شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
فخار الجيش (1)
(المجْدُ) وَ (الفخْرُ) وَ (التَّاريخُ) وَ (الأدَبُ)
ما يَعْرِضُ "الجيْشُ" لا ما تَسْرُدُ "الكُتُبُ"
مَرْحَى لَكَ "العَلَمُ" الخَفَّاقُ" مُطْبِقَةً
بهِ "التَّنَائِفُ" و "الأمْواجُ" و "السُّحُبُ"
كأنَّما الأرضُ مُدَّتْ مِنْ كَتائِبهِ
أو السَّمآءُ تَهاوَتْ دُونَها الشُّهُبُ
مِنَ كُلَّ أرْوعَ يَخْشَى المَوْتُ صَيْحَتَهُ
ومِنْ بُطُولَتِهِ (الآجالُ) تَحتَجِبُ
خَاضَ الوَغَى وهْيَ "بُرْكانٌ" و "زَلْزَلَةٌ"
واشْتفَّها؛ وهْيَ شَهْدٌ؛ أو هي الحبَبُ
مِنَ الأُولَى اقْتَحَمُوا الأَطْوادَ شامِخَةً
مِنْ جانِبَيْكَ؛ وما وَلَّوْا؛ ومَا ارْتَهَبُوا
أَحَبُّ أشْبَالِهِمْ - فيهِمْ - وأكرَمُهُمْ
مِنْ يفْتَدي "الوطَنَ الغالي" ويَقترِبُ!
"فَيالِقٌ" أنت مِنْ أكبادها شَغَفٌ
وأنْتَ منها "الضُّحَى" و "الزَّندُ" و "العَقَبُ"
ضاءَتْ بِهِمْ في الدَّيَاجي كُلُّ مَعركةٍ
(عرآؤهَا) بالدَّمِ المَوَّارِ - يَعتَشِبُ
كَدأبِهِمْ كُلَّمَا انقضَّتْ "فياصِلُهُمْ"
وأينمَا يمَّمُوا؛ أوْ حَيْثُمَا - وثَبُوا
توارثوا المْجدَ أجيالاً مُسلْسَلَةً
ومَا انثَنَوْا دُونَهُ - يوماً - ولا انقَلَبوا
وآمنوا أنَّمَا (الدُّنْيا) بِرُمَّتِها
وسيلَةُ (الدَّينِ), وهْيَ الكَدحُ؛ والدَّأَبُ
وأنَّ كُلَّ بقاءٍ - لا تُشيَّدُهُ
بيضُ الصَّوارِمِ؛ زَعمٌ كلُّه الكَذِبُ
فَأقْبلوا مِنْ وَرآءِ البِيدِ ألْوِيَةً
كَمَا تَلاطَمَ - في آذِيِّهِ - العَبَبُ
صَدًى لتكْبِيرِهِمْ في كُلَّ غَاشِيَةٍ
ما تَعْصِفُ الرِّيحُ؛ أو تَقْصِفُ القُضُبُ
مَشَى بآبائِهِمْ (عبْدُ العزيزِ) على
هامِ السِماكِ؟ وَهُمْ أبْناؤُكَ النُّحُبُ!!
يا قائدَ الجيْشِ؛ تَنْدَكُّ (الجِبالُ) بِهِ
و الأرضُ ترجُفُ؛ والأهْوَالُ تصْطَخِبُ
كَفَى "بتاريخِكَ الوضَّآءِ" مِنْ مثَلٍ!
لِلمُقْتَدِينَ! ومَنْ يَعْلو بِهِ النَّسَبُ
يَنشُو "البَنُونَ" عَلى ماكانَ والِدُهُمْ
وفي "السُّعودي" بالمنْصُورِ نقْتَضِبُ
كأنَّهُمْ بين آسادِ الشَّرى ألَقٌ
شُعَاعُهُ بكَ مَوْصُولٌ؛ ومُكْتَسَبُ!!
هُمُو الأعِزَّةُ؛ والأيمَانُ تَضْحِيَةٌ
لا فِضَّةٌ هُوَ - في الجُلَّى - ولا ذَهَبُ!!
وإنَّما الشَّعْبُ؛ ما ضَمَّتْ مَعَاقِلُهُ
من الكُماةِ؛ وما كالصَرْصَرِ الخَبَبُ!!
إنَّ "القويَّ" مُوقًّىً؛ والضعيفَ لَقًى
وليس يُجدي معَ الصَمْصَامةِ الشَّغَبُ!!
ومَا الشَّفِيقُ الَّذي يَحْنُو بِفلذَتِه
بَل الشَّفيقُ الذي يَقسو؛ ويَنْتَجِبُ!!
ولا الشَّبابُ الذي يُحْمى العرينُ بِهِ
كَمَنْ تَمِيسُ بِهِ أبْرادُهُ القُشُبُ!!
هَيْهاتَ؛ ما المْجدُ إلا كُلُّ سَابِغَةٍ
ولا البَصائرُ؛ إلا الحِذْرُ؛ والأُهْبُ
لا نأمَةٌ - من قَيَاثيرٍ - مُرجَعَةٌ
ولا شَقَاشِقُ مِنْ هَزْلٍ؛ ولا لَعِبُ
"هَدْيُ النَّبيَّ" وفيهِ السَّيْفُ مُنْجَرِدٌ
والجيشُ محتَشِدٌ؛ و "الفتحُ" مُقتَرِبُ!!
طُوبى (لِمصْرَ) وما أحْيتْ ومَا ارتَجَعتْ
مِن الحقوقِ، ولا بَدعٌ، ولا عَجَبٌ!!
تَمسكَتْ بِهُدى "الفُرقانِ" واعْتَصمتْ
باللهِ؛ وانتفَضَتْ مِن جَذرِها الهُضُبُ!!
ومَا وَنَتْ في (الجَلاءِ) الحَقِ تَنشُدُهُ
حَتى أُتيحَ لَها التَوفيقُ والغَلَبُ!!
ومَنْ أعدَّ عَتادَ الحَربِ؛ أرغَمَها
عَلى (السَّلامِ)؛ ومَنْ لم يَضرَ يُنتَهَبُ
يَا (صاحب التَاجِ) ما في الشعبِ قَاطبةً
إلا جنودُكَ والأرحاءُ تَحتَزبُ
وما لِمَنْ جَرَّ أذيالَ الصِبا (كسلاً)
إلا الخِضابُ إذا استشرى بِهِ الخُلبُ
وما أمسي كاليومِ!!كَانَ الأمسُ في سِنةٍ
واليومَ لا يرحمُ الغافلينَ مغتصبُ!!
لا بُدَّ لِلشعبِ من جَيشٍ يُدَجِجُهُ
(نسجُ الحَديدِ) ومِنه البَغي يرتَعبُ
وما السلاحُ كما قد كانَ من زردٍ
ولا هوَ الرُمحُ والمزراقُ! واليلَبُ؟؟!
لكنما هوض فوق الشمسِ "قاذِفةٌ"
وتَحتَ كُلِ شفيرٍ لِلعدَى لَهبُ
وليسَ للجَهلِ - بعد العِلمْ - مُتسعٌ
ولاَ لِذي مِريَةٍ بالناسِ مُحتَقَبُ
فانهَضْ بها (أُمةً) تَزهو (بعاهِلهَا)
فما لِغيرِك بِالإخلاصِ تَنجَذِبُ
وارْفعْ لَها كُلَّ "مِضمَارٍ" و "جامعَةٍ"
و "مَصْنعٍ" فيه للمُستَهْتِرِ العَطَبُ!!
وامْلأْ بِها "ثُكْناتِ الجيشِ" عَاليةً
بها المطامحُ؛ والأهدافُ؛ والرَّغَبُ
واستَفتِها؟ هل تَوَدُّ العَيشَ راغِدةً
وكُلُّ أسبابِهَا الأسجَاعُ؛ والخُطَبُ؟؟
كَلاَّ!! المَجدُ أطيافٌ مُجَنَّحةٌ
وإنما المَجدُ؛ هذا الجَحْفَلُ اللَّجِبُ!!
لَهْفي على مثلِهِ في كُلَّ (حاضِرةٍ)
وكُلَّ (بَاديةٍ) بالغيدِ تأتَشِبُ
هناكَ! أهتِفُ بالبشرى؛ وأسْكُبُها
من (أصْغَريَّ) ـ ترانيماً هي الطَّربُ!!
واللهُ يَشهَدُ أني ما ارْتَجزتُ بِها
إلا و "راووقُها" مِنْ مُهجَتي صَبَبُ
(بَائِيةٌ) لاَ "أبو تَمامَ" ثَقَّفها
ولا "ابنُ هانِىء" أمْلاهَا ولا الذَّرِبُ
لكنَّما هي أمشَاجي أُرَقرِقُها
في أمتي وبِلادي!! وهي تَنْتَصبُ
ما "للقَوافي" - ولا "للشعرِ" مِن جنفٍ
فيها!! ولكنَّها اللألاءُ تنسَكِبُ!!
مَزَجتُ فيها (شُعاعَ الشمسِ) أقبِسُه
مِن "المَليكِ" المُفدَّى؛ وهو يَحتَسِبُ
فَليَحْي لِلدينِ والدُّنيا؛ وطالِعُهُ
"سَعدُ السعُودِ" وفيه يُدْركُ الأَرَبُ
وليحْيَ فيصل للتمكينِ؛ ما انطَلقَتْ
(مواكُبُ الحَجِ)؛ أَو كَرَّتْ بَها الحِقبُ
ولْيحْيَ "مِشعَلُ" و "الجَيشُ" المُدلُّ بهِ
وكُلُّ مُستَبْسِلٍ في اللهِ يَرتَقِبُ
ولْتَحيَ كُلُّ بلادٍ أنتَ (قُرَّتَها)
ولْيَسعَدِ "الشَّرقُ" و "الإسلامُ" و "العَرَبُ"
 
طباعة

تعليق

 القراءات :338  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 264 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

وحي الصحراء

[صفحة من الأدب العصري في الحجاز: 1983]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج