| (عوفيتَ) والشعبُ والإسلامُ والعربُ |
| والمجدُ والنسبُ الوضَّاحُ والحَسبُ |
| واستبشرَ الدينُ والدنيا بأجمعِها |
| بأنَّكَ (الأملُ المنشودُ) يُرتقبُ |
| واستقبلتْك قلوبٌ فيك خَافقةٌ |
| كانت وراءَك في أضلاعِها تَجبُ |
| تصاعدتْ غلسَ الأسحارِ (أدعيةٌ) |
| (نفْرَ الحجيجِ) تلاقى وهي تَغترِبْ |
| تدعو لك اللهَ أنْ (تبقى) وأعينُها |
| (تفيضُ بالدمعِ) إِشفاقاً وتَنسكِبُ |
| طارتْ إليك بها الأبصارُ مُوغلةً |
| عَبرَ البِحارِ وحاكتْ زحفَها السُّحُبُ |
| تكادُ من شجنٍ عاتٍ ومن حَزَنٍ |
| تلتفُّ حولَك (أفواجاً) وتَعتَقِبُ |
| لو أنها ملكتْ من أمرها (خَيراً) |
| كانت كظِلِّكَ لولا الصبرُ والأدبُ |
| أهوتْ إليك بها الآفاقُ مُطبقةٌ |
| كالبحرِ مُندفعاً يطغى بِهِ العَبَبُ |
| * * * |
| جوانحٌ لك فيها الحبُّ مُشتعلٌ |
| والأمرُ مُمتَثَلٌ والخيرُ مُصطَحبُ |
| لا الإِفكُ منها ولا التزويرُ يَحفِزُها |
| لكنَّما هي بالعِرفانِ تَصطَخِبُ |
| خلتْ من الزَّيفِ والتَّهريجِ وانطلقتْ |
| بينَ السَّماءِ وبينَ الأرضِ تَحتَسِبُ |
| ما نحن إلا وأنت الروحُ في بَدَنٍ |
| كِلاهُما بك مَحبُورٌ ومرتَبِبُ |
| لذاك آلمَنَا ما كنتَ تَألمُهُ |
| في كُلِّ قلبٍ وظَلنا فيك نَضطَّرِبُ |
| واليومَ إذ أنت في بُرءٍ وعَافيةٍ |
| فإنَّ شعبَكَ طُراً كُلُّهُ طَرِبُ |
| تجاوبتْ بك في الصَّحراءِ (أنجيةٌ) |
| بها الملائكُ تَرقى وهي تنقلبُ |
| وما خلتْ منك دارٌ لا ولا ملأُ |
| ولا حديثٌ تمَطى دونَهُ الرَّحْبُ |
| ولا تأوَّهَ إلا عَنكَ مُنقبِضٌ |
| ولا تَضوَّرَ إلا فيكَ مُكتئِبُ |
| سيانَ في ذلك الأمصارُ (حاضرةً) |
| والقفرُ (باديةً) والعُجمُ والعَربُ |
| * * * |
| لو اطَّلعتَ رأيتَ الدُورَ كاسِفَةً |
| والحورَ واجفةً والشمسَ تحتجبُ |
| وفي (المقاصيرِ) أكبادٌ كأنَّ بِها |
| ما بالأديمِ تَفرى وهو يَنتَقِبُ |
| وكلُّ كوخٍ وقصرٍ تستبدُّ بِهِ |
| هواتفٌ فيك تستشري وتَلتَهبُ |
| وللمنابِرِ أصداءٌ مُجلجِلةٌ |
| يعلو الدعاءُ بها والجَهرُ والرَّغبُ |
| وسِرُّنا كلُّنا واللهُ يعلمُهُ |
| لك النصيحةُ والحبُ الذي يَجِبُ |
| * * * |
| أحسنتَ فاقتدتَ بالإحسانِ (أفئدةً) |
| زِمامُها بيديكَ اليومَ يُجتَذَبُ |
| بنُوك شعبُكَ من بدوٍ ومن حَضَرٍ |
| وكلُّهُمْ أنت مِنهم (عاهلٌ) و (أَبُ) |
| إن (الكُهولَ) مع (الشبانِ) قد شُغِفوا |
| والنشءُ قد هَتفوا والخُرَّدُ العَربُ |
| وفي جوانبِ بيتِ اللهِ كم رُفعتْ |
| فيك الأَكُفُ إلى الرَّحمنِ تَنتصِبُ |
| والطائفونَ ببيتِ اللهِ كم ما برِحوا |
| والعاكفونَ سواءٌ كلُّهُمْ قربُ |
| جزيرةُ (العربِ) بالمحفوظِ لاهجةٌ |
| و (بطنُ مكةَ) والأستارُ والحُجُبُ |
| قد عوَّضَ اللهُ فيك الشعبَ فرحتَهُ |
| بأن تصحَّ وأن تَشفى بك الشعبُ |
| وأن تعودَ إليه وهو (مُحتفلٌ) |
| يُزجي إلى اللهِ حَمداً فيضُهُ صَبَبُ |
| ما (وعكةٌ) هي إلا في (مَدارِكِنا) |
