| أَحْصِ النجومَ - فإنْ قَدَّرْتَها عدداً |
| أدركْتَ فضلَ "سعودٍ" ما اخْتفى وبَدا |
| هيهات أين من الأرقام سَلْسَلُهُ |
| عذْباً نصيراً، ووَبْلاً صَيِّباً - بردا |
| وأين منه (القوافي) وهيَ مونِقَةٌ |
| وقد رَنَوْنَ إليه كالضّحى - رأدا |
| في كلّ ما أبصرتْ عيناكَ تشهدهُ |
| شَمساً تألَّقَ في حُسْبَانِها صعُدا |
| تكاد تنطقُ (بالفُصحى) – مآثرُهُ |
| من حيث ما أشْرَفَتْ، أو أشرْقتْ رشدا |
| هي "الخلودُ" ثواباً، والثناءُ بها |
| و "الحمدُ لله" - يَروي كلَّ من وَرَدَا |
| من "السَّراةِ" إلى "الدَّهنا" تُرَقْرِقُها |
| (ريحُ الصَّبا) - والخزامى رحمةً، وهُدى |
| شعبٌ "سعودٌ" أبوه في تَراحُمِهِ |
| بل "عاهلٌ" عرشهُ (الحبُّ) الذي اقتَعَدا |
| أحيا به الله - ما يرضاه من سُنَنٍ |
| هيَ "الشريعةُ" حقّاً، والنُّهى جددا |
| وتحت "راياتِهِ الخضراءِ" خافقةً |
| تقدَّمَ الشعبُ – و (الزَّحفُ) الذي احْتَشدا |
| ألبيدُ - تهزجُ، والأمصارُ مائِسَةٌ |
| والطيرُ ترقص - من رَجْعٍ له، وصَدَى |
| والكوخُ كالقصرِ - في أقصى مَرابعهِ |
| "أمنٌ وَريفٌ"، و "إيثارٌ" به اتَّحدا |
| وكلُّ (بادٍ) به (الصحراءُ) مقْبلةٌ |
| و (حاضرٌ) راح في (نَعْمائِهِ) وغَدا |
| وفي (المَدائِن) آياتٌ مُبَيَّنَةٌ |
| جلَّتْ عن الحَصْرِ، تَشْييداً - ومُمْتَهدا |
| للشْيب فيهِ، وللشُبّانِ "أمثلةٌ " |
| إلاّ سواء يراهم كلَّهم "فَهَدا" |
| وما بَنوهمْ - لا أفلاذُهم مِقَةٌ |
| إلاّ سواء يراهم كلَّهم "فَهَدا" |
| "مساجدٌ" و "محاريبٌ" و "أنديةٌ" |
| هي "المنابرُ" لا الشعرُ الذي جَمَدا |
| وفي "مشاريعه الكبرى" وما وسِعَتْ |
| "قصائدٌ" تتَحدَّى كلَّ ما كَسَدا |
| أرْبَت على العَدِّ إلاّ أنها انطلقتْ |
| كالرّعدِ - تغمرُ أكنافَ الرُّبى مَدَدا |
| عجبتُ! كيف طَوَيْنا من مراحِلنا |
| هذا المَدَى؟! واقْتَضَيْنا ما مضى بَدَدا |
| "ذكرى" تطوف بنا نَشْوى، وتَنفعُنا |
| بأنّ بُرهانَنا "الفُرْقانُ" مُعْتَقَدَا |
| ما أعْجَزَ القَولُ عن فعلٍ، وعن عملٍ |
| وقد تَطاوَلَ (هاماً) - واستطال (يدا) |
| إنّ "الخيالَ" الذي استوحاكَ – شاعرُهُ |
| هو (الأماني) التي حقَّقْتَها جُدُدا |
| من كلِّ صادحةٍ جَذْلى، وباغمةٍ |
| شدا "البَيانُ" بها سحْره وحَدا |
| في "الدين" كانت وفي "الدنيا" مُعوَّذةً |
| من الطرائقِ لَجَّتْ بالهوى قِدَدا |
| أقمْتَهُ وسيوفُ الله - مُصْلَتَةٌ |
| بالحقَّ - للحقَّ تمحو كلَّ من مَرَدا |
| و "للمآذنِ" - بالتوحيدِ - زَمْزمةٌ |
| بها تَواصى، ووَصَّى الوالدُ الولَدا |
| والأمرُ لله - "بالمعروفِ" – مُتَّسِقٌ |
| والنَّهْيُ عن موبِقاتِ المُنكَرِ اتَّأدا |
| و (الوعظُ) يرفقُ – و "الإرشادُ" رائدُهُ |
| مَحْضُ الحنانِ - وكم نَمَّى؟ وكم حَصَدا |
| وفي "مَهابط وَحْي الله" جامعةٌ |
| بها "العلومُ" نداءٌ، والهِباتُ نَدَى |
| كأنها و "رسولُ الله" شاهدُها |
| تلقاءهُ "روضةٌ" أخرى بها اعْتُضَدا |
| تُحيي "شريعَتَهُ" السَّمحاءَ خالصةً |
| نقيّةً - وتُحييِّ كلَّ من قَصَدا |
| وفي "الرياضِ" لها "تِرْبٌ" تُكاثِرُها |
| زكَتْ أُصولاً - وتَسْتَهوي الفروعَ غَدا |
| أمّا المدارسُ فهيَ الدائراتُ رَحىً |
| والصادحاتُ ضُحىً، والعالياتُ صَدى |
| ومضَتْ عقولٌ بها كانت مُعلَّقةً |
| حيناً - ورَانَ عليها الجهلُ مُضْطهدا |
| تغلغلتْ في زوايا القفرِ – وافتَرَعَتْ |
| شُمَّ الجبالِ وشَعَّتْ من (كُدىً) و (كَدَى) |
| واليوم يَشْهدُها "التاريخُ" – زاحفةً |
| تَخبُّ خَبّاً - وتبني مجدَها عُمُدا |
| "والجيشُ" في صمتِهِ المَرْهوبِ قد نَسَجَتْ |
| له (الضَّوابِحُ) درْعاً - و "الظُّبى" (زَرَدا) |
| من الكُماةِ، من الأبطالِ - ما فَتِئوا |
| يستعجلون بنصرِ اللهِ ما وَعَدا |
| في البرِّ، في البحرِ في الأجواءِ تحسبهمْ |
| شَرْوَى الصقورِ إذا ما حَلَّقوا مددا |
| مهما استفزَّهموا (المحفوظُ) قائدُهمْ |
| إلى "الكفاحِ" تَنادَوا للوَقى حَرَدا |
| أمّا التطوّرُ – و "العمرانُ" عن كثبٍ |
| فما استطعتَ فَرنِّمْ فيهما غَرِدا |
| إذا أردتَ منحتَ العينَ قُرَّتَها |
| عبْرَ "الميادينِ" - والبعث الذي اضطردا |
| ترى "الحضارةَ" وَشْياً مُعْجباً، لَبِسَتْ |
| به "الجزيرةُ" ما تزهو به "بَلدا" |
| من كلِّ فَيْنانةٍ يهفو "الخميلُ" بها |
| إلى "النسيمِ" ويجري ماؤها بَدَدا |
| وكلُّ دربٍ تَهادى في جوانبه |
| (سفائنُ البرِّ) تَطْوي نَشْرَهُ مَسَدا |
| هذا "سعودٌ" وهذا ما تَأَثَلَه |
| وذالكُم هو - خيرٌ - دائماً أبداً |
| إذا "الحَجيجُ" به غَنَّتْ مواكبهُ |
| طربْتَ للحمدِ يُزْجيهِ بما شَهِدا |
| وتلك أَلسنةٌ بالصدقِ ناطقةٌ |
| بريئة!! لم تقلْ زوراً، ولا فَنَدا |
| بل قارنْت بين ماضينا وحاضرنا |
| وأنْصفَتْ، وأمَضَّتْ كلَّ من جَحدا |
