كل يومٍ به تغيَّبتَ (عامُ) |
وهو في شعبِكَ الضَّنَا، والسُّقامُ؟! |
إنْ يكُنْ عَزَّهُ إليكَ انطلاقٌ |
فهو عَنك الظِّلالُ - وهو الغَمَامُ؟! |
يَسبِقُ الرِّيحَ - والأثيرَ - اشتياقاً |
لك والحُبُّ عهدُه - والذِّمامُ |
ما اطمأنتْ به المَضَاجِعُ، إلاّ |
بعدَ أنْ طبتَ ثم طابَ المُقَامُ |
وإذا الشمسُ أشرقتْ فهي نورٌ |
من مُحيَّاكَ، ضاحكٌ، بسَّامُ!! |
وهي مِنَّا إليكَ كلُّ صَباحٍ |
ومساءٍ - تحيةٌ - وسلامُ!! |
يا أبا الشَّعبِ، إنَّ رَبَّكَ يرضَى |
عنك والمسلمونَ، والإسلامُ |
ما تأثَّلتَ في (جِهادِكَ) - إلاّ |
كُلَّ (باقٍ) به، تَغَنَّى الأنامُ |
قَد تَنشَّأتَ في الكِفاحِ (وليداً) |
وبيمُناك "مصحفٌ" و "حُسامُ" |
واقتحمتَ القِفارَ - وهي عزوفٌ |
و (عزيفٌ) للجِّنِ فيه التِحَامُ! |
في صراعٍ - وبينَ طعنٍ دراكٍ |
ضجَّ منه الهَزيمُ - والأرزامُ!! |
تارةً في (الجبالِ) تَرقى وأُخرى |
في (بُطونِ الوِهَادِ) منك القِتَّامُ!! |
وعلى جانِبيكَ (عليا معدٍّ) |
و (صناديدُهَا) - الخميسُ اللِّهَامُ |
خافقٌ فوقَكَ (اللواءُ) المُوقّى |
و (المُوشَّى) - بالحقِ - وهو اعتصامُ |
شاهدٌ إنّما "الإلهُ" تعالى |
واحدٌ - والصُّدوفُ عنه اصطلام |
يومَ كانت غوائلُ البطشِ تَتْرى |
وبه النَّاسُ، كالمَطايَا سُوام! |
يوم كانت عُيونُ كُلِّ جَمادٍ |
(بالمَآسي) تَسيلُ - وهي انسجامُ!! |
كنتَ إذْ ذَاك و (الصِّبا) بك (صبٌّ) |
خيرَ واقٍ - وللمَنايا عَرام!! |
و "أبُوك" العظيمُ (للخُلدِ يَسعى) |
وهو للعُربِ (عاهلٌ) و (سَنَامُ)!! |
والصَّحارَى تنوءُ بالجورِ - وَيلاً |
وثُبُوراً، وكلِّ جَهلٍ خَصامُ |
بين ضَاوٍ وبين ضارٍ، ووارٍ |
وضعيفٍ يصلى بِهِ ويُضامُ |
والوُحُوشُ التي تُدوِّمُ جَواً |
سخطتْ فيه العُتاةُ وهي نِهَامُ |
كُلُّهمُ يجيءُ الفَرائِسَ، فَتكاً |
وهو نابٌ ومِخلَبٌ، وانتِقامُ؟!! |
كان هذا!! وكان كلُّ بلاء |
ووباءٍ به الهوى يعتامُ!! |
كان هذا!! وللعدوِّ ارتقابٌ |
واغتصابٌ، وجرأةٌ، واجترامُ!! |
كان هذا!! وللقَبائلُ مِنهم |
همزاتٌ بها يشُّبُّ الضِّرَامُ |
كان هذا!! والدينُ يبرأ مِمَّنْ |
زَعَموا أنَّهم!! بِهِ حُكَّامُ |
وبهم فُطِرت "كُبودٌ" ورِيعتْ |
"فلذاتٌ"، وقُطِّعتْ أجسَامُ |
طُرقٌ كُلُّها عُواءٌ، وفتكٌ |
وذِئابٌ مَسعورةٌ، وحِمامُ |
ولظىً محوقٌ، ونَهبٌ، وسَلبٌ |
وظمي مُهلكٌ، وسطوٌ حَرامُ |
وأدالَ الإلهُ، من كُلِّ باغٍ |
بعدَ ما شَابَ، والغُراب (الغُلامُ) |
بالهُدى سَاطِعاً، وبالسيف عنها |
والنَّدى هاميا - وعَمَّ السَّلامُ |
وتَولَّى الجَزاءَ - بالخيرِ فيكُمْ |
بارئُ الخَلقِ، رَبُّنَا العَلاَّمُ |