| لكنَّها (آيةٌ) من رَبِّنَا عَجَبُ |
| وقَّاكَ من كثبٍ ما أنت غارسُهُ |
| في العالمينَ وما تبني وما تَهَبُ |
| تمثَّلَ الشعبُ في (شخصٍ) برمتِهِ |
| و (نعمةُ) اللهِ تترى وهي تَأتَشِبُ |
| هذا (هو المُلكُ) لا خوفٌ ولا هَلَعٌ |
| ولا عُتوٌّ ولا بَغيٌ ولا رَهَبُ |
| بل إنه الحبُ والإخلاصُ في قرنٍ |
| قد اطمأنتْ به الآفاقُ والرُّجبُ |
| و (رحمةُ اللهِ) تُزجيهِ وخَشيتُه |
| بما يُحبُ وما يَرضى ويطَّلِبُ |
| من أجلِ ذلك حيا الشعبُ (عاهلَهُ) |
| جَذلانَ يهزِجُ بالحُسنى ويَختصِبُ |
| تمشي إِليكَ بِهِ من كُلِّ مُشترعٍ |
| (مهابطُ الوحي) والأفلاكُ والشُّهُبُ |
| وذلك الشعرُ لا بحرٌ وقافيةٌ |
| ولا بيانٌ ولا سِحرٌ ولا ضَربُ |
| كلُّ القلوبِ تَراها فيك رائعةً |
| (قصيدةً) تتهادى وهي تَختلِبُ |
| * * * |
| إنَّا لنسجدُ للرَّحمن (نَحمَدُهُ) |
| على شِفائكَ ما عِشنا ونَقترِبُ |
| رؤىً أطافتْ بنان أضغاثُها حُلُماً |
| كالدهرِ طُولاً ومن أشباحِها الرعبُ |
| * * * |
| ثم انجلتْ لك عن حُبٍ ندينُ بهِ |
| هو الحقيقةُ وهو الصِّدقُ لا الكَذِبُ |
| (سعودُ) أجرُك أضعافٌ مضاعفةٌ |
| وأجرُنا بك عندَ اللهِ مُكتسَبُ |
| (كفارةٌ) هي فينا أنَّها بلغتْ |
| مِنَّا (التَّراقيَ) وانجابتْ بها الكُربُ |
| آمنتُ باللهِ هذا سرُّ حكمتِهِ |
| وهو (التَّراحُمُ) وهو الذِكرُ والرَّهبُ |
| دقَّتْ وجلَّتْ وعن أفهامِنا خَفِيتْ |
| حتى انجلى عن ضُحاها الشكُّ والرِّيبُ |
| وَرُبَّ ليلٍ بطيءٍ في كَواكِبِهِ |
| فيه اقشعرَّ الحِمى واصطكتِ الرُّكبُ |
| تَنفَّسَ الصبحُ عنه والرجاءُ معاً |
| والحبُ والقربُ والتمحيصُ والرأبُ |
| بُشرى لنا أيَّ بُشرى أننا لهفاً |
| بك التقينا وزال البأسُ والوَصَبُ |
| بُشرى لنا يستجيبُ اللهُ (بارِؤنا) |
| دعاءَنا ونَراكَ اليوم تقتربُ |
| بُشرى لنا أننا شعبٌ له غدُهُ |
| بأنَّه مؤمنٌ باللهِ مُرتقبُ |
| بشرى لنا فيك صَرحٌ شامخٌ صدقتْ |
| فيه الوُعودُ وعودُ اللهِ والكُتبُ |
| بك الحياةُ هناءٌ والسبيلُ هُدىً |
| و (الحكمُ عدلٌ) وأعماقُ الثَّرى ذَهَبُ |
| وهل سِوى ذلك الدنيا ورزينتُها |
| والدينُ خيرٌ وأبقى بل هو السَببُ |
| * * * |
| (تاريخُ عصرِكَ) مزهرٌ بصانِعِهِ |
| وهو (الشوامخُ) لا العدوانُ والشَّغَبُ |
| أقَمتَها وهي تتلو في صَحائِفهَا |
| عنك الذي عجزتْ عن وصفِهِ الخُطبُ |
| يا مانحَ الشعبِ في رفقٍ وتكرمةٍ |
| (أبوةً) هي منك العَطفُ والحَدَبُ |
| ها هم بنوك وفيما أنت تُبصِرُهُ |
| ما يعجزُ الشِعرُ عنه وهو مُنتخبُ |
| لتغبطن بهم حِمساً ذوي شَمَمٍ |
| تَقرُّ عينُك فيهم أينما ذَهَبوا |
| بأنَّهم لك أبطالٌ غطارفةٌ |
| وأنَّهمْ جيشُك المستبسلُ اللَّجِبُ |
| (تباركَ اللهُ ربُّ العالمينَ) فقدْ |
| (زكّاكَ) من حيثُ لا تدري وتَحتَسِبُ |
| جزاكَ عنا الإلهُ الخيرَ من ملكٍ |
| يعلو بك الحقُ والإِسلامُ والعَربُ |