شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ما انشقَّ إلا مِن وراءِ شِعافِهِ (1)
نِعمَ (الغثاثةُ) و (الرثاثةُ) إن هُما
كانا كهذا الشعرِ شَاق منخلا
ولبئسَ كلُّ (تَعرُّدٍ) و (تَمرُّدٍ)
يُصمى به هذا الرواءُ تَحلُّلا
ما لي أراني أستعيدُ مُرنحا
هذا الذي أعيا (سويدَ) (2) و (كاهلا) (3)
لو أنَّ قلبَ (طويق) باحَ بسرِّهِ
لمْ يعدُ ما هو شفَّ عنه مُجلجلاً
قد زانَ منه جَبينَه بتوائمٍ
هيهاتَ منها (الدرُّ) أيتمَ أو غَلا
وكأنَّما التاريخُ فيه صحائفٌ
تُتلى وتنشدُ ما احتواهُ مُرتَّلا
وكأنَّ كُلَّ قبيلةٍ و (أثيلةٍ)
في المجدِ عنه تَحدُّراً وتَسلسُلا
(جبلٌ) على فوديهِ طامنتِ السُّهى
من جانبيها فازدهى وتَغزَّلا
ما انشقَّ إلا مِن وراءِ شعافِهِ
(فلقُ الصباح) وقد أطلَّ وأَقبلا
ترنو إليهِ الشمسُ وهي حَريصةٌ
أنْ لا تشعَّ على سِواهُ وقد عَلا
منه (القَوافي) الفَاتناتُ تبلجتْ
(حوراءُ) رائعةٌ تَبرج في (الحُلى)
بيضاً (غرانقُ) يستريحُ لشدوِها
طيرُ السماءِ ويستجيبُ مُهللا
ما (لابنِ كلثومٍ) (4) عليه من يدٍ
شَروى يديك وقد بسطت وأجملا
وكأنَّ ما أرسى (الجزيرةَ) كُلَّها
طود اليمامة (راسخاً) ومُكللا
أنطقتَه والصمتُ ملء بِجادِه
فشدا وأعربَ واستفزَّ وأَعجلا
وأبانَ عن خلجاتِهِ وكأنَّها
نَجوى الخُلودِ وقد دَعا وتَمثلا
(عدنانُ) أو (قحطانُ) عنه تلقيا
ما نصتِ الفُصحى أغرَّ مُحجلا
إِني وربِ البيتِ غيرُ مجازفٍ
فيما ارتجلتُ ولا وهمتُ تمحُّلا
كلا ولكنْ هَزني وأهاجني
(شعرٌ) بِهِ تَمشي (السَراةُ) (الخَيزلا)
بلْ إِنَّا هي نفثةٌ من شَاعرٍ
قد راعَهُ هذا (البيانُ) فأَرقلا
ولقدْ ثملتُ بِهِ كأنَّ كؤوسَه
فاضَ (الرحيقُ) بها وصفَّقَ بالطُلى
ما الشعرُ إلا من هُنالِك نبعُهُ
وهو الذي اقتحم (البحورَ) وقدْ حلا
ما كنتُ قَبلَ اليومِ أحسَبُ أنني
أُصغي إلى هذا الحديثِ (مُسلسلا)
حتى انبهرتُ بهِ تساءلَ فجأةً
(يا جاثماً (بالكِبرياء) (تَسربلا)
فازددتُ إيماناً بماضينا الذي
لا نَرتضي إلا بهِ (مُستقبلا)
يا أيُّها الجبلُ الأشمُ تحيةً
تُزجى إِليكَ (فرائضاً) و (نَوافلا)
ليستْ من اللَّغوِ الأثيمِ وإنما
من (مَنكبيكَ) سمتْ إِليك تفاؤلا
زحفتْ بها الآمالُ شتى والرُّؤى
وتيممتكَ قَوافِلا وسَلائلا
من حيثُ ما تَجري (الرياحُ) وأينما
يَدعو (الكفاحُ) مُدرعاً ومُناضلا
ولتشهدنَّ العُربَ حولَكَ أمةً
ممن عهدتَ أسنةً وصَواهِلا
يتخيرونَ من الحَضَارةِ صَفوَها
ويناوئونَ الشرَّ حيثُ تَغوَّلا
ودُثارُهمْ توحيدُهمْ وشِعارُهمْ
(تصعيدُهم) ومنارُهم هدَى (الأُلى)
ولئن سئمتَ من الدُّجى وظلامِهِ
حيناً فإنَّ (ضُحاكَ) أصبحَ مَاثِلا
لم يبقْ حولَكَ للتقَاعُسِ نأمةٌ
بل لا تَرى إلا السماءَ وسَائلا
كلٌّ يَخُبُّ على الطريقِ ولن تَرى
إلاّ (أمامَك) نهضةً ومَشاعِلا
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :490  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 425 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

محمد عبد الصمد فدا

[سابق عصره: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج