (خلَّدَ اللَّهُ مُلكَهُ) آمينا |
| كيف لا نَبذُلُ النفوسَ فِداهُ |
| وهو بالأَمسِ في الوغى يَفدينا |
| أسألُ اللَّهَ أن يدومَ ويَبقى |
| (عرشُهُ) الوارفُ الظِلالِ مَكينا |