البيدُ تزحفُ، والحواضِرُ تزفر |
والأرضُ ترجُفُ، والسَّماءُ تُزمجِرُ |
والشِيبُ، والشبانُ، بين ضُلوعِهِم |
نارٌ تأَججُ (بالحِفاظِ) وتثأرُ |
سَئموا من الصَّبرِ الطويلِ، وأقبلوا |
كالسيلِ، أو كالبحرِ إذ هو يَزخَرُ |
ومشتْ بِهم (سَرواتُهم) وسهولُهم |
من كُلِّ مُطَّلَعٍ بهم – تتفجرُ |
وكأنَّما هُم – في اللقاءِ وفي الوَغَى |
(جِنٌّ) تَواثَبَ، أو لُيوثٌ تَزأَرُ |
متدرعينَ – بكُلِّ قلبٍ مؤمنٍ |
يَهَبُ الحياةَ - لِذي الجَّلالِ ويَنذِرُ |
ظمأى إلى صدِّ العدوِّ وقهرهِ |
من حيثُ يُقبلُ- بالعَراءِ ويُدبرُ |
يتدافعون إِليه موجاً هادراً |
وظبي تجردّ كالشُّعاعِ، وتبهرُ |
"غادينَ" – لا يخشَونَ إلا رَبَّهُم |
وصدورُهم – وكبودهُم، تتسعرُ |
عَجِلوا إلى "المِيدانِ" وانطلقوا بهِ |
زُمَراً – تذودُ عن الحِمى، وتُكبِّرُ |
ويحَ – الطُّغاةِ – المارقينَ – فما هُمو |
إلا (الأذِلةُ) بالأسنَّةِ تجزرُ |
حسبوا السكوتَ (جبانةً) وتجرَّؤوا |
واليومَ يجنى "البغيُ" ما هو يبذُرُ |
ما ذنبُ "نجرانُ" وما مَنْ حولُهَا |
حتى تُراقُ دماؤها وتهدَّرُ |
ما ذنبُ (زباتِ الحِجالِ)، تروعُها |
"كِسَفٌ" تُساقَطُ باللظى وتفجَّرُ |
ما ذنبُ من قبعوا خلالَ بُيوتِهِم |
عَبَر الجَّنوبِ، وبالقذائفِ أُمطِروا |
ما تلك إِلاّ "خِسَّةٌ" و "نَذالَةٌ" |
وبها (الجَّبانُ) يَصولُ وهو مسخَّرُ!! |
بل إنَّها - للقاسطين - (فضيحةٌ) |
شنعاءُ تنكثُ بالعهودِ، وتَخْفِرُ |
لَهْفي عليهم في المضَاجعِ وُسِّدوا |
صَرعى - وأفلاذُ الكبودِ تشذرُ |
لهفي على زُغْبِ الحواصلِ مُزِّقوا |
إرباً – وفي ألَقِ الصبَّاحِ تبخَّروا |
لهفي على البِيضِ العَقائلِ – والدُّمى |
والنارُ – تُصليهنَّ – وهي تُسَعَّرُ |
لهفي على تلك الثُكَالى يُتمت |
أطفالُهن – وصرحُهنَّ يُدمَرُ |
لو أنَّها، كانت هنالك "غارةٌ" |
في "تلْ أبيتَ" إذن لماستْ (خيبرُ) |
لكنَّها في (الوادِعين) تلطَّختْ |
بدمِ "البنين" – (بُغاثُها يستنسرُ) |
جنتْ بها "أَحقادُها" دوامةً |
وأَديمُها - بِرِجيمِهَا - يتعثرُ |
ما القر - إلاّ مثلُه - ولعلَّه |
يُحظى بأضعافٍ بهنَّ يُبَشِّرُ |
الخيرُ نَسعى فيه ما استطعنا لهُ |
فإِذا أَباه الشرُّ - فهو الأخسرُ!!! |
يا هؤلاءِ؟ تعوَّذوا من "فتنةٍ" |
عمياءَ في حَلَكِ الدُّجَى لا تُبصِرُ!! |
يا هؤلاءِ؟ ترقَّبوا إمهالكم |
وتراجعوا عن غيِّكم واستغفِروا؟! |
أفغرَّكم مِنَّا ومن "أقطابِنا" |
أَنا نَثُوبُ إلى الرَّشَادِ، ونَصبِرُ؟! |
أَفغركم إعراضُنا عن بُهتِكم |
حيث الأعادي يشتُمونَ - ونَحذرُ؟؟! |
بُقيا عليكم كان منا – ريثُنا |
واليوم - نغضبُ "للإلهِ" وننفُرُ!!! |
ما كان - وايم اللهِ - إلا أمرَه |
واللهُ يفعلُ - ما يشاءُ، ويقْدِرُ |
بالأمسِ كُنا دونَكم في "موقفٍ" |
كادتْ به "أهرامُكم" تتفطرُ!! |
جئتمُ إلينا "لاجئينَ" – وفوقَكم |
سُحبٌ - تُصمُّ بها الرُّعودُ، وتُمطرُ!! |
و "الطائراتُ" الناكعات عشيةً |
تَلِجُ "الحظائرَ" عِندنا، وتَستَرُ!! |
وعدُّوكُم تلقاءَ (سينا) واغلٌ |
يسطوَ عليكم "بالقتالِ" ويعقِرُ |
كُنَّا لكُم - دونَ الأنامِ "أكِنَّةً" |
و (يهودُ) منكم في "المعارك" تَسخرُ؟!! |
كُنَّا لكُم ردأً - وكان، كفاحُنا |
"فرضاً" - به أرواحُنا - تتطهرُ |
كُنَّا وما زِلنَا دُعاةَ – تضامُنٍ |
فيه "العروبةُ" لا تُضامُ، وتحبرُ |
حتى إِذا انهزَمَ المغيرُ – قلبتموا |
"ظهرَ المِجَنِّ" - وهَالنا، ما نَنْظُرُ!! |
هلا ادَّكرتُم؟ في النِّضالِ مواقفا |
نَزهو بها في الخَالدينَ - ونَفخرُ |
هلا اعترفتم بالأيادي – جمَّةً |
سلفتْ لكم مِنَّا - حقا تُنكرُ؟؟! |
ما "كليوبترا" غير رمزٍ ناطقٍ |
منها - وعنَّا بالحديثِ، تُعبِّرُ!! |
ما بالَها تنسي لديكمْ – ضلةً |
ويُشاحُ عنها - بالجُّحودِ - وتُكفرُ؟؟! |
أَفتحسبونَ العُربَ "لقمة مَاضِغٌ" |
وهموا الأُولى فَتحوا الفُتُوح، ومصَّروا؟؟! |
جُبِلوا على الإِيمانِ - وائتمروا بِهِ |
حتى انطوى "كِسرى" وطأطأ "قَيصرُ"! |
هم يحلمونَ - فإن تَصدوا للوغَى |
فالموتُ منهم والمعامع - تَذعرُ!!! |
عوذاً بك اللَّهُم من هَفواتِهم |
والريحُ تَعصِفُ والجماجمُ، تُنشرُ!! |
"همدانُ" منهم في الصميم و "حاشد" |
و "بكيلُ" والملأُ المشيَّعُ "حِميرُ"!! |
وبنو "مَعَدٍّ" دارعين، وحُسراً |
من حيثُ ما هم أنجدوا، أو غوَّروا!! |
ماذا نقمتم، والوَرى أَنهادُنا |
و (المجدُ) وهو تراثُنا و (المِنبرُ)؟!! |
ما المُلكُ، ما السُّلطانُ، غيرَ وسيلةٍ |
للهِ - وهو "أمانةٌ" وتحررُ |
مضتِ القُرونُ طويلةً - وتزاحمتْ |
والعُربُ شعبٌ، ناهضٌ مُتَطورُ |
من قبل أن يشقوا بكُلِّ مُشعوذٍ |
سعِدوا، وسادوا العالمينَ، وعبّروا |
ودعوا إلى دينِ النبيِّ "محمدٍ" |
"أمماً" بما هُديت به تتخيَّرُ |
خَضعَتْ لهم (روما) وذلتْ (فارسٌ) |
وبهم أضاءَ العالمُ، المتحضرُ |
من هذه "البطحاءِ" من هذا الحِمى |
من جانبِ "البيتِ العتيقِ" تحدروا!! |
وطئتْ سنابكُ خيلِهِم مختالةً |
من عَاندوا، أو كابروا، وتكبَّروا؟! |
في "رحمةٍ" و "سَماحةٍ" و "عدالةٍ" |
لا ضائِر فيها، ولا مُتضورُ؟! |
آباؤُنا - وجُدودُنا - أَعظِمْ بِهم |
"سَلفاً" - على هام السِّمَاكِ، تسوروا! |
لن نستطيعَ سوَى اقتفاءِ سبيلِهِم |
ولنا السَّماءُ - كما ارتقَوْهَا - مَظهرُ |
إِنا استعنَّا الله - وهو "وليُّنَا" |
وملاذُنا - ونُحبُّ فيه، ونَهجُرُ |
لا نهتدي إلا بوحي "كتابِهِ" |
مهما تخبَّطَ، أصفرٌ، أو أحمرُ |
"عبدُ العزيز" إمامُنَا – ووراءَنا |
يرنو إلينا "حاشدين" ويَنظُرُ |
هو في "سُعودٍ" قد أطلَّ و (فيصلٍ) |
وهو المشيِّدُ، والعَميدُ الأَكبرُ |
الجامعُ الشملَ المحددُ "وحدةً" |
هُدى الضلالُ بها، وضَلَّ العثيرُ!! |
حتى تألفَّ في الجزيرةِ "دولةً" |
"عربيةً" بجهادِه، تَتَأثرُ!! |
نِبراسُها "وحيُ الإلهِ" ورجعُها |
"توحيدُه" - وعدُوها، المُتقهقرُ!! |
هي ما يرى العادونَ يومَ حَصادِهم |
غرسٌ بأفلاذِ "البطولةِ" مُثمِرُ!! |
لا كالذينَ تفرَّقوا – واستمرأوا |
"قوميةً" - "قرطيةً"، تتزوَّرُ!! |
إنِّي لأُبصِرُه يهيبُ، بشعبِهِ |
ونجادِهِ - "بركابِهِ" - تتبخترُ |
متهلِّلاً، شاكي السلاحِ، وإِثرَهُ |
أُسدُ الشَّرى، أنباؤه، قد كَبَّروا |
وهموا "العرانِينُ" - الأُباةُ، كمينُهم |
لا ينثني - جَزَعاً - ولا هو تدبرُ |
ينقضُّ كالصَّقرِ المحلِّقِ، مُطبقاً |
فوق - "الفرائس" وهي منه، تغفَّرُ |
من ذا الذي "إيثاره" كسعودِنا |
في الشعبِ يفترعُ، القلوبَ ويَغمُرُ؟!! |
من ذا له في الحاكِمين – صفاتُه |
وهو العطوفُ، الناصحُ، المتبصرُ؟! |
من ذا "كفيصل" حِلمُه وأَناتُه |
وذكاؤه المتوقِّدُ - المتدبِّرُ؟! |
اللهُ يشهدُ والملائكُ، إِنَّهم |
"من أَنعُم اللهِ التي لا تُكفرُ" |
ما حبهم في اللهِ - إلا (طاعةً) |
وبهم تصُولُ (بلادُنا) وتصدِّرُ |
يتألقُ "الإيمانُ" فوقَ جِباهِهِم |
(نوراً) ويسعَى فيهِ من يتنوَّرُ |
لبيكَ "فيصلَنا العَظيمَ" فما لنا |
إلاّ "الفياصلُ" منطقٌ، أو مخبرُ!! |
إنَّ (الخُلودَ) هو الحياةُ، عزيزةً |
والسؤددُ، المتأثِّلُ، المُتبلوِرُ |
لبيكَ، إنَّا منك رهنُ إِشارةٍ |