جمعَ اللهُ في أبيكَ شَتَاتَا |
فيه قد لَجَّ ألفَ عامٍ، وعامُ |
والتقى فيه بالنَّصيحةِ ربعٌ |
بعدَ ربعٍ "جراحُه" تلتام |
هو فيهمُ براحتَيهِ - (حياةٌ) |
وهو موتٌ، لمن تجنَّى زؤامُ!! |
وبك اليومَ - أشرقُوا، وأضاؤا |
(بأياديك)، واستنارَ الظَّلامُ |
وبك استبشرَ الجَّميعُ - عشيا |
وبكوراً، وبرَّز الإلهامُ؟!! |
في القُرى، في الخُدُورِ في كُلِّ وَادٍ |
أثمرتْ من بُذورِك الأكمامُ |
وأفاضتْ بِهم إلى كُلِّ أُفقٍ |
هِممٌ لا تُحَدُّ - وهي اقتحامُ |
تطلبُ المَجدَ في السَّماءِ، عُلواً |
وهي في الأرضِ قُوةٌ واعتزامُ |
أممٌ في كِيانِها ذاتُ بأسٍ |
ولها سطوةٌ، وفيها اهتِضَامُ |
آمنتُ والوَرى - بأنَّك حقاً |
(عبقريٌّ) و (عاهلٌ) قَوَّامُ |
شكرتْ سعيَكَ (الوُفودُ) اعترافاً |
إنَّك (المُصلحُ) العَظيمُ العصَامُ |
أكبرتنا - وأكبرتْ فيكَ شعباً |
عَربياً، عنتْ له الأخصَامُ |
هبَّ مُستيقظاً - وأضحى مُهاباً |
و (أعادَ التاريخَ) وهو قِيامُ |
واشرأبَّتْ به (الطَّلائِعُ) تَرقى |
في (صُعودٍ) ودأبُها الإقدَامُ |
لم تزِدْهُ الصُّروفُ إلاّ (انبعاثاً) |
وانطلاقاً تحُثُهُ، الأقسامُ |
ليعش "للأُبُوَّةِ" رَمْزاً |
وامتداداً – ودِينُه (الإسلامُ) |
وهو يعتزُّ بالهُدى - في يقينٍ |
إنه (للنعيمُ) وهو الدَّوامُ |
ما (سعودٌ) و (فَيصلٌ) غيرَ شَعبٍ |
كُلُّهُ فيهما الهَوى، والهُيَامُ |
(طاعةُ اللهِ) و (الرَّسولِ) تَواصَى |
بِهِمَا و (الوَلاءُ) والإبرامُ |
كُلَّمَا اشتطَّ ذَو هَوىً أو تمادى |
يضحكُ الغَيبُ حيثُ يبكي الحُطَامُ |
وابتلاءُ الدنيا - وما عنهُ (بُدٌّ) |
هُو في اللهِ - قُربةٌ واعتصامُ |
و (النَّبيُّونَ) أكرمُ الخَلقِ - طُراً |
كابدوا مِنهُ - وهو قرحٌ، وذَامُ |
طائشٌ - أرعنُ، ظَلُومٌ، كَفُورٌ |
كُلُّ ذي فِريةٍ نَعاهُ اللِّئامُ |
فليُجاهِرْ بما رغى كُلُّ راعٍ |
لم يَزلْ في صِغارِهِ يشامُ |
ما ارعوى باطلٌ ولا انهار أفك |
يستوي الحق - وهو منه الخطام |
قد كَظمنَا و (بالمثاني) ادَّرعنا |
وبِما اجترَّ يَقذِفُ (الهدَّام) |
إنَّما هذه الحياةُ بَلاغٌ |
وهي كَدْحٌ وفِتنةٌ، ورُجامُ |
وهُناك "المعادُ" لا ريبَ فِيهِ |
وهو (نارٌ) أو (جنةٌ) وانتقامُ!! |
(أمَّةُ الضَّادِ) لم تَزلْ لك تَهفو |
وهي (حبٌّ مُجرَّدٌ) - وهُيَامُ |
حفزتها إليكَ شتَّى المَعاني |
وهي تفترُّ - والأماني العِظَامُ |
وهي من (قَلبِكَ الحنونِ) شِغَافٌ |
وائتِلافٌ، و (وحدةٌ) والتِئامُ |
كُلُّها في النِّضَالِ (صَفٌ) وفيه |
تَتَلاقى الأمصارُ - والأقوامُ!! |
وإليكَ (الإسلامُ) بارز طراً |
في (يقينٍ) هو الضُّحى البسَّام!! |
يتذرى (بمهبطِ الوحي) ظِلاً |
وهو شَجوٌّ، وغُربةٌ (جمَامُ)!! |
بكَ في اللهِ لا يَخيبُ رَجاءٌ |
وبه أنتَ (للتُّقاةِ) (الإِمامُ)!! |
ربُّنا اللهُ وهو مِنّا (هُدانَا) |
ما اهتدينَا – وحسبُنا (العَلاَّمُ) |
ولك اللهُ أيُهذا (المُفدَّى) |
(حافظٌ) يَفْتَدى ضُحاكَ - (الكِرامُ) |
قد نصرتَ الرَّحمنَ جَهدكَ فابشرْ |
ولك النَّصرُ (وعدُهُ) والتَّمامُ |
كلَّ صَرحٍ أعليتَهُ وبِناءٍ |
لك فيه الإكبارُ والإعظامُ |
ولكَ المُكرمَاتُ هَيهاتَ تُحصى |
ولك (المُأثراتُ) وهي تُقامُ |
كل ما انبثَّ أو ألحَّ هتافٌ |
كان فيه لك الثَّناءُ السجَامُ |
في سبيلِ النُّموِ أنفقتَ (مالاً) |
عجِزَتْ دون حَصرِهِ الأرقامُ؟! |
(بالملايينِ) لا تُبالي تُؤدِّي |
حيثُ يعتزُّ شعبُك المِقدَامُ |
أنت (راعٍ)؟ ونحنُ شَعبٌ مُطيعٌ |
بك نزهو، وللغُلاة الرَّغامُ |
ما سَمِعنَا غيرَ الثَّناءِ (حديثاً) |
لك فيه (الوَلاءُ) والاحتشامُ |
من قُلوبٍ، ومن شُعُوبٍ أقرَّتْ |
لك بِالفَضلِ وهو منك الغَرامُ |
إنَّهُم حيثُما ذُكرتَ (اعترافٌ) |
أنَّكَ (العاهلُ) الوَفيُّ الهُمَامُ |
والعَالمينَ دونَ خطوِكَ أعيوا |
وتَواروا - وكُلُّهم (أقزامُ)!! |
تلك واللهِ (نعمةُ اللهِ) تَتَرى |
ولهُ الحَمدُ - كلُّ حَمدٍ - دَوامُ |
لجَّ فيها الحَجِيجُ وهو يَجمعُ فيها |
وتُغنَّي بِرجعِهَا - الإحرامُ |
ورنا (بيتُه العتيقُ) إليها |
وشدتْ (زمزمٌ) بِها و (المَقَامُ) |
(مأثراتٌ) آياتُها بَيِّنَاتٌ |
أينَ منها - الطُّرُوسُ والأقلامُ!! |
أنطَقتهَا لك الَّشوامخُ شِعراً |
(رائعاً) زُيّنتْ بِهِ الأجرَامُ؟! |
هي في اللهِ أيَّ (حظّ عظيمٍ) |
وهي في النَّاسِ، كلَّ فَخرٍ يُرَامُ!! |
يا طويلَ النِّجَادِ - أهلاً وسهلاً |
بك ما عانقَ (الأراكَ) البشامُ |
ولك اللهُ حافظٌ – ومُعينٌ |
ونصيرٌ - وللصّغَارِ - الطِّغامُ |
إن يوماً نَراك فيه (المُعافى) |
لهو منَّا (الهناءُ) وهو السَّلامُ |
بل هو البِشرُ والحُبُورُ عميقاً |
فيهما البدوُ - والحُضورُ استهامُ |
لم تكن وحدَك الذي قد تشكَّى |
كُلُّنا منك - مُهجةٌ، وعِظَامُ |
كان منّا لَك (الدُّعاءُ) مُلِحّاً |
وهو مِنّا تَضَرُّعٌ، والتزامُ |
نافستنا فيه (المشاعرُ) - وَلْهى |
و (الرُّبى) - و (السهولُ) و (الآكامُ) |
فهنيئاً لك (القُدُومُ) سعيداً |
وليُمثِّل لك (الوَفاءَ) الزِّحامُ |
وهنيئاً لنا (بَقاؤك) يا مَن |
(حُبُّهُ الحُبُّ) لا الرِّياءُ الجهَامُ |
ولتعش ظافِراً بك الشَّعبُ يزهو |
ولكَ البُشرياتُ، والأعلامُ |
وليعش (فيصلٌ) أخوكَ (ولياً) |
وهُو (يُمنى يَديكَ) والصَّمصَامُ |
وليعش في ذُراك (آلُ سُعودٍ) |
وهُمو الطُّهرُ، والهُدى، والزِّمَامُ |