تَجلّى "مُحيّـاهُ" – وباليُمـن طائِـرُهْ |
"مليكٌ" إليه الشَّعـبُ تمشـي معابِـرُهْ |
"سعودٌ" وهـل إلاّ "سعـودٌ" هُتافُنـا |
إذا ما استهلَّـتْ كالغـوادي بَشائِـرهُ |
هو "العاهلُ" المحبوبُ، والقـادمُ الـذي |
تُسامرُ أفـواجُ "الحَجيـجِ" سَواهِـرهُ |
فما غَمَضتْ "عينٌ" لـه دونَ أن يُـرَى |
لها قُـرّةٌ - من كـلِّ شـيءٍ يُناظِـرُه |
ولا شَغَلتْهُ "المُعضِلاتُ" مُلِحَّةً |
من "الوَفْدِ" يَسْتَهـدي بـه ويُـزاوِرُه |
تَجشَّمَ بالأَعباءِ - وهي ثقيلةٌ |
مَراتيبُها - ليلٌ تَمطَّى دَياجِرُه |
ولكنّه باللهِ - وهو مُعينُه |
محيطٌ بِها -يَرنـو لهـا- وتُحـاذِرُه |
طويلُ نِجـادِ السَّيـفِ، أكـبرُ هَمِّـهِ |
كريمٌ يُواسي أو عظيمٌ يُناصرُهْ |
فما حـاقَ يومـاً بالعروبـةِ حـادثٌ |
ونادَتْهُ - إلاّ فـاضَ كالبحـرِ زاخِـرُه |
ولا ارْتَمَضَ الإسلامُ في أيِّ بقعةٍ |
من الأرضِ إلاّ أنقذَتْها بَصائِرُه |
وهَيهات نحصي الفَضْلَ مـن حَسناتِـهِ |
فكلُّ امرءٍ -لا شكَّ- في الناس شاكِرُه |
وهل تَجحدُ الدنيـا (أياديـه) بعدمـا |
تَهادَتْ بَواديـهِ -بهـا- وحواضِـرُه؟ |
تَمَثَّلُ (أطْيافـاً) – وتبـدو (حقيقـةً) |
وتشدو بها أمجادُهُ - ومفاخِرُه |
فللَّهِ ما أَبْقى!! وفي اللهِ بَذْلُهُ |
و (إيثـارُهُ) في كـلِّ ما هـوَ ذاخِـرُهُ |
تَصَبَّاهُ تَخْليدُ "المأثرِ" وابتَغَى |
بذلك وجْهَ اللهِ - وهو يُؤازِرُه |
أَمولايَ يَهنيكَ (القدومُ) لقُرْبةٍ |
هي "الحجُّ" سالَتْ بالبِطـاحِ ضَوامِـرُه |
كدأْبِكَ في (الطّاعاتِ) فرضـاً، وسُنَّـةً |
وفي كُـلّ ما تُعْـنى بـهِ – وتبُـادِرُه |
ومَآحـى لكَ الآفـاقُ تَغتَـرُّ غبطـةً |
وتَمحْضُكَ الحبَّ الـذي أنت بـاذِرُه |
نَما - وكأنَّ (الحـبَّ) منـه سَنابِـلٌ |
بعطْفِكَ – والغيـثُ المُلِـثُّ مَواطِـرُه |
تَعبَّدْتَهُ - حتى اطمأَنَّتْ غُروسُهُ |
وطابتْ مَجانيهِ، ورَفَّتْ أَزاهِرُه |
كأنَّ قلوبَ الشعبِ حـولكَ (هالـةٌ) |
إذا بكَ حَفَّـتْ بالعشـيِّ – جماهِـرُه |
تكادُ بها الأَشواقُ – تلقاكَ في الـرُّؤى |
حَنيناً وتَأْذيناً بما أنتَ ضامِرُه |
أبا الشعبِ، حَسبُ الشعبِ أنك "تاجُهُ" |
وأَنَّك (راعيهِ) - وأنَّك "آمِرهُ" |
بكَ اللهُ (وَقَّاهُ) الشرورَ بهَدَيْهِ |
و (لَقَّاهُ) في الخَيراتِ ما هو (صابِـرُه)
(1)
|
وفيـك ارْتَقـى بـينَ المَمالِك (ذُرْوةً) |
تَباهى بها مَـن كـان يومـاً يُكابِـرهُ |
وكان جديراً بالـذي هـو (طامـحٌ) |
إليه، بِماضيـهِ الـذي هـو حاضِـرُه |
ومن كـان في آلاء (عصـرِكَ) شِعـرُهُ |
فَأَحْرِ بهِ مـن كـلِّ بحـرٍ – جَواهِـرُه |
وما أنا بالمُزْجي إليكَ ثَناءَهُ |
ولكنَّه "وحيُ الخلودِ" أُسايِرُه |
فَهَبْنيَ منكَ الصَفْوَ إنّي مُقصِّرٌ |
ولو أنَّ شعري شَيَّبتْني سَوائِرُه |
وعِشْ موئِلاً للمسلمـينَ – وللهـدُى |
و "للأملِ المنشـودِ"، حظُّـكَ باهِـرُه |
ولا بَرِحَ "التاريخُ" فيـكَ "مُذهَّبـاً"
(2)
|
صحائفُهُ - مَزهُوَّةٌ - ومَنابِرُه |