شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
عمرة مبرورة (1)
بنعمةِ اللهِ - تَرضى؛ ثم تَعتمرُ
وفـي التَّطـوُّعِ - ما تأتي؛ وما تَـذَرُ
(ديـنٌ) و (دنيا) و (إِيثارٌ) تحيـطُ بـهِ
أبنـاءَ شعبِكَ إن غابوا؛ وإن حَضـروا
ودولـةٌ بك يعلـو صَرحُهـا صَعـداً
إلى السَّماءِ؛ ضُحاها الشمسُ؛ والقَمـرُ
(دستورُهـا) مِن (كتابِ اللهِ) مُقتبَـسٌ
و (حُكمُها) (سُننُ المختارِ) و (السُّـورُ)
إذا الخَلائقُ فَوضى -في مرازِئها
الخوفُ يُودي بِهـا- والكبتُ والخَـوَرُ
وفي ظلالِ (أمنِ اللهِ) مجتمعٌ
و (هديهُ) بك مبثوثٌ؛ ومنتشرُ
من حيـث نلتمسُ (البُرهانَ) نلمسُـه
مثـلَ الشُّعاعِ الذي يَعشَى بِهِ البَصـرُ
لو مُثِّـلَ الخـيرُ شخصـاً بين أعيُننـا
ما كـان إلاَّكَ؛ مهما استشرفَ النَّظَـرُ
(سجيةً) لك (بالميراثِ) تُحرِزُها
أفضى إليك بها آباؤُكَ الغُرَرُ
القائمـونَ بشرعِ اللهِ -مـا ظَهـروا
وما نهـوا في سبيـلِ اللهِ- أَو أَمـروا
والمحسنـونَ - وما مَنُّوا؛ وما بَخِلُـوا
والصَّادِقُـونَ بما أوفُـوا؛ وما صَـبروا
أئمةٌ يجهرُ (التاريخُ) مُعترفاً
بسعِيهِـم؛ والورى؛ والبَدْوُ والحَضَـرُ
من كـلُّ محتسبٍ (للـودِّ) ومرتقـب
أشـاده - الخُلقُ؛ والإنصافُ والبَهَـرُ
منهمْ، وكم منهم عباقرةٌ
(بيضٌ) صحائفُهم بالتبرِ تُستَطَرُ
هُمـو (الأبـاةُ) وحسبي من ذَوائِبِهـمْ
(عبدُ العزيـزِ) أبوك (الفاتح) الظَّفِـرُ
الجامـعُ الشَّمـلَ؛ والأهواءُ جامِحـةٌ
والخالدُ الذِّكرِ، والآمَادُ تندثِرُ
ها أنتَ (سِرٌّ) له، واللهُ يُعلنُهُ
و (المروتانِ) معاً و (الحِجْرُ) و (الحَجَرُ)
وكلُّ من في (جِـوارِ البيتِ) مُعتكـفٌ
من الوفودِ بما شيَّدتَ يفتخِرُ
وما تَناجى امرئٌ في الشعب من كثـب
إلا بحُبِّـك حتى – النَّبـتُ، والشَّجـرُ
والشِيـبُ أجمعُ، والشبـان ما برحـوا
حديثُهـم عنك - روضٌ نفحُه الزَّهـرُ
بذلتَ ما استطعتَ بين الشَّعب تغمـرهُ
يَـداك بالفضلِ يحكـي سكبَه المطـرُ
أوسعتَه مِنناً تترى، وتَنميةً
أضعافُها لكَ عند اللهِ تُدَّخَرُ
وإن أعظَمَها قدراً، وأَكرمَها
(عـدلٌ) بتمكينِه (التوحيـدُ) ينتصـرُ
فيه (الشريعـةُ) نصٌّ، والتُّقـى خُلـقٌ
وكلُّ ما دُونِهِ، في لغوهِ هَذَرُ
فلا (مجـونٌ) ولا (زيـغٌ) ولا (رَفَـثٌ)
ولا (عُتـوٌّ) ولا (فِسقٌ) ولا (عُهْـرُ)!!
عمَّرت للهِ ما تُخظى برؤيتِهِ
(مساجـداً) لك فيـه يُحصـدُ الأثـرُ
وشِدَتهـا في (الصحارى) وهي شاسعـةٌ
(مدارسـاً) في ذراهـا النشءُ يبتصـرُ
وحولهـا (الجيـشُ) أَرصادٌ مُدمدِمَـةٌ
يحـدوه منه (الحِفاظُ المـرُ) والسهـرُ
كأنما هو في (أفواجِهِ) فُلْكٌ
إذا تحرَّكَ، أمضى بأسَه القدرُ
(راياتهُ الخُضرُ) أكبادٌ مُحلَّقةٌ
بها (النَّوافِثُ) لا تُبقي، ولا تَذَرُ
دعاؤها في (لِقاءِ اللهِ) آيتُه
(إياك نعبُـدُ) - والرجعى هي الـوزرُ
وما أرانـيَ -والآلاء- (تحصُرني)
إلا من (الحر) - مشـدوداً بي (الحـرُ)
شـأوتَ من سبقُوا في كُـلِّ مَكرُمَـةٍ
مهما أقامـوا، وما أعلوا، وما عمـروا
إذا الملوكُ استووا في الصَّفِ كنتَ لهـم
نِعمَ (الإمامِ)، أسرُّوا القولَ أو جَهـروا!
أزهدتَهـم في الـذي أبقـوُه من أثـرٍ
وكـان مضربَ أمثال الأُولَى غَـبروا
وفي (الرِّياض) سقاهـا الغيثُ (عاصمةً)
تكادُ هاماتُها (بالخُلدِ) تأتَزِرُ
كأنها في (حُلاها) البيض ناصعةً
(كواكـبٌ) سطعتْ، والأَرضُ تزدهـرُ
نشـوى تميـسُ بهـا الأغصانُ هاتفـةً
والمـاءُ، والطَّلُّ، والريْحـانُ، والزَّهْـرُ
حكـتْ (دمشقُ) مغانيها و (قرطبـةُ)
(شعـب بـوّان) منها المَرخُ والعُشَـرُ
أَضْفـى عليهـا (سُعودٌ) من مَطالِعـهِ
(مَطارِفـاً) هـي من إشراقِـهِ البَهْـرُ!
وفي (الأباطـحِ) من (أُمِّ القُرى) ارتفعت
بجانـبِ (البيتِ) أطوادٌ هـيَ الطُّـررُ
وفي (المدينـةِ) يتلو الحمدَ (مسجدُهـا)
على (سخائـك) - وهو العينُ والأَثَـرُ
* * *
هـذا - وذلك ما أثَّلـتَ من شـرفٍ
عـزَّتْ (ربيعةُ) فيه وازدهتْ (مُضَـرُ)
وما الثَّناءُ بِمُجدٍ منه (زائِفُهُ)
ما لـم يَلهَّج به (التاريـخُ) والبشـرُ
وفي (سعـودٍ) شدا (الإيمـانُ) منطلقـاً
والشعـبُ مستبقـاً، من حيث يبتـدِرُ
واللهُ يَنصرُ (بالتوفيقِ) ناصرَه
(وعـدٌ) به أنت محفـوظٌ، لك البِشـرُ
(جنـاتُ عدنٍ) أُعـدتْ وهي مُونِقـةٌ
(للمتقينَ) خلاها الذمُ والبَطَرُ
وظننـا (العفـوَ) في مَن لا شريك لَـهُ
ومَن هو (اللهُ) - والعُقبى لمن شكـروا
فاهنأ بمقدَمِكَ الميمونِ (مُعتمراً)
و (بالصِّيـامِ) تهادى (عُشْرُهُ الأُخـرُ)
و (ليلـةِ القـدرِ خـيرٌ) أن تقومَ بـها
مِـن (ألفِ شهـرٍ) وفيها أنت تحتـبرُ
ولتبقْ للعُربِ والإسلامِ قاطبةً
(بنعمةِ اللهِ) مقروناً بها الظَّفَرُ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :453  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 290 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

يت الفنانين التشكيليين بجدة

الذي لعب دوراً في خارطة العمل الإبداعي، وشجع كثيراً من المواهب الفنية.