شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
 
كلنا في الهم شرق (1)
خَفِيرَ السِلمِ؛ و "المِيثاق" خَفرُ
لك التَّكريمُ؛ طَيٌّ، وهو نَشرُ
عَجَبتُ له تراهُ العَينُ فرداً
وفيهِ "الهِندُ" تَرفُلُ وهي فَخرُ
بُحُورُ الشعرِ شَتَّى! غَيرَ أنَّي
وَجَدتُ "مُحيطَهـا" يَحويـهِ "نَهـرو"
وذلِكَ أنَّهُ طَودٌ عَظيمٌ
و (قُطبٌ) في مَواقِفِه و (صَدْرُ)
زَعيـمَ الهِنـدِ؛ يا ضَيـفَ "المُفـدَّى"
لكَ التَّرحِيبُ جَمٌّ؛ وهوَ نَذرُ
بِأنكَ "أمةٌ" وثَبتْ وُثُوباً
ويومُ غُدوِّهَا سَنَةٌ و "شَهرُ"
يَشوقُ الشرقَ مِنها أن تُبارِي
"عَتَادَ الغَربِ" حتى وهوَ "ذَرُّ"
وتَنطلِقُ الحَياةُ بِها "سَلاماً"
بِه "الإنسانُ" يَنعَمُ وهوَ حُرُّ
وكَم مِن منطِقٍ لَك في اتزانٍ
يُحَطِّمُ ما تَهافَتَ وهو هَذرُ
شُعوبُ الأرض؛ إمَّا ذاتُ عِلمٍ
فَتبقى أولَها بِالجَهلِ قَبرُ
ومَهمـا كان طَعمُ العَيـشِ "حُلـواً"
فإنَّ الضَّيمَ للإِنسانِ "مُرُّ"
وكَمْ لكَ في مَجـالِ "الأمـنِ" سَبْـقٌ
وكَم لكَ دُونَه؛ رَدعٌ وزَجرُ
كَذلك أنتَ والإرجافُ يَغشَى
وللأهوالِ تَصديةٌ، ووَقْرُ
فَلَم تُبهَر بِوعدٍ؛ أو وعيدٍ
بِه الدُّنيـا تَزلـزلُ – وهـي حَشـرُ
يقِيناً إنَّنا بَشرٌ، ونَفنى
ولكنَّ "الخُلودَ" هوَ المَقَرُّ
ألاَ إنَّ الذي ذرأ البَرايا
وأنشأهُم، فَهم بِيضٌ وسُمرُ
وأسْعدَهُم، وأشْقاهُم حُظوظاً
ومَن هو فَوقَهُـم - (قَـدرٌ) وقَـدْرُ
هوَ (الجَبَّارُ) وهو بِهم مُحيطٌ
وإن هُم كابَـروا، أو هُـم أصَـرُّوا!!
* * *
ولَسْنا أيُّها (الضَّيفُ المُحيَّا)
ذَوي بَطَرٍ؛ ولَسنا مَنْ يُغرُّ
(ولكنْ كُلنا - في الهمِّ شَرقُ)
وكُلُّ العُربِ وهيَ "جَمـالُ" "مِصـرُ"
وإنَّ (قَناتَها) مِنَّا، ومِنكِم
(شَرايينٌ) و (أَورِدَةٌ) و (نُحرُ)
يَمُرُّ (الأطلَسيُّ) بها (عُبُوراً)
ويَهتُفُ باسمِها - الطَّرَفُ الأغرُّ
ومَا نَبغِي عَنِ الحُسنَى بَديلاً
وفيها (رَوحُنا) وبِها (نُسرُّ)
دَمُ الإنسانِ أغلى مِن حُطامٍ
إذا ما رِيقَ - (بَخسـاً) - وهوَ هَـدْرُ
ولكنْ إن تَحَدتنا اللَّيالي
سَيُسْألُ مَن طَغى! (أينَ المَفرُّ)
وكَيفَ يَنامُ مُغتَصِبٌ أميناً
وكَيفَ يَنامُ مَوتورٌ؛ ووَتُرْ؟
(فَلسطِينٌ) تُباحُ، ولا تُفَدَّى
(حَديثُ الإِفْكِ) تَطِبيلٌ؛ وزَمْرُ
رُويداً - (قِسمَـةَ الضِيـزى) ومَهـلاً
فإنَّ (العَدلَ) لا يَمحُوهُ (جَوْرُ)
لَنَنتَصِفَنَّ (باسم اللهِ) يَوماً
ومِلءُ قُلُوبِنا -(حَقٌ) و (صَبْرُ)
(مُلُوكُ العُرْبِ) والأقطابُ مِنهم
(سَواسِيةٌ) وهُـم في الـرَّوعِ "قُطْـرُ"
(عناوينٌ) على جَيشٍ عَتيدٍ
وشَعبٍ لا يُضارُ ولا يَضَرُّ (2)
ولكن (وَحدَةً) و (الأمْنُ) فِيها
ولا عُدوانَ إلاَّ وهيَ (ثأرُ)
ومَا مِنْ أُمةٍ - إلا عَليها
ومِنها شَاهِدٌ؛ ولَها (هِزَبْرُ)
وأنتَ الهِندُ (فَلسَفةً) ووَعياً
وتَمثيلاً، ورأيُكَ مُستَقرُّ
فَقُلْ لِلعابِثينَ - وهُم (نَدَامَى)
قِفوا، وتَبَصَّـروا، واهْـدَوا، وقَـرُّوا
لكمْ بِدِياركمْ - ظِلٌ، ومَاءٌ
وبَينَ رُبوعِكُم - ثَمَدُّ، وقَطرُ
ودُونَ ذِمارِنا الدُّنيَا هَباءٌ
وعُقبَى المُعتَدي، كَمدٌ، ودَحرُ
رَبيبَ (الكَنجِ) (3) إني لَم أُحَبِّرْ
لَكَ (التَّرحيبَ) إلا وهوَ (شِعرُ)
وذلكَ أنَّني (بِلُغَاكَ) عَيٌّ
وتَعبيري بِغَيرِ (الضَّادِ) حَصرُ
عَلى أني أُحِلُّكَ في اغتِبَاطٍ
(مكانَكَ)، و (البَيـانُ) لَديـكَ سِحـرُ
وحَسبُكَ يا صَديـقَ العُـربِ، رَعيـاً
بأنَّ (سُعودَنا) لَكَ مِنه (أزرُ)
(سُعودٌ) إنَّه المَلكُ المُفدَّى
ومَن أفيَائِهِ (كَرَمٌ) و (بِرُّ) (4)
أثيلُ المَجدِ، والقِدحِ المُعلَّى
ومَن فيه تُحَلِقُ وهو (صَقرُ)
أثَابَكُ عَن كِفَاحِكَ ما ترَاهُ (5)
مِنَ الإِكبارِ، والشَّعبُ الأبَرُّ
وحَـدِّثْ منْ لَقيـتَ، ومـن تُلاقـي
بِمَا شَاهَدْتَهُ؛ وخَلاكَ سِرُّ
وأنَّ الشَّرْقَ صِنْوُ الغَربِ إلاَّ
إذا ما ضِيمَ؛ فَهوَ بِهِ يُذَرٌُ
وقُلْ للهِنْدِ، إنَّ العُرْبَ شَعبٌ
أبِيٌّ، والعُيونُ بِهِ تَقَرُّ
(بأجنِحَةٍ) تُزاحِمُ كُلَّ نَجْمٍ
و (ألْوِيَةٍ) تُرَفـرِفُ، وهْـيَ (خُضْـرُ)
وتَعتزُّ (الحَضارةُ) فيهِ، حَتَّى
لتَحْسَبُهَا خَيالاً - وهْيَ بَهْرُ
(مشاريعٌ)؛ وتَصْنِيعٌ؛ وكَدْحٌ
وكُلُّ أدِيمِهِ - ذَهَبٌ؛ وتِبْرُ
وأنَّ الكونَ طالِعُهُ "سُعودٌ"
وأنَّ كِفَاحَنَا ظَفَرٌ؛ ونَصْرُ
وخيرُ النَّاسِ أنْفَعُهُمْ؛ ومَهْمَا
تَداعى (القاسِطـونَ) فأنْـتَ (نَهْـرُو)
جدة في 22/2/1376هـ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :409  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 282 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج