| إلامَ، نلومُ "الحظَّ" - نُوسِعُهُ عُتْبَا |
| وما هو الدُّنيا بمقترفٍ ذَنبا |
| ويبهتُنا ما قدْ نَرى، من تَزَاحُمٍ |
| نَسِفُّ به شرقاً، ويسمو بِهِمْ غربا |
| نصُدُّ، فلا نُعنى بغيرِ سَفاسفٍ |
| ونرضى ولو كانتْ ضَمائِرُنا غَضبى |
| ونقنَعُ بالإِطراءِ يبدو مُمَوَّهاً |
| ونقبعُ مستملينَ من جهلِنَا سَبا |
| إِذا جالَ بالمرءِ العيانُ أصابَه |
| ذُهُولٌ يمَسُّ الحِسَّ والنفسَ واللُّبا |
| يرى كيف أنَّ النَّاسَ أبناءُ آدمٍ |
| تساووا، فكلٌّ يحتوي الجسمَ والقَلَبا |
| فمِنهم "سعيدٌ" بالحياتَينِ فائزٌ |
| وآخرُ لا يَرجو نجاةً، ولا عُقبى |
| تَفاوتَتِ الغاياتُ فارتابَ خَاسرٌ |
| وأَجدادُنا كانوا قَساورَةً غُلبا |
| أُولئك عاشوا في نعيمٍ مُرفَّهٍ |
| وآبوا، وقد سَادوا الأَعاجمَ والعُربا |
| لهمْ في بِقاعِ الأرضِ صِيتٌ مُخلدٌ |
| وفي سَاحةِ الرِّضوانِ دارٌ هي الرُّغبى |
| تولَّوْا رَشادَ الخَلقِ بالحقِ أَعصُراً |
| وكانوا كَماءِ المُزنِ يَستنبتوا الجَدبا |
| وشادوا قصورَ المُلكِ في كُلِّ دَولةٍ |
| تسامتْ بهم حِيناً، وما حَاولوا الغَضْبَا |
| وقامتْ لهمْ في "البرِ" "والبَحرِ" صَولَةٌ |
| ثوتْ بين أَضلاع الذينَ عَثوا رُعبا |
| وما بَلغوا هذا السُموَّ لِغايةٍ |
| سِوى أن يَنالوا العِزَّ والجَّاهَ والقُربى |
| أطاعوا بذِاكَ اللهَ وهوَ وليُّهُمْ |
| فما استعظموا هَولاً، ولا أكبروا حَربا |
| فهل يَقتدي "الأخلافُ" بالسَّلَفِ الأُولى |
| زَهونَا بهم فَخراً، وكُنا لَهم كَربا؟؟ |