| وفي "العروبة" و "الإسلام" طالعُهُ |
| "سعدُ السعودِ" وكم وَقَّاهما - وفَدى |
| "خلائقٌ" جُمِعتْ فيه - وما افترقتْ |
| يوماً - وأعظمُها - (الإخلاصُ) مُلْتَحدا |
| قد مَنَّ (مَنَّاً) - ولم يمننْ بعارفَةٍ |
| بما أفاضَ - وما أَسْدى - وما عَقَدا |
| وقلبُه بالذي يرجوه – متَّصلٌ |
| إذا تَيمَّمَ "شطرَ البيتِ" أو سَجَدَا |
| يدعوه - والليلُ غافٍ في تقلُّبِهِ |
| في "الساجدين" ولا يألوه - مُنْتَجدا |
| كأنّما هو في "نَجْواهُ" مُبتهلاً |
| من خَشيةِ الله أشْجَى خَلْقِهِ كَبِدا |
| وما تلبَّثَ إلاّ عن "مُنابَذةٍ" |
| ولا تَعجَّل إلاّ حيث ما "رَفدا" |
| ولا تَقَحَّم إلا وهو مُعتزمٌ |
| ولا تَجَشَّمَ إلا ما هو اعتقدا |
| في شعبهِ من أياديهِ، عوارفُهُ |
| وقد أحاطتْ - ولمّا يُحْصِها عَدَدا |
| وفي "بَني الضادِ" طُرّاً من صَنائعهِ |
| ما ليس يُنْسى!! وهل يَخْفى النهارُ بَدا |
| سَلِ "الجزائرَ" عنه – و (الكويتَ) معاً |
| وسَلْ "عُماناً" وأهلَ "النيلِ" أو "بَرَدى" |
| وسَلْ "فلسطينَ" ردَّ اللهُ غُربَتَها |
| و "تونساً" والأولى ربعوا بها كَأدا |
| سَلْهمْ لِتَبْهرَكَ اللالاءُ ساطعةً |
| بما أعانَ "السعودُ" القومَ - أو وَعدا |
| حَباهمو منه "عطْفاً" سابغاً عَمماً |
| كالمُزْنِ - كالوَبْلِ - غَيْثاً مُمْرِعاً وجَدى |
| وما تزال به آلامُهم - "شجَناً" |
| حتى يعودَ إليهم حقُّهم "جردا" |
| إن الخلودَ هو "الإحسانُ" في زَمنٍ |
| تَقمَّصَ البَغْيُ، واسْتَغْثى الْخَنا صَفدا |
| يظنُّ ظنّاً "بَنوهُ" أنها أزِفَتْ |
| بهم أوازِفُهم، أهْوِنْ بهم جَلَدا |
| الله من فوقهم - تمضي مَقادرهُ |
| ولا يَعون - ولا يَدرون ما وصَدا |
| له "المَقاليدُ" مهما شاء أنْفذَهُ |
| في العالمينَ - ومهما اجْتَثَّهُ نَفدا |
| وما "الصواريخُ" - والأقمارُ تائهةً |
| إلاّ القضاءُ يَنْقضُّ مُنْجَردا |
| وللعبادِ إلى "دَيّارِهمْ" سُبلٌ |
| هي "النجاةُ" بما وَفَّى - وما عَهِدا |
| والناسُ في غِيِّهم شتّى غوائِلُهمْ |
| و "يوم يَلقَوْنه" - أعظِمْ به "صَمَدا" |
| وما الحياةُ - وما الدنيا – وزخْرُفُها |
| إلاّ الغرورُ - أو إصلاحٌ لما فَسَدا |
| وفي "سعودٍ" لنا "تاجٌ" نزيدُ بهِ |
| للهِ حَمْداً - وإيماناً به، وهُدى |
| عاش "المليكُ" حبيبُ الشعبِ مُغتبطاً |
| في "نعمةٍ" - وهناءٍ - ولْيَزِدْ رَغَدا |