ليس بِدعاً في مكةَ أو عَجيباً |
أنْ يُحيي بنو "الحجازِ" شكيبا |
غيرَ أنَّ "الأميرَ" عجَّلَ بالظَّعنِ |
فيا ليتَه ظَلَّ، كي نُؤدي نَصيبا |
قَرأَ القومُ في حَياتِكَ سِفراً |
حَافِلاً بالجهُودِ ينفَحُ طِيبا |
ورأوْا فيكَ يا ابنَ قَحطانَ عَزماً |
صَاغَهُ اللهُ كالحَديدِ صَليبا |
كلَّ قطرٍ حللتَ فيه تَبارى |
لَك بالحفلِ أهلُهُ تَرحِيبا |
أكبروا فيك "للعُروبةِ" مَجداً |
عدته حقبةٌ فعادَ قَشيبا |
واستطابوا بِك المُقامَ وجالتْ |
حالةُ العُربِ أَن تُطيقَ المَغيبا |
أيُّ هذا الذي تهلَّلَ بِشراً |
ونوى رِحلةً، وحَلَّ قُلوبا |
من عَرَفناهُ في القَريضِ "إِماماً" |
وسِمْعنَاهُ في النَدَّيِّ "خَطيبا" |
وبلوناهُ في الكِتابةِ بحراً |
ورأينَاه في المَعالي حَسيبا |
أحدثَ النَّأيُ في النُفوسِ انْصِداعاً |
مثلَ ما كنتَ يالقُدومِ طبيبا |
فلئنْ مَضَّنا بعُادُكَ عَنَّا |
وتوليتَ للجهادِ وُثُوبا |
فلقد كنتَ قبلَ رؤياكَ فينا |
أملاً ناضِراً ورَأياً مُصيبا |
ولقد بتَّ بعدَ لُقياكَ منا |
ملءَ إِحساسِنَا أَباً مَحبوبا |
فاقطع المَوجَ للكفاحِ وجرِّدْ |
من لِسانِ الدِّفاعِ سيفاً عَضيبا |
وابقَ للعُربِ نَاصِحاً ونَصيراً |
ناجحَ السَّعي للنداءِ مُجيبا |