للشعرِ فيك "قَوافٍ" كلُّها عَجبُ |
من دونها الدُرَّ والياقوتُ والذهبُ |
أَوحَتْ به لك آياتٌ مُرتَّلةٌ |
في المَشْرِقَيْن بما تُسدي وما تَهَبُ |
شتَّانَ بين ذُوى العمرانِ شامخةَ |
وبين ما انطلَقتْ تَشدو به الخُطَبُ |
لَذاكَ - أَبلَغُ تَبْيانٍ
(2)
- برَوعتِهِ |
وهو "المفاخِرُ" وهو "المجدُ" والحسَبُ |
بل ما عَسى يُحسنُ الإِطْنابُ في "ملكٍ" |
زَها بِهِ الدينُ - والتاريخُ - والنَسبُ |
ما تُشرقُ الشمسُ يوماً وهيَ ساطعةٌ |
إلاّ بما يَحبوهُ ويَحْتَسبُ |
بنى فأعْلى صروحَ الحقِّ عاليةً |
في "أُمةٍ" - هو في "إِحيائها" السببُ |
وشادَها - بيديهِ - غيرَ مُدَّخِرٍ |
فضلاً وبَذْلاً به تعلوُ وتُرْتَهَبُ |
فانظُر إليها (بلاداً) - بوركتْ سَعَةً |
وكلُّها - بالهُدى - والعلمِ - تَقتربُ |
تنافَستْ في العُلى والمجدِ وانطلقتْ |
بها الأَمانيُّ نَشْوى وهي تجتذبُ |
يقودُها - ويُوقّيها – ويَحْفِزُها |
"سعودُها" المُفْتَدى - والأَرضُ تضطربُ |
فما خلَتْ قريةٌ منها ولا بلَدٌ |
ممّا يفيضُ بهِ فَيْضاً وما يَهَبُ |
ولا تَمطَّى بها سهلٌ ولا جَبلٌ |
إلاّ - تَغلْغلَ فيه العلمُ والأَدبُ |
حَنا عليها - وفَدّاها بمُهجتِهِ |
"خمسينَ حَوْلاً" - ترامتْ دونها الحِقَبُ |
وشقَّها (تُرَعاً) تجري – بِسَلْسَلِها |
عذْباً فُراتاً - به تَحْيا - وتَعْتشبُ |
واخْتَطَّها - "مُدناً" كبرى – مُنظَّمةً |
هيَ العقودُ وفيها الدُرُّ - يخْتلِبُ |
بيضاء.. يغمرُها بالضَّوءِ - ما ظفرتْ |
به "المعاهدُ" – و (التعليمُ) والطَّلبُ |
فلا غرابةَ أنْ تُهدي إليكَ ضُحىً |
لكَ التهانيَ - وهي الخُرَّدُ العُرُبُ
(3)
|
وأنْ ترى كلَّ ذي قلبٍ وذي شغَفٍ |
يشدو بشُكْركَ من "قيثارِه" الطَّرَبُ |
وأن ترى "مكَّةً" بالبِشْرِ طافحةً |
تمشي إليكَ بها الساحاتُ والرَّحبُ |
وأنْ تُبارككَ الأرجاءُ – عاطرةً |
وبالشَّذى تَتهادى وهي تَعْتَشبُ
(4)
|
فأنتَ (رائدُنا) حقّاً و (قائدُنا) |
وأنت (والدُنا) - المُستبشِرُ الحَدِبُ
(5)
|
أَبْقاكَ ربّي لهذا الشعبِ تَرفعهُ |
إلى السماءِ - بما تعلو به الرُّتَبُ |
وزادكَ اللهُ توفيقاً – وتَبْصِرَةً |
وغِبْطةً - وبكَ الآمالُ تُرْتَقبُ |
ولا بَرِحْتَ بشكر اللهِ في ظفَرٍ |
ونِعْمةٍ - بكَ تنمو وهي تُجْتَلَبُ |
وَلْتَحْيَ للدينِ والدُّنيا وزينتها |
مُؤيَّداً، وبك الإسلامُ يُرْتَهَبُ |
وَلْيحفظ اللهُ فيك الشعبَ قاطبةً |
والمسلمينَ، وعاش الذَّادةُ العَرَبُ |