| أشعلتَ يابنَ خميس
(2)
نيرانَ الغَضا |
| في من تَفيأَ بالصَّوارم وانتضى |
| ونسجتَها من كُلِّ قلبٍ خافقٍ |
| تجري الدماءُ به حَميماً مُرمَضا |
| وكأنَّما هي في ارتجاسِ رعودِها |
| شهبٌ تحدى كلَّ من هو أجرضَا |
| ما نفثُها ما بثُّها ما حَثُّها |
| إلا على سَحقِ العَدوِّ مُرضضا |
| هي من بيانِك في بَنانِك آيةٌ |
| أنَّ الرِّضيَّ بها ازدحى والمُرتضى |
| إني وراءَ (كداءَ) من (أُمِّ القُرى) |
| لأراكَ سيفاً في (الرياضِ ومِقْبضا) |
| وأكادُ من شَغفي بما أنشدتَه |
| أطوي إليك (تِهامةً) و (العَارِضا) |
| وأقومُ في عَليا (معدٍّ) هَاتِفاً |
| إنَّ الحياةَ هي الكفاحُ وما اقتضى |
| ولنحن أبناءُ الأُلى لو أنَّهم |
| بُعثوا لما وَهبوا لنا كُلَّ الرِّضا |
| أتراثُهم يطأُ البُغاثُ مِهادَهُ |
| حتى تصدَّع عُنوةً وتَقوَّضا |
| ما (فتحُ) وايم الله وهي كتائبٌ |
| إلا البطولةُ والفداءُ تشضضا |
| عجِلتْ بها الآجالُ في آجامِها |
| للموتِ أو تحيا حمىً ومَرابضا |
| ومشتْ إلى الهولِ الرهيبِ مغيرةً |
| وبها العدوُّ المستكينُ تَخضخضا |
| روحٌ من القهَّارِ جلَّ جلالُهُ |
| أورى بها المَوتورَ حتى يَنهضا |
| والقَرحُ ليس هو الجُروحُ وإنما |
| ذلُّ العزيزِ وإنْ يُضامَ ويُجهَضَا |
| تاللهِ ما ضاعتْ (فلسطينُ) سُدىً |
| إلا بِمن قَبِلَ الهوانَ ونَضنضَا |
| ولواحدٌ ممنْ تيقَّنَ بعثه |
| لأشدُ من ألفٍ عليهم لو مَضى |
| ولقد يكونُ الخيرُ في تمحيصِنا |
| فنكون أجدرَ بالبقاءِ وأنهضَا |
| ها هُم أولئك لا يُشقُّ غُبارُهُم |
| صِيدٌ غطارِفةٌ تنادوْا رُكَّضَا |
| يتسابقونَ إلى المَنونِ كَواعِبا |
| وكأنَّ خَولةَ كُلهنَّ تَخوَّضا |
| أما الشيوخُ فإنهم كشبابِهِم |
| ولكلِّ من يغشى الوَغى ما أَقرضا |
| هذا سبيلُ اللهِ بل هو بَابُهُ |
| مُنيَ الرسولُ المُجتبى وتَعرضا |
| أما الذينَ هم الغُثاءُ وما بِهم |
| إلا الشقاقُ مُحَرَّضا ومُحَرِّضا |
| والزائغونَ الكاندونَ عقائداً |
| والحائرونَ مَذاهِباً ونقائِضا |
| فلسوف لا يجدونَ مهما كابروا |
| في اللهِ إلا ساخراً أو هَائضا |
| والدينُ والدنيا لنا في إِثرِهِ |
| ما نحن وفَّينا النذورَ فَرائِضا |
| ولنا بتوحيدِ الإِلهِ معاقلٌ |
| تَذَرُ العُتاةَ نَواصِبا ورَوافِضا |
| بُشراكَ عبدَ اللهِ أنَّك شاعرٌ |
| ما إنْ يُزاحِمُهُ (الكميتُ) مُعارضا |
| وإذا الجيادُ الصافناتُ تَصاهلتْ |
| كنتَ المُقدَّمَ شَاكِماً أو رَاكضا |
| فاصدعْ بما تُؤمرْ وما مِن آمرٍ |
| إلا الصِّراطُ المستقيمُ مُناهضا |
| ومن القوافي للشعوبِ قَوادحٌ |
| بِزنادِهَا تَعنو الجبالُ خَوافضا |
| ولتحي يا (سَلمانُ) واسلمْ للعُلى |
| والمجدِ وانصبْ للأُباةِ مَعارِضا |
| هي فيك سرٌّ من أبيك وصِبغةٌ |
| في (فيصلٍ) ولهُ الثناءُ مُمَحَّضا |
| شيمٌ بها شمُّ الأنوفِ تَصافحوا |
| وتوارثُوها عَرضةً وعَوارِضا |
| لن تشتفي منا الصدورُ بِرحبِها |
| من ضيقِها إلا بما اللهُ ارتضى |
| وهل الذي بالصِّدقِ عاشَ مُحبباً |
| مثلَ الذي بالإِفكِ باتَ مُبغضا |
| والشعبُ كُلُّ الشعبِ خَلفَ مَليكِهِ |
| والمسلمونَ جميعُهُمْ مَهمَا قَضى |
| ولدمعةٌ منه بسَفحِ المُنحنى |
| بين الحجيجِ وقد بكى وتَعرضا |
| لهي الوَقودُ لكُلِّ باغٍ معتدٍ |
| وبها الجحيمُ سيَصطليهِ مُقرضا |
| إِنَّ البطولةَ في الفِداءِ وإنما |
| يخشى المنايا من أشاحَ وأَعرضا |
| وأرى الكُماةَ وقد سَخوا بدمائِهِم |
| فتحاً قريباً والخلودُ لمن قضى |
| * * * |