فيها "بيانك" "بالكفاحِ" يفسرُ!! |
* * * |
نِعم الدفاعُ - دفاعُكُم – ونصيرُكم |
"ذو الطَّولِ" لا باغ، ولا مُستهترُ |
سوّوا الصُّفوفَ، أعنَّةً، وأسنَّةً |
والويلُ للباغي، يُداحُ، ويُدحَرُ |
وعدٌ من "الدِّيانِ" جلَّ جلالُه |
وبه يُثاب أخو البلاءِ - ويُؤجرُ |
يا مصرُ ما أغلاكِ "شعباً" مُؤمناً |
ضاءت بهِ "الدُّنيا" وشعَّ "الأَزهرُ" |
بُشراكِ بالنَّصرِ المبينِ - فقد بدا |
يفترُّ كالصُّبحِ المنيرِ - ويُسفِرُ |
بشراكِ - بالتقوى - وبالحقِ الذي |
يعلو، ويرفعُه "اللواءُ الأخضرُ" |
ما أنتِ إلا للسلامِ "كِنانةً" |
مهما تخوَّض مُبطلٌ، ومؤجَّرُ!! |
إنَّا - وأنتم - (أَهلَ مصر) (قرابةٌ) |
و (أُخوةٌ) في اللهِ - ليست تُبتَرُ |
لكنَّما (الطاغوتُ) - جاوزَ حدَّهُ |
وأرادَها - كيداً بما هو يَغدرُ |
ولقد عَلِمنا، والبريةُ كلُّها |
ما يُبطِنونَ لنا - وما هو يُظهرُ؟!! |
واللهُ ربُّ الناسِ، يَدرأُ كيدَهُ |
وهو الغيورُ، الخالقُ المُتكبِّرُ |
حاشاهُ أن يرضي الخنا، لِعبادِهِ |
ويُضام (معروفٌ) ويُعلن (مُنكَرُ) |
ولينصُرن اللهُ - كُلَّ مُكافحٍ |
عن دينهِ الحقِّ، الذي هو أظهَرُ |
* * * |
لا يبلغِ "التهريجُ" يوماً (مأرباً) |
أبداً، ولا يغشي الحتوفَ (مُثرثرُ)! |
كلا، ولا يَجزي "العواءُ" عن العِدى |
في الحربِ، وهي مناصل تتكسرُ! |
أهون بمن جَعلوا، الشتائمَ ديدَناً |
وتكاثروا - بالمُخزياتِ، وزوَّروا؟! |
ما هكذا شأنُ (البُطولَةِ)، فاستحوا |
واقنوا الحياةَ (حياءَكم)، وتَوقَّروا!! |
ولِئن تجاوبتِ التخومُ، بغضبةٍ |
"مُضريّةٍ" منها الشموسُ، تَكورُ!! |
فليمحقنَّ اللهُ - كلَّ مُسلَّطٍ |
غرٍ، ومن هو خادعٌ، ومُغرِّدُ |
يا معشرَ الإسلامِ أين تقاربوا |
فإذا صنعتم، والجوانح تنغرُ؟! |
ماذا ترون - وقد سئمنا صبَرنا |
والشرُ يطغي، والأَذى، يتكرَّرُ؟!! |
ما الدينُ إلا الحقُّ، وهو نَصيحةٌ |
فالإمَ أَنتم - صامتونَ - ونَجهَرُ؟؟ |
لم يبق في قَوسِ التَّغاضي، مَنزعٌ |
إلا المنايا السودُ، وهي تُكشِّرُ؟!! |
تاللهِ ما شِئنا الشِّقاقَ، ولا الهوى |
أبداً، ونحن بهديِنَا، نَستبصِرُ |
حقٌ عليكم - أين كُنتم – نصرنَا |
ولكم علينا النَّصرُ - وهو مُؤزَّرُ |
ولنا من اللهِ المُهيمنِ، نورُه |
نهدي به في العالمين، ونُنْصرُ |
وليحي "عاهِلُنا العظيمُ" (سعودُنا) |
و (الفيصلُ المحبوبُ) وهو مُظفرُ |