| تأَلَّقَ (واديها) وَشَعَّ (أَثيرُها) |
| مهابِطُ (وحي اللهِ) - وافى - "بَشيرُها" |
| بلُقْيا (طويل العمْرِ) خيرِ مُمَلَّكٍ |
| به تَزْدَهي الدنيا - وتُهْدَى أُمورُها |
| بِذي "التاج" (حامي البيتِ) والعاهلِ الذي |
| تَهادى به (بَطْحاؤها) و (ثَبيرُها)
(2)
|
| أَبُ (الشعبِ) وضّاحُ المُحيَّا – كَأَنّما |
| به الشمسُ في رَأْدِ الضُّحى نَسْتَنيرُها |
| تَهلَّل ما بين (الحَطيمِ) و (زَمْزمٍ) |
| وَلألاؤُه ملءُ العيونِ جَهيرُها |
| ترى "مكَّةٌ" فيه المَشاهدَ كلَّها |
| مُذَهَّبةٌ من كلِّ عصرٍ سطورُها |
| تَنادى إليه الشعبُ شوقاً مع الرُّبى |
| ومن كلّ فَجٍّ، بَدْوُها - وحضورُها |
| لَدُنْ كلِّ سَجّادٍ - وكلِّ مُوحّدٍ |
| تُغالى به في (الباقياتِ) مهورُها |
| وإذْ كلُّ من صلًّى، وصامَ دَعا لهُ |
| (دعاءً) به الأَفْلاكُ يَعْدو مسيرُها |
| قلوبٌ كأَنَّ الطيرَ فيها عَواكِفاً |
| خَوافِقَ يَشْتَفُّ السماءَ زَفيرُها |
| تخافُ وترجو اللهَ حَسْرى كَليلةً |
| وأَجفانُها عَبْرى - تَهامى غَزيرُها |
| وكلُّ امرئٍ يستغفرُ اللهَ خاشعاً |
| يُسارعُ في الخَيراتِ، وهوَ سَميرُها |
| إلى (فالِقِ الإِصْباحِ) والحَبِّ، والنَّوى |
| جَوارِحُه نِيطَتْ بِهِ وسُتورُها |
| وما منهمو إلاّ الذي لكَ حُبُّهُ |
| وأَعماقُهُ فيكَ استقرَّتْ جذورُها |
| وما "مكّةٌ" إلاّ التي هيَ "قِبْلَةٌ" |
| وشِبْلُكَ "عبدُ اللهِ" عنكَ أَميرُها |
| "أَميرٌ" به "سرُّ الأُبُوَّةِ" ذائِعٌ |
| وفيه الصِّفاتُ الغُرُّ هَذْبٌ نَميرُها |
| حَبَوْتَ به "أُمَّ القرى" وحَبَوْتَهُ |
| بخيرِ "بلادِ اللهِ" وهوَ بَصيرُها |
| مَشاريعُ إصلاحٍ، وتَدْعيمُ نَهضةٍ |
| لها سَهْمُها الأَوْفَى بكم وحُبورُها |
| سيَلقى بها وَفْدُ (الحجيجِ) مَثابةً |
| وأَمْناً، وأَفْياءً جديداً عُبورُها |
| مَوائِسُ في شرْقِ البلادِ – وغَرْبِها |
| عَرائسُ - من فَنٍّ مُوشَي حَبيرُها |
| كأنّ بها (الماضي) يعود (هدايةً) |
| و (مَجْداً) به تَزْهو - ويَزْهو عَشيرُها |
| لها المنطقُ المسموعُ، والمَنظرُ الذي |
| به كلُّ عينٍ قَرَّ فيكَ قَريرُها |
| (رياضاً) و (آجاماً) تشوقُ خَمائِلا |
| وتَكْتظُّ آساداً مَهيباً زئيرُها |
| لها الشاطئُ الغربيُّ بيضٌ، أوانِسٌ |
| ومن شَرْقِها (سِيفُ الخليجِ) ثُغورُها |
| تَعهَّدْتَها تَحْبو، وتزحفُ (أُمَّةً) |
| كثيرٌ دَواعيها قَليلٌ عَذيرُها |
| وباريتَها حيناً من الدهرِ، والرُّؤى |
| تَزاوَرُ، والأَقدارُ غَيْبٌ حَريرُها |
| تَوَاصى بها (عبدُ العزيز) فكُنْتَهُ |
| (حُنُوّاً) وبالإِخْلاصِ بورِكَ سورُها |
