| لا الدَّمعُ يُجدي، ولا الآهاتُ تجزينا |
| تفجَّرَ الغيظُ.. و"الرَّحمن" يَشفِينَا |
| أغرى "العلوجَ" بنا (التفريطُ) فانطلقوا |
| ردْحاً من الدَّهرِ (أشتاتاً) يسومُونَا |
| إذا (السُّلالات) حيرى في (تفرُّقِنا) |
| والجهلُ ينشُرُنَا طوراً ويَطوينا |
| وللهوى والنَّوى بطشٌ، وسيطرةٌ |
| اللهوُ يُوصِمُنا - والقهرُ يُصمِينا |
| حتى تيقَّظَ منَّا كلُّ ذِي كَبدٍ |
| حَرَّى، ولجَّ بنا (الإيمانُ) يَهدِينَا |
| من "المحيطِ" سَمِعنَاهَا مُدوِّيَةً |
| إلى "الخليجِ" ترانيماً تُنادِينا |
| تجردتْ من خطايَانا، وزُخْرُفِنا |
| واستقبلتْ شَرفات "الخُلدِ" تمكينا |
| تصبو إليها بنا الأرواحُ صَاعدةً |
| عَبْرَ السماءِ، ونرقَاها (ميادينا) |
| فما البقاءُ على ذُلٍ سوى عبثٍ |
| والموتُ أجملُ منه حيثُ يُحيينا |
| وهل تطيبُ لنا الدُّنيا وزينتُها |
| والنارُ في سَرحِنا تُصلى مَغانينا |
| والكائدونَ عرابيدٌ لهم زَجَلٌ |
| والحاقِدونَ سراحينٌ - يُرِيغونا |
| ما كان إلا بِنا (الإنصافُ) نمنحُهُ |
| للعامِلينَ، وكم قُمنا (موازينا) |
| فما الذي غرنا؟ حتى استهانَ بنا |
| من ليسَ نَرضى به (كفؤا) يلاقينا |
| لَنحنُ أشبالُ آسادِ بهم فُتحتْ |
| (عواصمٌ) و (أقاليمٌ) تُحيِّينا |
| فهل لنا من سَبيلٍ غير تضحيةٍ |
| إلى "الأُبوَّةِ" لم تبرحْ تُناجينا |
| ويحاً، أ"بنزرت" في البلواءِ غارقةً |
| والعُربُ من حَولِها "تُسعونَ مليونا" |
| تبيتُ - والهولُ في آفاقِها رَصَدٌ |
| والبأسُ يَحصِدُها، والبؤسُ يُشيجنا؟!! |
| وللثُكالى بها – و "الغيدِ" همهمةٌ |
| هي "الصَّريخُ" هي "التقريعُ" يعنينا |
| فَلَذَاتُنا هن - لولا أنهن "مها" |
| وكلهُنَّ إلى "الخنسَاء" ينمينا |
| كأنما بثُّهُنَّ البحرُ – مصطبخاً |
| والموجُ مضطرباً، والثأرُ مجنونا!! |
| وهل "فرنسا" سِواها في مباذِلِهَا |
| وهل تحيفنا إلا تغابينا؟!! |
| بالأمس فرَّت بها (الأقدارُ) جافِلةً |
| من "هتلر" - وغداً من بطشِ أيدِينا |
| أبناءُ "حسان"
(1)
ما زالتْ جحافِلُهُم |
| كثيفةً - بالظُّبى والبيضِ تَروينا |
| أهكذا هي؟ لا عاشتْ – حضارتُكُم |
| عَصفاً، وقَصفاً، وتزويرا وتلوينا؟؟ |
| أم أنها القتلُ - والتدميرُ في قَرن |
| وهل تعُدُّونَ البَغي "تمدينا"؟؟! |
| "ديجولُ" ويلَك، واذكر دائماً عِظةً |
| "ببورسعيدَ" لقد أُنسيتَها حينا!!! |
| أما نَهاكَ نُهَاكَ الضَّحلُ عن شَططٍ |
| تعيدُه تارةً أخرى، وتبلونا؟؟! |
| تبتْ يداكَ!! ويم شطرَ "عاصفةٍ" |
| (إياك تَعنى) وزحْزِحْ عنك "برلينا"!! |
| ذُدْ عن (رُباكَ) ودَعْ "بنزرتَ" نَمنعُها |
| أولا!! فدونَك ولتسفحْ - قرابينا!! |
| واخلِ "الجزائرَ" طَوْعَا - أنها غصصٌ |
| واستبق جيشك أن تلقاه (مطحونا) |
| وانظر وراءك (أوروبا) – ومحنتها |
| من قبلِ أن تُبتَلى "محواً" وتقرينا |
| إنا عقدنا على "الحسنى" عزائمنا |
| مهما بذلنا، وأن الله يكفينا |
| وللشعوب إذا ضاقت - وإن سخطت |
| ما (للمنايا إذا انقضت) طواعينا |
| (صهيون)! فيك لها حلف تدل به |
| لبئسَ حلفكما - ما انفكَ مغبونا |
| شتان حلفكما - من حلفِنا – ثقةً |
| (نحمي حمانا) - ولا نبغي - وتبغونا |