(المجْدُ) وَ (الفخْرُ) وَ (التَّاريخُ) وَ (الأدَبُ) |
ما يَعْرِضُ "الجيْشُ" لا ما تَسْرُدُ "الكُتُبُ" |
مَرْحَى لَكَ "العَلَمُ" الخَفَّاقُ" مُطْبِقَةً |
بهِ "التَّنَائِفُ" و "الأمْواجُ" و "السُّحُبُ" |
كأنَّما الأرضُ مُدَّتْ مِنْ كَتائِبهِ |
أو السَّمآءُ تَهاوَتْ دُونَها الشُّهُبُ |
مِنَ كُلَّ أرْوعَ يَخْشَى المَوْتُ صَيْحَتَهُ |
ومِنْ بُطُولَتِهِ (الآجالُ) تَحتَجِبُ |
خَاضَ الوَغَى وهْيَ "بُرْكانٌ" و "زَلْزَلَةٌ" |
واشْتفَّها؛ وهْيَ شَهْدٌ؛ أو هي الحبَبُ |
مِنَ الأُولَى اقْتَحَمُوا الأَطْوادَ شامِخَةً |
مِنْ جانِبَيْكَ؛ وما وَلَّوْا؛ ومَا ارْتَهَبُوا |
أَحَبُّ أشْبَالِهِمْ - فيهِمْ - وأكرَمُهُمْ |
مِنْ يفْتَدي "الوطَنَ الغالي" ويَقترِبُ! |
"فَيالِقٌ" أنت مِنْ أكبادها شَغَفٌ |
وأنْتَ منها "الضُّحَى" و "الزَّندُ" و "العَقَبُ" |
ضاءَتْ بِهِمْ في الدَّيَاجي كُلُّ مَعركةٍ |
(عرآؤهَا) بالدَّمِ المَوَّارِ - يَعتَشِبُ |
كَدأبِهِمْ كُلَّمَا انقضَّتْ "فياصِلُهُمْ" |
وأينمَا يمَّمُوا؛ أوْ حَيْثُمَا - وثَبُوا |
توارثوا المْجدَ أجيالاً مُسلْسَلَةً |
ومَا انثَنَوْا دُونَهُ - يوماً - ولا انقَلَبوا |
وآمنوا أنَّمَا (الدُّنْيا) بِرُمَّتِها |
وسيلَةُ (الدَّينِ), وهْيَ الكَدحُ؛ والدَّأَبُ |
وأنَّ كُلَّ بقاءٍ - لا تُشيَّدُهُ |
بيضُ الصَّوارِمِ؛ زَعمٌ كلُّه الكَذِبُ |
فَأقْبلوا مِنْ وَرآءِ البِيدِ ألْوِيَةً |
كَمَا تَلاطَمَ - في آذِيِّهِ - العَبَبُ |
صَدًى لتكْبِيرِهِمْ في كُلَّ غَاشِيَةٍ |
ما تَعْصِفُ الرِّيحُ؛ أو تَقْصِفُ القُضُبُ |
مَشَى بآبائِهِمْ (عبْدُ العزيزِ) على |
هامِ السِماكِ؟ وَهُمْ أبْناؤُكَ النُّحُبُ!! |
يا قائدَ الجيْشِ؛ تَنْدَكُّ (الجِبالُ) بِهِ |
و الأرضُ ترجُفُ؛ والأهْوَالُ تصْطَخِبُ |
كَفَى "بتاريخِكَ الوضَّآءِ" مِنْ مثَلٍ! |
لِلمُقْتَدِينَ! ومَنْ يَعْلو بِهِ النَّسَبُ |
يَنشُو "البَنُونَ" عَلى ماكانَ والِدُهُمْ |
وفي "السُّعودي" بالمنْصُورِ نقْتَضِبُ |
كأنَّهُمْ بين آسادِ الشَّرى ألَقٌ |
شُعَاعُهُ بكَ مَوْصُولٌ؛ ومُكْتَسَبُ!! |
هُمُو الأعِزَّةُ؛ والأيمَانُ تَضْحِيَةٌ |
لا فِضَّةٌ هُوَ - في الجُلَّى - ولا ذَهَبُ!! |
وإنَّما الشَّعْبُ؛ ما ضَمَّتْ مَعَاقِلُهُ |
من الكُماةِ؛ وما كالصَرْصَرِ الخَبَبُ!! |
إنَّ "القويَّ" مُوقًّىً؛ والضعيفَ لَقًى |
وليس يُجدي معَ الصَمْصَامةِ الشَّغَبُ!! |
ومَا الشَّفِيقُ الَّذي يَحْنُو بِفلذَتِه |
بَل الشَّفيقُ الذي يَقسو؛ ويَنْتَجِبُ!! |
ولا الشَّبابُ الذي يُحْمى العرينُ بِهِ |
كَمَنْ تَمِيسُ بِهِ أبْرادُهُ القُشُبُ!! |
هَيْهاتَ؛ ما المْجدُ إلا كُلُّ سَابِغَةٍ |
ولا البَصائرُ؛ إلا الحِذْرُ؛ والأُهْبُ |
لا نأمَةٌ - من قَيَاثيرٍ - مُرجَعَةٌ |
ولا شَقَاشِقُ مِنْ هَزْلٍ؛ ولا لَعِبُ |
"هَدْيُ النَّبيَّ" وفيهِ السَّيْفُ مُنْجَرِدٌ |
والجيشُ محتَشِدٌ؛ و "الفتحُ" مُقتَرِبُ!! |
طُوبى (لِمصْرَ) وما أحْيتْ ومَا ارتَجَعتْ |
مِن الحقوقِ، ولا بَدعٌ، ولا عَجَبٌ!! |
تَمسكَتْ بِهُدى "الفُرقانِ" واعْتَصمتْ |
باللهِ؛ وانتفَضَتْ مِن جَذرِها الهُضُبُ!! |
ومَا وَنَتْ في (الجَلاءِ) الحَقِ تَنشُدُهُ |
حَتى أُتيحَ لَها التَوفيقُ والغَلَبُ!! |
ومَنْ أعدَّ عَتادَ الحَربِ؛ أرغَمَها |
عَلى (السَّلامِ)؛ ومَنْ لم يَضرَ يُنتَهَبُ |
يَا (صاحب التَاجِ) ما في الشعبِ قَاطبةً |
إلا جنودُكَ والأرحاءُ تَحتَزبُ |
وما لِمَنْ جَرَّ أذيالَ الصِبا (كسلاً) |
إلا الخِضابُ إذا استشرى بِهِ الخُلبُ |
وما أمسي كاليومِ!!كَانَ الأمسُ في سِنةٍ |
واليومَ لا يرحمُ الغافلينَ مغتصبُ!! |
لا بُدَّ لِلشعبِ من جَيشٍ يُدَجِجُهُ |
(نسجُ الحَديدِ) ومِنه البَغي يرتَعبُ |
وما السلاحُ كما قد كانَ من زردٍ |
ولا هوَ الرُمحُ والمزراقُ! واليلَبُ؟؟! |
لكنما هوض فوق الشمسِ "قاذِفةٌ" |
وتَحتَ كُلِ شفيرٍ لِلعدَى لَهبُ |
وليسَ للجَهلِ - بعد العِلمْ - مُتسعٌ |
ولاَ لِذي مِريَةٍ بالناسِ مُحتَقَبُ |
فانهَضْ بها (أُمةً) تَزهو (بعاهِلهَا) |
فما لِغيرِك بِالإخلاصِ تَنجَذِبُ |
وارْفعْ لَها كُلَّ "مِضمَارٍ" و "جامعَةٍ" |
و "مَصْنعٍ" فيه للمُستَهْتِرِ العَطَبُ!! |
وامْلأْ بِها "ثُكْناتِ الجيشِ" عَاليةً |
بها المطامحُ؛ والأهدافُ؛ والرَّغَبُ |
واستَفتِها؟ هل تَوَدُّ العَيشَ راغِدةً |
وكُلُّ أسبابِهَا الأسجَاعُ؛ والخُطَبُ؟؟ |
كَلاَّ!! المَجدُ أطيافٌ مُجَنَّحةٌ |
وإنما المَجدُ؛ هذا الجَحْفَلُ اللَّجِبُ!! |
لَهْفي على مثلِهِ في كُلَّ (حاضِرةٍ) |
وكُلَّ (بَاديةٍ) بالغيدِ تأتَشِبُ |
هناكَ! أهتِفُ بالبشرى؛ وأسْكُبُها |
من (أصْغَريَّ) ـ ترانيماً هي الطَّربُ!! |
واللهُ يَشهَدُ أني ما ارْتَجزتُ بِها |
إلا و "راووقُها" مِنْ مُهجَتي صَبَبُ |
(بَائِيةٌ) لاَ "أبو تَمامَ" ثَقَّفها |
ولا "ابنُ هانِىء" أمْلاهَا ولا الذَّرِبُ |
لكنَّما هي أمشَاجي أُرَقرِقُها |
في أمتي وبِلادي!! وهي تَنْتَصبُ |
ما "للقَوافي" - ولا "للشعرِ" مِن جنفٍ |
فيها!! ولكنَّها اللألاءُ تنسَكِبُ!! |
مَزَجتُ فيها (شُعاعَ الشمسِ) أقبِسُه |
مِن "المَليكِ" المُفدَّى؛ وهو يَحتَسِبُ |
فَليَحْي لِلدينِ والدُّنيا؛ وطالِعُهُ |
"سَعدُ السعُودِ" وفيه يُدْركُ الأَرَبُ |
وليحْيَ فيصل للتمكينِ؛ ما انطَلقَتْ |
(مواكُبُ الحَجِ)؛ أَو كَرَّتْ بَها الحِقبُ |
ولْيحْيَ "مِشعَلُ" و "الجَيشُ" المُدلُّ بهِ |
وكُلُّ مُستَبْسِلٍ في اللهِ يَرتَقِبُ |
ولْتَحيَ كُلُّ بلادٍ أنتَ (قُرَّتَها) |
ولْيَسعَدِ "الشَّرقُ" و "الإسلامُ" و "العَرَبُ" |