تضيقُ وصدرُك لا يَحجرُ |
و (عقلُك) (عينٌ) بها تُبصِرُ |
وأنت (بكهفِكَ) في غَمضةٍ |
تَرى (الكونَ) يُظلِمُ أو يُسفِرُ |
وتشهدُ (بالفكرِ) آفاقَه |
ومن هو يؤمنُ أو يَكفُرُ |
وتستعرضَ (الخَلَقَ) من (آدمٍ) |
و (نمرودَ) منهم و (بختنصرُ) |
وتنظرُ مَن لم تكنْ بينَهم |
غداةَ توغَّل (اسكندرُ) |
ومجدَ (أثينا) و (روما) وما |
تأثَّلَ (تُبَّعُ) أو (حِمْيَرُ) |
* * * |
تُحيط الحياةَ وأسرارَها |
(بإِطراقةٍ) دونَها (المِجهرُ) |
ويعدو (بوعيِكَ) عَبرَ السَّماءِ |
(خيالٌ) يَمُدُّ وما يَجزُرُ |
وتَدنو إليكَ (القُرونُ) الطِوا |
لُ وتغرقُ في لُجّكَ الأَبحُرُ |
وتحسَبُ أنَّكَ من بعدِهِم |
تجوسُ (الكَواكِبَ) أو تَعمرُ |
وتشتدُّ عَزماً وتغزو الفضا |
ءَ وما فيه يَخفى وما يَظهرُ |
وتشقى بك (الأرضُ) مما اقترفـ |
ـتَ ومما قَذفتَ وما تَعقِرُ |
* * * |
تبكُ السباعُ وتبكي الجِيا |
عُ وأنت بذلك تَستَهتِرُ |
ويجأرُ مِنك (الجمادُ) الأصـ |
ـمُ وما هو يَطوي وما يَنشُرُ |
وتَغشى البدورَ وأقمارَها |
بما أنت تَرْصُدُ أو تَقهَرُ |
ويَزري اكتساحُك غضَّ النَّبا |
تِ فما هو يَنمو وما يُثمِرُ |
* * * |
بظُلمِكَ (كُبكبَ) (إنسانُها) |
وحتى (الوحوشُ) به تُذعرُ |
وتزهقُ بالبَطشِ أرواحُها |
وأنت المُدِلُّ بما تَمْكُرُ |
* * * |
تداعتْ (شعوبٌ) بما كابدتْ |
وما هي تخشى وما تَحْذَرُ |
وبالعِلم لا الجهلِ أهدرتَها |
(دماءً) بأمواجِها تَهدُرُ |
* * * |
فأما الحقوقُ فأهونْ بها |
فما هَضمُها غيرَ ما تُضمِرُ |
* * * |
تُماطلُ فيها بما تَشتهي |
وما أنت تَرضى وتَستَأثِرُ |
وما إنْ وُعِظتَ بكُلِّ الذي |
جَنى (مُوسولينيُّ) أو (هتلرُ) |
أحاديثُ صَاروا وقد مُزِّقوا |
وَزلُّوا فَزَالوا بما استكبرُوا |
* * * |
كذلك أنت ويا طَالما |
بِكَ (الهَولُ) يُقبِلُ أو يُدبِرُ |
(وتزْعُمُ أنَّك جُرمٌ صغيرٌ |
وفيك انطوى العالمُ الأكبرُ) |
ولَلجهلُ خيرٌ إذا ما طَغى |
(بعِلمِكَ) بغيٌ به تَطفرُ |
* * * |