| وخَوَّلْتَها باللهِ كلَّ كرامةٍ |
| وبالشَّرْعِ (شرعِ اللهِ) تَمَّ نُشورُها |
| إلى أنْ تَسَوَّتْ، بعد لأْيٍ صُفوفُها |
| وطابتْ لها آصالُها - وبُكورُها |
| مضَتْ تَنْشدُ الأَهدافَ واسعةَ الخُطى |
| تَلجُّ بها أَعشارُها وصدورُها |
| وتَستبقُ الآناءَ وَثْباً، ورَكْضُها |
| وراءَكَ، يَسْتَهْدي حِجاكَ مَصيرُها |
| فكانتْ كما يرضى بها اللهُ طاعةً |
| وأنت لها مهما اشرأبَّتْ ظَهيرُها |
| "أَبا الشعبِ" خيرُ الشعرِ ما هو صادقٌ |
| وما هو من وَحْي القلوبِ شُعورُها |
| وبالبرِّ والتقوى، وبالعدلِ والهُدى |
| لك الحبُّ مَحْضُ الحبِّ يُطْوى ضميرُها |
| وأنت بما في اللهِ تبذلُ - من يدٍ |
| لك الضِّعفُ منها يوم يُحصى كثيرُها |
| بآبائكَ الإِسلامُ عزَّتْ ربوعُهُ |
| وفي عَصْركَ (الأَمجادُ) يُنفَخُ صورُها |
| وما هيَ من رَجْعِ (القَوافي) ولَغْوِها |
| ولكنّها (الآياتُ) دوَّى نَفيرُها |
| لديكَ استوى أَبناءُ شعبِكَ، وارتَوتْ |
| بكفَّيْكَ أَكْنافٌ يَسيرٌ (عَسيرُها) |
| بكَ (ائْتَمَّ) في المحرابِ تملكُ قلبَهُ |
| خَلائقُكَ الحُسْنى - تزكَّى طُهورُها |
| (أخٌ) منكَ و (ابنٌ) كَهْلُها وغُلامُها |
| و (كالوالِد) المَبْرورِ منكَ وَقورُها |
| ومهما اتَّقيتَ اللهَ - زادَكَ نعمةً |
| وشكراً، وتقوى اللهِ أنتَ نَصيرُها |
| لأَنتَ (سعودُ) المسلمينَ جميعِهم |
| وفي ظلِّكَ (النَّعماءُ) فاضتْ بُحورُها |
| وما ادَّخَرَ الأَملاكُ في الخلْقِ (ثروةً) |
| سوى الحبِّ، ما غَرَّ الضحايا
(3)
غرورُها |
| جزى اللهُ عَنا كلَّ خيرٍ (إِمامَنا) |
| ومن هوَ في كلِّ (المَحاجرِ) نورُها |
| وَلَقَّاهُ ما يَرْضَاهُ في الخُلْدِ نَضْرَةً |
| غَداةً له الزُّلفى عظيمٌ (سرورُها) |
| أَمولايَ فاهْنأْ بالمَشاعرِ واحْتَسِبْ |
| و (علْيَا مَعَدٍّ) في ذُراكَ فَخورُها |
| وعشْ في سلامٍ، واعتصامٍ، وقُرْبَةٍ |
| تُضيءُ حواشيها - وتَنمو بذورُها |
| لأمثالِهِ تَحْيا -(لِصَوْمٍ)- وعُمْرَة |
| وفي (غبْطةٍ) ما شابَهَتْكَ بُدورُها |
| وباليُمْنِ والإِقْبالِ، والسَّعدِ دائماً |
| قُدومكَ والأَعوامُ تَتْرى شُهورها |
| إذا الفجرُ - أَلقى في البَرايا شعاعَهُ |
| رأَيْنَا بكَ الآفاقَ يَزْهو مُنيرُها |
| تَهجَّدُ بالأَسحارِ، واللَّيلُ – ناعسٌ |
| وتَنهضُ، والأَوكارُ وَسْنَى طُيورُها |
| تَولاّكَ من والاكَ بالعزِّ والهُدى |
| وبالنصرِ - ما غادَى المُروجَ مَطيرُها |
| و (آلُ سعودٍ) من ذَوائبِ (مِقْرنٍ) |
| صناديدُ حَوْماتِ الوغى وصُقورُها |
| ولا زلْتَ للتوحيد أَعظمَ (عاهلٍ) |
| بك العَرَبُ (العَرْبا) تُوفَّى نُذورُها |