أَرَأَيْتَ كَيفَ تسجَّرَ الطُّوفَانُ |
وَعَلا الرُّبَى، وتَفَجَّرَ الْبُرْكَانُ |
شَعْبٌ بِهِ أَعْتَزَّتْ شَريعَةُ "أحمَدٍ" |
وشَدَا بِهِ، وتَنَزَّلَ (الفُرْقَانُ) |
مِنْ "بطنِ مكَّة" و "الرياضِ" - مَشَتْ بِهِ |
(لِلأَطْلَسِيِّ) - (شَوَاطِئٌ) - وَقِنَانُ |
خَاضُوا البِحَارَ إلى (الفُتُوحِ) وبَشَّرُوا |
"بِالْخُلْدِ" - وهو فَرَادِسٌ وجِنَانُ |
وَدَعَوْا إلى (الْحُسنَى) - ولَمْ يَتَجَبَّروا |
وبِهِمْ أُقيلَ عُثَارُهُ
(2)
الإنْسَانُ |
حَكَمُوا الْبَسِيطَةَ - وَاسْتَظَلَّ بِعَدْلِهِمْ |
في المَشْرِقَيْنِ - الْفُرْسُ؛ وَالرُّومَانُ |
وتَقَحَّمُوا الأَخْطَارَ - وَهْيَ زَلازِلٌ |
وَعَواصِفٌ، وَقَواصِفٌ، وَطِعَانُ |
لَمْ يُثْنِهِمْ ضَنَكُ الْحُتُوفِ - وَلاَ الرَّدى |
وَالمَوْتُ… وَهُوَ الصَعْقُ؛ والنِيرَانُ |
حَرِصُوا عَلَيْهِ - فَكَانَ فِيهِ حَيَاتُهُمْ |
من حَيْثُ يرضىَ الْوَاحِدُ الدَّيَّانُ |
ما سَجَّلَ التَّارِيخُ - إذْ هُوَ مُنْصَفٌ |
إلاَّ الَّذي خَطُّوه - وَهُوَ "جُمَانُ"! |
وَشِعَارُهُمْ وَدِثَارُهُم - وَشِغَارُهُمْ |
للهِ مُشْرِقَةٌ - بِهَا الأَزْمَانُ |
مَا امْتَازَ فِيهمْ أَبْيَضٌ عَنْ أَسْوَدٍ |
أبَدَاً - وَلاَ افْتَرَقَتْ بِهمْ أَلْوَانُ |
بَلْ هُمْ "عِبَادُ اللهِ" وَ (الدُّنْيَا) لَهُمْ |
(بِالديِنِ) - لا بَغْيٌ - وَلاَ طُغْيَانُ |
شَهِدَ الْخُصُومُ بِأَنَّهُمُ فِي شَأْوِهِمْ |
لَمْ يُطْغِهِمْ - ظَفَرٌ؛ وَلاَ سلْطَانُ |
فِي كُلِّ شَعْبٍ - أنقَذُوهُ وأُمَّةٍ |
آثارُهُمْ - يَزْهُو بِهَا "الْبُنْيَانُ" |
مَلَكُوا الْجَوانِحَ - والْقُلُوبَ - مَوَدَّةً |
وَلَهُمْ بِمَا نَهَضُوا بِهِ، البُرْهَانُ |
بَرِئُوا مِنَ الأهْوَاءِ.. وَهْيَ سَخآئِمٌ |
وتَسَابَقُوا فِي الخَيْرِ وهُوَ رِهَانُ |
قَدْ آثَرَوا في اللهِ ثُمَّ تَعَاوَنُوا |
"بالبِرِّ والتَّقْوىَ" - وهُمْ "إخْوَانُ" |
لا يَسْتَفِزَّ حُلُومَهُمْ – ذُو مِرْيَةٍ |
أو فِرْيَةٍ – يَشْتَطُّ وَهْوَ "مُدَانُ" |
فِي كُلِّ شَارِقَةٍ – وكُلِّ تَنُوفَةٍ |
منْهُمْ يَدٌ – مَرْفُوعَةٌ، وَلِسَانُ |
يَدْعُونَ - مِنْ أَجْدَاثِهم - أبْنَاءَهُمْ |
