| أبلغَ العُربُ صَوتَهم إِنكاراً |
| فاستشاطَ اليهودُ منهم جِهارا |
| إنَّ في القُدسِ فتنةٌ تتلظى |
| أشعلتْها يدُ الجُناةِ نَهارا |
| أوقدُوها وما دَروْا كيف تُطفى |
| وتعمُّ القُرى وتُصلي الديارا |
| علِمَ المسلمونَ بالشرِ يَنزو |
| وسلوكُ اليهودِ ساءَ النَّصارى |
| ومضَ البرقُ باحتجاجِ أُناسٍ |
| آثروا النُّصحِ واستعاذوا الشِغارَا |
| فلوتْ كَشحَها الدوائرُ حتى |
| أرهقَ الضيمُ منهمُ الأخيارا |
| فإذا الجورُ للدماءِ مبيحٌ |
| وإذا القومُ كَالجرادِ انتشارا |
| وإذا الجندُ والكتائبُ تُزجى |
| تقطعُ الأرضَ والسَّما والبحارا |
| وإذا الناسُ في ارتباكٍ وأزْلٍ |
| وإذا هُم وما احتَسوها سُكارى |
| أين عدلُ الحليفِ أين عُهودٌ |
| قُطعتْ غُدوةً وباتت بَوارى |
| ألهذا على الشعوبِ أنختُمْ |
| أم بهذا وعَدتُمُ الأمصارا |
| أوَلمْ يُعلنوا على الخلقِ طُراً |
| أنكم منقذو الشعوبِ أسارا |
| فلماذا بدَّلتمُ القولَ فيهم |
| بِفعالِ تمخضتْ أخطارا |
| أممُ الشرقِ كلُّها في شقاءٍ |
| وبنو الغربِ أوسعوها صَغَارا |
| فَرُويداً بالظالمينَ ومَهلاً |
| ضمِنَ اللهُ للعُتاةِ تَبارا |
| لا تُثيروا الحماسَ في الدينِ قهراً |
| ربما أججَ الشعورُ النارا |
| واحضُروها لكي تعودَ رمادا |
| لا يُحِلْها اللهيبُ فيكم دَمارا |
| هل أمِنتُمْ من الحُروبِ اندلاعاً |
| حيث لا يأمنُ الخؤونُ العُثارا |
| أم أخذتمْ على السماءِ كتاباً |
| فيه خُوِّلْتُمُ الأذى والضِّرارا |
| إنَّ يوماً تحلُّ فيه الدَّواهي |
| لهو لا شكَّ يحطُمُ الجبَّارا |
| ساسةَ الغربِ ما لكم أين أنتم |
| ْكادتِ الأرضُ ثورة وانفجارا |
| أين أقطابُكم وأين رؤوسٌ |
| عندَ ويلاتِنا غدتْ تتوارى |
| ليس فينا الذي تَعدَّى ولكن |
| هنةَ الضعفِ صيَّرتَنا شِرارا |
| محنةٌ إِثرَ محنةٍ وبلاءٌ |
| يقذِفُ النحسَ والهُمومَ الغِزارا |
| أجمَعُوا أمرَهُمْ وعاثوا فَساداً |
| وغدونا (برَبْعِنا) أغيارا |
| وتنادوا إلى (فلسطينَ) رَهطا |
| بعدَ رهطٍ بكونِهِم زُوَّارا |
| ثم مالوا على المزارِع حَرقاً |
| وعلى الهُضبِ أنشأوا استعمارا |
| وكأنَّ البلادَ آلتْ إليهم |
| وهم الأهلُ قوةً واقتدارا |
| لم يُراعوا الجميلَ والبِرَّ فيهم |
| لأُباةٍ تملَّكوا أعصارا |
| غررتْهم مطامعٌ وجُهودٌ |
| ونقودٌ تدفقتْ أنهارا |
| فتمطوا تَغطرُساً وتغالوا |
| وهم الشعبُ يحملُ الآصارا |
| إن شبراً على فلسطينَ أغلى |
| من سوادِ العيون فاطووا الستارا |
| أنصفوا العُربَ فاليهودُ تَراهم |
| يستطيعونَ في البسيطةِ دارا |
| أي غُبنٍ عليهمُ لو تَولَّوا |
| واستضافوا الرومانَ والبَلغارا |
| هذه عُقدةُ الخلافِ وهذا |
| مَنهجُ الحقِ فاحفظوا الأعمارا |
| ذاك أولى من أثُرَة وحُقودٍ |
| وجنودٍ تُقَلِّمُ الأظفارا |