| (الشرقُ) عوفي - وقد عوفيتَ – و (العرَبُ) |
| و (المجدُ) و (الفضلُ) -الأخلاقُ- والأدبُ |
| ما غبتَ عن (أعينٍ) تمشي (القلوبُ) بها |
| إليـكَ، والشـوقُ كالبُركانَ يلتهـبُ |
| ولا اطمأنَّـتْ بنا يومـاً – مضاجِعُنـا |
| حـتى بَرئْتَ، وكانت كلُّهـا تَجِـبُ |
| تجاوزتْ في المَدى (عبرَ المُحيطِ) بنـا
(2)
|
| أشْجانُنَـا - وهي كالأمواجِ تصْطَخِبُ |
| تدعـو لك الله - والأبصارُ شاخصـةٌ |
| إليـكَ -والفَلكُ الدَّوارُ- يرْتقِـبُ
(3)
|
| لو أنهـا ملكـتْ من أمرِها "خُيَـراً" |
| ما مسَّـكَ الدهرَ سُقْمٌ - لا ولا تَعَـبُ |
| ولا أضَنَّتْـكَ -لا أضْنَتْكَ- جارحـةٌ |
| ولا (فَقارٌ) ولا (عَظـمٌ) ولا عَصـبُ
(4)
|
| إذنْ لأبـدلَكَ (الإخلاصُ) في شَغَـفٍ |
| ما أنت تشكـو وأين الماءُ والخشَـبُ؟ |
| هيهـاتَ! لو أننا اسطعْنَا، أنملكُهـا
(5)
|
| (جوارحـاً) لكَ من (نورٍ) هي العجَبُ؟ |
| جَرَّعْتَنـا الصـبرَ -أروتنـا- مرارتُـهُ |
| من حيثُ لا (لَكْنةٌ) تُجـدِي ولا ذَرَبُ |
| البحـرُ من دُونِنـا شَتَّى- حَواجِـزُهُ |
| والبَرُّ منقطعٌ، والجوُّ مُرْتَهَبُ |
| وأنتَ تَدَّرعُ (الإيمانَ) في ثِقةٍ |
| بالله، والكونُ بالأخطارِ يَرْتَعِبُ |
| تغْشاهُ كالليلِ أحداثٌ مُدَمْدِمةٌ |
| هي (الصَّواريخُ) و (الأقمارُ) و (الشُهُبُ) |
| تصطـكُّ حَيْرَى بها الأسماعُ من فَـزَع |
| والصَّدْعُ، والرَّجْعُ، والأسنانُ، والرُّكَبُ |
| وللْجوانِـحِ -مثلُ الطَّيْـرِ- أجنحـةٌ |
| (مُحلِّقـاتٌ)
(6)
بنا والأُفْـقُ يضطـربُ |
| نَراكَ مِلءَ مآقينا -وأعيُنِنا |
| والشمسُ- في خِدْرها، والبَدْرُ مُحتَجِبُ |
| نَغْـدوا
(7)
إليكَ على بوْحٍ -وفي قلَـقٍ |
| كي نطمَئنَّ- وكـم أزْرى بنا النَّصَـبُ |
| مـولايَ! ما كان وأيْـمُ الله من مَـلأ |
| إلاّ شقاؤكَ في إخباتِهِ الأرَبُ |
| السـرُّ كالجَهْرِ – والنَّجـوى علانيـةً |
| بأنْ تَصـحَّ- ومنْ أشهادنا (الأهَـبُ) |
| ذَرْنـي أبُثُّكَ شَجْوَ الشعـبِ مُغتبِطـاً |
| بما بهِ أنتَ عِندَ الله تَحْتَسِبُ |
| كم سَهَّرتْنَا الليالي فيكَ – وانْتَبَغَـتْ
(8)
|
| كأنّها حِقَبٌ أو أنها حِقَبُ |
| أمَّا (المحاريـبُ) فاسألها وقد حُشِـدَتْ |
| ألم تكـنْ بكَ في الأسحارِ تَصطخـبُ؟ |
| ما قَـامَ من راكـعٍ فيهـا -ومُبْتَهِـلٍ |
| لله- إلاّ بأنْ يَرعاكَ يَقْتَرِبُ |
| تاللهِ، مـا أرْهَـفَ (الجرَّاحُ) مِبضعَـهُ |
| في واحـدٍ، بل بشَعْـبٍ فيكَ يَرْتَئِـبُ |
| جميعُنـا لَك (عبـدَ الله) حـين مضَتْ |
| به إليكَ "ذواتُ النَّفْـثِ"
(9)
تَنْجَـذِبُ |
| وما (الرقودُ) به إلاّ لواعِجُنَا |
| ولا (التضـرُّعُ) - إلاّ صوتُها اللَّجِـبُ |
| وما عينتُ بهذا (السنِّ) أرفعُهُ |
| ومنـك عزْمُ الشبابِ الغَضِّ يأْتَشِـبُ |
| لكنَّمـا هو مَحضُ الحُبِّ - لا حَـرَجٌ |
| فيـه، ولا هَزَجٌ
(10)
يُخشى، ولا كَـذِبُ |
| حكـى "سُعوداً" أخوه "فيصلٌ" وهُمـا |
| "عبدُ العزيزِ" الذي، يزهو بِهِ النَّسَـبُ |
| فيـه "السعوديةُ الكـبرى" – مُمثَّلـةٌ |
| وكلُّ ذي ثقةٍ
(11)
فيه "أخٌ" و "أبُ" |
| ما غَبْـتَ عن قلبه يوماً - وما فَتِئـتْ |
| بـه عليـكَ صدورُ الشعب تَرْتَحِـبُ |
| تكادُ يُمناهُ تَعدُو في أنامِلها |
| إليكَ - وهو منَ الإشْفـاقِ ينتـدبُ
(12)
|
| وكلُّ آنائِهِ بالعبءِ مُثْقَلَةٌ |
| وهي (الهُدى) و (الضُّحى) و(الكَدْحُ) و (الدَّأَبُ) |
| مـا آب من رِحلـةٍ في الأرضِ قاسيـةٍ |
| إلاَّ إلى مِثْلِها في المجْدِ تُرْتَقَبُ |
| لم يَأْلُ جهداً، ولم يَرْكنْ إلى دَعَةٍ |
| والخَطْبُ بالخَطْبِ، يَسْتَشْري ويَنْتَشِـبُ |
| فكأنَ أوَّلَ من سادَ السَّلامُ بهِ |
| في العَالمِـينَ، ومَنْ زالـتْ بِهِ الكُـرَبُ |
| ولِلمُهَيمنِ في أكوانِهِ "قَدَرٌ" |
| من دُونَه تَسْتَوي الأستارُ والحُجُـبُ
(13)
|
| ما شـاءَ كانَ كَلَمْحِ الطَّـرْفِ، لا وَزَرٌ |
| منـه - ولا هو (بالـرَّادار) يُجْتَنَـبُ |
| لقـد أضَاءتْ بك البُشْـرى مرابِعَنـا |
| "وزالَ عنك إلى أعدائِكَ" الوَصَـبُ
(14)
|
| وأصبـحَ الشَّعبُ مُذْ أقبلْتَ في (جذَلٍ) |
| و (نِعمـةٍ) لكَ منها، الأجرُ والسَّبَـبُ |
| ومـا (المـودّةُ) إلاّ ما بِـه انطلقَـتْ |
| كنائـنُ الرُّوحِ، والأسْطارُ
(15)
والكُتُـبُ |
| ها نحن نسجدُ للرَّحمنِ نَحمَدُهُ |
| حَمْداً، ويغمُرُنا بالفَرحةِ الطَّربُ |
| فَلْيَهْنَأ الوطنُ الغَالي "بفَيْصِلِهِ" |
| ولُيَبْـنَ فيه الهُدى والسُّمْرُ والقُضُـبُ |
| ولْيَحفَظِ الله (ربَّ التاج) (عاهِلَنا) |
| (صَقْـرَ الجزيرةِ) من عَزَّتْ به العَـرَبْ |
| وليَجمَعِ الله فيه الشَّمْلَ في رَغَدٍ |
| ما أوْمَـضَ البَرْقُ وانبلَّتْ به السُّحُـبُ |