| بِحُبِّكَ الشَّعْبُ يَدنو مِنكَ "هَيمَانا" |
| ويَسكُبُ الشَّوْقَ - إذ يَلقَاكَ - ظَمآنا!! |
| وتَشْرَئبُّ لَكَ "البَطْحَاءُ" مُوفِضَةً |
| غَداةَ أقْبَلَتَ، إخلاصَاً وتَحْنَانَا |
| ويَملأ البِشرُ مِنَّا كُلَّ جَانِحَةٍ |
| وكُلُّ مَرتَبَعٍ - يَفْتَرُّ جَذْلانَا |
| وللقُلوبِ هتَافٌ أَنتَ مُطلِقُهُ |
| عَبرَ السَّماءِ - أنَاشِيداً وأَلحَانَا |
| حَتَّى لأَحْسِبُ أنَّ الأَرضَ زَاحِفَةٌ |
| بِنَا إِليكَ - زُرَافَاتٍ وَوُحْدَانَا! |
| تَحِيةً لكَ تُزجِيه – مُعَطَّرَةً |
| "شِعَابُ مَكَّةَ" نَسرينَا، ورَيْحانَا |
| مِنْ رَائِعِ الشِّعرِ - إلاَّ أنَّها مُهَجٌ |
| ُقِيمُ فِيهَا - وتَغشَاهَا، وتَغشَانَا! |
| كأَنَّما اسْمُكَ مِنهَا - فَوْقَهَا – عَلَمٌ |
| أو أنَّ حُبَّكَ فِيهَا انبَثَّ "إيمَانَا"!! |
| يا سَيِّدَ العَرَبِ العَرْباءِ قَاطِبَةً |
| ومَن بِهِ الخَيرُ، كُلُّ الخَيْرِ - يَرعَانَا |
| إنَّ الفَخَارَ الذي شَيَّدتَهُ أبَداً |
| بِالبَاقِياتِ "خُلودٌ" أَيْنَما كانا! |
| وفي "كِفَاحِكَ" عَنْ دِينِ الهُدى "مُثُلٌ" |
| هيَ الأَشِعَّةُ تَحكي الشَّمسَ بُرْهَانَا |
| عِمَادُها "الأمرُ بالمَعرُوفِ" لا عَنَتٌ |
| فِيهِ ولا "مُنْكَرٌ" يَشْتَطُّ فَيَنانا |
| وفي (المَعَارِفِ) نُورُ اللهِ مُنطَلِقٌ |
| "كواكِباً" حُشِدَتْ حَقاً وإيمَانَا |
| وما بَرِحْتَ تُعِدَّ "الجَيْشَ" في ثِقةٍ |
| باللهِ تَذْخُره أُسْداً وفُرْسَانَا |
| تُعِدُّه للوَغى؛ مَوْجاً فيالِقُهُ، |
| خَفقاً بيارقُهُ إنْ صَدَّ عُدْوانَا |
| للهِ وثبتُهُ، في الله غَضَبتُهُ |
| ويا كفى اللهُ شَرَّ الزَّحْفِ عُربَانَا!! |
| وفي "السِّياسةِ" أنتَ السَّيفُ مُنجَرِداً |
| مِنْ غِمْدِه "فيصَلاً" عَضْباً ورَنَّانا |
| أَصغَى إليكَ "هَمَرشُلد" تُبصِّرُهُ |
| بالرُّشْدِ فِيهَا، وأَلْقَى السَّمْعَ مِذعانَا!! |
| صَارَحْتَهُ بِقَضَايَا الشَّرْقِ في غَدِهِ |
| ويومِهِ؛ وكَشَفْتَ القَرْحَ أسْوَانا |
| فَعَادَ وهوَ بِهَا فُصَّلْتَ مُقتنِعٌ |
| بِما يَكونُ مِنَ العُقْبَى - ومَا كَانا!! |
| وما "العُروبَةُ" إلاَّ حَيثُ ما الْتَأَمَتْ |
| "أُخُوَّةٌ" مُزِجَتْ وعيِّاً وأوطانا |
| صُفُوفُها "وَحْدَةٌ" - إِقْدامُها نَسَقٌ |
| مَهْمَا اسْتُفِزَّتْ أَحَاسِيساً وَوِجْدَانَا |
| تَنْقضُّ وهيَ "صَوَارِيخٌ" مُسَدَّدَةٌ |
| إلى العَدوّ ولا تَألُوهُ "إثْخَانَا" |
| و "اللهُ أَكْبَرٌ" و "الإيمَانُ" عُدَّتُنا |
| مَهْمَا ابتُلينَا - وعَيْنُ اللهِ تَرعَانَا |
| وأَنتَ نَاصِرهُ حَقاً وحَافِظُهُ |
| صِدقاً و (نَصْرُكَ) وَعدٌ مِنْهُ قَد حَانا |
| دَعوتَنَا فاقْتفَينا مَا دَعوتَ لَهُ |
| للهِ "تَوحيدُنا" للمَجْدِ "دُنْيَانا" |
| نَمضي عَلى واضِحٍ مِنْ "دِينَنا" قُدُماً |
| رغمَ الجُحُودِ، ولا نَأَلُوهُ إعْلانَا |
| ونستَريحُ إلى "الحُسنَى" تُظَلِّلُنَا |
| بِهَا يَدَاكَ، فراديساً، وعِرْفَانَا |
| وحَيثُ أَنتَ تَبني الصَرحَ مُرتفَعاً |
| وجَدْتَنَا لكَ أنْصَاراً، وأعْوَانا |
| أَيقنتُ - بِالَّذي تَعْنُو الجِبَاهُ لَهُ |
| تَضَرُّعاً - والذي نَدْعُوهُ "رَحْمَانَا" |
| لأنتَ رَحْمتُهُ فِينَا – ونَعْمَتُهُ |
| وقدْ لَهجْنَا بِهَا - حَمْداً وشُكْرَانَا!! |
| فإنْ فَدينَاكَ - ما نَفْدي سِوَى (مَلكٍ) |
| يَرَى الرَّعِيَّةَ "أبْنَاءً" و "إخْوانَا" |
| يَجْفُو المَضَاجِعَ في الأسْحَارِ مُقْتَرِباً |
| وفي النَّهَارِ يُقِيمُ العَدْلَ مِيزَانَا!! |
| يُبَاكِرُ الفَجرَ مِن عَزْمَاتِهِ (فَلَكٌ) |
| هوَ (البَقاءُ) الذي يُعْليهِ بُنْيَانا |
| وفي الشَّواهِدِ والآثَارِ آيتُهُ |
| كَالشَّمس نوراً - وكَالأقْمَارِ بُرهَانَا!! |
| ألْقَتْ إِليهِ "مَعَدٌّ" وهيَ مُلهَمَةٌ |
| أَزَّمةَ الحُكْمِ يستوحيه "فُرقَانا" |
| فَضَاعَفَ اللهُ فِيهِ مَا تَقَرُّ بهِ |
| عَيناً - ومَا زَادَها عِزاً وإمْكَانَا |
| وكَمْ تجَشَّمَ أَعْبَاءً يَمِيدُ بِهَا |
| (رَضْوَى)!! وتُزهِقُ بالأشْجَانِ (تَهلانَا) |
| في الحَرِّ، في القَرِّ، في الصَّحرَاءِ عاصِفَةً |
| بِهَا الرِّياحَ، يُحِيطُ (الشَّعْبَ) إمْعانَا |
| حَتَّى كَأنَّ القُرى الأَمْصَارُ جامِعَةً |
| أو أنَّهَا (الحَضَرُ - المَعْمُورُ) سُكَّانَا!! |
| يَشْتَفُّ فِيهَا (الأَماني) وهْيَ شَاخِصَةٌ |
| ويَبْذُلُ العِطْفَ مِدْرَاراً، وتَهْنَانا |
| فَما تَكادُ بِهِ (البُشْرَى) – تُبَاكِرُهُمْ |
| حَتَّى يُطِلُّ (الرَّبيعُ الطَّلقُ) فَيْنَانا |
| ومَا أُولئِكَ إلاَّ الأُسْدُ خَادِرَةً |
| في الدَّارِعينَ - وإلاَّ البَأْس أكنَانا |
| أكْرِمْ بِهِمْ ذَادَةً في الرَّوْعِ تَحسبُهُمْ |
| تَحْتَ القِتامِ - وفَوقَ الخَيلِ جِنَّانا!! |
| تَعَوَّدُوا الكَرَّ - دونَ الفرِّ – وانْطَلَقُوا |
| عَبرَ البِحارِ - مَصابِيحاً، وعُقبانا |
| تِلكَ (العُروبَةُ) في أَزكَى مَغَارِسِها |
| خَلقاً وخُلْقاً، وتأْثِيلاً - وتِبْيانا |
| أبى (سُعُودٌ) لَها - إلاَّ مُكَارَمَةً |
| شَرقاً - وغَرباً، وكُثبَاناً، وَوِدْيَانَا!! |
| ومَا تَصَدَّى لَهَا إلاَّ "أبُو فَهَدٍ" |
| ومَنْ بِهِ "التَّاجُ" في فِرقيهِ قَدْ رَانا |
| كَذَلِكَ (المُلكُ)، لا لَهوٌ، ولا رَعَدٌ |
| وقد تَبَارَكَ في "المَحْفُوظِ" عُنْواَنا |
| مَولايَ! شَعبُكَ أنَّى كُنتَ تَشْهَدُهُ |
| حَيالَ ركبِكَ - أَرْواحاً، وجُثمَانا |
| نَلْقَاكَ في البُعدِ (أَكباداً) مُشَيَّعَةً |
| حُباً - وفي القُرْبِ - أبْصَاراً وأَجْفَانَا |
| لَمْ يَحْجُبِ البَينُ مِنْكَ الضَّوءَ يَغْمُرُنَا |
| مِلءَ الفِجَاجِ - ولم تَبْرَحْ بِمَرْآنا |
| ساوَيْتَ شَعْبَكَ مِن بَدْوٍ، وحَاضِرَةٍ |
| بِأنْ تَعَهَّدتَهُ - غَاباً، وبُلْدَانا |
| ولَمْ تَشَأ أنْ يفُوزَ البَعْضُ مِن كثَبٍ |
| بأن يَرَاكَ ويَشكُو البَعضُ حِرمانا!! |
| فاسْتَبْشَرَتْ (طَيْبَةٌ) يَشْدو بِهَا (أحُدٌ) |
| وفَاضَ مِنْهَا (العَقيقُ) النَّضرُ رَيَّانَا |
| واليومَ حُقتْ لَنَا البُشْرى - (بِعَاهِلِنَا |
| في مَكَّة) - ولْيُتِمَّ اللهُ بُشْرَانَا |
| بأن تُقيمَ بِهَا مَا بينَ (أَفئِدَةٍ) |
| تَكَادُ تَنْطِقُ بِالتَّرحِيبِ صِنْوَانَا!! |
| حيثُ القُلوبُ اشْتِيَاقٌ - والنُّهى شَغَفٌ |
| و (البَيتُ) - يُشْرِقَ أسْتَاراً وأرْكَانَا!! |
| تاللهِ مَا كانَ هَذا الحُبُّ مُنبَثِقاً |
| من الرِّياءِ - ولا زُوراً وبُهتَانَا!! |
| لَكنَّما هُوَ حُبٌّ أَنْتَ تغرِسُهُ |
| في الشَّعْبِ عَطفاً؛ وإيثاراً؛ وإحسانا!! |
| كُلُّ امرِئٍ بِكَ يَشْدُو في عَشِيرتِهِ |
| بَدواً، وحَضْراً - وأشْيَاخاً وفِتْيَانَا |
| يَرَونَ فِيكَ الهُدى شَمساً تُطَالِعُهُمْ |
| رَغْمَ الحَنادِسِ تَكْسُوا الأرض أدْجَانَا!! |
| ويَشْكُرونَ بِكَ الرَّحمنَ ما سَجَدُوا |
| وِتْراً؛ وشَفْعاً، وإسْراراً، وإعْلانَا |
| فَلْيَحْفَظِ اللهُ فيكَ "الدِّينَ" تَنْصُرُه |
| ولْتَحْيَ لِلعُرْبِ، والإسْلامِ جذْلانَا |
| وزَادَكَ اللهُ مِنْ آلائِهِ – نِعَماً |
| تَتَرى، وزَادَكَ تَوفِيقاً - وشُكْرانَا |