بينَ أمسٍ مَضى، ويومٍ طالِعْ |
"عملٌ صالحٌ" وسعيٌ نَافِعُ |
تَتَجلَّى بِهِ "المَشاهدُ" تَتْرى |
من "مَحاريبَ" للهُـدى و "جوامـعْ" |
وشآبيبُ، أو أنابيبُ تَجري، |
و "مشاريـعُ" بُورِكتْ و "مَصانِـعْ"!! |
"عرفاتُ" بِطاحُها رافلاتٌ |
زاهياتٌ، مُنوِّراتُ المقاطِعْ |
أينما العَينُ أبصرتْ - غبطَتْها |
ما تراهُ، بناظِرِيهَا المَسامِعْ!! |
و "سعودٌ" بكُلِّ فخرٍ - جَديرٌ |
وهو عُنوانُ مجدِنا في "المَجامِعْ" |
بعضُ عامٍ - وهذه من يَديهِ |
"بيِّنـاتٍ" على النُّهـوضِ سَواطـعْ!! |
أيـن ما كـانَ في "الإفاضَـةِ" سَـداً |
من (جِبالٍ) عَتيَّةٍ، ومَوانِعْ؟! |
أينَ يا "جمعُ" مأْزماكَ استُحلا |
أين حَطمُ "الحَجيجِ" وأين "الذَّرائِـعْ؟!! |
* * * |
طُـرقٌ مُهّدتْ، وأُخـرى استُجِـدَّتْ |
و "ثَبير" تقحَّمتُهُ "الشَّوارعْ" |
لكأنّي - وفي "مُنىً" صحَّ ظَنّي |
أَنظُمُ الشِّعـرَ من حُلاهـا الرَّوائِـع!! |
"بلَدٌ" كانَ مُوحِشاً، في اعْوِجَاجٍ |
وغـدا اليومَ "عامراً" وهـو فَـارعْ!! |
فيه يَمشي البَطيءُ مشياً وَئِيداً |
وعلى جَانِبيهِ يَعدو "المُسارعْ" |
في نِظامٍ، وفي انسجامٍ، ورِفْقٍ |
سَاعَةَ "النَّفرِ" والنَّوى المُتَدافِعْ |
يَتوخَّى هُدى "الشَّريعةِ" حَقاً |
غَيرَ ما حائدٍ، ولا مُتَجازعْ!! |
عـاذَ من رحْبِـهِ "الشَّياطـينُ" حـتى |
ضَاعفَ اللهُ "رجْمَهُم" بالأصابعْ!! |
ليسَ فيهِ على "المُلبينَ" ضَنْكٌ |
لا، ولا خَشيَةٌ على كُلِّ طَالِعْ |
بعدَ أن كانَ "مَأزقاً" أو زُقاقاً |
وانْشِقاقاً لكُلِّ رامٍ وضَائعْ!! |
إيـهِ، ما الصِّـدقُ غيرَ ما قلتُ لـَولا |
أنَّه بُلْغَةُ العَييِّ، القَانِعْ!! |
"طيبةٌ" و "الصَّفـا" و "أجيادُ" عـادتْ |
"صُحُفاً" رَجْعُها بشُكرِكَ راجعْ |
رَتَّلَ "المَسْجِدانِ" ما هو أبقى |
و "الجَّديدَانِ" سَجَّلا كُلَّ رائعْ |
و "الأشِداءُ" - إذ هُمُو "رُحَمَاءُ " |
محَّضُوكَ الثناءَ فهوَ رصَائِعْ!! |
مِـن وراءِ "السَّفينِ" في البحرِ، مُـدَّتْ |
ظُلّلٌ رحبةٌ، وفاضتْ مَشارعْ |
أعينٌ فُجِّرتْ، وقَرَّت عُيونٌ |
وعَقابٌ تذللتْ، وأجارعْ!! |
* * * |
كُلُّ هَذا، وغيرُ هذا كَثيرٌ |
شادَه (العَاهِلُ) العَظيمُ، الطَائِعْ |
"المَلِيكُ" الذي بِهِ اللهُ أحيَا" |
