| (صبَـاحٌ) به الدنيـا تُضيءُ، وتُشـرِقُ |
| و (ذِكرى) بِها (الإيمانُ) يَزكو ويَعبـقُ |
| أرى كُلَّ بادٍ في البلادِ وحَاضِرٍ |
| وَكُلَّ مُفيضٍ
(2)
(بالتَّهانيِّ) بَنطِقُ |
| تكـادُ (الرَّوابي الخُضـرُ) قبلَ قَطِينهـا |
| إلى صَاحبِ التاجِ المعظَّم تَسبِقُ |
| (سعـودٌ) - (سعودٌ) رَجْعُها؛ وهُتافُهـا |
| قلوبٌ بها الحُبُ المُبشَّرُ يَخفِقُ |
| نَزَى في مُحيّاهُ الوسيمِ أشعةٌ |
| هي (النـورُ) نورُ الحـقِّ؛ والحقُّ أبْلَـقُ |
| تَغَشَّى قلوبَ المؤمنينَ ولاؤه |
| وشَفَّـتْ به الأبصـارُ؛ وهي تُحـدِّقُ |
| فلا مِرْيَةٌ فيه - ولا هو زُلْفَةٌ |
| ولكنَّـه الفَضْـلُ الذي مِنـه يُهـرَقُ |
| أفَأْنَا بِه - والأرضُ رجْفٌ وفتنةٌ |
| إلى ظِلِّ عرشٍ (بالشريعة) يَرفُقُ |
| إلى مَنْ أفاضَ اللهُ مِن (بركاتِهِ) |
| على شَعْبِهِ الآلاءَ فهي تَدَفِّقُ |
| شَواهِدُهَـا مَا كُـلُّ عَـينٍ – قَريـرَةٍ |
| تَرَاهُ، وأدنَاهُ السِّماكُ المُنَسَّقُ |
| (أبـا الفَهَـدِ) كم لله من فضْلِ نعمـةٍ |
| بها أنـت في الإسلامِ كالوَبْلِ تُغْـدِقُ؟ |
| وكـم لَكَ في الجُلَّـى نـأَزَّم مِن يـدٍ |
| هي الشمسُ - في الظَّلماءِ إذْ هي تُغسِقُ؟ |
| أجَـلْ! لم تَزَلْ تدعو إلى الخيرِ مُخلصـاً |
| وتَنفـحُ
(3)
عن (حقِّ الشُّعوبِ) وَتَصدُقُ |
| وتسعى إلى نَبْذِ الضُّغائنِ – تارةً |
| وأخـرى إلى الحُبِّ الـذي هو أَوفَـقُ |
| وتحتملُ الأعبَاءَ - وهي ثقيلةٌ |
| وتَعتَسِفُ الأَجْواءَ - وهي تَفَتَّقُ |
| تُبشِّرُ بالإسلامِ والسّلْم؛ موقِناً |
| بـأنَّ لك (السَّبـعَ الطِّباقَ) تُصفـقُ!! |
| ومَهمَـا تَدَجَّى الخَطبُ كاللَيل حَالكـاً |
| فرأْيكَ فيه (الكوكبُ) المُتَألِقُ |
| وما أعجـبَ الأحـداثِ في نَزَواتِهـا |
| وأعجبُ منها أنها بِك تُفْرَقُ |
| لقـد عَـمَّ
(4)
شكرُ الله فيـك عِبـادَه |
| وحَسْبُـكَ أن تُصغيَ إليهمْ؛ ويَنْطِقُـوا |
| تَقحَّمـتَ أحشاءَ الخُطوبِ وخُضْتَهَـا |
| بحـوراً بها الأهـوالُ كالمـوجِ تُطْبِـقُ |
| وشيَّـدْتَ في (قلب الجزيـرة) دَولَـةً |
| هـي (الدينُ – والدُّنيـا) رُؤىً تتحققُ |
| بها (مُضـرٌ) عَـزَّتْ؛ وعزَّت (ربيعـةٌ) |
| ومنها تَهَادى (فَيْلَقٌ) ثم (فَيلَقُ) |
| أمـولايَ: إن الشعبَ حولَكَ شاخِـصٌ |
| إليـكَ؛ وفي الأعبـاءِ ما هـو مُرْهِـقُ |
| تجشَّمْتَ ما لا يستطيعُ احتمالَهُ |
| سـواكَ؛ وكـم عَبْرَ النجـومِ تُحَلِـقُ |
| حَنانَكَ!! إنَّ الله بالغُ أمرِهِ |
| و (شَخصُـكَ) فيه كلُّ شعبِكَ يَرمَـقُ |
| تَرَفَّـقْ بهِ -رُحمـاكَ- تَرْفُـقْ بأُمـةٍ |
| بك الله أحْياها وفيك تأَنَّقُ |
| ولله ما أسدَيْتَ للعُربِ مِن يَدٍ |
| وما أنـتَ تُسْدِيـه؛ وما أنـت تُنْفِـقُ |
| ولله (رحْلاتٌ) تَشُقُ بَعيدَةٌ |
| تَقَحَّمْتهـا والشرقُ والغـربُ يُطبِـقُ |
| ولله ما دِنْتَ "العُرُوبَةَ" كُلَّها |
| بفضْـلِكَ فيـه يـومَ حَيَّتْكَ (جِلَّـقُ) |
| وَصَلْـتَ به حَبْـلَ الإخـاءِ؛ مُوَفِيّـاً |
| بعَهْـدِك -بِـرّاً- رغمَ مَنْ يَتَحذلـقُ |
| ومـن كـان بالله العظيـمِ اعتصامُـهُ |
| فما "نَصْرُهُ" إلاّ القريبُ المُحَقَّقُ |
| لَيَلْتَّمِسنَّ الصَّادقونَ – مِثالَهُم |
| منَ (الصِـدقِ) حَقّـاً؛ ما بِه تَتَصـدَّقُ |
| فليس لَهمْ إلاَّ وراءَكَ خُطوَةٌ |
| وليس لهم إلاَّ (اقتناعُك) منطِقُ |
| ومنْ "كسعودٍ" في الوفاءِ بعَهدِهِ |
| علـى أنَّكَ (الطَّـودُ) الذي لا يُتَنَّـقُ |
| تَطامَنُ أَحياناً - وتَنْقضُّ تَارةً |
| ويا بُـؤْسَ ما يَهـذي بِـه المُتمخـرِقُ |
| ويا حبّـذا منك "التِّقاضـي" وحبَّـذا |
| تأَلُفكَ الأَشتاتَ وهي تُفَرَّقُ |
| "سُعُـودٌ"! وما بي حَاجَةٌ حينَ وَصْفِـه |
| إلى (لَقَبٍ) أَغنَاهُ عنه التَّفوُقُ؟ |
| إذا ما مُلـوكُ الأرضِ بالتاجِ أُكْبِـروا |
| فـإنَّ به (التيجـانُ) تَزهُو – وتُشْـرِقُ |
| وما لشعرُ إلاَّ ما بَنَاهُ بَنَانُهُ |
| ولا النثرُ إلاَّ غَيْثُهُ المُتَرقْرِقُ |
| أقـامَ على الأنقاضِ صَرْحـاً مُمَـرَّداً |
| به "العَـرَبُ العَرْبـاءُ" تَعلو وتَسْمُـقُ |
| وأَطْلَقْتَهـا بين "اليمامَـةَ" و "العُـلاَ" |
| سَوابِـحَ - كالصَّاروخِ إذ هُو يُطْلَـقُ |
| وما هـيَ (تَرْويعٌ) - ولا هـيَ (ذَرَّةٌ) |
| ولكنّها (التثقيفُ) ينمو ويَعْمَقُ |
| ومَـا أَوْرَثَ الآبـاءُ، أبناءهم جَـدىً |
| كَأخلاَقِهِـم - والفرعُ بالأصْلِ يُلْحَـقُ |
| تُرَاثُ الأُولى صلَّى الإلهُ عليهمو |
| ولم يُهْدَ -فيما بينهم- يُتَمَلقُ |
| بَلـى!! هي
(5)
أقوى باليقـينِ -وإنَّهـا |
| لأَثْمـنُ من كُـلِّ الكنـوزِ- وأَعْلَـقُ |
| وما يستـوي الشَّعبانِ؛ شَعبٌ مُوَحِّـدٌ |
| يَـذُبُّ عن "التَّقوى" وشَعبٌ مخـزَدَقُ |
| يَظـنُّ (بنو حَـوَّاءَ) ضَـلَّ ضَلالُهُـم |
| ظُنُونـاً - وأنَّ الشُّهبَ منهمْ سَتَغْـرَقُ |
| غَزَوهَـا
(6)
بأكبـادِ السَّماءِ - وليتَهُم |
| على الأرضِ -كانوا (مُنصفين)- وأشفَقُوا |
| سَيُبْلَـسُ مَنْ لم يَـدرِ مَا هيَ (رُوحُـهُ) |
| على رَغمِهِ!! مهما تَمَارَى؛ ويُصْعَـقُ
(7)
|
| إذا كان هَذا (عِلْمُهُـم) في ازْدهـارِه |
| فكيف بهم في (جَهْلِهِم) وهو أخْـرَقُ؟! |
| ألم يعلموا أنَّ السماءَ (مَرَاصِدٌ)
(8)
|
| تُحِيطُ؛ وأَنَّ الأرضَ فهم تَشَقَّق؟! |
| وأنَّ الذي (سَوَّى البَنَانَ) لَقَادِرٌ |
| (على كُلِّ شَيءٍ) - وهو (ما شاءَ يَخْلُقُ)! |
| وَ (مـن أمر رَبي الرُّوحُ) ما هو كُنْهُهَـا |
| فإنْ وَعَوا أسرارَها فَلْيُبذرِقوا
(9)
|
| لئن نَحـنُ خِفْنَا! لم نَخَفْ غيرَ سُخْطِـهِ |
| بتَفْريطِنا؛ والعفوُ بالله أَخْلَقُ |
| ألا إنَّنـا بالعلـمِ نُؤمِنُ - ما اهتَـدَى |
| بـه النـاسُ؛ أو عُـزُّوا به؛ وتَفَوَّقـوا |
| وما كـان (إعـداداً) وما كان (قُـوَّةً) |
| فذلك (عِلْمٌ) بالكتابِ مُصَدَّقُ |
| وَأَحْسَبُنَا -أمْضَى إليه عَزائماً |
| وأَهْدى سبيلاً في الحَياةِ- وأوْثَقُ |
| وذلك ما يدعو إليه (مَليكُنا) |
| (سُعُـودٌ) وفيه الشعبُ يَرقَى ويَـأْرَقُ |
| وَ (للِخُلدِ) نَبْني، لا نُريدُ بِغَيرِهِ |
| بَديلاً؛ وفيه - بل إليه نُشَوَقُ |
| هنالك في (الفِـردوْسِ) نرجو مَتاعَنَـا |
| وللِنَّار منْ يَشقَى؛ ومَنْ يَتْوَبَقُ |
| ونسألُ ربَ العرشِ جلَّ جَلالُه |
| (لعاهِلنا) التوفيق - وهو مُوَفقُ |