أهي الحلمُ والرُّؤى والخيالُ |
أم هو المجدُ ماثلٌ والجلالُ |
في ربى "الخيفِ" من مُنى شمـ |
ـتُ برقاً ثم ودْقاً هو السَّحابُ الثِقالُ |
هامياً بالحيا مَشي مُرجحِناً |
وهو (وبلٌ) وكوثرٌ سَلسالُ |
ربعتْ منه (ذاتُ عرقٍ) و (وجٌّ) |
وعكاظُ و (كبكبٌ) و (الآلُ) |
وكأنَّ الشِعابَ من كُلِ فجٍ |
في حُبورٍ تَعدو بِهُنَّ الجِبالُ |
فرحةً بالحبيبِ أفضى إليها |
وهو منها (الرَّحَى) ومنها (الثِفالُ) |
كُلَّ ما اعشوشبتْ بهِ وتحلتْ |
بالتراحيبِ هاتفٌ منثالُ |
(وبنعمانَ) ذي الأراكِ تَهادى |
(موكبُ النصرِ) وانبرى الأبطالُ |
صدرُهُ (الفيصلُ) (العظيمُ) المُفدَّى |
و (الحبيبُ) الغضنفرُ الرِّئبالُ |
* * * |
من هنان الشمسُ أشرقتْ في البَرايا |
(بالهُدى) الحقِّ إذ هو (الفصالُ) |
من هُنا (الوحيُ) في الأنامِ |
استهلتْ بشآبيبهِ (المَثاني) الطِوالُ |
من هنا انقضَّتِ الجحافلُ تَترى |
ولها الخَافقانِ طُراً مجالُ |
من هُنا اعتزَّ واهتدى كُلُّ شِعبٍ |
بعدَ أن برَّحتْ بهِ (الأنفالُ) |
إيهِ ما هذه الحياةُ ارتجالٌ |
أو كلالٌ ولا هي الإِتكالُ |
هي للهِ في العِبادِ ابتلاءٌ |
وهي فيه الكِفاحُ وهي النِّضالُ |
* * * |
مَثَلُ المؤمنينَ مِنَّا جَميعاً |
(جسدٌ واحدٌ) وأنت المثالُ |
ما لنا غيرَ ما بِه نحنُ كُنَّا |
قادةَ العالمينَ مهما استطالوا |
يومَ لا المُوبقاتُ تُعلَنُ جَهراً |
في اجتراءٍ ولا الحرامُ حلالُ |
إنَّما كانَ نصرُهم من قريبٍ |
أنَّ إيمانَهُم هو (الإِعجالُ) |
لم يسودوا الأنامَ عَدواً وبَغياً |
لا ولا مُزقتْ بهم أَوصالُ |
حفِظوا اللهَ وهو منهمْ (حفيظٌ) |
ورقيبٌ وشد منه المِحالُ |
مَلكوا الأرضَ عُنوةً وأقاموا |
دولةَ العدلِ وانطوى الإِمحالُ |
أجمعوا أمرَهم وشدوا وكدوا |
في (يقينٍ) هُدَّتْ به الآجالُ |
وتلاقتْ بهم عصورٌ توالتْ |
وهي بالمجدِ زينةٌ واختيالُ |
* * * |
وبهذا انطلقتْ ترفعُ سَمكاً |
عالياً من صُروحه (الأجيالُ) |
طأطأتْ دونَه الرؤوسَ اعترافاً |
وبه اليومَ تُضربُ الأمثالُ |
* * * |
يا أخا (فيصلٍ) ومَن أنت منه |
وهو مِنكَ الأهدافُ والآمالُ |
بكُما اليومَ يُبعثُ الناس بَعثاً |
بالهُدى بالتُّقى ويُخزى الضَّلالُ |
انقذوا المسلمينَ مما تَنَّزى |
من غُرورٍ به يَسوءُ المَآلُ |
بَصَّروهُم بما بِهِ اللهُ وصَّى |
وبِهِ عزّهمُ وفيه نُدالُ |
* * * |
(شرعةُ اللهِ) ما لنا من مَحيصٍ |
دونَها والصُّدوفُ عنها انحلالُ |
وبها يُنشرونَ بعدَ خمودٍ |
وانطواءٍ بهِ يحيقُ الوَبالُ |
ولقد هبَّتِ العواصفُ غَضبى |
وهي تَعوي كأنَّها الأَغوالُ |
يتمطى في حضنِها كلُّ (راغٍ) |
زائغٍ راغَهُ بهِ الإيصالُ |
أمعنتْ فيه بل عتتْ شهواتٌ |
هي للنارِ وهو فيها المهالُ |
ما نجاةُ العِبادِ إلا بمن هم |
خُلقه والهوى له الإمهالُ |
ثم يغدو بك ماضٍ وآتٍ |
عبرةً لا يَك فيها الجِدالُ |
(أمةُ الضادِ) وحدةٌ وهي حَقاً |
لَلأَسودُ الكُماةُ والأشبالُ |
يا طويلَ النِجادِ يا من تحيي |
فيه (شَعباً) هو الضُّحى والجمالُ |
(وحدوا) الصفَّ مؤمناً (رُب ذكرى |
نفعتْ) وليَدُمْ لك الإِقبالُ |
* * * |