| ألسُنُ (البَحرِ) بالعَشِي تتكلم |
| أم هوَ (الموجُ) شادياً يترنَّمْ |
| ويكأني إليه أُصغي، وأُفضي |
| عنه في (الحفلِ) بالهزيجِ المُترجمْ |
| كل فضفاضةٍ الذيولِ اشترأبتْ |
| لك فيه، بثغرِهَا تتبسَّمْ |
| تنفثُ الدُّرَ كالثنايا، وتُزجي |
| كُلَّ عقدٍ من الثَّنَاءِ مُعظمْ |
| ما لِذا (الفلك) بالثُّريَّا مُضيءٌ |
| حَسْبُه (البدرُ) في (سُعودٍ) مُتممْ |
| (الدُّجى) صدعته بك صُبحٌ |
| و (الضُّحى) فيك ماطلعتَ مُجَسَّمْ |
| والرُبى حيث ما وطِئتَ (ربيعٌ) |
| عَرفهُ منكَ بالأريجِ - مُنعَّمْ |
| والأماسيُّ بهجةٌ، وحَبُورٌ |
| كُلُّ أُمسِيةٍ بها الشعبُ يَحلَمْ |
| ثَمُلتْ بالرؤى العُيُونُ فقرَّتْ |
| وهي بالرُّوحِ - والرَّيَاحينِ - تنعمْ |
| ما كأنَّ القُلوبَ إلا قِطارٌ |
| ناطَهُ اللهُ في يَديكَ (مُخطَّمْ) |
| كُلَّما استشرفتْ إليكَ مليّاً |
| شَفَّهَا الحُبُّ، والجَلالُ المُطهَّمْ |
| فهي تقفُوكَ وانياتٍ، وتَشْدُو |
| بك في سِرَّهَا المباحِ - وتزهُم |
| (أمةٌ) آمنتْ على (بينات) |
| أنَّها فيك، لا تُضامُ، وتَغتَمْ |
| أنت عنها (الضياءُ) في كل عينٍ |
| وهي منكَ (اللّواءُ) حيث تُيمَّمْ |
| ولك الشعبُ كُلُّهُ مستجيبٌ |
| وهي في إثركَ اللّهامُ العَرمْرمْ |
| يحتذى فيك (قائداً) عبقريا |
| ويُفديَّك طائعاً غيرَ مُرغم |
| إنما هَذِه المواكبُ تترى |
| (حظُّكَ المُشرقُ) الوطيدُ المثدعَّمْ |
| هو اللهُ في شِغافِكَ (دينٌ) |
| وهو للحقَّ في يمنِك (مخذمْ) |
| ليس بدعاً عليك هذا التَّسامي |
| وتَوَاصِيكَ (بالَّتي هي أَقوَمْ) |
| يحذرُ الذئبُ أن يَهُمَّ بِشاةٍ |
| ويَخافُ (القَصَّاصُ) إن هو الصمْ |
| ويَشِيعُ السَّلامُ، والعدلُ فيمن |
| أنت تَرعاهُ من فصيحٍ وأعجمْ |
| وتَخِرُّ الجبالُ هداً - إذا مَا |
| أرعَدَ الجيشُ بالكُماةِ ودَمْدَمْ |
| ويُناجيك في دياجيكَ وعيٌّ |
| صادرٌ واردٌ بما هو أحزَمْ |
| ولم تزلْ ترفعُ البِناءَ - وتُعلى |
| كُلَّ مجدٍ وتصطفي كُلَّ مَعْلَمْ |
| كُلُّ يومٍ به الشَّمس تَجرِي |
| بِِك إشعاعُهُ المضيءُ يقسم |
| والبوادي حَوَاضرٌ - والغَوادي |
| مرزماتٌ وكُلُّ خيرٍ مُعَمَّمْ |
| تلك آثارُكُم تَدُلُّ عليكُم |
| وهي (سِفرُ الخلودِ) مَهما تقدَّمْ |
| لم أكنْ شاعراً، وغثٍّ بياني |
| غيرَ أنّي - بِعصرِكُم - أنا مُلهَمْ |
| أَنت طوَّعتَ لي (القَوافي) حتى |
| لَكأني أجُوسُهَا - وهي مَنجَمْ |
| بالشبابِ الطَّموحِ، بالشَّعبِ يزكُو |
| بالظُّبَا البِيضِ، والعتادِ المُرَكَّمْ |
| فتخالُهَا (رَعابيبَ) تُجلى |
| وهي غَيداءُ ذاتُ قرطٍ، ومِعصمْ |
| (صورٌ) مِنْ بَعدُ بالأيادي اعترا فٌ |
| بالذي أنت دُونَهُ تَتَجشَّمْ |
| أسفرَ (الفجرُ) وهو فيكَ مُبينٌ |
| ومضى الشَّعبُ زاحفاً يَتقَحَّمْ |
| والتقى (المجدُ) طارفاً - وتليداً |
| بين بُرديك، وارتقى وتقدمْ |
| * * * |
| قد بَلونا الحياةَ - فهي زحَامٌ |
| وخصام، وقل من هو يرحم |
| فاتخذنا شِعارنا (عربياً) |
| من هدى الله والرسول المحكم |
| وانتهينا عن الخنا - والتمني |
| ومن (الظن) و (الحديث) المرحم |
| ومشينا وراءكم - فتوارى - |
| شبح الموت، والضلال المحطم |
| واستهل (الأثير) عنكم برجع |
| يرأب الصدع بالفعال المصمم |
| مِننٌ فيكَ من (أبيكَ) تَوالتْ |
| وبِها اعتزَّ - وارتَوى كُلُّ (عَيْلمِ) |
| هي من (سَعِيكَ المُوفَّقِ) تنمو |
| وهي في (شَخصِك الكريمِ) تُكَرَّمْ |
| أيّها البَحرُ - إنَّما (الفُلك) هذا |
| (فَلَكٌ) في السَّماءِ - والأرضِ يُعصَمْ |
| الهُدَى فيه والنَّدَى - يَتَهامى |
| وهوى (الضَّادِ) كُلُّهُ (يَتأقلَمْ) |
| فتباهى بمن عليك، ونافِس |
| مطلعَ الشَّمسِ - (بالسُّعودِ) المُعَظَّمْ |