اليومَ تسمو مع الأحياءِ دُنيانا |
وتَرتجي (نهضةَ الأوطانِ) جدوانا |
واليومَ نقضي دُيونَ (المَجدِ) وافيةً |
لأمةٍ رفعتْ للعِلم بُنيانا |
لا ينهضُ (الشعبُ) بالدنيا يصوِّرُها |
محضَ الخيالِ أساطيراً وألوانا |
ولا يُرَكِّزُ فوقَ النجمِ رايتَه |
إلاَّ إذا هو ضَحّى النفسَ قُربانا |
* * * |
ما غادرَ اللهُ في القرآنِ مَكْرُمةً |
إلاَّ وفَصَّلَهَا للناسِ تِبيانا |
فأين نحنُ ووعدُ اللهِ منتظرٌ |
وما الذي عنه بالسفسافِ ألهانا |
* * * |
أليسَ تنفجرُ العَبَراتُ مُترَعَةً |
ويُنكرُ (السابقونَ) الغرُّ محيَانا |
دانت لهم كلُّ أرضٍ أينما دُحِيتْ |
ودوختْ خيلُهم (فُرساً) و (رُومانا) |
واستزلوا كلَّ ذي بطشٍ وهينمةٍ |
تحت الكواكبِ نِضو الذُّلِ هيمانا |
لِسيفِ (لِشبونةٍ) في (الغرب) قد بلغتْ |
جُيوشُهُمْ وجبتْ بالشرقِ قاشانا |
فانظُرْ خَرائطَ (هذا المُلكِ) مفتخِراً |
واخلعْ عليه من الإِعجابِ أردَانا |
وابحثْ عن النِقمِ اللائي حَططنَ به |
واحذرْ عواقبَ ما بالأَمسِ أبكانا |
قد جاءَ من بعدِهِم (خَلْفٌ) غَفْوا بطراً |
وكان شانئُهُمْ (بالخُلفِ) يقظانا |
تفرقوا شِيَعاً واستوزروا بِدَعاً |
واستحقبوا خِلعاً أفٍ لِما كَانا |
فروَّعتْهُمْ صُروفُ الدهرِ فانحدروا |
من شاهقٍ ومَضْوا يَنعونَ أزمانا |
* * * |
وما احتكمتُ إلى (التاريخ) في حَدَثٍ |
إِلاَّ وجدتُ من التفريقِ بَلوانا |
* * * |
يا بَرَّدَ اللهُ كبدي من لواعِجِهِ |
ويا سقي الغيثُ هاروناً ومُروانا |
زهتْ بعهدِ هِما أملاكُ تاجِهِما |
أيامَ يَرسِفُ (هذا الغربُ) حَيرانا |
أُعيذُ قَوميَ من قَومٍ بِلا عَمَلٍ |
وأسألُ اللهَ للماضِينَ غُفرانا |
تاللهِ في وُسعِنا أن نبتغي أَمداً |
من الحَضَارةِ يزهو فيه مَغنانا |
لو كنتُ في زمن أخشى به شططاً |
إذن كُفيتُ ولم أنبسْ بشكوانا |
وما شُكاتيَ إلاَّ من أخي جِدةٍ |
يَسطيعُ أن يَهَبَ الأوطانَ (أطنانا) |
فلا تُرنِّحُهُ الذِّكرى وتأخذُهُ |
نشوى الفُتوحِ وتستهويهِ إيمانا |
* * * |
تَبَّتْ يدي إن أكُنْ للمالِ مُكتنزاً |
ولا أُثَمِّرُهُ عُرفاً وعِرفانا |
وما حياةُ ضعيفِ الحَولِ في ملأٍ |
أضحى يُناطحُ قَرنَ الشمسِ طُغيانا |
* * * |
ماذا يَحولُ بِنا عن دَرْكِ من جَعلوا |
أُفُقَ السَّماءِ إلى الغَاياتِ مِيدانا |
لا خيَّبَ اللهُ ظني في بني وَطني |
الناهضينَ زُرافاتٍ ووُحدانا |
فهم أولئك أبناءُ الأُلى بَرزوا |
من الجزيرةِ أشياخاً وفتيَانا |
واستلهموا اللهَ بالحُسنى فمكَّنَهُمْ |
حتى استباحوا مَناطَ السُّحبِ أكنانا |
من ذا يُضارِعُهُمْ من ذا يُنافسُهم |
عِلماً وفهماً وإنتاجاً وعُمرانا |
تقدموا كلَّ أهلِ الأرضِ قَاطِبةً |
في كُلِّ فنٍ وكانوا فيه بُرهانا |
هذا (ابنُ فرناسَ) لم يَسبِقْهُ مخترعٌ |
بمسبحِ الطيرِ إذ قد طارَ إِعلانا |
(والجوهريُّ) وما يُدريك كم بطلٍ |
من ضئضي العُربُ قد حاكاهُ نشوانا |
فلا يُغرَّنْكَ ما يَهذي به نفرٌ |
أغواهُمُ الغُربُ تضليلاً وبُهتانا |
واربأْ بشعبِكَ واستفزِزْ عزيمتَه |
إلى التَّفوُّقِ وانبُذْ قولَ من هَانا |
وانظر أمامك أجيالاً مشتْ قُدُما |
في الشرقِ والغربِ (جِرماناً) و (يابانا) |
كانوا إلى الأمسِ في غَمَراتِهِم غُفلاً |
لا يفقهونَ فنوناً تُدرَسُ الآنا |
ثم استنابوا إلى ألبابِهِمْ وغدوا |
في البِّرِ والبحرِ عُقباناً وحِيتانا |
حقٌّ علينا إذا لم نقضِ واجبَنَا |
أن لا نُطاولَ بعدَ اليومِ إِنسانا |
ولا هدى اللهُ سعيَ الماكِرينَ بنا |
ولا رَوى اللهُ مَن بالعجزِ أغرَانا |
ولا برحتُ أحيّي العزمَ منتضيا |
غَضبَ اللسانِ على من خارَ أو خَانا |
قد هيَّأَ اللهُ أسبابَ النَّجاحِ بمنْ |
أفاضَ آمالَه في الشعبِ إحسانا |
(عبد العزيزِ) الذي ما زالَ مُتَّبِعاً |
نهجَ الرَّسولِ وبالإخلاصِ يَرعانا |
توحدتْ فيه تِيجانٌ ومملكةٌ |
للعُربِ تشملُ يبرينا وجيزانا |
هذا لعَمرُ الذي بالحقِ أنطقني |
عطاءُ ربِّكَ فاستدوِمْه شُكرانا |
عاشَ المليكُ وأنجالُ المَليكِ لنا |
وعَاشتِ العُربُ في الأوطانِ إِخوانا |