شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
تمر وجمر
(زيدتن (1) ) جمرك مثل تمرك مبهر
هيّجت منى كامناً هو أو هر
صوَّرتَ "موقِفَكَ الرَّهبَ" بِنَفثةٍ
هي من يَراعِكَ في (بيانكَ) تَسحرُ
وبِها (التقينا) في شعورٍ سَاحِقٍ
هيهاتَ ينساهُ امرؤٌ يتفكَّرُ
أعلنتَهُ - فقرنتُهُ بسريرتي
وطفِقتُ فيه - على السلامةِ أشكرُ
أ"مُحمدٌ" هيهاتَ أدركَ شاعرٌ
ما أنت توُحيهِ وما هو يُنثرُ
إني لأقفوكَ الخُطى متعثراً
ومن النوى ما قد يجود ويشعُرُ
في ذاتِ يومٍ، والحريقُ جهنَّمٌ
والمزنُ يهطلُ والسيولُ تُزمجِرُ
ذاكُم "بجدة" كالغمامِ وتِلكُمو
في "مكة" وبها السُقوفُ تدهورُ
وترُّن أجراسُ (المسرةِ) بغتةً
ببكاءِ (منكوبٍ) يئنُّ، ويزفرُ
ويقول يا عمي! ألا تدري هووا
وذروا كما يُذرى الهَشيمُ ويُنشرُ
وصُعقتُ، لم أفهمْ لِبعدِ هُنيهةٍ
قال (المُحدِّثُ) كل أهلِك دُمروا
سقطت بهم (طيارةٌ) من حالقٍ
من بعدِ (عصرِ) فأين هم قد غودروا
خمسٌ وعشرون انطووا بكبارِهِم
وصغارِهِم - ولك العزاءُ يُكررُ
"بنتايَ" منهم، والبَنونَ جميعُهم
هُلكوا - وكدتُ لهولِ ذلك أُعقرُ
وسجدتُ للرحمنِ - مسلوبَ الحِجى
ودمي وقلبي - والدموعُ تَفَجَّرُ
وسألتُ منه اللطفَ فيما قد قضى
والأرضُ تحتي والسماء - تَموَّرُ
والليلُ داجٍ - و (البلاءُ) مِزلزلٌ
والأمُ تندبُ، والتجلُّدُ يُقهَرُ
ودعوتُ (فيصلَ)، وهو فوقَ سريرهِ
وكأنَّما - الدُّنيا - أمامي خنصرُ
وهذبتُ ما شاء التوجسُ خيفة
وكأنَّما أنا - ميتٌ - يتغرغرُ
فأجابَ - ثِقْ باللهِ، واهدأ، إنَّهُم
سَلِموا، ولم يحدثْ لهم ما تحذرُ
والآنَ أخبِرُكَ اليقين - فلا تضقْ
ولتطمئنَ - فإنني - مستبشرُ
ووقفتُ في حَرجٍ وحزنٍ مُطبِقٌ
والشكُ يقتلُ والظنونُ تحيرُ
وتجاوبَ الوادي بصيحاتِ الأسى
والحزنُ يفتكُ - والمُدي تتغورُ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :635  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 426 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.