لمن التاريخ عن ملك العربْ |
يتهادى في جلالٍ وأدبْ |
يبعثُ النورَ إلى ما حولَهُ |
مثلما البدرُ تدلَّى واقتربْ |
ويُعيدُ الذِّكرَ صافٍ وِردُهُ |
كالحُميَّا في أباريقِ الذّهبْ |
فهو (للماضي) شرابٌ سائعٌ |
ولهذا (الحاضِر) الظامي حَبَبْ |
ولِما (يأتي) نهارٌ ساطعٌ |
يتجلى بين آفاقِ الحِقبْ |
* * * |
"لفؤادٍ" ذي حياةٍ بَرَّةٍ |
لم يَعُقْهُ عَنْ مراميهِ التَّعبْ |
عزمَةٌ لو أنها قد شايعَتْ |
كلَّ "قلبٍ" لاستعدنا ما ذهبْ |
حملتهُ فوقَ أكتافِ الدُّجى |
وحمتْه من عَقابيلِ الذَّرَبْ |
فاستهانَ الصعبُ حتى قادَهُ |
راغمَ المِعطِسِ موصولَ السَّبَبْ |
واجتنى من بين أشواكِ الورى |
أيَّ زهرٍ فقضى مِنَّا العجبْ |
وتحرَّى الصِدقَ فيما قد روى |
وتجافى عن ظُنونٍ وَرِيَبْ |
فأرانا كيف صارتْ أمةٌ |
أكلَ الدَّهرُ عليها وشَربْ |
فإذا أبحاثُهُ شائقة |
كالرباب الجون حفلاً ورهبْ |
يتوارى عن حِماها (عابثٌ) |
يحسَبُ التاريخَ لهواً ولُعَبْ |
ويحطُ المرءُ في إيجازها |
بمعانٍ زاخراتٍ كالعَببْ |
هابطاتٍ صاعداتٍ كُلَّما |
كيَّفَ الأجيالَ خِصبٌ أو جَدَبْ |
* * * |
رادَ من شعبِ العُلى أوطانَه |
من شطوطٍ وخطوطٍ ومهَبْ |
وتروَّى فتوافتْ حولَه |
عنعناتُ العُربِ مَجداً ونَسبْ |
وتلقَّاها كآيٍ أُنزلتْ |
في ظِلال "التّاجِ" وحياً من كَثبْ |
في نظامٍ كالدراري دِقةً |
جلَّ من يَحبو بها عودَ القَصبْ |
قد وقانا الخلطَ حتى لا نَرى |
في صفوفِ الشعبِ إلا المُرتأبْ |
وكفانا شرَّ أقلامٍ طغتْ |
خابطاتٍ في ظلامٍ وشَغبْ |
من يساجِلُهُ يُساجلْ ماجداً |
يملأ الدَّلوَ إلى عقدِ الكُربْ |
جدّ فيها لم يَجده غيرُه |
وانتشى منه بمعسولِ الضربْ |
* * * |
يا فؤاداً بالأماني زاخراً |
دعوة الشاكرِ أغراه الحدبْ |
إِنني والفضلُ أولى بالثَّنا |
قد عَراني في مجَانِيكَ الطربْ |
وبياني قاصرٌ عن حصرِهِ |
فأعنِي بقبُولِ المقتضَبْ |
وتسامى في معاليكَ التي |
أنت منها بالغٌ أقصى الرُّتبْ |
كل ما قدمتَه من صالحٍ |
سوف يُجزى ولكلٍ ما كَسَبْ |
نبِّهِ القومَ لإحساسِ الأُلى |
ذللوا الدنيا وعَزوا بالدَّأبْ |
ما لهم عن دركِهِم مُصطبرٌ |
كيفما هبتْ بهم ريحُ الأَربْ |
ما تراهم في حِماهم (وحدة) |
روّعتْ بالحزمِ أشباحَ الكُربْ |
قد تلظوا بالشقاقِ المُفتري |
وابتغوا (بالدِّينِ) حُسنَ المُنقلبْ |
رفرفتْ أعلامُهُمْ مُخضرّةً |
ليُعيدوا كلَّ حقٍ مُغتَصَبْ |
ويحَ أغمارٍ تَعاوَوْا دونهم |
بالدنايا وَهُمُ دونَ الذّنَبْ |
لستُ أدري قد يكونوا من دمٍ |
هَجَّنتهُ عادياتُ المغترِبْ |
* * * |
أئذا كنا بقايا بُعثرتْ |
وإذا كنا كأحلاسِ التربْ |
كالذي عاناه أمسٌ ذائبٌ |
ونعى أحداثَه اليومُ الأذبْ |
نستطيعُ القولَ أنَّا أمةٌ |
حققتْ آمالَها البيضَ القُضبْ |
لا يليك المجدُ إلاَّ بالظُّبا |
وانتشارِ العلمِ والسعي الخَبَبْ |
لستُ أخشى حين يهدي (وطني) |
(ويقيني) من تعامى واضطربْ |
كيف تُشجيني خطيئاتُ |
الهوى باءَ بالآثامِ أنضاءُ اللَّغبْ |
إنما أمنيتي في (وحدةٍ) |
تجعلُ الأمةَ حِصنا كالأشبْ |
* * * |
ومنارى في الذي أدعو لَهُ |
سيدُ الأملاكِ طُرّاً والرحبْ |
باعثُ النهضةِ مَرقَدِها |
ومشيدُ الصَّرحِ كُرهاً وَرَغَبْ |
إِنْ من أنصفَنَا من أعجمٍ |
وفصيحٍ قال ذاك (المُنتخبْ) |
* * * |
فاحفظِ اللهمَّ عالي المُرتقى |
وبنيه الصِيدَ جمراتِ العَربْ |
واحْبُهُ التوفيقَ في أعمالِهِ |
ما أطاعَ اللهَ في سلمٍ و(حربْ) |
واجزِهِ الحُسنى ثواباً خَالداً |
فهو (للإسلام) جمعاً خيرُ أبْ |
ولقد آثرَهُمْ عن نفسِهِ |
وتولى دونَهم حَملَ النَّصبْ |
فأنِلْهُ كُلَّ ما يصبو لهُ |
من رِضاءٍ واتحادٍ وقُربْ |