تجاوبَ الشرقُ فاصدعْ أيُّها (الفَلَكُ) |
وأشْرقَ الشَّعبُ فاسطعْ أيُّها المَلِكُ |
رنتْ إليك عُيونٌ أنت قُرَّتَهَا |
ما إنْ يُلمُّ بها في نُورِكَ الحَلَكُ |
كأنَّما كلُّ قلبٍ أنت غِبطتُه |
يشتفُّ بالحُبِ إخلاصاً وينهمِكُ |
فاعجبْ لها أمةً تلقاكَ ظامِئَةً |
إليكَ - ريَّانةً - أشواقُها نَهَكُ |
أشرقتَ بالتاجِ تَحكي الشمسَ هالتهُ |
فوقَ الفِجاجِ على أرجائِها المَلكُ |
تُزجي المواكبَ أمجاداً عواتقُها |
بالعبءِ ناهضةً يحدو بها الفَلَكُ |
كانت وراءَ سُجوفِ الغيبِ خَافيةً |
واليومَ يحسَبُهَا الراؤونَ تشتبِكُ |
مآثرٌ لك جلَّ اللهُ مانِحُها |
من دُونها خَفَراتُ الشِعرِ تنتهكُ |
يُثني عليك الهُدى لَجَّتْ منابِرُه |
بكلَّ صَالحةٍ في الشعبِ تَعتبِكُ |
أرغدتَه فاعتنى باللهِ وانطلقتْ |
بهِ المَناكبُ صَفاً وهي تَحتركُ |
أهدافُهُ بك في الإصلاحِ دَانيةٌ |
ونصحهُ لك بالفِردَوْسِ يَحتنكُ |
نيطتْ براحتِك اليُمنى مَصائِرُهُ |
والأرضُ تَرجُفُ والأهواءُ ترتبِكُ |
وشِدْتَ أساسَه بالعلمِ فارتفعت |
بالطامحينَ فلاحاً أينما سَلكوا |
يغدو مع الفَجرِ يبني ما تُؤثله |
وتَستبينُ له الآفاقُ والسِكَكُ |
إذا الملوكُ ازدهوا بالعَرشِ واحتجبوا |
فإنَّ شعبَكَ فيك البَحرُ والسَّمكُ |
دروعُهُ بهُدي إيمانِه وزر |
ونصرُه بظُبى توحيدِه وَشَكُ |
يستهلُّ الصَّعبَ باسمِ اللهِ مُقتحماً |
ضَنكَ الحُتوفِ وبالأهوالِ يَعترِكُ |
ويقتدي بك تَصميماً وتزكيةً |
وحيثُ وجَّهتَهُ يمضي ويَشترِكُ |
خولتَهُ كُلَّ ما أوتيتَ من مِننٍ |
ولم تَزلْ فيه (بالإيثارِ) تَمنلِكُ |
عَزَّتْ ربيعةُ واعتزتْ بها مُضرُ |
بالتاجِ في فَرقِكَ الوضَّاحِ يَحتَبِكُ |
هي الحياةُ فإما أنْ تكونَ بِنا |
وَرداً جنياً وإما أننا الحَسَكُ |
والخالدونَ ولاةُ الحقَّ ما اعتصموا |
باللهِ واتصفوا بالعَدلِ وامتسكوا |
وفي سعودٍ حُدودُ اللهِ قاصمة |
إن زاغَ منهتِكٌ أو زَلَّ مُنتَهِكُ |
عرشٌ على الدينِ مَمدودٌ سُرادِقُهُ |
ومن يُماري بهِ في اللهِ ينتَبِكُ |
تعلو مشارفُهُ من كُلَّ مُطَّلِعٍ |
وليس يُثنيهِ عن دَاعيهِ مُؤتَفِكُ |
مَولاي تلك إعجاباً وفيك هَوى |
إِليك تهفو وفي التَّكريمِ تُدَّرَكُ |
مَلأتَها بِك إعجاباً وفيك هَوًى |
حتى تَكادُ بها الأرجاءُ تَنسِلكُ |
إني اكتشفتُ طويلَ العُمرِ من كَثبٍ |
هذا الذي لك في الخرطومِ يبتَركُ |
فما اسمتعتَ إليهم في مُحادثةٍ |
إلا وأنت الربيعُ الطلقُ ما اتسبكوا |
كلَّ بشأواك صَبٌّ هَاتفٌ لَهِجٌ |
جمُّ الوَلاءِ وبالتأييدِ مُنعَتِكُ |
هناك آمنتَ فيهم أنهم مَثلٌ |
هو الطُّموحُ وأنَّ الصَّرحَ ينعمِكَ |
ما ظنُّهُمْ بك إلا أنْ تُناصِرَهُمْ |
وفي العُروبةِ ما آلوا ولا ارتبكوا |
تمثَّلوكَ الضُّحى والدَّجُن مُعتكِرٌ |
والدوحُ مُنهمِرٌ والقَرحُ مُنسَفِكُ |
ورتَّلوا الشُكرَ أنْ ليتَ دعوتَهم |
إذ هُم بنوكَ وإنْ هُم في النُّهى اشتبكوا |
محَّضْتَهُمْ عنك يا مولاي مَألكة |
كأنَّها من جبينِ الصُّبحِ تنسبِكُ |
هي الإِخاءُ مَتيناً لا تُزلزِلُهُ |
هُوجُ الرَّياحِ ولا يَلوي بهِ النَّوَكُ |
لا فَرقَ فيه ولا تمييزَ في ملأٍ |
لكنَّما هو لابنِ النيلِ مُشتركُ |
ما مِصرُ عندَكِ والسُّودانُ في قَرنٍ |
إلا كنجدٍ وكلٌ في الحِمى فَدَكَ |
ولا دمشقُ سوى بَغدادَ مَنزِلَةً |
ولا تَعزُ سِوى لبنانَ والكَرْكُ |
إنا لنبرأُ يا مَحفوظُ من حَسدٍ |
إلا عليك إذا ما زمت الفلكُ |
لكِنَّما شَجُونا في مصرَ مُحتملٌ |
لأنَّها هي نحنُ الدارُ والدَّرَكُ |
إنَّ الكِنانةَ ذُخرُ الضادِ مِعقَلُها |
ونحن منها الصَّدى والرَّجعُ والنُسُكُ |
إذا تشكتْ شَكوْنا ما تُشاكُ بِهِ |
وإن هي ارتمضتْ لمْ يَعنُنا الضَّنَكُ |
لها البُشارةُ قد حُلَّتْ مَشاكِلُها |
وزالَ عنها بك التَّوهينُ والشِرْكُ |
وأنت ناصيةٌ للخيرِ مُشرقةٌ |
وأنت عُنوانث هذا الشرقِ والحَبكُ |
تطولُ أعناقُنا فخراً بعاهِلِنا |
والنيلُ تلقاءُه تمشي به المسكُ |
هُناك في مِصرَ يا مولاي جَامعةً |
لكنما أنت منها القلبُ لا الحَنكث |
ما رحَّبتْ بك دُنياها مُجاملة |
لكنَّما أنت منها القلبُ لا الحَنَكُ |
فليحفِظ اللهَ فيك العُربَ قاطبةً |
والمسلمينَ جميعاً أيُها المَلِكُ |
* * * |