أعظم به "تاجا" كأن شُعَاعَهُ |
"قَبَسٌ" من الرَّحمنِ - إذ هـو ينضـحُ! |
"ذكرى الجلوسِ" بها "المشاعرُ" تفـرحُ |
والشعبُ يهتِـفُ، و "المَجامعُ" تَمـرَحُ |
أكرِمْ به يوماً تألَّقَ كالضُّحى |
وبه انتشى - "الإسلامُ" - وهو يُصبِّحُ |
غَمرتْ به "النُّعمَى"، وعَزَّ بِـهِ الهُـدى |
وشَدا به (التَّاريخُ) هو مُرنّح! |
وتطلّعتْ فيه العُيونُ – قريرةً |
لِلمَجْدِ، والأهدافِ وهي تَفتَّح |
ترنو إلى (الغَدِ) وهـي منـه وشيكـةٌ |
بالفَوْزِ، وهو أمامَها يتلمَّحُ! |
"الدينُ" و "الدُّنيا" إليه تَوافيا |
و (الباقياتُ الصالحاتُ) الصُّرَّحُ |
فانظُرْ تجـدْ شـرقَ البـلادِ وغربَهـا |
و (شِمالَها) بك فـي العُلـى يَتَصـرَّحُ |
من بعدِ ما كانـت شَقـاءً، أصبحـتْ |
وبها الحياةُ، تَوثُّبٌ وتَسلُّحُ!! |
وشَدَا بِكَ "المِحرابُ" وهـو بشجـوِهِ |
يَغْتصُّ - والدَّمـعُ المُرقـرقُ يَسفَـحُ |
ذكرَّتَهُ بالرَّاشِدينَ "أئمةٌ" |
"عَمرُوهُ" - وهو بِرجعِهِـم يَستصبِـحُ |
من ألفِ عامٍ لم يَقُمْ تلقاءَهُ |
"إلاَّكَ" ذو "تَاجٍ" به يُستَفتَح |
فأعَدْتَها للمُقتَدي بِك (سُنةً) |
فيها (الإمامَةُ) بالمتَّوجِ تَسنَحُ |
وبكلِ ربعٍ - شاسِعٍ، ومَدينَةٍ |
(عِلمٌ) يُبَثُّ، ونَهضةٌ تستنجِحُ |
و (مساجدٌ)، و (معاهدٌ)، و (مـوارد) |
و (مَدارس)، و (مَغـارِس)، تُستَفلـحُ |
وشعارُها "التوحيدُ" وهو نِياطُها |
وشِغَافُها، فيما تَشيدُ وتَطمحُ |
و (الأمرُ بالمعـروف) شاهِدُهـا علـى |
أنَّ "العُروبَةَ" (بالشريعةِ) تَربحُ |
للهِ يومٌ في (الجزيرةِ) خَالدٌ |
وبهِ الكواكـبُ، والمواكِـبُ تسبَـحُ |
أعظِم بهِ (تاجاً) كأنَّ شُعاعَهُ |
(قبسٌ) مـن الرَّحمـنِ إذ هـو ينضَـحُ |
متهللٌ بجبينِ "خيرِ مُمَلَّكٍ" |
يعفو ويؤثـرُ مـا استطـاع وينصـحُ |
مُنذُ اجتباه اللهُ فِينا "عَاهِلاً" |
الشعبُ يَسعَدُ، والبشائرُ تَطفَحُ |
في (العِلم) في (التَّثْقِيفِ) في كَنَفِ الهُدى |
جَهْلٌ يُحَطَّمُ، أو هِباتُ تُمنَحُ |
ما أشرقتْ شمسٌ على آفاقِنَا |
إلاَّ بها آلاؤُهُ تُستصبِحُ |
(مَلِكٌ) جديرٌ بالثَّنَاءِ فِعَالُهُ |
وبِكُلِّ ما يَبني ويرفَعُ يُمدَحُ!! |
لا بالرياءِ ولا الضَّمائِرِ تُشتَرى |
كلا!! ولا هُو بالمَظَاهِرِ يَفرَحُ!! |
في كُلِّ قَلبٍ من رَعاياهُ لَهُ |
(عَرشٌ) هـو الحـبُّ المَكِـينُ يُجنِّـحُ |
هو بين أُمتِهِ (أبٌ في أُسرةٍ) |
ولو نَّه (الطَّودُ العظيـمُ) والمُصلِـح!! |
الشعبُ منه "بنوهُ" حيثُ هـو استَـوى |
لا سَادرٌ عنهمْ - ولا مُتَطَوِّحُ |
أيَّانَ كانوا همُّهُ، استمتَاعُهُم |
ورُقيُّهم، وليُسرهِمْ ما ينفَحُ |
سِيماؤه (التَّقوى) ومِن أخلاقه |
الطلُّ يَصفو، والزهورُ تَفَوَّحُ؟!! |
غَبطَ التواضعَ فيه كُلُّ تَرَفُّعٍ |
حتى تَمَنّاه العتيُّ، المُضرِحُ |
يا صَانِعَ "التَّاريخ" غيرَ مُكابرٍ |
والسَّلْمُ يَشهَدُ، والمَعَارِكُ تلقَحُ |
مَن ذَا سِواكَ؟ الدَّهـرَ طـافَ بشعبِـهِ |
لم يثنِهِ وعرٌ يشُقُّ وصحصَحُ؟! |
من ذا سِواكَ؟ مـن المُلـوكِ تَذرَّعـتْ |
فيه (الرَّعيَّةُ) والصَّوارمُ تَردَحُ؟؟ |
من ذا سِـواكَ؟ علـى المَـدَى إيثَـارُهُ |
(إيثارُك) المُتغَلْغِلُ المُتسمِّحُ؟! |
من ذا سِواكَ؟ بِلادهُ، وعَتادُهُ |
(أمنٌ) و (إيمانٌ) به يَتصَفَّحُ؟! |
من ذا يُجادِلُ؟ (آيةَ الله) التي |
هـي في (ظِلالك) نعمـةٌ وتَـرَوُّحُ؟!! |
ما في الورى شَعـبٌ يَكِـدُّ – وأُمـةٌ |
إلا عَلى قَلَـقٍ – يَبيـتُ – ويُصبِـحُ |
ما بين مفجُوعٍ وآخرَ فَاجعٌ |
أو بين مقدوحٍ، وآخرُ يَقْدَحُ |
وسكينةُ الأرواحِ في أجسادِها |
(شرعُ الإلهِ) وحُكمُـه بـكَ يَصلُـحُ |
مثلَ (الصلاةِ) هـي (الحـدودُ) إقامـةً |
لا هاربٌ منها - ولا مُتَزَحزِحُ!! |
لا تَصلُحِ الدُّنيـا – ويَصْلُـحُ أهلُهـا |
إلا (بدِينِ اللهِ) وهو مُصحَّحُ!! |
من ذا كمثـلِكَ في القُـرون تَتَابعـت |
(مُلكاً) تُسَرُّ به القُلـوبُ وتُشـرَحُ؟!! |
مَن ذا تَقَحَّـمَ في السَّحَـابِ مُشرِّقـاً |
ومُغُرِّبا، والجوُّ أغبرُ أكلحُ؟!! |
من ذا تَفَقَّدَ (مُترباً) |
عَبر الفَيافِـي – والسَمائِـم تَلقَـحُ؟؟! |
من ذا تَحمَّلَ بالدِّياتِ ثَقيلةً |
وأقالَ عَثرةَ مـن بـهِ – يَستَـروِحُ؟؟! |
من ذا يُباري راحتَيك إذا هُما |
هَمَتَا – وأينَ البَحـرُ ممـا تَمنَـحُ؟؟! |
وَسِعَتْ (يمينُـك) مـن يُوحِّـدُ رَبَّـهُ |
ممن بِهم عَصـف البَـلاءُ – وقُرَّحُـوا |
أيَّان مـا قَطَنُـوا - وحيـثُ ثَقِفْتَهُـم |
أزجوا إليكَ ثَنَاءَهُـم – واستفتَحـوا! |
بُشراكَ (بالنَّصْـرِ المُبـينِ) – مُـؤزَّراً |
وبكُلِّ ما تَصبو إليه وتجنحُ |
الذُّخرُ ما تُخفِي وتُعلِنُ راكِعاً |
أو سَاجِدا، وبه فؤادُكَ يَمتَحُ |
* * * |
أغناكَ عن شِعـري "الخُلـودُ" وإِنَّمـا |
أعلاهُ (حَسبُك) ما أفـاضَ (الأبطَـحُ) |
ضَوءُ النَّهارِ إذا أسير بضوئِهِ |
لا جاحدٌ فيه - ولا مُستَوضِحُ |
والشَّعبُ منك وفي يَديك لِواؤهُ |
(جيشٌ) يَذودُ عـنِ العريـنِ ويكفَـحُ |
(فُرقَانُه) إيمانُهُ - ومنارُهُ |
(هَدْيُ النَّبي) وإنَّه لَمُنَقَّحُ |
هذا السَّبيلُ إلى النَّجاةِ - وإنَّهُ |
لَسبِيلُنا - والمُستريبُ مُطَرَّحُ؟!! |
ومن (العِبادةِ) أنْ نَمُدَّ أكُفَنا |
للهِ، وهو بِشُكرِهِ يَستَمنِحُ |
أن يحفظَ الإسلام فيكَ (بحافظٍ) |
نسمو به في العَالَمِين ونَفْلُح |
ويُطِيلَ عُمرَكَ هانِئاً ومُظَفَّراً |
ما وحدَّ اللهَ العظيمَ مُسَبِّحُ |
ولتَهْنَ (بالذَّكرى) تعودُ لتَبْتَدي |
والشعبُ يَصعَـدُ والمَباهِـجُ تَصـدَحُ |