الشَّعبُ يهتفُ، والمَطالِعُ تُشرِقُ |
والخيرُ يَغمُرُ، و (المشَاعِرُ) تَعبقُ |
والدَّيـنُ يَزهو "بالسُّعـودِ" وقد بَـدا |
في "حِليةِ الإحرامِ" وهي الرَّونَقُ |
وكأنَّما "الآياتُ" فيك تمثَّلتْ |
"قُربـا" - ووعدُ اللهِ فيك يُصَـدَّقُ؟!! |
أقبلتَ تَدَّخِرُ الثَّوابَ، وتبتَغي |
في اللهِ ما هو "بالخَلائِفِ" ألْيَقُ |
ما كـانَ "تاجُك" في المُلوكِ جواهـراً |
بل أنه "التَّقوى" وفيكَ تأَلُّقُ |
يَزدَانُ بالحَسَنَاتِ تَبهَرُ كالضُّحَى |
ويَشِعُّ، وهو مُغَرِّبٌ، ومُشَرِّقُ |
لله مِنكَ شِغَافُ قلبٍ خَاشعٍ |
وبِهِ انتصارُكَ، ناجزٌ، ومُحَققُ |
في زحمـةِ الدُّنيا – ورَغـم ضُرورِهـا |
تَسعى إلى "مرضَاتِهِ" وتُحلِّقُ |
ويَراك أنّى كُنتَ حافظَ عهدِهِ |
في كُـلِّ ما تَرعى، وحيـثُ تُحـدِّقُ |
يكفيكَ منه أن أمرَكَ "نافِذٌ" |
وحِماكَ "مُلتَجَأٌ" وحُبُّك "مُوثَقُ" |
نِعـمٌ بمُلكِكَ ليس يُحصـى شُكرُهَـا |
للهِ، وهي بِكُلِّ رِيعٍ تسمقُ |
غنيَـتْ عن الإطراءِ، وانفسحتْ بِهـا |
سُبُـلُ الحَيـاةِ، ورغدُهَـا بك يُغـدقُ |
وتغلغلـتْ بين الفِجَاجِ، وفي الـذُّرى |
سحَّاحَةٌ كالغيث إذ هو يُطبِقُ؟! |
لا يَمتـري فيها - وشاهدُها الـورى |
إلى المُكابرُ، والأفيك الأحمقُ!!! |
ومن اجتباهُ اللهُ يَنصرُ دِينَه |
ذُلَّـت له الدُّنيـا ومَـن يَتَشَـدَّقُ؟!! |
يا "حَامـيَ الحَرمينِ" - يا مَن يُفتَـدِي |
وإليهِ أفئِدةُ "الرعيَّةِ" تَرمُقُ |
بُشراكَ بالأملِ القَصيِّ – وبالمُنى |
وبِكُلِّ ما تَهفُو إليه - وتسبق |
ما أنـتَ بالرّامي - وسهمُكَ صائـبٌ |
بل إنما يَرميهِ مَن لايُخْفِقُ |
يرميهِ دونك من نُعيذكَ باسمه |
ويذودُ عنك بما يَشاءُ ويَخلِقُ |
ولئنْ تردى النَّاسُ في "غمراتهم" |
وسَطَت عليهم (ذرةٌ) تتفلَّقُ |
فنجاتُهُم أن يَتَّقوا، وليُقْلِعُوا |
عمَّا بهِ تقسو القلوبُ وترهقُ |
تاللهِ ما ابتُلِي الوجُودُ بحاسِدٍ |
إلا ومن -إلحادِهِ- يتَشَقَّقُ |
هذا "كتابُ اللهِ" جَلَّ جَلالُهُ |
وبِهِ "المَثاني" و "المعاني" تنطِقُ |
أُمَمٌ خَلتْ! وكأنما هي لم تَكُنْ |
إلا الصَّدى، وبها العِظاتُ تُطرَّقُ |
أهـوتْ عَليهـا النازلات وغُـودِرتْ |
"عِبَـراً" تَغُصُّ بهـَا الديـارُ وتُشـرق |
من أجـلِ ذلك كانَ (حُكمُكَ) دعـوةً |
للهِ، وهو "بشرعِهِ" يتفوق |
لا لغوَ فيه لِعَابِثٍ، أو ناكثٍ |
أبداً -ولا يلهُو به- مُتخرّقُ |
(الأمرُ بالمعروفِ) فيه (عقيدةٌ) |
و (العَدلُ - والإحسانُ) لا يتفرقُ |
شـأن الأئمـةِ، من ذَوائِبِ (مِقـرنٍ) |
وجميعُهُم بكَ في "الجلال" تألَّقوا |
رَغِمـتْ بهـم آنـافُ كُلِّ مُجَانِـفٍ |
واعتَزَّ مُحتسبٌ؛ وذل مفسِّقُ |
آثارُهُم، وفَخَارُهُمْ، ووقارُهُمْ |
فـي "بُردتَيْـكَ" ومجدُهُمْ بك "أبلـقُ" |
فاشهـدْ "سِيَاجَ المروتَـينِ" وقدْ عَـلا |
وأظلَّ من يسعى ومن يَتَدرَّقُ |
وانظُـرْ إلى "البيتِ العتيـقِ" تنـوَّرتْ |
من حَولِـهِ "الأفيـاءُ" وهـي تُنَسَّـقُ |
شَيَّدتَ في علمٍ جَديدٍ - وَاحدٍ |
ما قصرتْ عنه القرونُ السُّبَّقُ |
حَفَّت بهِ من جانبيه "شَوارعٌ" |
و "مشارع" من "زمزم" تترقرق |
وغداً بحول الله -يغدو حَافِلاً |
بالراكعين الساجدين- ويُشرقُ |
وهُنـالكَ الأمثالُ تُضـرَبُ في "مـنى" |
و "الأخشبـينِ" وكُـلِّ ما هو مُطْـرَقُ |
قد مُهِّدتْ طُرقَاتُها، وتَعبَّدَتْ |
عقباتُها، وسواؤها يَتَساوقُ |
وكأنما "عرفاتُ" من "أمِّ القُرى" |
سَفـحُ "النَّقا" أو (شِعبُ عامر) يُلحـقُ |
هـذا هو التوفيـقُ - والفضلُ الـذي |
لك ضِعفُهُ فيما بذلتَ وتنفقُ |
كتَـبَ الإلـهُ لك "الخُلـودَ" مُؤيَّـداً |
ولك الثناءُ القاطرُ المُتَدَفِّقُ |
ما شيدَ الخلفاءُ قَبلَكَ "باقياً" |
إلا – وأنـت بمـا تُؤثَّـلُ أعـرَقُ |
فاسلـمْ وعـشْ، ولكَ الثَّناءُ بعمـرةٍ |
كالحجّ مَبروراً وحَظُّك مُورِقُ |
ولك القَبُـولُ "بليلـةِ القَـدْرِ" الـتي |
فيها "ملائكةُ السَّماءِ" تُحَلِّقُ |
ولتَهنَ بالعُمرِ الطويلِ، وبالرضا |
وبمقْـدَمِ "العيـد" الذي بك يُشـرق |
وليهنَ شعبُكَ والعروبةُ كُلُّهَا |
و "الدينُ"، أنّكَ بَدرُهُ المتَألِّقُ |
وليسعدِ الإسلامُ فيكَ (بِعاهِلٍ) |
سِيماؤه الإخلاصُ، وهو مُوفَّقُ |