(بِنعمةِ اللهِ) نَشدو (الحَمَد) ألحاناً |
وفي لِقائِك يَغدو الشَّعبُ جَذلانا |
وفيكَ (أمُّ القُرى) تَفترُّ مُشرقةً |
و (مَهبِطُ الوَحي) حُجَّاجاً، و(جِيرانا) |
وتَستهلُّ بكَ الآلاءُ مُغدِقةً |
على (البِطاحِ) ويهمي الغَيثُ هتَّانا |
ويشرَئبُ إليكَ "البيتُ" مُغتبطاً |
و "الحِجرُ" - و (الحَجَرُ) الملثومُ ظَمآنا |
كأنَّما كلَّ قلبٍ فيك - فرحتُه |
تراهُ في عينِ من يَفديكَ، (إنسانا)!! |
أّسديتَ للشَّعبِ ما تَعيا القرونُ بِهِ |
خيراً وبِراً، وتشييداً وعُمرانا |
ولم تزلْ فيه تبنى كُلَّ مُنهدِمٍ |
وترفعُ السَّمكَ، تثقيفاً وإحسانا |
وَيَشهدُ (الفَلكُ الدَّوارُ) كُلَّ غدٍ |
ما يُبهرُ الشمسَ والآفاقَ - أعنانا |
أنشأتَها (أمةً) أَزرى الشَتاتُ بها |
واغتالَها الجهلُ تمزيقاً وخُذلانا |
ومُذ تَوليتَها اعتزَّتْ بمنطَلقٍ |
طَلقٍ تَسربلَ (بالتَّوحيدِ) أجنانا |
يزهو به الدَّينُ - والدُّنيا تُمجِّدُهُ |
شرقا،ً وغرباً، وأقواماً وتِيجَانا |
تباكَرَ الشعبُ منه كلَّ وارفةٍ |
وكلَّ عارفة، كالروضِ أفنانا |
لا تنقضي ساعةٌ في اليومِ واحدةٌ |
إلا - وآثارُها - كالحَولِ تِبيانا |
آلى يَميناً ووفَّى في الهُدى قَسماً |
أن تَستجيبَ لهُ (الأهدافُ) إذعانا |
كانما قلبُه الخفَّاقُ ما اختلجتْ |
بهِ "العُروبةُ" آمالاً وأوطَانا |
بل خصَّهُ اللهُ بالشأوِ العَظيمِ فما |
يَلقى لَهُ النَّاسُ في (التاريخِ) - أَقرانا |
بوُدِّهِ أن يَرى "عَدنانَ" قاطبةً |
قي (وحدةٍ) تَصدعُ القُطبينِ سُلطانا |
وما عَسى يستطيعُ الشعرُ في (مَلكٍ) |
أضاءَ "فرقا" وأمضى الشرعَ "فُرقانا"؟! |
وحسبُنا اللهُ في (رهْطٍ) ذوى هَذَرٍ |
خرُّوا على غيَّهم صُما وعُميانا |
أعمتْ بصائِرَهُم - أهواؤهُم - سَفهاً |
وضلَّ عنهم سبيلُ الرُّشدِ خُسرانا |
لكنَّما (البعثُ) رأَى العينِ يقهَرُهُم |
نطحاً، ويبهرُهم صرحاً، وعِمدانا!! |
وما أحبَّ إلينا من هِدايتِهم |
وأنْ يكونوا على (الإصلاحِ) أَعوانا |
يا صاحبيَّ وراءَ (النيلِ) أو (بردى) |
ومن هُمو - نحن - أرواحاً وأبدانا |
إنَّ السبيلَ سبيلُ اللهِ فاستبقوا |
إليهِ عزماً وإقداماً، وإيمانا |
نموتُ ونَحيا في مُناجزةٍ |
على (الفراديسِ) أشياخاً، وفِتيانا |
ونرتضي فيه - ما يَرضاهُ - بارؤُنا |
قولاً وفعلاً، وإسراراً، وإعلاناً |
واللهُ بشَّرنا (وعداً) ينجّزَه |
مهما أطعنا، ولن نُحصيه شُكرانا |
طُوبى لنا "بسعودٍ" في مطالعهِ |
ومن به استَفتحَ "الإسلامَ" عنوانا |
(ملكٌ) به الشَّملُ بالتوفيقِ مجتمعٌ |
و (الحرثُ، والنسلُ) يزدادنِ ريعانا |
يأبى له اللهُ إلا كلَّ ناجحةٍ |
وكلَّ راجحةٍ، سعياً، وميزانا |
بنى فأعلى، وأغلى مجدَ أُمتهِ |
في العالمين، وكم أسدى وكم عانا |
فما ترى اليومَ غادٍ في (رعيَّتِهِ) |
إلا يلجُّ به حُباً وعِرفانا |
تكادُ مهجتُه تلقى بها يدُه |
إِليه، شكراً وإخلاصاً وبُرهانا |
وكلُّ ذي خَشيةٍ للهِ يمحَضُه |
نُصحاً، ويحمَدُهُ في اللهِ ربَّانا |
فليحفظِ اللهُ للإسلامِ ناصِرَه |
حِلاً ومُرتَحَلاً، أيَّانَ ما كانا |
ولنهنَ فيه بما يُرضيهِ، ما ائتلقتْ |
بهِ (الفِجاجُ) وجادَ الغيثُ (نُعمانا) |
* * * |