شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
إنما أمنيتي في وحدة (1)
لمن التاريخ عن ملك العربْ
يتهادى في جلالٍ وأدبْ
يبعثُ النورَ إلى ما حولَهُ
مثلما البدرُ تدلَّى واقتربْ
ويُعيدُ الذِّكرَ صافٍ وِردُهُ
كالحُميَّا في أباريقِ الذّهبْ
فهو (للماضي) شرابٌ سائعٌ
ولهذا (الحاضِر) الظامي حَبَبْ
ولِما (يأتي) نهارٌ ساطعٌ
يتجلى بين آفاقِ الحِقبْ
* * *
"لفؤادٍ" ذي حياةٍ بَرَّةٍ
لم يَعُقْهُ عَنْ مراميهِ التَّعبْ
عزمَةٌ لو أنها قد شايعَتْ
كلَّ "قلبٍ" لاستعدنا ما ذهبْ
حملتهُ فوقَ أكتافِ الدُّجى
وحمتْه من عَقابيلِ الذَّرَبْ
فاستهانَ الصعبُ حتى قادَهُ
راغمَ المِعطِسِ موصولَ السَّبَبْ
واجتنى من بين أشواكِ الورى
أيَّ زهرٍ فقضى مِنَّا العجبْ
وتحرَّى الصِدقَ فيما قد روى
وتجافى عن ظُنونٍ وَرِيَبْ
فأرانا كيف صارتْ أمةٌ
أكلَ الدَّهرُ عليها وشَربْ
فإذا أبحاثُهُ شائقة
كالرباب الجون حفلاً ورهبْ
يتوارى عن حِماها (عابثٌ)
يحسَبُ التاريخَ لهواً ولُعَبْ
ويحطُ المرءُ في إيجازها
بمعانٍ زاخراتٍ كالعَببْ
هابطاتٍ صاعداتٍ كُلَّما
كيَّفَ الأجيالَ خِصبٌ أو جَدَبْ
* * *
رادَ من شعبِ العُلى أوطانَه
من شطوطٍ وخطوطٍ ومهَبْ
وتروَّى فتوافتْ حولَه
عنعناتُ العُربِ مَجداً ونَسبْ
وتلقَّاها كآيٍ أُنزلتْ
في ظِلال "التّاجِ" وحياً من كَثبْ
في نظامٍ كالدراري دِقةً
جلَّ من يَحبو بها عودَ القَصبْ
قد وقانا الخلطَ حتى لا نَرى
في صفوفِ الشعبِ إلا المُرتأبْ
وكفانا شرَّ أقلامٍ طغتْ
خابطاتٍ في ظلامٍ وشَغبْ
من يساجِلُهُ يُساجلْ ماجداً
يملأ الدَّلوَ إلى عقدِ الكُربْ
جدّ فيها لم يَجده غيرُه
وانتشى منه بمعسولِ الضربْ
* * *
يا فؤاداً بالأماني زاخراً
دعوة الشاكرِ أغراه الحدبْ
إِنني والفضلُ أولى بالثَّنا
قد عَراني في مجَانِيكَ الطربْ
وبياني قاصرٌ عن حصرِهِ
فأعنِي بقبُولِ المقتضَبْ
وتسامى في معاليكَ التي
أنت منها بالغٌ أقصى الرُّتبْ
كل ما قدمتَه من صالحٍ
سوف يُجزى ولكلٍ ما كَسَبْ
نبِّهِ القومَ لإحساسِ الأُلى
ذللوا الدنيا وعَزوا بالدَّأبْ
ما لهم عن دركِهِم مُصطبرٌ
كيفما هبتْ بهم ريحُ الأَربْ
ما تراهم في حِماهم (وحدة)
روّعتْ بالحزمِ أشباحَ الكُربْ
قد تلظوا بالشقاقِ المُفتري
وابتغوا (بالدِّينِ) حُسنَ المُنقلبْ
رفرفتْ أعلامُهُمْ مُخضرّةً
ليُعيدوا كلَّ حقٍ مُغتَصَبْ
ويحَ أغمارٍ تَعاوَوْا دونهم
بالدنايا وَهُمُ دونَ الذّنَبْ
لستُ أدري قد يكونوا من دمٍ
هَجَّنتهُ عادياتُ المغترِبْ
* * *
أئذا كنا بقايا بُعثرتْ
وإذا كنا كأحلاسِ التربْ
كالذي عاناه أمسٌ ذائبٌ
ونعى أحداثَه اليومُ الأذبْ
نستطيعُ القولَ أنَّا أمةٌ
حققتْ آمالَها البيضَ القُضبْ
لا يليك المجدُ إلاَّ بالظُّبا
وانتشارِ العلمِ والسعي الخَبَبْ
لستُ أخشى حين يهدي (وطني)
(ويقيني) من تعامى واضطربْ
كيف تُشجيني خطيئاتُ
الهوى باءَ بالآثامِ أنضاءُ اللَّغبْ
إنما أمنيتي في (وحدةٍ)
تجعلُ الأمةَ حِصنا كالأشبْ
* * *
ومنارى في الذي أدعو لَهُ
سيدُ الأملاكِ طُرّاً والرحبْ
باعثُ النهضةِ مَرقَدِها
ومشيدُ الصَّرحِ كُرهاً وَرَغَبْ
إِنْ من أنصفَنَا من أعجمٍ
وفصيحٍ قال ذاك (المُنتخبْ)
* * *
فاحفظِ اللهمَّ عالي المُرتقى
وبنيه الصِيدَ جمراتِ العَربْ
واحْبُهُ التوفيقَ في أعمالِهِ
ما أطاعَ اللهَ في سلمٍ و(حربْ)
واجزِهِ الحُسنى ثواباً خَالداً
فهو (للإسلام) جمعاً خيرُ أبْ
ولقد آثرَهُمْ عن نفسِهِ
وتولى دونَهم حَملَ النَّصبْ
فأنِلْهُ كُلَّ ما يصبو لهُ
من رِضاءٍ واتحادٍ وقُربْ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :413  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 343 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج