شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
"صدى المهرجان"
البيدُ تزحفُ، والحواضِرُ تزفر
والأرضُ ترجُفُ، والسَّماءُ تُزمجِرُ
والشِيبُ، والشبانُ، بين ضُلوعِهِم
نارٌ تأَججُ (بالحِفاظِ) وتثأرُ
سَئموا من الصَّبرِ الطويلِ، وأقبلوا
كالسيلِ، أو كالبحرِ إذ هو يَزخَرُ
ومشتْ بِهم (سَرواتُهم) وسهولُهم
من كُلِّ مُطَّلَعٍ بهم – تتفجرُ
وكأنَّما هُم – في اللقاءِ وفي الوَغَى
(جِنٌّ) تَواثَبَ، أو لُيوثٌ تَزأَرُ
متدرعينَ – بكُلِّ قلبٍ مؤمنٍ
يَهَبُ الحياةَ - لِذي الجَّلالِ ويَنذِرُ
ظمأى إلى صدِّ العدوِّ وقهرهِ
من حيثُ يُقبلُ- بالعَراءِ ويُدبرُ
يتدافعون إِليه موجاً هادراً
وظبي تجردّ كالشُّعاعِ، وتبهرُ
"غادينَ" – لا يخشَونَ إلا رَبَّهُم
وصدورُهم – وكبودهُم، تتسعرُ
عَجِلوا إلى "المِيدانِ" وانطلقوا بهِ
زُمَراً – تذودُ عن الحِمى، وتُكبِّرُ
ويحَ – الطُّغاةِ – المارقينَ – فما هُمو
إلا (الأذِلةُ) بالأسنَّةِ تجزرُ
حسبوا السكوتَ (جبانةً) وتجرَّؤوا
واليومَ يجنى "البغيُ" ما هو يبذُرُ
ما ذنبُ "نجرانُ" وما مَنْ حولُهَا
حتى تُراقُ دماؤها وتهدَّرُ
ما ذنبُ (زباتِ الحِجالِ)، تروعُها
"كِسَفٌ" تُساقَطُ باللظى وتفجَّرُ
ما ذنبُ من قبعوا خلالَ بُيوتِهِم
عَبَر الجَّنوبِ، وبالقذائفِ أُمطِروا
ما تلك إِلاّ "خِسَّةٌ" و "نَذالَةٌ"
وبها (الجَّبانُ) يَصولُ وهو مسخَّرُ!!
بل إنَّها - للقاسطين - (فضيحةٌ)
شنعاءُ تنكثُ بالعهودِ، وتَخْفِرُ
لَهْفي عليهم في المضَاجعِ وُسِّدوا
صَرعى - وأفلاذُ الكبودِ تشذرُ
لهفي على زُغْبِ الحواصلِ مُزِّقوا
إرباً – وفي ألَقِ الصبَّاحِ تبخَّروا
لهفي على البِيضِ العَقائلِ – والدُّمى
والنارُ – تُصليهنَّ – وهي تُسَعَّرُ
لهفي على تلك الثُكَالى يُتمت
أطفالُهن – وصرحُهنَّ يُدمَرُ
لو أنَّها، كانت هنالك "غارةٌ"
في "تلْ أبيتَ" إذن لماستْ (خيبرُ)
لكنَّها في (الوادِعين) تلطَّختْ
بدمِ "البنين" – (بُغاثُها يستنسرُ)
جنتْ بها "أَحقادُها" دوامةً
وأَديمُها - بِرِجيمِهَا - يتعثرُ
ما القر - إلاّ مثلُه - ولعلَّه
يُحظى بأضعافٍ بهنَّ يُبَشِّرُ
الخيرُ نَسعى فيه ما استطعنا لهُ
فإِذا أَباه الشرُّ - فهو الأخسرُ!!!
يا هؤلاءِ؟ تعوَّذوا من "فتنةٍ"
عمياءَ في حَلَكِ الدُّجَى لا تُبصِرُ!!
يا هؤلاءِ؟ ترقَّبوا إمهالكم
وتراجعوا عن غيِّكم واستغفِروا؟!
أفغرَّكم مِنَّا ومن "أقطابِنا"
أَنا نَثُوبُ إلى الرَّشَادِ، ونَصبِرُ؟!
أَفغركم إعراضُنا عن بُهتِكم
حيث الأعادي يشتُمونَ - ونَحذرُ؟؟!
بُقيا عليكم كان منا – ريثُنا
واليوم - نغضبُ "للإلهِ" وننفُرُ!!!
ما كان - وايم اللهِ - إلا أمرَه
واللهُ يفعلُ - ما يشاءُ، ويقْدِرُ
بالأمسِ كُنا دونَكم في "موقفٍ"
كادتْ به "أهرامُكم" تتفطرُ!!
جئتمُ إلينا "لاجئينَ" – وفوقَكم
سُحبٌ - تُصمُّ بها الرُّعودُ، وتُمطرُ!!
و "الطائراتُ" الناكعات عشيةً
تَلِجُ "الحظائرَ" عِندنا، وتَستَرُ!!
وعدُّوكُم تلقاءَ (سينا) واغلٌ
يسطوَ عليكم "بالقتالِ" ويعقِرُ
كُنَّا لكُم - دونَ الأنامِ "أكِنَّةً"
و (يهودُ) منكم في "المعارك" تَسخرُ؟!!
كُنَّا لكُم ردأً - وكان، كفاحُنا
"فرضاً" - به أرواحُنا - تتطهرُ
كُنَّا وما زِلنَا دُعاةَ – تضامُنٍ
فيه "العروبةُ" لا تُضامُ، وتحبرُ
حتى إِذا انهزَمَ المغيرُ – قلبتموا
"ظهرَ المِجَنِّ" - وهَالنا، ما نَنْظُرُ!!
هلا ادَّكرتُم؟ في النِّضالِ مواقفا
نَزهو بها في الخَالدينَ - ونَفخرُ
هلا اعترفتم بالأيادي – جمَّةً
سلفتْ لكم مِنَّا - حقا تُنكرُ؟؟!
ما "كليوبترا" غير رمزٍ ناطقٍ
منها - وعنَّا بالحديثِ، تُعبِّرُ!!
ما بالَها تنسي لديكمْ – ضلةً
ويُشاحُ عنها - بالجُّحودِ - وتُكفرُ؟؟!
أَفتحسبونَ العُربَ "لقمة مَاضِغٌ"
وهموا الأُولى فَتحوا الفُتُوح، ومصَّروا؟؟!
جُبِلوا على الإِيمانِ - وائتمروا بِهِ
حتى انطوى "كِسرى" وطأطأ "قَيصرُ"!
هم يحلمونَ - فإن تَصدوا للوغَى
فالموتُ منهم والمعامع - تَذعرُ!!!
عوذاً بك اللَّهُم من هَفواتِهم
والريحُ تَعصِفُ والجماجمُ، تُنشرُ!!
"همدانُ" منهم في الصميم و "حاشد"
و "بكيلُ" والملأُ المشيَّعُ "حِميرُ"!!
وبنو "مَعَدٍّ" دارعين، وحُسراً
من حيثُ ما هم أنجدوا، أو غوَّروا!!
ماذا نقمتم، والوَرى أَنهادُنا
و (المجدُ) وهو تراثُنا و (المِنبرُ)؟!!
ما المُلكُ، ما السُّلطانُ، غيرَ وسيلةٍ
للهِ - وهو "أمانةٌ" وتحررُ
مضتِ القُرونُ طويلةً - وتزاحمتْ
والعُربُ شعبٌ، ناهضٌ مُتَطورُ
من قبل أن يشقوا بكُلِّ مُشعوذٍ
سعِدوا، وسادوا العالمينَ، وعبّروا
ودعوا إلى دينِ النبيِّ "محمدٍ"
"أمماً" بما هُديت به تتخيَّرُ
خَضعَتْ لهم (روما) وذلتْ (فارسٌ)
وبهم أضاءَ العالمُ، المتحضرُ
من هذه "البطحاءِ" من هذا الحِمى
من جانبِ "البيتِ العتيقِ" تحدروا!!
وطئتْ سنابكُ خيلِهِم مختالةً
من عَاندوا، أو كابروا، وتكبَّروا؟!
في "رحمةٍ" و "سَماحةٍ" و "عدالةٍ"
لا ضائِر فيها، ولا مُتضورُ؟!
آباؤُنا - وجُدودُنا - أَعظِمْ بِهم
"سَلفاً" - على هام السِّمَاكِ، تسوروا!
لن نستطيعَ سوَى اقتفاءِ سبيلِهِم
ولنا السَّماءُ - كما ارتقَوْهَا - مَظهرُ
إِنا استعنَّا الله - وهو "وليُّنَا"
وملاذُنا - ونُحبُّ فيه، ونَهجُرُ
لا نهتدي إلا بوحي "كتابِهِ"
مهما تخبَّطَ، أصفرٌ، أو أحمرُ
"عبدُ العزيز" إمامُنَا – ووراءَنا
يرنو إلينا "حاشدين" ويَنظُرُ
هو في "سُعودٍ" قد أطلَّ و (فيصلٍ)
وهو المشيِّدُ، والعَميدُ الأَكبرُ
الجامعُ الشملَ المحددُ "وحدةً"
هُدى الضلالُ بها، وضَلَّ العثيرُ!!
حتى تألفَّ في الجزيرةِ "دولةً"
"عربيةً" بجهادِه، تَتَأثرُ!!
نِبراسُها "وحيُ الإلهِ" ورجعُها
"توحيدُه" - وعدُوها، المُتقهقرُ!!
هي ما يرى العادونَ يومَ حَصادِهم
غرسٌ بأفلاذِ "البطولةِ" مُثمِرُ!!
لا كالذينَ تفرَّقوا – واستمرأوا
"قوميةً" - "قرطيةً"، تتزوَّرُ!!
إنِّي لأُبصِرُه يهيبُ، بشعبِهِ
ونجادِهِ - "بركابِهِ" - تتبخترُ
متهلِّلاً، شاكي السلاحِ، وإِثرَهُ
أُسدُ الشَّرى، أنباؤه، قد كَبَّروا
وهموا "العرانِينُ" - الأُباةُ، كمينُهم
لا ينثني - جَزَعاً - ولا هو تدبرُ
ينقضُّ كالصَّقرِ المحلِّقِ، مُطبقاً
فوق - "الفرائس" وهي منه، تغفَّرُ
من ذا الذي "إيثاره" كسعودِنا
في الشعبِ يفترعُ، القلوبَ ويَغمُرُ؟!!
من ذا له في الحاكِمين – صفاتُه
وهو العطوفُ، الناصحُ، المتبصرُ؟!
من ذا "كفيصل" حِلمُه وأَناتُه
وذكاؤه المتوقِّدُ - المتدبِّرُ؟!
اللهُ يشهدُ والملائكُ، إِنَّهم
"من أَنعُم اللهِ التي لا تُكفرُ"
ما حبهم في اللهِ - إلا (طاعةً)
وبهم تصُولُ (بلادُنا) وتصدِّرُ
يتألقُ "الإيمانُ" فوقَ جِباهِهِم
(نوراً) ويسعَى فيهِ من يتنوَّرُ
لبيكَ "فيصلَنا العَظيمَ" فما لنا
إلاّ "الفياصلُ" منطقٌ، أو مخبرُ!!
إنَّ (الخُلودَ) هو الحياةُ، عزيزةً
والسؤددُ، المتأثِّلُ، المُتبلوِرُ
لبيكَ، إنَّا منك رهنُ إِشارةٍ
فيها "بيانك" "بالكفاحِ" يفسرُ!!
* * *
نِعم الدفاعُ - دفاعُكُم – ونصيرُكم
"ذو الطَّولِ" لا باغ، ولا مُستهترُ
سوّوا الصُّفوفَ، أعنَّةً، وأسنَّةً
والويلُ للباغي، يُداحُ، ويُدحَرُ
وعدٌ من "الدِّيانِ" جلَّ جلالُه
وبه يُثاب أخو البلاءِ - ويُؤجرُ
يا مصرُ ما أغلاكِ "شعباً" مُؤمناً
ضاءت بهِ "الدُّنيا" وشعَّ "الأَزهرُ"
بُشراكِ بالنَّصرِ المبينِ - فقد بدا
يفترُّ كالصُّبحِ المنيرِ - ويُسفِرُ
بشراكِ - بالتقوى - وبالحقِ الذي
يعلو، ويرفعُه "اللواءُ الأخضرُ"
ما أنتِ إلا للسلامِ "كِنانةً"
مهما تخوَّض مُبطلٌ، ومؤجَّرُ!!
إنَّا - وأنتم - (أَهلَ مصر) (قرابةٌ)
و (أُخوةٌ) في اللهِ - ليست تُبتَرُ
لكنَّما (الطاغوتُ) - جاوزَ حدَّهُ
وأرادَها - كيداً بما هو يَغدرُ
ولقد عَلِمنا، والبريةُ كلُّها
ما يُبطِنونَ لنا - وما هو يُظهرُ؟!!
واللهُ ربُّ الناسِ، يَدرأُ كيدَهُ
وهو الغيورُ، الخالقُ المُتكبِّرُ
حاشاهُ أن يرضي الخنا، لِعبادِهِ
ويُضام (معروفٌ) ويُعلن (مُنكَرُ)
ولينصُرن اللهُ - كُلَّ مُكافحٍ
عن دينهِ الحقِّ، الذي هو أظهَرُ
* * *
لا يبلغِ "التهريجُ" يوماً (مأرباً)
أبداً، ولا يغشي الحتوفَ (مُثرثرُ)!
كلا، ولا يَجزي "العواءُ" عن العِدى
في الحربِ، وهي مناصل تتكسرُ!
أهون بمن جَعلوا، الشتائمَ ديدَناً
وتكاثروا - بالمُخزياتِ، وزوَّروا؟!
ما هكذا شأنُ (البُطولَةِ)، فاستحوا
واقنوا الحياةَ (حياءَكم)، وتَوقَّروا!!
ولِئن تجاوبتِ التخومُ، بغضبةٍ
"مُضريّةٍ" منها الشموسُ، تَكورُ!!
فليمحقنَّ اللهُ - كلَّ مُسلَّطٍ
غرٍ، ومن هو خادعٌ، ومُغرِّدُ
يا معشرَ الإسلامِ أين تقاربوا
فإذا صنعتم، والجوانح تنغرُ؟!
ماذا ترون - وقد سئمنا صبَرنا
والشرُ يطغي، والأَذى، يتكرَّرُ؟!!
ما الدينُ إلا الحقُّ، وهو نَصيحةٌ
فالإمَ أَنتم - صامتونَ - ونَجهَرُ؟؟
لم يبق في قَوسِ التَّغاضي، مَنزعٌ
إلا المنايا السودُ، وهي تُكشِّرُ؟!!
تاللهِ ما شِئنا الشِّقاقَ، ولا الهوى
أبداً، ونحن بهديِنَا، نَستبصِرُ
حقٌ عليكم - أين كُنتم – نصرنَا
ولكم علينا النَّصرُ - وهو مُؤزَّرُ
ولنا من اللهِ المُهيمنِ، نورُه
نهدي به في العالمين، ونُنْصرُ
وليحي "عاهِلُنا العظيمُ" (سعودُنا)
و (الفيصلُ المحبوبُ) وهو مُظفرُ
مكة المكرمة - في 19/8/1382هـ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :418  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 327 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج