شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
يَفيض بها (سرُّ الحياة) سهلاً
جَرى (ماؤها) عَذْباً - وماسَتْ (شِعابُها)
(مشاعرُ) ملءُ الخافقينِ قرابُها
تكادُ بها الأنفاسُ من كلَّ تَلْعةٍ
تَجاوبُ بالأَصداءِ يعلو خِطابُها
كأنّ - رُباها بالثناءِ - مُعطَّراً
إليكَ أُفاضتْ - واسبكرت هِضابُها
غفارُ - قِفارٌ - أصبحتْ وهى جنّةٌ
وكانت جفافاً يقشعِرُّ تُرابُها
إذا المُزْنُ حامتْ فوقَها في عشيّةٍ
بكتْ جَدْبَها. واستَنَّ فيها انْتحابُها
تَشقَّقُ ظمأى للحياة - ودَوْنها
مَفاوزُ يُخشى وَحشُها. وسرابُها
ويزفرُ من غَيْظٍ ثَراها - ودَوْحُها
ويَشهقُ مغْلولَ اليدينِ ضَبابُها
مُراغمةً حَرَّى تلِجُ بها الرؤى
وتَصحو - ومُحْمَرُّ النَّجيعِ - خِضابُها
حطامٌ من الإهمالِ. ردمٌ من البِلى
مَواتٌ - تَحاشى لا بثيها (1) غُرابُها
* * *
مضتْ حِقَبٌ تَتْرَى عليها عقيمةٌ
وطافَ بها من جانبيها خَرابُها
تُلِمُّ بها (ريحُ السَّمومِ) بلَيلةٍ
ويَصْلى سعيراً - بَهْمُها. وضَبابُها
ويسقطُ فيه (الطيرُ) إذ هو سانحٌ
ويَبرحُ عنها - والشُّواظُ لُعابُها
وللوفِدِ في (أم القُرى) ورباعِها
ضجيجٌ. على الآبار شحَّ انسكابُها
يؤمونها مطويةً - كضلوعِهِم
وأكبادُهم حَرَّى يشُبُّ الْتهابُها
مرنقةً - ما إن يَبِلُ بها الصَّدي
وكالحنظلِ المنقوعِ في الجوْفِ صَابُها
يزيدُ بها المَلْهوفُ - وَقداً - ومالَهُ
سِواها اضطراراً والحَميمُ رُضابُها
كذلك كان (الحجُّ) ما بين خائفٍ
وذي عِلَّةٍ يشتد فيه عذابُها
عشيّاتُه - ترنو - إلى (غَدَواتِه)
رُفاتاً - كفاتاً - لا يُرجَّى إيابُها
إذا نامَ لم يأْمَنْ. وإنْ سارَ في الضُحى
أحاطتْ به بين الرَّعان ذئابُها
وإنْ هو أصغى للعراءِ فغارةٌ
مُدمدمةٌ من ماضغيه استلابُها
يمنُّ عليه أنْ يعيشَ إذا نجا
وهيهاتَ ينجو ما تَمطَّى يَبابُها
تَصاريفُ - مَرّتْ - كالأَساطيرِ ضِلَّةً
وأودى (2) بها في الغابرينَ شِعابُها
مَحاها الهُدى بالسيفِ (مَحْواً) وأُبْدلَتْ
(مَثانيَ) من وَحي السماءِ (كتابُها)
سواءٌ بها الجَّاني - عَتِياً - وإمّعاً
متى هو يَجْني حَقَّ فيه عِتابُها
فليتَ الأُولى بالأمس، رِيعوا، وزُلْزِلوا
وسالتْ بهم بينَ الفِجاجِ حِصابُها
تَبارَوْا إلى السلْسالِ في كلَّ مرْقبٍ
تَرَقْرقَ أنهاراً - فُراتاً شَرابُها
تَفجَّر من صَخرٍ به اخضرَّتِ الرُّبى
كما ارتَجَسَتْ بالغادياتِ رَبابُها
أُريغتْ (3) عن الأَبصارِ في مُهَجِ الثرى
(قروناً) وأَعيا المُتْرَفينَ انْسيابُها
فأَشْرَعها (عبدُ العزيزِ) - مَناهِلاً
حلالاً حُميًّاها - لُجَيْناً مُذابُها
تَهدَّر كالأَمواجِ - في غيرِ مِنَّةٍ
وتَسْلُكُ في الأَحياءِ شَتَّى انصبابُها
وتَجعلُ من (صيفِ) الفُصولِ (ربيعَها)
فيَخضَلَُ فيه زهرُها ورُطابُها
مشاعاً أُبيحتْ. ما عليها مُحَلاً
ولا هي كالضَّحضاحِ ثرّ انتضابُها
كأني بها في صَفْوِها - وخَريرها
تُرنَّمُ ألحاناً شجِياً طِرابُها
يَفيصُ (4) بها (سِرُّ الحياةِ) مُسَبّلاً
ويَفترُّ بين المأزمينِ صِبابُها
فيا ابْنَ الذي في ظِلَّةِ ائْتَلَقَ الهُدى
ومن هُو من كُلِّ القُلوبِ مَثابُها
ويا قُرّةَ الإِسلامِ والعُربِ والذي
أياديك لا يُحْصى تباعاً حسابُها
تَباركَ فيك الخيرُ والبِرُّ - وارْتَوتْ
بكَ البيدُ. واسْتَهْوَى المُلبيّن قلبُها
بنيتمْ على الإحسانِ والعَدْلِ عَرْشَكُم
دعائمَ نيطتْ بالثُّريّا حِقابُها
فما الشمسُ إلا صَفحةً من سِجِلَّكمْ
لو انْجابَ من بعضِ العُيونِ حِجابُها
إذا لم نُطِقْ كل الثناءِ - فجُلُّهُ
على نِعمٍ يَهْمي وليّاً سحابُها
نزيدُ بها حَمداً وشكراً على المَدى
وتَزهو - و (عُقْبى الباقيات) احتسابُها
ولو نُظَّمتْ آثارُكم - لتمَّثلتْ
(خرائدَ) يُغني عن بياني انتصابُها
بذلتُم بها الغَالي نُضاراً، وعَسْجداً
ويوم غدٍ (جنّاتُ عدْنٍ) ثَوابُها
فلا زْلتَ يا (سَعدَ السُّعودِ) ورمْزَهُ
طلائعُكَ الخضراءُ (5) - نَضْرٌ رِكابُها
تُغنّيكَ نَشْوى بالمفاخرِ (أمَّةٌ)
يُفَدِّيكَ منها (شِيبُها) و (شَبابُها)
وأحْسَبُنا ندعو لكلَّ مُوحدٍ
إذا دعوةُ الإخلاصِ نادى مُجابُها
بِحِفْظِ (طويلِ العُمر) رافِعِ صَرْحِها
ومُحيي رُباها - (تاجُها) و (مُهابُها)
 
طباعة

تعليق

 القراءات :368  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 247 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء السابع - الكشاف الصحفي لحفلات التكريم: 2007]

محمد عبد الصمد فدا

[سابق عصره: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج