| بنعمةِ اللهِ - تَرضى؛ ثم تَعتمرُ |
| وفـي التَّطـوُّعِ - ما تأتي؛ وما تَـذَرُ |
| (ديـنٌ) و (دنيا) و (إِيثارٌ) تحيـطُ بـهِ |
| أبنـاءَ شعبِكَ إن غابوا؛ وإن حَضـروا |
| ودولـةٌ بك يعلـو صَرحُهـا صَعـداً |
| إلى السَّماءِ؛ ضُحاها الشمسُ؛ والقَمـرُ |
| (دستورُهـا) مِن (كتابِ اللهِ) مُقتبَـسٌ |
| و (حُكمُها) (سُننُ المختارِ) و (السُّـورُ) |
| إذا الخَلائقُ فَوضى -في مرازِئها |
| الخوفُ يُودي بِهـا- والكبتُ والخَـوَرُ |
| وفي ظلالِ (أمنِ اللهِ) مجتمعٌ |
| و (هديهُ) بك مبثوثٌ؛ ومنتشرُ |
| من حيـث نلتمسُ (البُرهانَ) نلمسُـه |
| مثـلَ الشُّعاعِ الذي يَعشَى بِهِ البَصـرُ |
| لو مُثِّـلَ الخـيرُ شخصـاً بين أعيُننـا |
| ما كـان إلاَّكَ؛ مهما استشرفَ النَّظَـرُ |
| (سجيةً) لك (بالميراثِ) تُحرِزُها |
| أفضى إليك بها آباؤُكَ الغُرَرُ |
| القائمـونَ بشرعِ اللهِ -مـا ظَهـروا |
| وما نهـوا في سبيـلِ اللهِ- أَو أَمـروا |
| والمحسنـونَ - وما مَنُّوا؛ وما بَخِلُـوا |
| والصَّادِقُـونَ بما أوفُـوا؛ وما صَـبروا |
| أئمةٌ يجهرُ (التاريخُ) مُعترفاً |
| بسعِيهِـم؛ والورى؛ والبَدْوُ والحَضَـرُ |
| من كـلُّ محتسبٍ (للـودِّ) ومرتقـب |
| أشـاده - الخُلقُ؛ والإنصافُ والبَهَـرُ |
| منهمْ، وكم منهم عباقرةٌ |
| (بيضٌ) صحائفُهم بالتبرِ تُستَطَرُ |
| هُمـو (الأبـاةُ) وحسبي من ذَوائِبِهـمْ |
| (عبدُ العزيـزِ) أبوك (الفاتح) الظَّفِـرُ |
| الجامـعُ الشَّمـلَ؛ والأهواءُ جامِحـةٌ |
| والخالدُ الذِّكرِ، والآمَادُ تندثِرُ |
| ها أنتَ (سِرٌّ) له، واللهُ يُعلنُهُ |
| و (المروتانِ) معاً و (الحِجْرُ) و (الحَجَرُ) |
| وكلُّ من في (جِـوارِ البيتِ) مُعتكـفٌ |
| من الوفودِ بما شيَّدتَ يفتخِرُ |
| وما تَناجى امرئٌ في الشعب من كثـب |
| إلا بحُبِّـك حتى – النَّبـتُ، والشَّجـرُ |
| والشِيـبُ أجمعُ، والشبـان ما برحـوا |
| حديثُهـم عنك - روضٌ نفحُه الزَّهـرُ |
| بذلتَ ما استطعتَ بين الشَّعب تغمـرهُ |
| يَـداك بالفضلِ يحكـي سكبَه المطـرُ |
| أوسعتَه مِنناً تترى، وتَنميةً |
| أضعافُها لكَ عند اللهِ تُدَّخَرُ |
| وإن أعظَمَها قدراً، وأَكرمَها |
| (عـدلٌ) بتمكينِه (التوحيـدُ) ينتصـرُ |
| فيه (الشريعـةُ) نصٌّ، والتُّقـى خُلـقٌ |
| وكلُّ ما دُونِهِ، في لغوهِ هَذَرُ |
| فلا (مجـونٌ) ولا (زيـغٌ) ولا (رَفَـثٌ) |
| ولا (عُتـوٌّ) ولا (فِسقٌ) ولا (عُهْـرُ)!! |
| عمَّرت للهِ ما تُخظى برؤيتِهِ |
| (مساجـداً) لك فيـه يُحصـدُ الأثـرُ |
| وشِدَتهـا في (الصحارى) وهي شاسعـةٌ |
| (مدارسـاً) في ذراهـا النشءُ يبتصـرُ |
| وحولهـا (الجيـشُ) أَرصادٌ مُدمدِمَـةٌ |
| يحـدوه منه (الحِفاظُ المـرُ) والسهـرُ |
| كأنما هو في (أفواجِهِ) فُلْكٌ |
| إذا تحرَّكَ، أمضى بأسَه القدرُ |
| (راياتهُ الخُضرُ) أكبادٌ مُحلَّقةٌ |
| بها (النَّوافِثُ) لا تُبقي، ولا تَذَرُ |
| دعاؤها في (لِقاءِ اللهِ) آيتُه |
| (إياك نعبُـدُ) - والرجعى هي الـوزرُ |
| وما أرانـيَ -والآلاء- (تحصُرني) |
| إلا من (الحر) - مشـدوداً بي (الحـرُ) |
| شـأوتَ من سبقُوا في كُـلِّ مَكرُمَـةٍ |
| مهما أقامـوا، وما أعلوا، وما عمـروا |
| إذا الملوكُ استووا في الصَّفِ كنتَ لهـم |
| نِعمَ (الإمامِ)، أسرُّوا القولَ أو جَهـروا! |
| أزهدتَهـم في الـذي أبقـوُه من أثـرٍ |
| وكـان مضربَ أمثال الأُولَى غَـبروا |
| وفي (الرِّياض) سقاهـا الغيثُ (عاصمةً) |
| تكادُ هاماتُها (بالخُلدِ) تأتَزِرُ |
| كأنها في (حُلاها) البيض ناصعةً |
| (كواكـبٌ) سطعتْ، والأَرضُ تزدهـرُ |
| نشـوى تميـسُ بهـا الأغصانُ هاتفـةً |
| والمـاءُ، والطَّلُّ، والريْحـانُ، والزَّهْـرُ |
| حكـتْ (دمشقُ) مغانيها و (قرطبـةُ) |
| (شعـب بـوّان) منها المَرخُ والعُشَـرُ |
| أَضْفـى عليهـا (سُعودٌ) من مَطالِعـهِ |
| (مَطارِفـاً) هـي من إشراقِـهِ البَهْـرُ! |
| وفي (الأباطـحِ) من (أُمِّ القُرى) ارتفعت |
| بجانـبِ (البيتِ) أطوادٌ هـيَ الطُّـررُ |
| وفي (المدينـةِ) يتلو الحمدَ (مسجدُهـا) |
| على (سخائـك) - وهو العينُ والأَثَـرُ |
| * * * |
| هـذا - وذلك ما أثَّلـتَ من شـرفٍ |
| عـزَّتْ (ربيعةُ) فيه وازدهتْ (مُضَـرُ) |
| وما الثَّناءُ بِمُجدٍ منه (زائِفُهُ) |
| ما لـم يَلهَّج به (التاريـخُ) والبشـرُ |
| وفي (سعـودٍ) شدا (الإيمـانُ) منطلقـاً |
| والشعـبُ مستبقـاً، من حيث يبتـدِرُ |
| واللهُ يَنصرُ (بالتوفيقِ) ناصرَه |
| (وعـدٌ) به أنت محفـوظٌ، لك البِشـرُ |
| (جنـاتُ عدنٍ) أُعـدتْ وهي مُونِقـةٌ |
| (للمتقينَ) خلاها الذمُ والبَطَرُ |
| وظننـا (العفـوَ) في مَن لا شريك لَـهُ |
| ومَن هو (اللهُ) - والعُقبى لمن شكـروا |
| فاهنأ بمقدَمِكَ الميمونِ (مُعتمراً) |
| و (بالصِّيـامِ) تهادى (عُشْرُهُ الأُخـرُ) |
| و (ليلـةِ القـدرِ خـيرٌ) أن تقومَ بـها |
| مِـن (ألفِ شهـرٍ) وفيها أنت تحتـبرُ |
| ولتبقْ للعُربِ والإسلامِ قاطبةً |
| (بنعمةِ اللهِ) مقروناً بها الظَّفَرُ |