شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
غدنا الواعد (1)
بينَ أمسٍ مَضى، ويومٍ طالِعْ
"عملٌ صالحٌ" وسعيٌ نَافِعُ
تَتَجلَّى بِهِ "المَشاهدُ" تَتْرى
من "مَحاريبَ" للهُـدى و "جوامـعْ"
وشآبيبُ، أو أنابيبُ تَجري،
و "مشاريـعُ" بُورِكتْ و "مَصانِـعْ"!!
"عرفاتُ" بِطاحُها رافلاتٌ
زاهياتٌ، مُنوِّراتُ المقاطِعْ
أينما العَينُ أبصرتْ - غبطَتْها
ما تراهُ، بناظِرِيهَا المَسامِعْ!!
و "سعودٌ" بكُلِّ فخرٍ - جَديرٌ
وهو عُنوانُ مجدِنا في "المَجامِعْ"
بعضُ عامٍ - وهذه من يَديهِ
"بيِّنـاتٍ" على النُّهـوضِ سَواطـعْ!!
أيـن ما كـانَ في "الإفاضَـةِ" سَـداً
من (جِبالٍ) عَتيَّةٍ، ومَوانِعْ؟!
أينَ يا "جمعُ" مأْزماكَ استُحلا
أين حَطمُ "الحَجيجِ" وأين "الذَّرائِـعْ؟!!
* * *
طُـرقٌ مُهّدتْ، وأُخـرى استُجِـدَّتْ
و "ثَبير" تقحَّمتُهُ "الشَّوارعْ"
لكأنّي - وفي "مُنىً" صحَّ ظَنّي
أَنظُمُ الشِّعـرَ من حُلاهـا الرَّوائِـع!!
"بلَدٌ" كانَ مُوحِشاً، في اعْوِجَاجٍ
وغـدا اليومَ "عامراً" وهـو فَـارعْ!!
فيه يَمشي البَطيءُ مشياً وَئِيداً
وعلى جَانِبيهِ يَعدو "المُسارعْ"
في نِظامٍ، وفي انسجامٍ، ورِفْقٍ
سَاعَةَ "النَّفرِ" والنَّوى المُتَدافِعْ
يَتوخَّى هُدى "الشَّريعةِ" حَقاً
غَيرَ ما حائدٍ، ولا مُتَجازعْ!!
عـاذَ من رحْبِـهِ "الشَّياطـينُ" حـتى
ضَاعفَ اللهُ "رجْمَهُم" بالأصابعْ!!
ليسَ فيهِ على "المُلبينَ" ضَنْكٌ
لا، ولا خَشيَةٌ على كُلِّ طَالِعْ
بعدَ أن كانَ "مَأزقاً" أو زُقاقاً
وانْشِقاقاً لكُلِّ رامٍ وضَائعْ!!
إيـهِ، ما الصِّـدقُ غيرَ ما قلتُ لـَولا
أنَّه بُلْغَةُ العَييِّ، القَانِعْ!!
"طيبةٌ" و "الصَّفـا" و "أجيادُ" عـادتْ
"صُحُفاً" رَجْعُها بشُكرِكَ راجعْ
رَتَّلَ "المَسْجِدانِ" ما هو أبقى
و "الجَّديدَانِ" سَجَّلا كُلَّ رائعْ
و "الأشِداءُ" - إذ هُمُو "رُحَمَاءُ "
محَّضُوكَ الثناءَ فهوَ رصَائِعْ!!
مِـن وراءِ "السَّفينِ" في البحرِ، مُـدَّتْ
ظُلّلٌ رحبةٌ، وفاضتْ مَشارعْ
أعينٌ فُجِّرتْ، وقَرَّت عُيونٌ
وعَقابٌ تذللتْ، وأجارعْ!!
* * *
كُلُّ هَذا، وغيرُ هذا كَثيرٌ
شادَه (العَاهِلُ) العَظيمُ، الطَائِعْ
"المَلِيكُ" الذي بِهِ اللهُ أحيَا"
"سُننَ العَدلِ"، والتُّراثَ الرَّائِعْ
وقفَ الشِّعرُ حَاسِراً في اعترافٍ
دُونَ هـذا المَدى – وهذي الطَّلائِـعْ
غير أنِّي أرى "القَوافيَ" غُرّاً
مائِساتٍ، مُذهَّباتِ الوشَائِعْ
هاتفاتٍ بِكُلِّ لَحنٍ شَجِيٍّ
في شُخـوصٍ، هي "المَباني" النَّواصِـعْ
في صُرُوحٍ مَديدةٍ، وفُتوحٍ
أين مِنهـا "البَيَـانُ" وأينَ المَصَاقِـعْ؟!
وهـي "فَصلُ الخِطابِ" بل هي شِمـسٌ
يَتَحَدَّى شُعَاعُها كُلَّ خَادِعْ!!
تلك آثارُكُمْ - وهذا جُداكُم
لا "الدِّعَاياتُ" والهُرَاءُ الذَّائِعُ!!
يَنظُرُ "المِشعرُ الحَرامُ" – إلَيْهَا
في اغتبـاطٍ، ويزْدَهـي كُلُّ خَاشِـعْ!!
فيك للمُسلمينَ - كُلُّ صَلاحِ
وارتفاقٍ، ونعمةٍ، ومَنافِعْ
مُنذُ نادى "أبو الذَّبيحِ" ولبَّى
ودَعـا، فاستجـابَ من هو صَـادِعْ
ما رأى النَّاسُ ما صَنَعْتَ عَياناً
من مِهادٍ مَرصوفةٍ، ومَهَايِعْ
عكـس ما يَشهـدُونَ كانتَ فَجاجـاً
سُبُلُ "الخِيفِ" بل هي الخَوفُ فاجِـعْ!!!
يخنُـسُ الفَتـكُ في الشِّعابِ ويَسطـو
كُلُّ عادٍ، وكلُّ لِصٍ، وقَاطِعْ
وكأنَّ الطَّريقَ لِلحجِّ بَحرٌ
من دِماءٍ، ومَرْسَحٌ من فَظَائِعْ
كم تنزَّى على ثَراهَا "جَريحٌ"
طاهرٌ، مُحرِمٌ، تقيٌّ ضَارعْ!!
كم أُريقـتْ، وكـم أُطِلَّـت دمـاءٌ
واستحرَّتْ مَجازِرٌ، ومَصَارع!!
يا إلهي لَكَ الثَّنَاءُ جَميلاً
ولَكَ الحَمْـدُ مَا شَـدا كُـلُّ سَاجِـعْ
في "سُعُـودٍ" أفدي "سُعُوداً" "سُعُـودٌ"
هُو لِلدِّينِ - مَشرقٌ، ومَطالعْ
هو مِنَّا "أبصارُنا" ما أضاءتْ
و "المُفدَّى" المُعَوَّذُ، المُتواضِعُ
ما نَراهُ إلا بشرعِكَ يَمضي
حَيثُما كانَ، زاهداً في المَراتِعْ
فأعِنْهُ على رِضَاكَ وثبَّتْ
قَلبَهُ في كِفاحِ كُلِّ مُقارعْ
واجزِهِ "الخُلدَ" والخُلودَ نَعيماً
ولِمنْ شَذَّ في الجَحِيمِ المقامِعْ
* * *
يا طويلَ الذِّراعِ، بُشراكَ حَقاً
بالأيَادي تتابعتْ والصَّنائِع
ولْيَهنَّ "التوحيدُ" فيك بِراعٍ
يُبهرُ الشمسَ بالضّياءِ اللاَّمع
لستَ إلا الضُّحى فِرنداً وحداً
والهُدى المَحضُ فِطرةٌ، وطَبائِعُ
ولكَ اللهُ ناصرٌ وحفيظٌ
ما سَعى طائفٌ وسبَّحَ رَاكِع
 
طباعة

تعليق

 القراءات :408  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 295 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور معراج نواب مرزا

المؤرخ والجغرافي والباحث التراثي المعروف.