ممن القصرُ (مُسبطرُّ) الجلالِ |
شامخُ العَّزِ مُشرقُ الإقبالِ |
ولِمن هذهِ الوفودُ اشرأبتْ |
ضافياتِ الولاءِ والآمالِ |
وإلى من تهافتَ الشعبُ يعدو |
هاتفاً في البُكورِ والآصالِ |
(للمُفدَّى) فداك له كلُّ فادٍ |
من (معدًّ) وكلُّ شأنٍ وقالِ |
للذي تَجتلي (العُروبةُ) فيه |
طلعةَ الشمسِ والضُّحى المثلالِ |
للعظيمِ الذي تجشَّمَ عِبئاً |
أيَّ عبءٍ ينوءُ بالأثقالِ |
لسعودٍ وهل على الأرضِ نِدٌّ |
(لسعودٍ) وهل له من مِثالِ |
(مَلِكٌ) شعبُهُ تمثَّل فيه |
عبقريُّ القوى شديدُ المِحالِ |
شَيَّدَ (العـرشَ) مـن قلـوبٍ تُناجـى |
فيه –بالنُّصحِ- زاخراتِ النهالِ |
خافقاتٍ بحُبَّهِ نابضاتٍ |
بولاءٍ يَفيضُ بالإجلالِ |
آمنتْ فيه أنَّه دونَ ريبٍ |
خيرُ راعٍ لها وأفضلُ والِ |
إنَّه نعمةٌ وهيهات منها |
كلُّ شُكرٍ وكلُّ شِعرٍ محالِ |
أيها (العَاهلُ) المُوفَقُ مَرحى |
لك نصرُ المهيمنِ المُتعالي |
رغمَ أنـفِ الخُطـوبِ وهـي تَغشّـى |
كالحاتٍ الوجوهِ ذاتِ انسلالِ |
خضتَ أحشاءَها وغادرتَ منها |
أيَّ شِلوٍ مُمزَّقِ الأوصالِ |
حيثُ تَدعو بك (الأناة) ملياً |
للهُدى المستبينِ لا لِلضلالِ |
وتصدُّ العدوَ عُذراً ونُذراً |
ثم تُصليهِ نارَه بالنَّصالِ |
إنَّ وعيَ الشعـوبِ أضحـى مُحيطـاً |
بقُساةِ القلوبِ والأغلالِ |
أزفتْ ساعةُ الخلاصِ ولمَّا |
يحذر القاسطونَ قهرَ الرَّجالِ |
خابَ ظـنُّ الظَّنـين إذ هـو يَهـذي |
بالتباريح أو بزُور المَقالِ |
لا تطيبُ الحياةُ إلا لشعبٍ |
يتقاضى حقوقَهُ بالصِقالِ |
(وإذا لم يكنْ من الموتِ بُدُّ) |
كان فَرضاً تقحُّمُ الآجالِ |
يا طويلَ النِجادِ طُوباكَ فيما |
أنت صممـتَ مـن سـري الفِعـالِ |
لك ما شئتَ من كتائبِ (شكـري)
(2)
|
ولك النيلُ فيلقٌ في (جمالِ)
(3)
|
ما همـا في الحِفـاظِ شخصـينِ لكـنْ |
(مُوكبَ) البعـثِ وارفـاً بالظـلالِ |
(مصـرُ والشـامُ) كلُّهـا لك جيـشٌ |
مِثلما أنت ذخرُها في النَّضالِ |
مصرُ مِنَّا ونحن مِنها سواءٌ |
في الوغَى في السَّلاح في الآمالِ |
أكرمتْ فيك (عَاهلاً عَربياً) |
مَجَّدتْه (شواهدُ الأعمالِ) |
دُمِغَ الباطلُ الزهزقُ بحقٍ |
أينما عاثَ في ثيابِ الضَّلالِ |
ووفاءُ الحِفاظِ من كل مَكرٍ |
وخداعٍ مقنعٍ وابتدالِ |
فاستعزَّتْ بِكَ (الكِنانةُ) جَذلى |
بمُحيَّاكَ يا ضُحًى كلَّ فالِ |
وأباحتْك كلَّ قلبٍ وعينٍ |
وازدهتْ فيك (بالمليكِ المِثالي) |
في جِوارِ (الفسطـاطِ) والأفـقُ طلـقٌ |
جمعَ اللهُ شملنَا في اتصالِ |
وأنارَ الأقطابَ فيه سبيلاً |
مستقيماً ومحَّصوا كُلُّ بالِ |
وأذاعَ (الأثيرُ) ومَضاً وبَرقاً |
بعضَ ما أعلنوه في إمهالِ |
وأزاحوا عن (العُروبة) غمّاً |
كادَ يُفضي بهِ إلى الإمحالِ |
إيه يا صاحبَ الجلالة إني |
لأزُفُّ القَصيدَ وحيَ الخيالِ |
بل أرى أمةً تُحلَّقُ سرباً |
بعدَ سربٍ وتنبري للمعالي |
تتبارى إلى الصَّفاحِ ولولا |
زَجرُكَ الحـقُّ أرخَصَـتْ كُـلُّ غَـالِ |
شعبُك اليومَ بالعزائمِ أمضى |
بك حَداً من الظُّبى والعَوالي |
مرةَ يَنقَضُّ كالصواعِق زَجراً |
ويَخوضُ الغِمارَ دونَ كلالِ |
يَحسَبُ (العابثونَ) هذا غُلوّاً |
يا كفى (المؤمنين) شرَّ القِتالِ |
وما يبالي الحتوفَ في الله إلا |
جاحداً بالخُلودِ بعدَ المآلِ |
نحن للحربِ والسلامَِ جنودٌ |
طَوعَ أمرِ المُتوَّجِ الرَّئبالِ |
حسبُنا اللهُ وحدَه وإليه |
يَرجعُ الأمرُ كُلُّه في امتثالِ |
وإذا الشِعرُ لم يكنْ من شُعورٍ |
كان ضرباً من الهراءِ المُذالِ |
أيُّها العُـربُ مـن (شواطـئِ فـاسٍ) |
وإلى (أيلةٍ وسِيفِ أُورالِ) |
اجمِعوا أمرَكُمْ وحلوا حبِاكُم |
واحفظوا اللهَ في (التُّراثِ الغَالي) |
وأستعينو بِربَّكُمْ واستجيبوا |
(لدُعاءِ الرَّسولِ) يومَ النِزالِ |
ما تُقاسُ الحياةُ شِبراً وفِتراً |
لا ولا حِقبةً من الأجيالِ |
الحياةُ (الإبـاءُ) لا الضيـمُ فاسخـوا |
دونَه بالنُّفوسِ والأموالِ |
نشكرُ اللهَ في (سُعودٍ) على ما |
هو يُسديهِ من حِجًى ونَوالِ |
شيَّدَ (المَسجدينِ) في اللهِ تبراً |
وحَمى (الوافدينَ) بينَ الرَّجالِ |
وانتشى الشرقُ في مَجاليهِ حتى |
بَهرَ الغربَ والعُصورَ الخَوالي |
أيَّدَ اللهُ مُلكَهُ وحَماهُ |
وله النَّصرُ والمُقامُ العالي |