شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
تحية الكميل (1)
مطالعُ المجدِ في أفياءِ (عدنان)
أم الطلائعُ من فِردوسِ (لبنانِ)
شعَّتْ ضياءً (روابينا) - وباكَرها
صوبَ الحيا وتهادى دَوحُها الحاني
واستقبلَ القصرُ (قِيلاً) في بُطولتِهِ
فَرْيُ العظيم ومجْلَىَّ كلَّ بُرهانِ
وأمةٌ في صياصِيها - محلقةً
بكلَّ أروعِ - موهوبٍ وفنانِ
تمثلتْ في مُحيَّا (الضيفِ) عن كَثَبٍ
وأقبلتُ في زُرافاتٍ ووحدانِ
مزهوةً بتراثٍ من (مفاخِرِها)
وشامخٍ من جِنانِ الخُلدِ ريانِ
مَرحى بها (زورةٌ) كالبُرءِ من سقمٍ
وكالنسائمِ - من روحٍ ورَيْحَانِ
في مسبحِ النورِ يستهوي (الكميلُ) بِهِ
"عبد العزيز" ويروي كُلَّ ظمآنٍ
حيَّاكَ طَلقاً وحيا فيك مغتبطاً
نضالَ شعبٍ عريقٍ - طامحٍ بانِ
من الأُولى اقتربتْ أنسابُهم أَلَقَا
إلى الجحاجحِ من طيَّ وثبيانِ
يا حبذا الشملُ - ملتفاً - وملتئماً
على دعائمَ - من حُبٍ - وأَركانِ
وحبذا (الوحدةُ الكبرى) معَوَّذَةً
من كُلَّ منخذلٍ عنها - وفتانِ
هي الوشائجُ - أعصاباً وأفئدةً
تمكنت بالدم المُستغزرِ القاني!
ندعو إليها - ونمضي دونَها قُدُماً
على سَواءٍ وتسديدٍ وإيمانِ
إنِي لأشهدُ (للفُصحى) منابِرَها
في (مدرة) من أساطينٍ وعمدان
واصطفى الشعرَ من رقراقِ (أخطلِكُمْ)
على (مثانيه) في (قِيثارهِ) الحاني
وما استَبحتُ لنفسي الشدوَ أُرسِلُه
لولا محاكاته - في غيرِ كُفرانِ
أصغيتُ فيه إلى رجعٍ (زمازمُه)
من (بازلٍ) خالدٍ لا هازلٍ فان
كأنما هو (نفحُ الطَّيبِ) يَعْقُبهُ
من نَسْجِ (ذي يزن) لا سَمط مَرجانِ
بمثله ازيّنت (أم اللغاتِ) - فما
أحظى (الأشم) به في الإنسِ والجانِ
يا صاحبَ المَحفلِ المشهودِ في (بلدٍ)
ما أنت من ساحةٍ إلا (بلبنانِ)
لك التحيةُ تُزجيها (الرياض) شذى
من (شعبِ يُعرَب) لا من (شعبِ بُوانِ)
في كلَّ طَرفةِ عينٍ - أنت مُكتشفٌ
معنًى من الودَّ موصولاً (بشريانِ)
نورٌ - ونورٌ - بك (الدهناءُ) يغمرُها
(نفحُ الخُزامِي) و (عَرفُ الرَّندِ والبانِ)
تبثُّكَ الشوقَ جذلى - وهي مُعجبةٌ
(بالعبقريةِ) في مَصاليتٍ وغِربانِ
مِمَّن بهمْ (جاءَ نصرُ الله) فاقتحموا
هامَ الجبابرَ من فُرسٍ ورُومانِ
الرافعونَ لِواءَ (الحقِ) معتلياً
والمنقذونَ الورى من كلَّ طُغيانِ
أحفادُ من أوطئوا الدنيا سنابكهم
وأرشدوا كُلَّ مُلتاثٍ وحيرانِ
هَا هُم أُلاءِ على إثرِ (المليكِ) مَشَوْا
(يوفونَ بالنذرِ) من شيبٍ وشبانِ
يستعذبونَ المنايا دونَ بُغيتِهِم
ولو تأججَ طُوفانٌ - ببركانِ
قد واصلوا السيرَ وانشقَّ الأديمُ بِهِم
من كُلَّ فجٍ وأخزوا كُلَّ شيطانِ
تبيَّنوا وابتنوا في غيرِ ما كللٍ
صَرحاً تسامقَ عن فنٍ وعمرانِ
فلستَ تُبصِرُ إلا (أُمةً) وثبتْ
إلى (الحياةِ) وإلاَّ كُلَّ ريعانِ
عصرية (الآلةِ الصمَّاءِ) راجفة
وللدّراسة فيه كل مذعانِ
لا بُد من (الإعداد) مرتهباً
و (قوةٍ) و (رباط) غير مختانِ
(صقرُ الجزيرةِ) أعلى من مكانَتِها
في العالَمينَ - على نورٍ وفُرقانِ
واجتثَّ منها جُذورَ الجهلِ - فانبعثتْ
إلى النجاةِ - وكانت نهبَ أضغانِ
سَما بها عن خُرافاتٍ وشَعوذةٍ
وعن شِقاق وتمزيقٍ وخُذلانِ
واستنَّ فيها سبيلَ (العِلم في دَأبٍ)
وفي سَخاءٍ وإيثارٍ وإحسانِ
"عبدُ العزيزِ" وحسبي أنَّهُ (مَلكٌ)
في مجدِهِ يتغنَّى كلُّ (حَسَّانِ)
إذا يمينُك يوماً صَافحتْ يَدَهُ
فذاك أنَّكُما في (الحبِ) صِنوانٍ
هيهات نفزعُ من ضيمِ - ومَفزَعُنا
اللهُ - ثم إلى المستقبلِ الراني
وما البقاءُ إذا مِتنا بِهِ (قهراً)
إلا الفناءُ - ولو عِشنا بأكفانِ
وما الممالكُ إلا ما تؤهله
لا زُخرفٌ من (تماثيلٍ) و (حِيطانِ)
هذا سعودُ وليُّ العهدِ - منطلِقٌ
يَحدو بأمَّته في كُلَّ مِيدانِ
يُحثُّها - ويُباريها - ويقدُمها
وتصطفيهِ وتَفديهِ بفلذانِ
لا يستقرُ به في الليلِ مضجَعُهُ
بما يُعنَّيه من شجوٍ وأشجانِ
يُبادرُ (الغدَ) والأعباءُ غاشيةٌ
وقد أُنيطتْ بهِ في سَفحِ (ثهلانِ)
فما تَزاوَرَ عنها - وهي (نارُ وغىً)
ولا تَخوَّضَها إلا بحُسبانِ
* * *
شفي بهِ الله في الإصلاحِ أُمَّتَهُ
فما تمجَّدهُ - إلا بشُكرانِ
(طَوْدٌ) من العَزمِ إِلاّ أنَّهُ (قَبسٌ)
من (رَّحمةِ اللهِ) في بِرٍ وتِحنَانِ
يا شعبَ لبنانَ يا فخرَ (الرئيس) بهِ
يهنيكَ فيه جلالُ الناهضِ الباني
عَظُمتَ شأواً بأقطابٍ غطارفةٍ
بهم شدوتُ وعنهم صُغتُ ألحاني
(عرائسُ الضادِ) في (عَبرَ المُحيطِ) لهم
تميسُ بالدَّلِ من سحرٍ وتِبيانِ
فيهم تجاوبَ في (المدسنَّ) مَنطِقُنا
واستعمَرُوه بأشياخٍ وفِتيانِ
ما صدَّهُمْ - دونَه - موجٌ ولا حَلَكٌ
وهم بأفلاكِهِ - أسرابُ عُقبانِ
كأنَّما (الشَّهدُ) يُجنى - من روائِعِهم
بما يُفيضونَ من وبلٍ وتهتان
لو أنَّ كُلّ بلادٍ في العُلى ارتكضتْ
وراءَ (لبنانَ) لم ترجحْ بميزانِ
كأنما اشتف (بالقُطبين) فانفتحتْ
له (العوالمُ) (من شطٍ) وشُطآنِ
(سفينةً) أنتَ في (الأنواءِ) قائدهُا
وأنت لا شكَّ فيها (خيرُ ربانِ)
فاملأ فؤادكَ يا (شمعونُ) من جَذَلٍ
بين السماطينِ من آسادِ خفانِ
واحلل على (الرَّحبِ) في بشرٍ وفي سَعَةٍ
وامرحْ كما شِئتَ في فىء وأفانِ
واستجلِ (حظَ بلادِ العُربِ) قاطبةً
في (عاهلٍ) لك منه أيَّما شانِ
يَحبُوكَ من قلبِهِ - ما أنت تَغرُسُهُ
من (المودةِ) في سرٍ وإعلانِ
ويستجيبُ إلى الدَّاعي يَبيبُ به
إلى (الحِفاظِ) ويُصلِي كلَّ عُدوانِ
(مواطنُ الضادِ) شَتَّى وهي (أوردةٌ)
لكنما هِي (رُوحٌ) بين جُثمانِ
سيانَ في ذلك (الأوطانُ) ما التمعتْ
بِها (الأسِنَّةُ) من بِيضٍ ومرانِ
في (مِصرَ) في (الشامِ) في (الأردن) في (يمنٍ)
وفي (ذُرى الأرزِ) في (نجدٍ) و (بغدانِ)
لا فرقَ ما بينَنَا إلا كمَا اتَّسقتْ
في كُلِّ ذي مُهجَةٍ في الرأسِ عينانِ
وما (ابنُ فيصلَ) عبدُ اللهِ مِنك سِوى
(عبدُ العزيزِ) يحييّ (ضيفَهُ) الهاني
قد نابَ عنهُ فما يألوكَ (تكرُمةً)
وأنتما في رُواق العَرشِ (شَعبانِ)
في (ذمةِ اللهِ) والتاريخِ (تضحية)
يغدو بِها (الغابُ) في عزٍ وسُلطانِ
وللخُلودِ وللذَّكرى - مدويَّةٍ
هذا اللِّقاءُ - الحبيبُ المشوقُ الداني
حيثُ (المنابرُ) حمدٌ (والضُّحى) رادٌ
و (الجيشُ) صفٌ وما في السَّعي من وانِ
كلٌّ إلى (فوجِهِ) يعدو ويسبقُه
ويشرئبُّ إلى أمجادِ (عدنانِ)
فلتُحمى (وحدتُنا) في ظلِ (قادتِنا)
وليهتفِ (الشرقُ) طُراً باسمِ (لبنانِ)
القصر الملكي - جدة 22 جمادى الأولى سنة 1372
 
طباعة

تعليق

 القراءات :385  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 252 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء

[الجزء الخامس - حياتي مع الجوع والحب والحرب: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج