نَعمَّا بك (الإصباحُ) وهو سفورُ |
ويا حبذا (الإمساءُ) وهو سُرورُ |
ومرحى بـ(شبرا) و (العَقيقِ) و (جَبرةٍ) |
ضُحاك وأزهارُ الربيعِ شُذورُ |
إذا ضاحكتْها الشمسُ رفَّتْ كأنَّما |
على صَفْحَتيها سُندسٌ وحَريرُ |
* * * |
إليكَ اشرأبَّ الشَّعبُ ظمآنَ صَاديا |
إلى (الكَوثرِ) الفَيَّاضِ وهو نَميرُ |
إلى (الكوكبِ الوضَّاحِ) والفَرقدِ الذي |
بمطلَعِهِ قطبُ السُّعودِ يَدورُ |
إلى (القانتِ السَّجادِ) تَعنو لأمرِهِ |
(مَعدٌ) وتُهدى بالسَّدادِ أُمورُ |
إلى (الأملِ المنشودِ) في خيرِ أمةٍ |
مَناهِلُها من رَاحتيهِ بُحورُ |
إلى مَطمحِ الأبصارِ هَامتْ بحُبَّهِ |
قُلوبٌ تغشَّاها الهُدى وصُدورُ |
إلى الفاتِكِ المرهوبِ في كلِّ موقفٍ |
به الأرضُ رجفٌ والسماءُ فطورُ |
إِلى مطمئنٍ بالتُّقى مُتزمَّلٍ |
خَلائقُهُ نورٌ يُضيءُ ونُورُ |
تَنافَسَ فيك (المجدُ) إذ أنت يافعٌ |
وأُفضِي إليك (العهدُ) هو خَطيرُ |
وفيك تَلاقى بالجَلالِ (أئمةٌ) |
بهم يهتفُ التاريخُ وهو عَبيرُ |
أقاموا على التَّوحيدِ أساسَ مُلكِهِمْ |
تُناضلُ عنه البِيضُ وهي ذكورُ |
أمولاي أغريتَ القلوبَ فأقبلتْ |
إليك ومنها في (يديكَ) سُيُورُ |
وما محَّضتكَ الحُبَّ عفواً وإِنما |
جَزتكَ به الأضعافَ وهي جُذُورُ |
دَعوتَ فلبَّاكَ الذين بَرَرتَهم |
وما مِنهُمُ إلا أبَرُّ شَكُورُ |
(منابِرُنا) عنك الثناءُ مُعطراً |
يضُوعُ وآياتُ (الولاءِ) شُعُورُ |
إذا ما رَنَتْ أبصارُنا فيك لم تَزَلْ |
تَعُبُّ منَ اللألاءِ وهي حُبُورُ |
ومن كانَ مِن (عبدِ العزيز) اقتباسُهُ |
فآصالُهُ رَغَمَ العَشيِّ بُكُورُ |
وهل أنت إلا (سِرُّهُ) وصفيُّهُ |
(وصارِمُهُ) البتَّارُ وهو طَريرُ |
به اتصلتْ فيك (الحُظوظُ) وبورِكَتْ |
أصُولٌ بها روضُ الفُروع نضيرُ |
نُقبِّلُّ في يُمناك يُمناهُ غِبطةً |
وتُشرقُ فينا ما طَلعتَ بُدورُ |
* * * |
كُماةٌ أُباةٌ من ورائِك صَفُّهُمْ |
كما انتصَّ رَضوى واستقرَّ ثَبيرُ |
فديناكَ (إجماعاً) وفاءً بعهدِنا |
و (ربُّكَ) بالفتحِ المُبينِ ظَهيرُ |
تمثلَ فيك الشعبُ مستقبلَ الضُّحى |
مواكبَ منها أولٌ وأَخيرُ |
بحيثُ ترى الفِتيانَ حَفوا فيالقاً |
عليك ومنهمْ قائدٌ ومُشيرُ |
وإذ كلُّ من تدعو يُلبيكَ شَاخصاً |
إلى السَّمكِ تُعليه وفيه يَطيرُ |
* * * |
هُنالك والعِلمُ الصحيحُ مَنارُنا |
يعودُ بك (التاريخُ) وهو فَخورُ |
وما الجهلُ إلا للفناءِ مَزالقٌ |
ولا العِلم إلا للحياةِ جُسورُ |
أرى يومَنا إِن قِيسَ بالأمسِ نعمةً |
وفيك (غدٌ) بالأُمنياتِ تُشيرُ |
* * * |
حلفتَ لَعَمرُ اللهِ ما هي زُلفةٌ |
ولا هو زَعمٌ بَاطلٌ وغُرورُ |
بَريءٌ من الإِنصافِ كلُّ مُكابرٍ |
قُصاراهُ مَقتٌ حائِرٌ وحَقيرُ |
لنا وعلينا ربْحُنا وخُسارُنا |
فما بالُ أقلامٍ هناك تَمورُ |
أَهُمْ قد نسوا ماضي الجَزيرةِ أمْ بهِ |
خَفاءٌ أمْ امتدتْ عليه سُتورُ |
تصرَّمتِ الأحقابُ من قَبلُ وانقضتْ |
دُهورٌ وكرَّتْ بعدَهُنَّ دُهورُ |
تُراقُ بها في كُلِّ ضَاحٍ بَريئةً |
دماءٌ وتُسفى أَربُعٌ وقُصورُ |
وتمضي إلى اللهِ الضَّحايا جَسيرةً |
وما إنْ لها تَحتَ الرِّغامِ قُبورُ |
* * * |
فلمَّا تَولى الليلُ إلا أقَلَّهُ |
وغادَرَها الإِعصارُ وهي تَمُورُ |
أتاحت لها الأقدارُ في (عبقريِّها) |
نجاةً ولاحَ الفجرُ وهو مُنيرُ |
وقد أصبحتْ بعدَ التَّفرُّقِ (وحدةً) |
لها (الجيشُ) حِصنٌ والشريعةُ سُورُ |
يُشيَّدُ عُمرانٌ وتُبنى (مَوانىءٌ) |
وتُنفضُ أجداثٌ (ويُنفخُ صُورُ) |
ويَزخرُ (إثراءٌ) وتنمو ثقافةٌ |
وتوُفدُ بعثاتٌ ويُثمِرُ (بُورُ) |
وتعتزُّ بالأمنِ الذي كان خِيفةً |
وتفترُّ فيها بالسَّلامِ ثُغورُ |
وتمتدُّ (أفياءٌ) وتُزجى (كتائبٌ) |
وتسبحُ في كبدِ السَّماءِ (نُسورُ) |
* * * |
أمن بعدِ هذا الوعي والشرقُ يلتقي |
بهِ الغربُ لغوٌ في الحديثِ وزَورُ |
أجلْ إنها الأبعادُ تُطوى مَراحلا |
وأنت بها (قبلَ الفُضولِ) بَصيرُ |
* * * |
فدونَك والتقويمُ يعمُقُ غَورُهُ |
بعزمِكَ والتدعيمُ وهو كَبيرُ |
ومهِّدْ سبيلَ المَجدِ واحْدُ بأمةٍ |
أناطتْ بك الآمالَ وهي نُشورُ |
تخوضُ بك المَوتَ الزؤامَ قريرةً |
وتَقتحمُ الأهوالَ وهي سَعيرُ |
* * * |
أقمها على سَمْتِ النبيَّ ونهجِهِ |
كما أنت فيه باليقينِ تَسيرُ |
وصُنْ حَرَمَ الأخلاقِ من كُلَّ عابثٍ |
شديدٍ عليه مُنكرٌ ونكيرُ |
* * * |
وهيهات من وشيَّ البيانَ وسِحرَهُ |
نبوغُكَ والدنيا إليك تُشيرُ |
فإن لمْ أكنْ وفَّيتُ شأوَكَ حَقَّهُ |
فيا رُبَّ (سٍفرٌ) أعلنتهُ سُطورُ |
أرقتُ لك القلبَ الذي فيك خَفقُهُ |
ومَحضَّتُكَ الإخلاصَ وهو ضَميرُ |
فعشْ في ظِلالِ التاجِ للتاجِ زينةً |
وللشعبِ ذخراً ما استهلَّ مَطيرُ |