| لكَ (القَبُولُ) وفيكَ الحَقَّ (يعتَمرُ) |
| والشَرْقُ يعتزُّ, و(الإسلامُ) يفتخِرُ |
| ما أنتَ إلاّ (جَناحٌ) بين أُمَّتِهِ |
| وأنت لا ريبَ مِنها السَّمعُ, والبصرُ |
| كأنما أنتَ (باكستانُ) شاخصةً |
| أو أنًَّها في حِجَاكَ, الشمسُ, والقمرُ |
| طوبى لك السعيُ - فيما قُمتَ تَرفَعُهُ |
| من (القَواعِدِ), والأضَاحُ, والغُررُ |
| شعبٌ هُنالك يَنموُ في تَطَوُّرِهِ |
| ويَعبُدُ اللَّهَ (إخباتاً) ويبتكرُ |
| مضى لغاياتِه - دَهراً - وفازَ بِها |
| حتَّى تناهى إليه الوِردُ, والصَّدرُ |
| سَبيلُهُ (الشَّرعٌُ) يستهدي به أبداً |
| فيما يُبيحُ, وما يَلقى, وما يَذَرُ |
| مُستمسِكاً (بكتابِ اللَّهِ) مقتفياً |
| (هُدى الرَّسُولِ) و (بالمعروف) يأتَمِرُ |
| أمدَّهُ اللَّهُ - بُرهاناً لقدرتِهِ |
| والأرضُ تربدُّ, والآفاقُ تَعتَكِرُ |
| كأنَّما هو للإسلامِ مِعقَلُهُ |
| وقد تمارَتْ بهذا (الكَوكبِ) النُّذُر |
| نِعمَ التَّلاقِي - و (بيتُ اللَّهِ) قِبلتُنَا |
| وقد تغشَّاكَ فيه (الحِجرُ) و (الحَجَرُ) |
| هي (الأُخوَّةُ) في الإيمانِ - لا زَغلٌ |
| يشُوبُها - غُصةً - كلاَّ - ولا غَرَرُ |
| (عبدَ العزيز) وقد حيَّاك (رائدُها) |
| وفيه عَزَّتْ (نِزارُ) واعتزت (مُضَرُ) |
| تَصَافَحَتْ بِكُما (الآمالُ) باسِمةً |
| وفيكما اجتمعَ (التَّوفيقُ) و (الظَّفَرُ) |
| فما يمينُكَ يُمناهُ - مِن كَثَبٍ |
| إلا (الفِداءُ) وإلا (الصَّارمُ) الذَّكرُ |
| مشى إليك (سعودٌ) في مَواكِبِهِ |
| وقد توافقَ فيك الخِيرةُ والخِيَرُ |
| وازدادَ فيك يقيناً لا يُخامِرُهُ |
| شَكٌّ بأنَّك منه (الصِنوُ) يُدَّخَرُ |
| وافترَّ حولَكَ (عبدُ اللهِ) مُحتفِلاً |
| والشعبُ قاطبةً، والبدوُ والحَضَرُ |
| يُمَجُدونَ (بلاداً) فيكَ ناهِضةً |
| و (أمَّةٌ) بضُحاها الغربُ ينبهرُ |
| شَتَّانَ في الأرضِ مَن يهوى (البَقاءَ) بها |
| رَغْمَ (الفناءِ) ومَن للبَعثِ ينتَظِرُ |
| لَنحنُ أجدَرُ (بالتَّمكينِ) نَملِكُهُ |
| لو أننا - يا أُولي الأبصارِ - نَعتبِرُ |
| إذن فقُربُنا - باللهِ عصمَتُنا |
| مهما دَجى الخْطبُ - والأهوالُ - تستعِرُ |
| ما في (الحياةِ) وإن أغرتْ زخارفُها |
| إلا (الكِفاحُ) وفيه يُبتلى البَشَرُ |
| وليس للخَلْقِ بُدٌّ مِن (مَصائرِهِمْ) |
| وما اقتضى فيهِم قَضَاءُ اللهِ والقَدَرُ |
| لكنَّما هِي أسبَابٌ، فمن ثَقُلتْ |
| بِهِ (الموازينُ) لم تَعبَثْ بِهِ الغِيَرُ |
| رحماكَ ربيَ - خوّلتَ الأولى احْتَسبُوا |
| للهِ ما هو في التَّارِيخِ مُستَطَرُ |
| دانتْ لَهُمْ (دُولٌ) واستسْلمتْ (أُمَمٌ) |
| وما لَهُم غيرَ ما بشَّرتَهم "وَزَرُ" |
| في "دَعوةِ الصِّدقِ" ما ألَّوا، وما ضَعُفُوا |
| ولا استكانوا، ولا هَابوا، ولا اندَحَروا |
| كأنَّما هُم غَداةَ الرَّوْعِ في حُلَلٍ |
| من سُندِسٍ أو كأنَّ الموتَ مُبستَرٍ |
| لا يؤثِرون عَلى "التَّوحيدِ" أنفُسَهُم |
| ويُؤثرون عَليها - وهي تحتضِرُ |
| أُولئكَ القومُ - ما كانوا ذَوي عَددٍ |
| كما نعدّ،ُ ويُحصى لنا (نَفَرُ) |
| وإنَّما الحَقُّ كُلَّ الحَقَّ - أنَّهموا |
| (وفُّوا بِما عَاهَدوا)، واختَانَنَا البَطَرُ |
| وأنَّهم (أخلصُوا الدَّينَ) واقتربوا |
| وأنَّنا (شَذَرٌ) من بعدهِمِ (مذرُ) |
| لَشُدَّ ما التَبستْ في النَّاسِ - واضْطَّربتْ |
| أمورُهُم - وتَفانَوْا - وهي (تَنْحَسِرُ) |
| لجَّتْ بِهِم في دَيَاجِيهم - غُوايتُهُمْ |
| مُستهزِئينَ - وفيهم - تُقدحُ (الكِبَرُ) |
| وما لَهُم من (نجاةٍ) غيرَ ما ائتلقتْ |
| بِهِ (المثاني)، وما جَاءتْ بِهِ (السُّوَرُ) |
| الله أكبرُ - والدُّنيا مُداوَلَةٌ |
| وما لَنا غيرَ شَرعِ اللهِ مُزْدَجَرُ |
| "إن تَنصُروا اللهَ ينصرْكُمْ" - وأحْرَى بنا |
| هذا (اليقينُ) وفيهِ (البُرءُ) يُختصَرُ |
| وما (الحَضارةُ) في أسمى مَظاهِرِهَا |
| إلى الَّتي هي بالإسلامِ تنتَشِرُ |
| حَيثُ السَّلامُ، وحيثُ الأمنُ مُغتبطٌ |
| والعَدلُ مُنبسطٌ، والرِّجسُ مُحتَقرُ |
| وكلُّ ما دونهِ - الأرزاءُ فادحةٌ |
| وفيه لِلَّهِ (سرٌّ) سوف - يُشتَهَرُ |
| يا صاحبَ (الشأنِ) في شَعبٍ نُكرِّمُهُ |
| في (شخصِكَ الفذُ) تَعْظِيماً - ونَبتَدِرُ |
| لِيَهنِكَ (المَثَلُ الأعلى) تُتَابِعَهُ |
| فيما تُسِرُّ - وما تُبدي، وتفتكرُ |
| بِلقائِكَ (النورُ) صَافٍ مِن منابِعِهِ |
| في (مَهبِطِ الوَحيِ) لم يَعلَقْ بهِ كَدَرُ |
| فاستهدِهِ واستعِنْ باللهِ، وادعُ لَهُ |
| في العالمينَ، كما استوصى به (عُمُرُ) |
| فأنتَ من (أُمةٍ) صَحَّتْ (عقائِدُها) |
| و (الدينُ) ديدَنُها - و (العِلمُ) والأثرُ |
| لو لم تكنْ ذاتَ (إشعاع) تفيضُ بِهِ |
| لما تغنَّتْ بِها الآصالُ، والبُكَرُ |
| ولا تَوخَّى لها (إقبالُ) شاعرُها |
| هذا الطموحَ المُدوِّي - وهي تَزدَهرُ |
| قد شاقَنا فيه (روحُ الدِّينِ) منبجساً |
| وراقَنَا شدْوُهُ المستأنَفُ العَطِرُ |
| (ذوبُ اللُّجينِ) وأينَ الزَّهرُ منه شَذىً |
| وأين منه النجومُ الزُّهْرُ - والدُّرَرُ |
| أحيا بِه اللهُ (أرضَ الطُّهرِ) في نَسَقٍ |
| من (النِّظامِ) و (إعدادٍ) هو الخَطرُ |
| كأنَّما (شِعرُهُ) في الشَّرْقِ أغنيةٌ |
| من رجْعِهَا يتهادى القَوْسُ، والوَتَرُ |
| فأبلِغْ إليهَا مع البُشرى (مُغلغَلةً) |
| تكادُ تنطِقُ من شَجْوٍ - وتنصَهرُ |
| بأنَّنا في سَبيلِ اللهِ (ألويةٌ) |
| خفَّاقةٌ - ولنا (فِردوسُهُ) النَّضِرُ |
| مهما تناءتْ بِنا (الأمصارُ) شَاسِعةً |
| فإنَّنا (وحدَةٌ) باللهِ ننتصِرُ |