شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
تحية "الباكستان" (1)
لكَ (القَبُولُ) وفيكَ الحَقَّ (يعتَمرُ)
والشَرْقُ يعتزُّ, و(الإسلامُ) يفتخِرُ
ما أنتَ إلاّ (جَناحٌ) بين أُمَّتِهِ
وأنت لا ريبَ مِنها السَّمعُ, والبصرُ
كأنما أنتَ (باكستانُ) شاخصةً
أو أنًَّها في حِجَاكَ, الشمسُ, والقمرُ
طوبى لك السعيُ - فيما قُمتَ تَرفَعُهُ
من (القَواعِدِ), والأضَاحُ, والغُررُ
شعبٌ هُنالك يَنموُ في تَطَوُّرِهِ
ويَعبُدُ اللَّهَ (إخباتاً) ويبتكرُ
مضى لغاياتِه - دَهراً - وفازَ بِها
حتَّى تناهى إليه الوِردُ, والصَّدرُ
سَبيلُهُ (الشَّرعٌُ) يستهدي به أبداً
فيما يُبيحُ, وما يَلقى, وما يَذَرُ
مُستمسِكاً (بكتابِ اللَّهِ) مقتفياً
(هُدى الرَّسُولِ) و (بالمعروف) يأتَمِرُ
أمدَّهُ اللَّهُ - بُرهاناً لقدرتِهِ
والأرضُ تربدُّ, والآفاقُ تَعتَكِرُ
كأنَّما هو للإسلامِ مِعقَلُهُ
وقد تمارَتْ بهذا (الكَوكبِ) النُّذُر
نِعمَ التَّلاقِي - و (بيتُ اللَّهِ) قِبلتُنَا
وقد تغشَّاكَ فيه (الحِجرُ) و (الحَجَرُ)
هي (الأُخوَّةُ) في الإيمانِ - لا زَغلٌ
يشُوبُها - غُصةً - كلاَّ - ولا غَرَرُ
(عبدَ العزيز) وقد حيَّاك (رائدُها)
وفيه عَزَّتْ (نِزارُ) واعتزت (مُضَرُ)
تَصَافَحَتْ بِكُما (الآمالُ) باسِمةً
وفيكما اجتمعَ (التَّوفيقُ) و (الظَّفَرُ)
فما يمينُكَ يُمناهُ - مِن كَثَبٍ
إلا (الفِداءُ) وإلا (الصَّارمُ) الذَّكرُ
مشى إليك (سعودٌ) في مَواكِبِهِ
وقد توافقَ فيك الخِيرةُ والخِيَرُ
وازدادَ فيك يقيناً لا يُخامِرُهُ
شَكٌّ بأنَّك منه (الصِنوُ) يُدَّخَرُ
وافترَّ حولَكَ (عبدُ اللهِ) مُحتفِلاً
والشعبُ قاطبةً، والبدوُ والحَضَرُ
يُمَجُدونَ (بلاداً) فيكَ ناهِضةً
و (أمَّةٌ) بضُحاها الغربُ ينبهرُ
شَتَّانَ في الأرضِ مَن يهوى (البَقاءَ) بها
رَغْمَ (الفناءِ) ومَن للبَعثِ ينتَظِرُ
لَنحنُ أجدَرُ (بالتَّمكينِ) نَملِكُهُ
لو أننا - يا أُولي الأبصارِ - نَعتبِرُ
إذن فقُربُنا - باللهِ عصمَتُنا
مهما دَجى الخْطبُ - والأهوالُ - تستعِرُ
ما في (الحياةِ) وإن أغرتْ زخارفُها
إلا (الكِفاحُ) وفيه يُبتلى البَشَرُ
وليس للخَلْقِ بُدٌّ مِن (مَصائرِهِمْ)
وما اقتضى فيهِم قَضَاءُ اللهِ والقَدَرُ
لكنَّما هِي أسبَابٌ، فمن ثَقُلتْ
بِهِ (الموازينُ) لم تَعبَثْ بِهِ الغِيَرُ
رحماكَ ربيَ - خوّلتَ الأولى احْتَسبُوا
للهِ ما هو في التَّارِيخِ مُستَطَرُ
دانتْ لَهُمْ (دُولٌ) واستسْلمتْ (أُمَمٌ)
وما لَهُم غيرَ ما بشَّرتَهم "وَزَرُ"
في "دَعوةِ الصِّدقِ" ما ألَّوا، وما ضَعُفُوا
ولا استكانوا، ولا هَابوا، ولا اندَحَروا
كأنَّما هُم غَداةَ الرَّوْعِ في حُلَلٍ
من سُندِسٍ أو كأنَّ الموتَ مُبستَرٍ
لا يؤثِرون عَلى "التَّوحيدِ" أنفُسَهُم
ويُؤثرون عَليها - وهي تحتضِرُ
أُولئكَ القومُ - ما كانوا ذَوي عَددٍ
كما نعدّ،ُ ويُحصى لنا (نَفَرُ)
وإنَّما الحَقُّ كُلَّ الحَقَّ - أنَّهموا
(وفُّوا بِما عَاهَدوا)، واختَانَنَا البَطَرُ
وأنَّهم (أخلصُوا الدَّينَ) واقتربوا
وأنَّنا (شَذَرٌ) من بعدهِمِ (مذرُ)
لَشُدَّ ما التَبستْ في النَّاسِ - واضْطَّربتْ
أمورُهُم - وتَفانَوْا - وهي (تَنْحَسِرُ)
لجَّتْ بِهِم في دَيَاجِيهم - غُوايتُهُمْ
مُستهزِئينَ - وفيهم - تُقدحُ (الكِبَرُ)
وما لَهُم من (نجاةٍ) غيرَ ما ائتلقتْ
بِهِ (المثاني)، وما جَاءتْ بِهِ (السُّوَرُ)
الله أكبرُ - والدُّنيا مُداوَلَةٌ
وما لَنا غيرَ شَرعِ اللهِ مُزْدَجَرُ
"إن تَنصُروا اللهَ ينصرْكُمْ" - وأحْرَى بنا
هذا (اليقينُ) وفيهِ (البُرءُ) يُختصَرُ
وما (الحَضارةُ) في أسمى مَظاهِرِهَا
إلى الَّتي هي بالإسلامِ تنتَشِرُ
حَيثُ السَّلامُ، وحيثُ الأمنُ مُغتبطٌ
والعَدلُ مُنبسطٌ، والرِّجسُ مُحتَقرُ
وكلُّ ما دونهِ - الأرزاءُ فادحةٌ
وفيه لِلَّهِ (سرٌّ) سوف - يُشتَهَرُ
يا صاحبَ (الشأنِ) في شَعبٍ نُكرِّمُهُ
في (شخصِكَ الفذُ) تَعْظِيماً - ونَبتَدِرُ
لِيَهنِكَ (المَثَلُ الأعلى) تُتَابِعَهُ
فيما تُسِرُّ - وما تُبدي، وتفتكرُ
بِلقائِكَ (النورُ) صَافٍ مِن منابِعِهِ
في (مَهبِطِ الوَحيِ) لم يَعلَقْ بهِ كَدَرُ
فاستهدِهِ واستعِنْ باللهِ، وادعُ لَهُ
في العالمينَ، كما استوصى به (عُمُرُ)
فأنتَ من (أُمةٍ) صَحَّتْ (عقائِدُها)
و (الدينُ) ديدَنُها - و (العِلمُ) والأثرُ
لو لم تكنْ ذاتَ (إشعاع) تفيضُ بِهِ
لما تغنَّتْ بِها الآصالُ، والبُكَرُ
ولا تَوخَّى لها (إقبالُ) شاعرُها
هذا الطموحَ المُدوِّي - وهي تَزدَهرُ
قد شاقَنا فيه (روحُ الدِّينِ) منبجساً
وراقَنَا شدْوُهُ المستأنَفُ العَطِرُ
(ذوبُ اللُّجينِ) وأينَ الزَّهرُ منه شَذىً
وأين منه النجومُ الزُّهْرُ - والدُّرَرُ
أحيا بِه اللهُ (أرضَ الطُّهرِ) في نَسَقٍ
من (النِّظامِ) و (إعدادٍ) هو الخَطرُ
كأنَّما (شِعرُهُ) في الشَّرْقِ أغنيةٌ
من رجْعِهَا يتهادى القَوْسُ، والوَتَرُ
فأبلِغْ إليهَا مع البُشرى (مُغلغَلةً)
تكادُ تنطِقُ من شَجْوٍ - وتنصَهرُ
بأنَّنا في سَبيلِ اللهِ (ألويةٌ)
خفَّاقةٌ - ولنا (فِردوسُهُ) النَّضِرُ
مهما تناءتْ بِنا (الأمصارُ) شَاسِعةً
فإنَّنا (وحدَةٌ) باللهِ ننتصِرُ
(القصر الملكي) - جدة 20 جمادى الثانية 1372هـ - 6 مارس 1953م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :351  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 251 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج