حيَّتْ (ربيعةُ) (هاشماً) و (نِزارَ) |
ومشى الربيعُ إليك وهو نُضارُ |
وهفْت إليك (الناصريةُ) (دوحُها) |
ونخيلُها والوردُ والأزهارُ |
وكأنما (الشمسُ المنيرةُ) أشرقتْ |
رغمَ الدُّجى وتبلُّجَ الإسفارُ |
وكأنَّما (الآلاءُ) في جَنَباتِها |
(عِقدٌ) تشيعُ خِلالَه (الأَنوارُ) |
وكأنَّما (أحواضُها) مُرفضَّةٌ |
بالتَّبرِ أو هي بالضُّحى فَوارُ |
وكأنَّما (البُشرى) بها نَضاخَةٌ |
عينٌ يفيضُ بمائِها (التَّيارُ) |
وكأنَّما (عبدُ العزيزِ) وضيفُهُ |
في صَدرِها (بدرانِ) وهي "إطَارُ" |
وكأنَّما "ألقُ السُّعودِ" وقد هَمى |
(بيضٌ صوارمُ) أُشرِعتْ وشِفارُ |
* * * |
هي في (ضُحاها) بالزمرِّدِ (جنةٌ) |
في الأرض بل هي (كوكبٌ سَيَّارُ) |
زخِرتْ بأمواجِ الهَناءِ ورجَّعتْ |
ترنيمَهُ الآفاقُ والأمصارُ |
وتجاوبتْ بين العُذيْبِ و (بارقٍ) |
ولها دويٌّ مُطبِقٌ وحوارُ |
بل إنَّها (مَثَلٌ) لِما أحيا بهِ |
(عبدُ العزيزِ) الشعبَ وهو مَنارُ |
وكأنَّما هي من (سعودٍ) رمزه |
من حيثُ ما ارتفعتْ بهِ الأسوارُ |
حاكتْ برونَقِهَا خَلائِقَهُ التي |
نفحُ العبيرِ نسيمُهَا المِعطَارُ |
وافتنَّ فيها الشِعرُ واخضلَّ النَّدى |
وأطلَّ منها (المجدُ) والإِبهَارُ |
ورنتْ إليها من وراءِ (شِغافِهَا) |
في قرةٍ بحبورِها الأبصارُ |
* * * |
حبٌ تغلغلَ في الصُّدورِ وأعربتْ |
عنه الشُّعورُ ولَجَّتِ الأَسوارُ |
ومواكبٌ لا (البُحتريُّ) بها انتشى |
في (الرَّافدينِ) ولا ازدَهى (بَشَّارُ) |
وشدا الفَضاءُ بها وشقَّ أديمَهُ |
ما يُلهمُ الإِعجابُ والإِكبارُ |
* * * |
نعمَ المساءُ بها ونعمَ صباحُهُ |
ولَنِعمَ ما سمحتُ به الأقدارُ |
جلَّتْ يدُ الرَّحمن تجمعُ أمةً |
في (العَاهلَينِ) كِلاهما مُختارُ |
يتواصيانِ على الحِفاظِ وإنَّهُ |
(للضادِ) مجدٌ سامقٌ وفَخَارُ |
(مَلكانِ) بل (شعبانِ) كلُّ مِنهما |
رمزُ الوفاءِ وصارمٌ بتَّارُ |
(فَلكُ العروبةِ) فيهما استظلالُهُ |
وهُما لهُ في الخَافقينِ مَدارُ |
عَينانِ بل قَلبانِ قد جُمعا معاً |
وكلاهُما (لِكليهِمَا) استبصارُ |
عاشا طويلاً في (إِخاءٍ) دائمٍ |
وتحققتْ لِحماهُمَا الأَوطَارُ |
وليحفظِ اللهُ الجزيرةَ فيهِما |
ما امتدتِ الأنجادُ والأَغوارُ |