أنَّ "البقاء" - لَكُمْ هُوَ (الإيمانُ) |
مَا في الْوُجُودِ بأَسْرِهِ - مِنْ مُقْسِطٍ |
إلاَّ الْكِفَاحُ الْمُرُّ - والْمُرَّانُ |
تَاللهِ مَا اخْتَرْنَا النِفَاقَ؛ وَلاَ الْهَوَى |
كَلاَّ - وَلاَ هِيَ - نَزْوَةٌ - وَحُرَانُ |
أَبَداً - وَلَمْ نُعْرَفْ بِغَيْرِ تَسَامُحٍ |
وَتَصَافُحٍ - عُقِدَتْ بِهِ "الأَيْمَانُ" |
بَلْ لَمْ نَضِنَّ بِكُلِّ بَذْلٍ مُمْكِنٍ |
لَمَّا سَطَا؛ وتَهَوَّرَ "الْعُدْوَانُ" |
كُنَّا (لِمِصْرَ) وَمَا نَزَالُ لأَهْلِهَا |
(حِرْزاً)، فَكَيْفَ نُعِزُّهَا؟ وَنُهَانُ؟؟ |
كُنَّا إذا مَا القَرْحُ مَسَّ بنَانَها |
تَشْكُو الَّذِي تَشْكُوُه - وَهْيَ (حَصَانُ) |
كُنَّا لَهَا دِرْعاً - وكُنَّا "جُنَّةً" |
مِنْ حَيْثُ يَجْمَعُنَا بِهَا "الْقُرْآنُ" |
(قُرْبَى) تَغَلْغَلُ في الدِمَاءِ - وَمَا عَسَى؟ |
بَعْدَ (الفِدَاءِ) يُحَاوِلُ - الْبُهْتَانُ؟! |
مَا نَحنُ إلاَّ في الكِفَاحِ يَمِينُهَا |
وَلَوْ أنَّهَا نَشَزَتْ بِهَا (الأَلْحانُ) |
أيَّامُنَا مِنْهَا - النَّوَاصِي – غُرَّةً |
وَلَنَا بِهَا "الفُسْطَاطُ" - بَلْ (حُلوَانُ) |
وَلَنَا الَّذي نَرْجُوهُ يَوْمَ مَعَادِنَا |
فِي اللهِ - وَهُوَ السِّرُ؛ والإعْلانُ! |
لَكِنَّمَا اصْطَنَعَ (الْخِلافَ) – وَبثَّهُ |
وأَمَدَّهُ - بِشِرَاكِهِ - "السَّرَطانُ" |
نَقَموا؟! ومَا نَقَمُوا سِوَى استِمْسَاكِنَا |
بالشَّرْعِ - وهُوَ أَمانَةٌ؛ وأَمانُ |
واسْتَمْرَأوا القَذْفَ الْوَبيءَ، وأَمْعَنُوا |
فِي (التُّرَّهَاتِ) يَزُجُّهَا البُطْلانُ |
أَمِنَ (الكَياسَةِ) أَنْ تَظَلَّ وَرَاءَنَا |
(صَهْيُونَ)!! وَهْيَ طَرِيدَةٌ؛ تَخْتَانُ؟ |
سَخِرَتْ - وَلَجَّ مِحَالُهَا، وَشُمَاتُهَا |
وَحَصِيدُهَا الأَرْوَاحُ - وَالأَبْدَانُ؟ |
يَا حَبَّذا يَوْمٌ بِهِ (آمَالُنَا) |
تَحْيَا - وَيَحْيَا الْحُبُّ - والتَّحْنَانُ |
وَيعُودُ لِلإِسْلامِ فِيهِ - جَلالُهُ |
وجَمَالُهُ الْمُتَأَلِّقُ - الْفَتَّانُ |
إنَّا لنَخْشَىَ اللهَ - وَهُوَ حَسِيبُنا |
وبِهِ نُعَاذُ مِنَ الأَذَىَ؛ ونُعَانُ |
وَالْيَوْمَ تَحْتَشِدُ (الْجَزِيرَةُ) كُلُّها |
(صَفاً) - وكُلُّ أُسُودِهَا (خَفَّانُ)! |
قَدْ عُبِّئَتْ - لِتَذُودَ عَنْ حُرُمَاتِهَا |
وَهْيَ الْهُدَى، و "الْبَيْتُ"؛ وَالأَرْكَانُ |
تَنْقَضُّ عَاتِيَةً عَلَى (أَعْدَائِهَا) |
وَالأَرْضُ نَارٌ، والسَّمَاءُ دُخَانُ |
لا تَبْتَغي غَيْرَ السَّلامِ وَلِيجَةً |
مَهْمَا غَلَتْ وتَعَالَتِ الأَثْمَانُ |
قد آمَنتْ باللهِ وَاعْتَصَمَتْ بِهِ |
ويَقِينُهَا "التَّوحِيدُ" - وَهْوَ ضَمَانُ |
"الْمُؤمِنُونَ" أُخُوَّةٌ
(3)
بَلْ (وَحْدَةٌ) |
هِيَ لِلقُلُوبِ أَزِمَّةٌ؛ وَضِحَانُ |
لا الْجِنْسُ فيهَا يَسْتَطِيلُ، وَلا اللُّغَى |
وهُمْو بِهَا "الرُّحَمَاءُ" والأَعْوَانُ |
أزرى "أبو جهلٍ" - (وطأطأ) "عُتْبَةُ" |
وَشكى بِهَا "صُهَيبُ" وصِنْوُهُ "سَلْمَانُ"؟! |
أَمَّنْ يكونُ "بِلالُ" فِي أُمِّ الْقُرَى؟ |
وَشِعَابُهَا "الأَعْيَاضُ" والأقْرَانُ؟؟! |
كَانُوا جِمِيعاً في الْحَيَاةِ أعِزَّةً |
لا الشِرْكُ - يَفْرُقُهُمْ وَلا الكُفْرَانُ |
حَتَّى تَغشَّى الْغَدْرُ مَنْ ضَاقُوا بِهِمْ |
ذَرعاً وعَاشَتْ فِيهمُو الأضْغَانُ |
يَا "فَيْصَلَ" الْعُرْبِ الْعَظِيمَ تَحِيَّةً |
لَكَ يَسْتَهِلُّ بِنَفْحِهَا، الرَّيْحَانُ |
مَا بَعْدَ "سِحْرِكَ فِي الْبَيَانِ" لِقَائِلٍ |
"رَجْعٌ" - وأَيْنَ مَنَ الضُّحَى الأدْجَانُ
(4)
؟! |
ذَكِّرْ بِرَبِّكَ - كُلَّ شَعْبِكَ؛ وَاشْفِهِ |
مِمَّا بِهِ - وَلْيَحْمِكَ الرَّحْمَانُ |
وَاصْدَعْ بِأَمِرِ اللهِ فيه – وَسِرْبِهِ |
فِيمَا يَشَاءُ اللهُ؛ لا "الأوْثَانُ" |
بحِجَى "سُعود" نَهتَدَي وَ "بفَيصَلٍ" |
يتَلألأ "المُسْتَقْبَلُ" الرَّيَّانُ |
مَهِّدْ لِشَعْبِكَ فِي السَّمَاءِ - طَرِيقَهُ |
وَالأرْضَ - فَهْوَ إلى العُلى لَهفَانُ |
وَانْطَحْ بِهِ (الأَفْلاكَ) وَهْيَ سَوَائِرٌ |
يَصعَد بهِ "التثقيفُ" - والعِرفانُ |
حَصِّنْهُ بِاسْمِ اللهِ - بِالوَعْيِ الَّذي |
هُوَ لِلشَّعوبِ - دعائِمٌ، وكِيانُ |
وَامْنَحْهُ - مَا يَحْيَا بِهِ - فِي (عَالَمٍ) |
بِالعِلمِ فيه يَرجحُ "المِيزانُ" |
عَاشَ "السُّعُودُ" وعَاشَ (فَيصلُ)، ولْيَعِشْ |
بِهِمَا الهُدى؛ والحَقُّ؛ والعُمرانُ |