"سُننَ العَدلِ"، والتُّراثَ الرَّائِعْ |
وقفَ الشِّعرُ حَاسِراً في اعترافٍ |
دُونَ هـذا المَدى – وهذي الطَّلائِـعْ |
غير أنِّي أرى "القَوافيَ" غُرّاً |
مائِساتٍ، مُذهَّباتِ الوشَائِعْ |
هاتفاتٍ بِكُلِّ لَحنٍ شَجِيٍّ |
في شُخـوصٍ، هي "المَباني" النَّواصِـعْ |
في صُرُوحٍ مَديدةٍ، وفُتوحٍ |
أين مِنهـا "البَيَـانُ" وأينَ المَصَاقِـعْ؟! |
وهـي "فَصلُ الخِطابِ" بل هي شِمـسٌ |
يَتَحَدَّى شُعَاعُها كُلَّ خَادِعْ!! |
تلك آثارُكُمْ - وهذا جُداكُم |
لا "الدِّعَاياتُ" والهُرَاءُ الذَّائِعُ!! |
يَنظُرُ "المِشعرُ الحَرامُ" – إلَيْهَا |
في اغتبـاطٍ، ويزْدَهـي كُلُّ خَاشِـعْ!! |
فيك للمُسلمينَ - كُلُّ صَلاحِ |
وارتفاقٍ، ونعمةٍ، ومَنافِعْ |
مُنذُ نادى "أبو الذَّبيحِ" ولبَّى |
ودَعـا، فاستجـابَ من هو صَـادِعْ |
ما رأى النَّاسُ ما صَنَعْتَ عَياناً |
من مِهادٍ مَرصوفةٍ، ومَهَايِعْ |
عكـس ما يَشهـدُونَ كانتَ فَجاجـاً |
سُبُلُ "الخِيفِ" بل هي الخَوفُ فاجِـعْ!!! |
يخنُـسُ الفَتـكُ في الشِّعابِ ويَسطـو |
كُلُّ عادٍ، وكلُّ لِصٍ، وقَاطِعْ |
وكأنَّ الطَّريقَ لِلحجِّ بَحرٌ |
من دِماءٍ، ومَرْسَحٌ من فَظَائِعْ |
كم تنزَّى على ثَراهَا "جَريحٌ" |
طاهرٌ، مُحرِمٌ، تقيٌّ ضَارعْ!! |
كم أُريقـتْ، وكـم أُطِلَّـت دمـاءٌ |
واستحرَّتْ مَجازِرٌ، ومَصَارع!! |
يا إلهي لَكَ الثَّنَاءُ جَميلاً |
ولَكَ الحَمْـدُ مَا شَـدا كُـلُّ سَاجِـعْ |
في "سُعُـودٍ" أفدي "سُعُوداً" "سُعُـودٌ" |
هُو لِلدِّينِ - مَشرقٌ، ومَطالعْ |
هو مِنَّا "أبصارُنا" ما أضاءتْ |
و "المُفدَّى" المُعَوَّذُ، المُتواضِعُ |
ما نَراهُ إلا بشرعِكَ يَمضي |
حَيثُما كانَ، زاهداً في المَراتِعْ |
فأعِنْهُ على رِضَاكَ وثبَّتْ |
قَلبَهُ في كِفاحِ كُلِّ مُقارعْ |
واجزِهِ "الخُلدَ" والخُلودَ نَعيماً |
ولِمنْ شَذَّ في الجَحِيمِ المقامِعْ |
* * * |
يا طويلَ الذِّراعِ، بُشراكَ حَقاً |
بالأيَادي تتابعتْ والصَّنائِع |
ولْيَهنَّ "التوحيدُ" فيك بِراعٍ |
يُبهرُ الشمسَ بالضّياءِ اللاَّمع |
لستَ إلا الضُّحى فِرنداً وحداً |
والهُدى المَحضُ فِطرةٌ، وطَبائِعُ |
ولكَ اللهُ ناصرٌ وحفيظٌ |
ما سَعى طائفٌ وسبَّحَ رَاكِع |