| ما للشعوبِ تمورُ وهي (مِراءُ) |
| والموجُ يزبُدُ والقلوبُ رُغاءُ |
| أزِفَتْ بما اكتسبتْ أم اقتربتْ |
| بها شَهَواتُها والغارةُ الشَعواءُ |
| أم أنَّه (الخُذلانُ) وهو (كبائرٌ) |
| أم أَنَّه (النِسيانُ) وهو غِطاءُ |
| أم أنَّها نُذرُ (القِيامةِ) بَعدما |
| غلبَ الهوى وتضرَّعَ (الغُرباءُ) |
| اللهُ يعلمُ أنَّ ذلك كُلَّهُ |
| سببُ البلاءِ وأنَّه الإِغواءُ |
| ما لابسَ الشكُّ المشعوذُ أمةً |
| إلاّ تردتْ و(اليقينُ) وِقاءُ |
| عجِزَ ابنُ آدمَ أن يَكُفَّ شُرورَهُ |
| في الأرضِ وانطلقتْ بهِ الغَلواءُ |
| فانقضَّ في عَرضِ الفضاءِ يجوسُهُ |
| ويَمُدُه الطاغوتُ والإِغراءُ |
| ولهُ إلى (الأقمار) في هَالاتِها |
| سَبحٌ يضيقُ بذرعِهِ ومَضَاءُ |
| يتبطنُ (الصَّاروخَ) مَفتونَ الرُّؤى |
| في أن تَدينَ لكشفِهِ الجَوزاءُ |
| ويُبذِّرُ الأموالَ في إِسرافِهِ |
| وتَزيغُهُ الأَرصادُ والأَصداءُ |
| هو من تُرابٍ كان بل هو كائنٌ |
| فيه يعودُ وأين مِنه ذُكاءُ |
| أفلا يرى الإِنسانُ أنَّ وراءَهُ |
| أمماً تجوعُ وبعضُها أَشلاءُ |
| هلا اكتفى من كدجِهِ بكَفافِهِ |
| أم أنَّه التَّمحيصُ والإِنساءُ |
| هلا تبدَّلَ بالسلاحِ وفتكِهِ |
| (نَسلاً) و (حَرثاً) والحياةُ (الماءُ) |
| هلا أتاحَ لكُلِّ طاوٍ لقمةً |
| والعيشُ خَفضٌ والبُطون خُواءُ |
| هلا تذكَّرَ أنَّهُ من نُطفةٍ |
| وثناهُ عن نَزَواتِهِ العُقلاءُ |
| هلا ارعوى ومشَى إلى أهدافِهِ |
| بالحُبِّ لا بغيٌ ولا خُيَلاءُ |
| ولئن تصادمَ غربُه في شرقِهِ |
| فهنالك الأعذارُ لا الإِعفاءُ |
| بشرٌ تَحامى الجنُّ منهم واتقوا |
| ما استحدثوا والحوتُ والعَنقاءُ |
| يتبجحونَ بكُلِّ ما هو (فاجعٌ) |
| ولهم سِباقٌ فيه واستِهزاءُ |
| أفيستوي (الضِّدانِ) سَلمٌ هَانئٌ |
| رغِدٌ وحَربٌ طَاحِنٌ وشَقَاءُ |
| للهِ غَيبٌ في الأنامِ مُحجَّبٌ |
| وبما قضى تتطورُ الأشياءُ |
| إن (الملايينَ) الذين تفيأوا |
| هذا البقاءَ جميعُهم أنضاءُ |
| يتضورونَ وما بِهم إلا الخَنَا |
| والحِقدُ والتلبيسُ والشَحناءُ |
| يرِيدُونَ أحواضَ الرَّدى ويسومُهُم |
| (سوءَ العذابِ) البطشُ والإِغواءُ |
| ولو أنهم لم يُبتلوا بمسلَّطٍ |
| ما مَسَّهُم قَرَحٌ ولا ضَرَّاءُ |
| لكنَّ أصحابَ الجحيمِ تآمروا |
| في قُوةٍ وتحيَّرَ الضُعفاءُ |
| حَسبوا التقدُّمَ والحضارةَ ضَلة |
| خَسفاً ونسفاً وهما الأصلاءُ |
| واجتثَّهم للموتِ في جَبروتِهم |
| قدرٌ تحيَّنَ دونَهم وقَضاءُ |
| كالغالبِ المغلوبِ فيه تذريا |
| واليأسُ فيه مع القُنوطِ رجاءُ |
| سخِروا من الأفلاكِ تبهرُ وامتروا |
| في اللهِ واستهواهُمُ الإِطراءُ |
| ويَلمِهمْ وليرتقوا ما حَلَّقوا |
| متنَ (الثُريا) ما همُ الأكفاءُ |
| إنَّ الذي من أمرِهِ استدراجُهم |
| أملى لهم ولكيدهِ الإملاءُ |
| هم بالطبيعةِ أُولعوا واستمتعوا |
| وتأولوا ما نحن منهُ بَراءُ |
| اللهُ خالقنا ونحنُ عبادُه |
| وإليه نرجِعُ و (الحسابُ) جزاءُ |
| جحدوا من الآياتِ ما هو نَاطقٌ |
| وبهِ ندينُ وكلُّنا شُهداءُ |
| وتسلَّطوا وتورَّطوا وتأبَّطوا |
| شراً بهِ تتجاوبُ الأَنباءُ |
| قُضَّتْ مضاجعَهُم به وجُنوبُهُمْ |
| وطغى على كل الدواءِ الداءُ |
| كلٌّ يُغصُّ بريقِهِ من خَشيةٍ |
| أن لا تميدَ برغمِها الغَبراءُ |
| متوجسينَ كأنما هم أبصروا |
| (ما يُوعدونَ) ولو هُدوا (لأفاءوا) |
| أهون بهم وبكلِّ ما احتشدوا بِهِ |
| فهمُ الحُطامُ وأنَّه لَغُثاءُ |
| للهِ ما في أرضِهِ وسمائِهِ |
| وبلُطفِهِ يَتفاءلُ الرُّحماءُ |
| إنَّا لنرجو اللهَ جلَّ جلالُهُ |
| ونخافُهُ وليحذرِ السُفهاءُ |
| في (ناجازاكي) الأمسَ أعظمُ عبرةٍ |
| و (بهيروشيما) الزجرُ والإِصغاءُ |
| هذا و (ذرَّتُهم) تفطرُ مرةً |
| ما بالُهمْ إن هَبتِ النكباءُ |
| ينعي الطلولَ البومُ وهو كمثلِهِم |
| شبحٌ وكلُ صروحِهُم إقواءُ |
| من أجلِ ماذا كلُّ ذلك رَجفة |
| للحقِ حيثُ تأزَّم الأَهواءُ |
| وبها يُبدِّلُ من أبادَ بغيرِهِم |
| (القاهرُ الجبارُ) كيف يَشاءُ |